تحولات

 تحولات

شعر

الطيورُ التي انتظرها طويلاً.
الطيور.. التي بنى لها أعشاشاً
في روحهِ..
لم تمرّ.
حين هيأ كفيه لأسرابها
دوت طلقات الصيادين
وارتدت السماءُ
قميصها الدموي
***
النافذةُ... التي فتحها ذات ليلة.
النافذةُ ..التي يرى منها إلى البحر
أغلقت.
حين أشعل قلبهُ..
على حافتها
هبت الريح التي لها قوة ثور
فأطفأت شمعته الوحيدة.
***
المرأةُ التي أومأت إليه
المرأةُ التي تشبه أحلامه..
أضاءت موته وغادرتْ.
حين مد ذراعيه وردتين..
اضطرب البحرُ..
كجني, تسكنه العاصفة.
***
القصيدةُ.. التي لم يتمَّها.
القصيدةُ.. الأحب إليه..
لم تبح له بسر حزنها
حين بعثرت المرأة الصغيرةُ
زهور الشبق
استحالت في فضائها
إلى سبع "تمات" صامتات.
***
الطفلُ.. الذي يملأ البيت بالصخبْ
الطفلُ.. الذي يملاً القلب بالمسرات
يسأل كل مساءٍ. عن شيء ضائعٍ
حين تهدهد له الحكاية والأغنيات
يأخذ حلمه شكل أمهاتٍ..
يحتضن أطفالهن.
***
الشهداءُ.. الذين حالوا بين صدره والرصاص
الشهداءُ.. الذين يعلق صورهم..
على جدار متسخْ
يبثون به ألماً.. دائما.
حين ينثر الليل نجومه الباردة
ينثرون دماءهم مجلجلين بالسؤال:
"ما الذي تفعله لأجلنا"?
***
الوطنُ الشاحب الذي يشبه أيامه
الوطن الذي يحمله
كآلامه الصامتة
لم يسوّره بالبروق
حين تناوبه الجلادونَ في نفق الموت..
رأى إلى عروقه النافرةِ من القهر..
وسمع بكاءً خافتاً.
***
الأغنيةُ.. التي بدأها ذلك اليوم.
الأغنية.. التي غنياها معاً
بعثرتها الظهيرةُ
حين ذبل ياسمين الانتظار
استحالت كلماتها..
إلى إحدى وأربعين نجمةً بعيدة*

 

 

صالح العاقل