عزيزي العربي
عزيزي العربي
رسالة الشهر ..رئيس التحرير فقد تعجل عندما نفى أحقية الفكر في تعديل أحكام القرآن باعتباره أن هذه الأحكام كاملة ونهائية! خالطا! عن حسن نية! بين ثبات النص وثبات تأويله. يعلم الأخ الكريم أن النص القرآني قطعي الصحة والثبوت تنزيلا من الله تعالى! غير أن هذا النص لم يكن في يوم من الأيام محل اتفاق من جهة تفسيره وتأويله من كافة علماء المسلمين! لذلك فإن أحدا لا يستطيع الادعاء بأن شرح هذا العالم أو ذاك هو مراد الله عز وجل! وإلا لما رأينا هذا الاختلاف في تفسير آي القرآن حتى في الأمور البسيطة مثل حرف الباء في كلمة برءوسكم. ويعلم الأخ الكريم أن عالما جليلا مثل الشافعي قد عدل فتاواه بعد ذهابه إلى مصر! وإنه لمن الجائز أنه لو توفي الشافعي قبل ذلك! أو لو زار بلدانا أخرى لما عرفنا فقهه الحالي. ويعلم الأخ الكريم أيضا أن تطبيق الأحكام والحدود يتطلب قبل ذلك إيمانا وتقوى من أفراد الأمة بحيث يكون المجتمع متكافلا لا يسرق فيه الإنسان إلا إن كان منحرفا مستحقا لعقوبة المجتمع! أما إن كان المجتمع ضعيف الإيمان خاليا من التكافل فإن كثيرا من الحدود يجب إسقاطها كما فعل عمر بن الخطاب في عدم قطع يد السارق. كما يعلم أن القرآن الكريم لم يمنع الرق منعا نهائيا مع أنه يدعو إلى تحرير الرقيق ويشجع عليه! إلا أن الحكومات الإسلامية وغيرها قد حرمت اتخاذ الرقيق في قوانينها! فهل لنا أن نقول إن هذه القوانين خالفت أحكام الله?. إن تحرير الرقيق وتحريم الخمر تدريجيا والآيات الناسخة والمنسوخة تلفت نظرنا إلى حكمة ظاهرة وهي أن الله تعالى يحثنا على إعمال الفكر واستنباط أحكام جديدة قد تكون في ظاهرها مخالفة للفهم السائد لآيات القرآن! لكن عند التحقق والتمحيص نجد أن هذه الأحكام الجديدة ليست سوى استمرار لفلسفة التحديث والتطوير التي أقرها القرآن الكريم لمجابهة القضايا المحدثة! مثل تحريم الخمر التدريجي والتشجيع على تحرير الرقيق حتى منعه وعدم الدفع للمؤلفة! وحتى قتال مانعي الزكاة في زمن أبي بكر الصديق كان اجتهادا مخالفا للشرع مما أثار حفيظة كثير من الصحابة! ثم أذعنوا حين تبين لهم أن قتال مانعي الزكاة عمل سياسي مدني لحفظ هيبة الدولة وليس حكما دينيا. وليسمح لي أن أضرب مثلا فيه بعض من الخيال مما قد يفسده! ولنفترض أن البشرية قد أبيدت ولم يبق على وجه الأرض سوى رجل مسلم وامرأة مسلمة! فإنه من المستحيل عندئذ تطبيق الآيات التي تتحدث عن عدم زواج المحرمات. ويعلم الأخ الكريم أن كثيرا من الأحكام والقوانين والتشريعات التي نعمل بها اليوم لم تكن معروفة على عهد الرسول والصحابة! حتى أن كثيرا من القضاء الشرعي اليوم مخالف لما كان يفعله الصحابة والسلف الصالح مثل عقود الزواج ووجوب تسجيلها في المحكمة الشرعية ووزارة الداخلية! ومثل جواز السفر والهوية الشخصية والمعاملات العقارية والبنكية! وكل ذلك ليس من متطلبات الدين بل مخالف للمعروف من الدين في الأزمنة الغابرة. ويعلم أيضا أن العلماء اختلفوا اختلافا شائكا في قضية الناسخ والمنسوخ. ودون أن ندخل في متاهاته فإني أقول إنه مما لا يشرح الصدر أن يختلف العلماء على آيات الناسخ والمنسوخ حتى لا نجد اثنين منهم قد اتفقا على الآيات الناسخة والآيات المنسوخة! مع أن الاعتقاد الأصح عندي أنه لا ناسخ ولا منسوخ في القرآن الكريم وإنما هي آيات تتحدث عن أحكام مختلفة لحالات مختلفة. أخيرا! فإنني أسأل أخي الكريم: من هو الإنسان المسلم الفرد الذي يتجرأ على تنصيب نفسه ناطقا وحيدا بمراد الله? لقد عاصرنا من يكفّر القائلين