شعر

يا شام ها قد جئت بعد غياب
وحلمت وجهك في رؤى الأهداب
يا طفلتي ماذا أقول وجانحي
لولاك مكسور على الأعتاب
كم ذا هربت من الطفولة خائفا
فإذا الطفولة أنت في أثوابي
عانقت "عاصيها" العنيد وليتني
يا نهرها قد جئت دون عذاب
أمضيت في الصحراء جل صبابتي
والنهر يهتف في دمي وإهابي
غنيت للشام التي في خاطري
ولحارتي السمراء كل كتابي
والشام تسألني: وهل أحببتها
ولهان يا فيحاء ذاك جوابي
لك في الدماء وفي العيون توهج
والعشق يملأ أضلعي بعتاب
حتام أكتم لوعتي وصبابتي
حتام أخفي في العروق رغابي
أنا عاشق يا بنت أكرم ضفة
ومن التوله صغت صوت ربابي
فيدي إليك كما الفرات ندية
والقلب مسكوب على الأبواب
غنيت باسمك بعدما ولى بنا
عمر الزمان وسافرت أكوابي
وغدا إذا يا شام سافر بي دمي
فلقد رضيتك قبلتي ومثابي
قد قلت فيك قصيدتي وجراحنا
في الشام وحدها دم الأعراب
فيك التألق والرجولة عرسها
يمشي إليك المجد بالترحاب
وغداً ستهتف قدسنا يا "حافظا"
أم الصلاة فأنت في المحراب