العاشقة

شعر

هو الآن يصعد, مرتبكاً, أول الدرجات
رأت أن لون الهواء تغير
ثم رأت نفسها
وكأن ملائكة تتنزل من سقف غرفتها
ثم تعلو بها
كيف أمكن أن تستمر محلقة هكذا
وترى من عل جسمها
يتقلب في وبر دافىء
كلما لمست وردة من نسيج الفراش
صحت
ثم شبت لتلعق أصبعها
المرايا تكررها في اندهاش
وتنوي إذا جاء عاشقها
أن تسر له بكنوز مخبأةٍ
وتقود يديه إلى جسد لم يبح بعدُ
سوف تقول له إنها
منذ كورها الله لم تتوضأ بماء أنوثتها
سوف تعلن أن الزمان مضى في انتظارك
كيما تضيء
سوف تندس بين حوار المرايا
وتهمس: لابد أني صعبت عليه
وأن يديه, تقدستا, أطلقت عاشقاً
من زمان الوعول
هو الآن يصعد سلمها مثل ورد
بخار من الفضة الآن يمرح في سقف غرفتها
وهي تنظر
هل صار كل الهواء مرايا
وهل سوف تبقى بها
وجوه الذين تفتق عنهم سديم قديم من الشهوات,
قطيع الذكور
الذين اشتهوها
وظلوا طيوفاً
تحوم حول بخار يجيء من القبة المستديرة
يحترقون
ويستبدلون جلوداً ليحترقوا!
امرأة
أم نساء مخبأة
أم تراها ستولد من نفسها كل آن
كأن لانساء سواها
هي اللذة الموت
قبلها وتلكأ
يعرف أن الذين يمرون بين سماواتها
يسقطون فراشاً وورداً
وأن الذين تغنوا بها يصبحون طيوراً
ورهطاً من الحاسدين
يصير آرائك
أو يمسخون هواء
تحرك فيه الجميلة أعضاءها

 

فريد أبوسعدة