العدد (502) - اصدار (9-2000)

أعشاب الفكر الوحشية أحمد أبوزيد

الصدام الذي وقع في مصر بين المفكرين والمثقفين والمبدعين الليبراليين من ناحية، ورجال الدين والأزهر وأصحاب الاتجاهات الدينية المحافظة من الناحية الأخرى حول رواية السوري حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر"، والمساجلات العنيفة التي امتلأت بها صفحات الجرائد والمجلات المصرية والنداءات الملتهبة التي سددها بعض أئمة المساجد للتنديد بالمبدعين والمثقفين، والتحريض عليهم واتهامهم مع مؤلف الرواية بالكفر والخروج على تعاليم الإسلام ورموزه ومقدّساته

الخيار النووي وأمن الشرق الأوسط محمود بركات

لاشك أن المتغير الأساسي في الشرق الأوسط هو إعلان قيام دولة مختلفة عن بقية الدول العربية في الأساس العقائدي، وبالتالي في نظراتها السياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط، وترتكز على مساندة لها شأنها من خارج المنطقة وتعتمد في بقائها على أساس من تكريس التفوق في القوة والقدرة العسكرية بصفة جذرية وهي دولة إسرائيل

شمبليون والطهطاوي: ظاهرتان ثقافيتان من تداعيات حملة نابليون وجيه كوثراني

لاشك أن الرجلين ليسا معاصرين للحملة الفرنسية التي استمرت في مصر سنوات ثلاثا (1798-1801)، فرفاعة رافع الطهطاوي ولد في العام 1801، أي في العام نفسه الذي انسحبت فيه القوات الفرنسية من مصر، وجان فرانسوا شمبليون ولد في العام 1790، أي لم يكن بعد قد تجاوز السنوات الثماني، إلا أن الاثنين ارتبط تاريخهما الثقافي والعلمي بأحد أهم إنجازات الحملة الفرنسية: مشروع كتاب (وصف مصر) (Description de 1 Egypte)، ومن المعروف أن هذا الكتاب هو مجموعة ما أسهم به علماء الحملة الفرنسية وخبراؤها، وقد بلغوا 167 عالماً وباحثاً وخبيراً وفناناً

العرب والإيرانيون: البحث عن هوية مشتركة سليمان العسكري

في لحظة تألق نادرة لإرادة التواصل الثقافي العربي - الإيراني، شهدت العاصمة الإيرانية طهران في الأسبوع الأول من شهر يوليو الماضي حدثاً ثقافياً بارزاً تمثل في انعقاد ملتقى "الشاعر الإيراني سعدي الشيرازي" الذي نظمته مؤسسة ثقافية كويتية هي "مؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري" بالتعاون مع مؤسسة ثقافية إيرانية هي "رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية" وهي مؤسسة حكومية تعنى بالتواصل بين أجزاء العالم الإسلامي على المستوى الثقافي، وشارك في أبحاث الملتقى وأمسياته الشعرية مجموعة من الباحثين والنقّاد والشعراء من العرب والإيرانيين

هل هي ثقافة مكان؟ إنسان الشجرة محمد الحديدي

قد تنتمي الشرائع والديانات إلى مواطن أو قوميات، فهناك - مثلاً - ديانات فرعونية وفارسية وهندوسية، وكذلك الفلسفات، فهناك مثالية ألمانية، وبراجماتية أمريكية ووجودية فرنسية ودانمركية، وكذلك التشريعات والقوانين، بعضها أصوله رومانية أو فرنسية أو إنجليزية، ولكن العلوم التجريبية، سواء في ذلك ما يبدو لنا أنه حقائق أو مالايزال نظرية لتفسير غوامض العالم المادي، فهي بلا وطن. وما إن تأت بجديد حتى يصبح هذا الجديد ملكاً للدنيا بأسرها، ومع أن الجبر والكيمياء كلمتان عربيتان، دخلتا قواميس اللغات العالمية بمنطوقهما هذا