لماذا اخترت هذه القصص؟

لماذا اخترت هذه القصص؟

تمثل تيمة «العنوان» أحد المفاهيم الرئيسة للولوج إلى عالم النص القصصي تحديدا والسردي عموما. إنه يشبه موقع الرأس من جسد النص ويقوم بجلب القارىء إليه، وهو حسب الناقد جيرار جنيت يعتبر بمثابة العتبة التي تؤدي إلى الكشف عن أسرار لذة النص القصصي وتوليد تكوينه وبنائه وحواره مع النصوص المتناصة معه تاريخيا والمجاورة له تزامنيًا.
لكن الملاحظ أن بعص كُتاب القصص المقدمة إلى مسابقة مجلة «العربي» لا يهتمون ببلاغة العنوان الذي يعتبر من تقنيات الكتابة القصصية  لعدم  توافقه مع موضوع القصة ومضمونها. مثل قصة « رحيم ونجم» التي لا يحيل اسم أصحابها على شخصيات تاريخية، كما أن بعض النصوص القصصية هي غُفل عن كل عنوان مفيد، كما في القصة الموقعة من لدن  القاصة (سمية سيد) التي لا تؤشر على وعي نظري وجمالي بتقنيات الكتابة القصصية.

- المرتبة الأولى: قصة «حلوى البرقوق» لمريم حبيب الله / المغرب
 تعتمد هذه القصة على لعبة المفارقة التي تفضي إلى الإدهاش وتخلق لدى القارىء مواقف ساخرة نتيجة للتناقض الظاهري بين الأخ الأكبر (عمر) وأخته الصغرى المتفوقة عليه في دراستها. لكن عائلتها تحتفي بنجاح أخيها عمر في الانتقال من الفصل السادس إلى الالتحاق بالمرحلة الإعدادية، فقام والده من أجل حفزه على الدراسة،  فاشترى له  دراجة هوائية، أما اخت عمر برغم أنها فازت في كل الامتحانات التي اجتازتها لكنها لم تتلق من والديها تشجيعا من أجل  حفزها على مزيد من التفوق والنجاح. وهذه الظاهرة التي تجعل الفتيات يتفوقن على الذكور في جل أسلاك التعليم بنسبة مرتفعة، تصل في بعض الكليات إلى نسبة ما فوق خمسين بالمائة، ربما تحتاج من التربويين إلى تقديم مقاربة سوسيو- تربوية.

- المرتبة الثانية: قصة «دموع تمساح» لـ د. محمود الضبع / مصر
على نهج قصص الحيوانات الخيالية التي كتبها الشاعر لافونتين وقصص كليلة ودمنة التي ترجمها إلى اللغة العربية عبد الله المقفع بغاية جعل الطيور والحيوانات تتكلم بالحكمة والموعظة الحسنة. في هذا السياق تندرج قصة « دموع تمساح» كأمثولة رمزية تحيل كناية  على بطولة الإنسان، عندما قام التمساح باستعادة تاريخ بطولاته وسطوَته على كل خصومه في المستنقع، بعد أن  نعتوا دموعه بأنها كاذبة، يذرفها لاستدرار العطف والشفقة عليه، لكن التمساح  كان واثقا بنفسه، عندما اعتبر أن دموعه تعود إلى تاريخ المعارك التي انتصر فيها وتركت على صدره جراحها وندوبها معلقة مثل النياشين والأوسمة.

المرتبة الثالثة: قصة «أبرع من حمل السيف» للقاصة صفاء بلحساوية /قطر
في قصة « أبرع من حمل السيف» تتطرق الكاتبة لتيمة التحري والتلصص على شخصية هشام الذي يقوم بتنظيف السمك وتقشيره عندما يلبي حاجات الزبناء الذين يتحلقون حوله من مختلف الأعمار، تراقبه الراوية وهو يقوم بعمله برشاقة وخفة نشيطة  مع تركيزها على الندوب الموشومة على وجهه التي تذكرنا بالبلطجي أو البحار المغامر الذي يدخن بشراهة، لكن الراوية برغم  ملاحظاتها الدقيقة إزاء شخص هشام فإنها لا تصل إلى نتيجة حول حقيقته وهويته.  تُرى هل هو المجرم الظريف زورو أم هو المفتش الذكي شارلوك هولمز؟