سَبَحَات

سَبَحَات

بَيْنَ قَلْبِي
والْمَثَانِي السَّبْعْ
وجِبَالِ الأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعْ
والسَّمَـاوَاتِ... ذَوَاتِ الرَّجْـعْ
سَبَحَـاتٌ...
لَيْـسَ إِلاَّ... سَبَحَـاتْ
***
وابْتِهالاتٌ
عَلَى قَلْبِي تَدُورْ
والتَّرَاتِيلُ تَرَانِيـمُ سُرُورْ
والتَّبَاتِيلُ عَلَيْهَا، وسَرَى
فِي حَوَاشِيهَـا دُعَاءُ الْمُسْتَجِيـرْ
***
سَاجِيًا
بِاللَّيْـلِ أَوْ صَـوْبَ الضُّحَىٰ
فَأَقَامَ اللَّيْلَ، والنَّوْمُ صَحَا
وأَنَا أَسْبَحُ... فِيمَـن سَبَحَا
كُلَّمَا سَبَّحْـتُ عَنِّي سَـبَّـحَـا
***
لَسْتُ أَدْرِي
بِفُؤَادِي مَا فُؤَادِي!!
حِينَمَا أُسْمِعْتُ... مَنْ
ذَا بِي يُنَادِي !!
أَوْ بِمَن يَهْتِفُ: يَا
لَبَّيْكَ عَبْدِي!!
أَمْ بِسِرِّ الشَّوْقِ أَهْذِي
يَا سُهَادِي!!
***
حَارَ بِي قَلْبِي،
وأَحْتَارُ بِهِ
لا عَلَى دَرْبِي، ولا 
فِي دَرْبِهِ
كُلَّمَا أَغْرَى وأَغْرَيْتُ بِهِ،
وتَعَافَيْنَا
بِنَجْوَى حُبِّهِ
***
فَعَبَرْنَا
بِالْمَفَازَاتِ سَلامَا
وقَضَيْنَاهَا
صَلاةً وصِيَامَا
ونَجَوْنَا
فِي الْحَيَاتَيْنِ مَعًا
فَجَعَلْنَاهَا
سُجُودًا وقِيَامَا
***
فَبِدَارِ الْخُلْدِ
يَا نِعْمَ الْمَقَامْ
فِي قَرَارِ الْقَلْبِ
فِي دَارِ السَّلامْ
وفُؤَادٌ فِيهِ طُرًّا
لا يَنَامْ
وكَمِثْلَيْنَا مُلُوكٌ
وأَنَامْ
***
وكَمِثْلَيْنَا
جِمَادَاتٌ تَعِي
بِقُلُوبٍ
صَدَحَتْ فِي مَسْمَعِي
كَقُلُوبِ الطَّيْرِ خُضْرًا خُشَّعًـا
سَائِحَاتٍ
فِي الْمَجَالِ الأَرْوَعِ
***
هُوَ فِي الْمُهْجَةِ بِالْقَلْبِ
إِلَــــهْ
والسَّمَاوَاتِ، وفِي الأَرْضِ
إِلَــــهْ
ويُصَلِّي فِيهِمَا عَلَى الْحَيَاهْ
فَأَجَبْنَـا
ودَخَلْنَـا فِي الصَّلاهْ
***
فَصُفُوفًا...
وثُرَيَّاتٍ تَجُوبْ
سَابِحَاتٍ...
فِي الثُّرَيَّانِ الْعَجِيبْ
حَوْلَــهُ
والْعَرْشُ يَزْهُـو بِالسَّنَـا
ولآلٍ 
خَافِقَاتٍ كَالْقُلُـوبْ
***
فَانظُـرِ الْكَوْنَ جَمِيلاً
مُعْجِبَا
ثُمَّ لا تَدْهَـشْ بِقَلْبٍ
عَجَبَا
إِنَّهُ الْبَارِئُ سَوَّاهُ، وهَلْ
عَايَنَتْ عَيْنَاكَ إِلاَّ
طَيِّبَا
***
قَـلِّـبِ الْقَـلْبَ
بِآيَـاتِ النُّهَى
فَعُيُونًا تَجْتَلِي
فِي الْمُنتَهَـى
تُبْصِرِ اللهَ، ومِنْ آيَاتِهِ
كُلُّ شَيءٍ فِي ثُرَيَّاهُ،
زَهَا
***
الْقُلُوبُ الْبِكْرُ، والحِسُّ النَّضِيرْ
والزُّرُوعُ الْخُضْرُ، والنَّهْرُ النَّمِيرْ
وبُحُورٌ، وسَمَاوَاتٌ، وأَرْضٌ،
فَعَلِمْنَاهَا...
ولَمْ نَعْلَمْ كَثِيرْ
***
ومِنَ الأَلْوَانِ كُلٌّ يَزْدَهِي
لا شَبِيهًا،
وشَبِيهَ الْمُشْبِهِ
حُمُرًا، بِيضًا، وصُفْرًا،
وصَحَا كُلُّهُ
فِي أَزْرَقِ الْبَحْرِ الْكَبِيرْ
***
وسَوَادًا مَّا
تُسَمِّيهِ سَوَادَا
كَيْفَ يَبْدُو...
وصَحَا الصُّبْحُ رَمَادَا
وسُوَيْدَاؤُكَ بَيْضَاءٌ بِهِ
والأَصِيلُ النَّبْعُ أَكْفَاهُ
مِدَادَا
***
إِنَّمَا الأَسْوَدُ أَحْرَى بِالْقُلُـوبْ
مُظْلِمَاتٍ كَدُجَى اللَّيْلِ الرَّهِيبْ
بَيْدَ أَنَّ اللهَ أَحْيَـا نُورَهَـا
فِيـهِ جَلاَّهَــا
عَنِ الشَّيءِ الْكَئِيبْ
***
ومِنَ الأَبْيَـضِ كَالـزَّهْــرِ شُهُـوبْ
يَانِعَاتٍ مِّثْلَ هَاتِيكَ الْقُلُوبْ
سَـانِيَـاتٍ بِثُـرَيَّـا رَبِّهَــا
ومِنَ الْجُونِ جِنَانٌ
لا تَغِيبْ
***
رُبَّمَا
تَخْفُو بِلَيْلِ الذَّاكِرِيـنْ
فِي جَنَاحِ اللَّيْلِ فِي الْمُسَّهِدِيـنْ
صَاحِيَاتٍ تَتَجَّلَى أَبَدًا
ثُمَّ لا تَخْبُو
قُلُوبُ النَّائِمِيـنْ ■