حياة عادية

حياة عادية

شعر

السرير
السرير دائماً لصق الحائط
هو ينام إلى الداخل
وهي إلى جواره على الحافة
سبعة وعشرين عاما
وهما ينامان
في سرير عرسهما
* * *

رائحة البحر
أتذكر أني قرب البحر
المعسكر الذي كان هناك
لم يتغير فيه شيء
محطة القطار ماتزال تحمل اسمه
وسوره على البحر
أتذكر الحال التي كنا عليها
بعدما حبسونا هناك
والعريف الفظ
وأتذكر المسافة البعيدة
بين محطة القطار
وسور المعسكر
وأنا أجري في الليل
وأراني قرب البحر
وأتذكر رائحة البحر
* * *

الطريق
ما الذي يحملنا
على المضي في ذات الطريق
الطريق التي نشكو منها
التي لأجلها تعنّفنا زوجاتنا
والتي لأجلها يتعقّبوننا
* * *

الأولاد
كان لديه أولاد
وهؤلاء كان لديهم أصدقاء
يغافلون آباءهم
ويأتون واحداً بعد الآخر
كانوا صبية مرتبكين
يدخنون خلسة
ويتلفتون حولهم في اضطراب
وكان يفتح لهم
ويتذكر نفسه في الطفولة
* * *

ذات يوم
أحتمل أن أراها الآن
وهي تعتمد على يدها لتنهض
الفتاة الصغيرة الضاحكة
المكحولة العينين
التي مرّت عليّ ذات يوم
وأخذتني معها
* * *

اعتراف
كان كل شيء ضدّه
صورته في دولابها
وعطرها على ملابسه
والرسائل الغرامية
التي كان كتبها إليها
والتي عثروا عليها بعد الحادث
في صندوق حليّها
هكذا أسقط في يده
واعترف
* * *

بالملابس الكاملة
أكون قد نسيته
تكون قد مرّت سنوات
على آخر مرّة التقيت به
ويكون قد مات
حتى دون أن أعرف
لكن شخصاً ما يأتي دائماً
ويهمس لي
بخبر مصرعه
ويكون علي أن أرتدي كامل ملابسي
لأرافق الجثة
* * *

الحفل
في المرّة القادمة
أخشى أن لا أكون موجودا
سيكون بوسعهم حينئذ
أن يفعلوا بي
كما اشتهوا دائماً

 

محمد صالح