إلى أن نلتقي

 إلى أن نلتقي

البعض لا يفضلونها شقراء

ثلاث من الشقراوات كن يسرن وسط الصحراء عندما وجدن مصباحا سحريا. قال لهن الجني خادم المصباح: سوف أحقق ثلاث أمنيات واحدة لكل منكن. قالت الأولى: أريد أن أكون ذكية, فتحول شعرها إلى اللون الأحمر, وقالت الثانية: أريد أن أكون أذكى من الأولى. فتحول شعرها إلى اللون الكستنائي, وقالت الثالثة: أريد أن أكون أذكى من الأولى والثانية فتحولت إلى.. رجل.

لا أعرف بالضبط ماذا كان لون شعر "مدام كوري" المخترعة البولندية المعروفة, ولكن من المؤكد أنها لم تكن شقراء. فالنكات التي تربط بين الشقرة والغباء لا تنتهي, وهي نكت أمريكية في معظمها لا تكف شبكة الإنترنت عن بثها كل صباح, وهي في كثرتها وتركيزها تشبه النكت التي تطلق على الصعايدة في مصر وإن كانت الأخيرة أكثر رقة مقارنة بما تلاقيه الشقراوات على يد من يخالفونهن في اللون. والسينما الأمريكية هي التي جسدت دائما هذه الأسطورة حول ارتباط الذكاء بلون الشعر. فمنذ أن مثلت مارلين مونرو فيلم "البعض يفضلونها شقراء", وقد حدثت هذه المقارنة بين الشقراء البالغة الجمال, ولكن عقلها صغير جدا لا يرى أبعد من البروز المثير في جسدها, وبين السمراء "جين راسل" التي هي أقل جمالا ولكنها جادة وملتزمة وتهتم بعقلها أكثر من لون شعرها, وقد تكررت هذه الثنائية في العديد من الأفلام التي حاولت ترسيخها كأنها حقيقة علمية برغم أنني لا أعرف لها أي أساس علمي تستند إليه, فأنا شخصيا أفضل السمراوات دون أن أبالي بمسألة الذكاء هذه كثيرا.

تقول النكات "شقراء ذكية وشقراء غبية وبابانويل كانوا يسيرون في الشارع عندما وجدوا ورقة بمائة دولار.. فمن الذي أخذها?.. الشقراء الغبية طبعا لأن الشقراء الذكية وبابانويل لا وجود لهما..". "شقراء وأخرى سوداء الشعر سقطتا من فوق بناية ارتفاعها خمسون طابقا.. من الذي وصل إلى الأرض أولا?.. سوداء الشعر لأن الشقراء توقفت في منتصف المسافة لتسأل عن الاتجاه". "لماذا لا تستطيع الشقراء أن تعمل في الصيدلية.. لأنها تكسر الزجاجات كلما وضعتها في الآلة الكاتبة". "اثنتان من الشقراوات كانتا تسيران في الغابة, قالت إحداهما: انظري هذا طريق الغزلان.. قالت الأخرى: كلا.. هذا طريق الذئاب وبينما كانتا تتناقشان جاء القطار وسار عليهما". "شقراء كانت تقص للبابا نكتة عن البولنديين, وقال لها البابا: ألا تعرفين أنني بولندي, قالت: آه.. آسفة سوف أعيد عليك النكتة ولكن ببطء..". "شقراء كانت تقود سيارتها عندما شاهدت شقراء أخرى وسط حقل من الذرة وهي تجدف داخل القارب فصاحت فيها: شقراء مثلك هي السبب في اتهامنا بالغباء.. يمكن أن أضربك على رأسك لو استطعت السباحة إليك..". "قبض أحد رجال الشرطة على شقراء وهي تقود عكس الاتجاه في طريق واحد وهتف بها.. ألا تعرفين إلى أين تسيرين? أوه.. كلا ولكن لابد أنه مكان سيىء لأن كل الناس يغادرونه..".

ولا تنتهي النكات.. وعليك أن تحدد من الآن.. أيهما تفضل.. الشقراء.. أم السمراء.

 

 

أنور الياسين