فاستنفذي ماتبقى من الحلم
فاستنفذي ماتبقى من الحلم
شعر سوف يطلع من هذه الأرض طين عليٌ عن الطينِ
إن نفخت فيه روحكِ
ـ يـا أرضُ ـ
صار عصياً على الموتِ
قم وتكلم ـ إذن ـ باسم هذا الجليل الجميلِ
الذي سوف يأتي من الصمتِ
نيـلاً
يفيـضُ
فتجتاح أعراسه مغرس النبتِ
حتى إذا غمر الروحَ
صحت من الطربِ
الآن أنت انتصفتِ
وإن كذبوك فأنت صدقتِ
ونشهد ـ والله ـ أنك قلتِ وأسمعتِ
أما الذين نأوا عنكِ
أو كابروا معرضينَ
فقد رجعوا خاسرين
لتشهد عنهم جوارحهم
أن دعواك حقٌ
فما قلت أن سوف يأتي! أتانا
وما كنت تخشينه أن يصيب بنيكِ
أصـابهمو
ها هو الآن يملك أرواحهم
بل يعربد بين قراهم وأيامهم
مستبيحا سرائرهم
وكأن مضاجعهم وطئت لخطاه
يناقلها ـ آمنا ـ من محارم بيت لبيتِ
أما آن لي أن أراك تقومينَ
قومي انظري الآن بين يديكِ
فإن كان ماقد تبقى لديك من الحلم يكفي
فلاتحزني
وإذا كان لا..
فالنجاء.. النجاءَ!
لأن الذي أخذ الحلم منك ولم تشعري
آخذ منك روحك
فاستنقذي ما تبقى لديك من الحلم
لوذي به مسكناً
وادخلي بسلامٍ
فأنت إذا مافعـلت أمنتِ
ولكن.. متى صرت للحلم لا تستكيني
بل انتبهي لصـغاركِ
حتى إذا كبـروا
حفظوا ماكسـبتِ
فلايجحـدونكِ
أو يشمتون بما خاب من أمنياتك
أو ينقضون الذي قد غزلتِ
سيطلع من هذه الأرض حلمكِ
مهما انتـظرتِ
فلا تسكني.. أو تنامي
ولو مصر نامت نواطيرها
لاتنـامي
ولو بين موتٍ..
ومـوتِ