العدد (502) - اصدار (9-2000)

عزيزي القارئ المحرر

أكثر من قضية يثيرها هذا العدد من مجلة العربي، ففي هذا الشهر الذي تنفض فيه غصون الأشجار أوراقها الذابلات وتستعد لعري مؤقت يظهر حقيقتها، تنفض العربي أيضاً أوراق القضايا القديمة والمثيرة للجدل، لعل أضلاع الحقيقة العارية توحي لنا بإجابات لم تكن في الحسبان، ورغم أن هذه القضايا جميعها تبدو متباعدة فإنها تحتاج إلى أداة واحدة حتى نتفّهمها، ونعني بها أداة الحوار التي قد تعيننا على التفهّم بدلاً من الاعتراض، وعلى المشاركة بدلاً من الرفض

أرقام محمود المراغي

قبل أن يُسدل الستار عن قرن المخترعات الكبرى، القرن العشرين، وخلال عام (1999)، انشغلت بعض المنظمات الدولية بحدث مهم في كبرى قارات العالم وهي آسيا. لم يكن الحدث حرباً مثل كل الحروب التي جرت، ولم يكن سقوطاً لأحد المعسكرين كما كان الحال في أوربا قبل سنوات، كان الحدث رقماً يقول: إن حجم الأسرة قد هبط من ستة أفراد إلى ثلاثة أفراد، أي إلى النصف خلال عشرين عاماً وبما فاق كل التوقعات

جمال العربية فاروق شوشة

عبر الإنجاز الشعري لجيل الرواد ـ في حركة الشعر الجديد ـ يظل لشعر بدر شاكر السياب (1926 ـ 1964) مكانة سامقة ومتميزة، ذلك أن جوهر الفخامة الكلاسيكية للقصيدة العربية التقليدية لم يفارقه، ثم هو لم يقع في الهشاشة اللغوية التي اتسمت بها النصوص الأولى لجيل الرواد وهم يجهدون من أجل بناء القصيدة الجديدة على أسس وقيم مغايرة. في شعر السياب كانت ريح الحداثة ترتطم بالأصول الكلاسيكية ويتشكل من خلال هذا الارتطام بنيان شعري يضج بعربية مغايرة، شديدة الأسر والإحكام والرنين، وعروض شعري يمتلئ صحة ونضارة وعافية

واحة العربي محمد مستجاب

ما كان لي أن أقترب من هذه المنطقة المرعبة لولا بعض الوساوس التي انتابتني إزاء المؤامرة الكبرى التي ينسجها الأصدقاء ضدّي، بداية الأمر: أشار أحدهم أن أستعين بالكمبيوتر أو الحاسب الآلي أو الحاسوب للحصول على أي معلومات أحتاج إليها، وهي مسألة تضعني في موقع عصري يناسب تطلعاتي التي أخفي معظمها عن كل الأصدقاء، بعدها - ولأسباب لا أميل إلى الإفصاح عنها (تتعلق بقدراتي المادية أو اللغوية أو النفسية) - ابتسم أحدهم وهو يغمرني بمشاعره الفيّاضة ليفاجئني بأنه سوف يقدم لي جهاز كمبيوتر على أحدث طراز

شعاع من التاريخ سليمان مظهر

الذي يزور القاهرة القديمة ويمر بمنطقة الداودية بشارع محمد علي، سيشد بصره مسجد مبني كله بالحجر الأحمر كما هي العادة في المباني التركية بمصر، هذا المسجد يسمى مسجد الملكة صفية، وقد أنشأه أحد مماليك السلطانة صفية زوجة السلطان مراد الثالث العثماني ووالدة السلطان محمد الثالث. لهذه الملكة أو السلطانة التركية قصة يرويها التاريخ

إلى أن نلتقي غسان حتاحت

حكى لي أحد أصدقائي قصة حدثت لقريب له مع بعض الأطباء، وانتهى إلى أن أطباء هذه الأيام لم يعودوا يحكمون الضمير والأخلاق وآداب الطب في تعاملهم مع المرضى. ومن المعروف أن الناس يحبون أن يصدروا أحكامهم جزافا دون مسوغات أو أسباب، ثم يعممون هذه الأحكام على الجميع، وكل من يعترض عليهم أو يخالفهم في الرأي يكون مخطئا على الأقل، إن لم يكن آثما أو متجنيا أو أخطل الرأي

المفكرة الثقافية جهاد فاضل

هل يمكن أن تصلح الثقافة ما أفسدته السياسة، وهل يمكن أن تشارك الكلمة في تقوية ريح الانفتاح التي تهب على العلاقات العربية - الإيرانية فتنعشها وتعيد إليها دفء التواصل الذي شهدته في مرحلة تفاعل الحضارة الإسلامية؟ لم يكن هذا الأمر غائبا عن ذهن أمناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري وهم يعدون العدة لملتقى سعدي الشيرازي. هذا الشاعر الذي يعتبر بحق التعبير الخلاق عن تمازج هاتين الثقافتين - العربية والفارسية - بعد أن جمعهما وعاء واحد هو الإسلام