بكروية الأرض وبدوران الأرض وبالصعود إلى القمر! ونحن نعاصر الآن من يعتبر أصابع المرأة عورة ومن يكفر جميع المسلمين ومن يستحل أموال أهل الكتاب وأموال الدولة! وكل هؤلاء يتكئون على آيات من القرآن الكريم. حتى هؤلاء الداعون للسلم مع إسرائيل أو الداعون لقتالها يتكئون على آيات القرآن الكريم! وحتى علي بن أبي طالب قال عندما قامت فتنة صفين والخوارج "القرآن حمّال أوجه". وهذا ما يدفعني إلى القول إن الآيات المتشابهات لا تعني أن للآيات معنيين أو معاني مجهولة تحتاج إلى فقيه جهبذ لكشف معناها الصحيح! بل هي الآيات التي لها معنى متغير حسب تراكم المعلومات وتطور العلوم الكونية والإنسانية! وحسب الأعراف والتقاليد وحسب الوطن والمنشأ وحسب الحاجة والضرورة! وبهذا فقط يكون القرآن الكريم صالحا لكل زمان ومكان! ثابت النص متحرك المعنى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. عبدالفتاح الحايك *** ونقول ربما لم يدع دين إلى إعمال العقل! كما دعا الدين الإسلامي! فعندما أنزل الله سبحانه وتعالى رسالته الخالدة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم! كان التوجيه الإلهي واضحا! آمرا لعباده بالتعلم والاجتهاد والتفكر! وجاءت السنة النبوية الشريفة لتؤكد أن الأجر مرهون بالاجتهاد وأن مقدار الأجر يتوافق مع نتيجة هذا الاجتهاد. وقد كانت أزهى عصور الإسلام هي تلك التي استخدم فيها الأجداد عقولهم فأنتجوا للبشرية أعظم ما استندت إليه في بناء حضارتها وتقدمها. وانطلق الآخرون مبتدئين مما أبدعه أجدادنا! بينما توقفنا نحن عند الخرافة والأحجبة والسحر! نلوكها! ونرفع سيوفنا الباترة أمام كل محاولة للفهم.. أو الاجتهاد. "المحرر" أنفاس معدودة ..رئيس التحرير وكان مقالا جيدا وممتعا ويزيد القارىء رغبة في البحث والاطلاع وما يلفت النظر هو حساب الأعمار عند الحيوانات اعتمادا على عدد دقات القلب. وقد جاء في هذا المقال أن العلماء قد توصلوا إلى معادلة حسابية لحساب عدد سنوات العمر والمعادلة هي: فلو حاولنا تطبيق هذه المعادلة على الفيل أو على الفأر الذي يدق قلبه 600 مرة في الدقيقة لحصلنا على أرقام بعيدة كل البعد عن الواقع! فهل أرقام هذه المعادلة خاطئة أم أن هناك خطأ في صياغتها?. نجم بحصاص منارة العرب ..رئيس التحرير لذا! فلا عجب إذن أن يصدر عن الكويت هذا العطاء المشع "العربي" مجلة الثقافة الفريدة! في وقت كنا أحوج ما نكون فيه إلى منارة من هذا النوع أهدتها وزارة الإعلام الكويتية عام 1958 درة غالية لكل قارىء للعربية في العالم.. فكانت برئاسة الدكتور أحمد زكي ـ رحمه الله ـ جامعة شاملة لكل ما يتطلبه! أو ربما ما يرغب في مطالعته ناطق الضاد من معرفة وثقافة! حتى كادت أن تكون المجلة الموسوعة. ثم جاءها بعد ذلك فقيد الصحافة الأستاذ المرحوم أحمد بهاء الدين! ليبذل كل جهد ممكن من أجل الإبقاء عليها متألقة زاهية. وقد وفقتم من بعده ـ رغم كل الظروف الصعبة التي مرّ بها الكويت الشقيق ـ في الحفاظ عليها كمثل أعلى للمجلة العربية الكنز! باعثة الفرحة في نفس كل قارىء والنبع القادر على إطفاء ظمأ المتعطشين للثقافة والمعرفة. وإذا كنا ـ نحن القراء ـ مدينين بالشكر العميق لحكومة دولة الكويت على عطائها الخير هذا! ولكل المشرفين على "العربي" علماء! وكتّابا ومفكرين! فنانين وفنيين! فإننا في الوقت نفسه نتطلع ونحن على أهبة استقبال القرن الواحد والعشرين! لأن تكون قفزة "العربي" مواكبة للتطور المتوقع والمأمول! مع بداية العصر القادم بحيث تبقى (العربي) المجلة التي شرّفت بثرائها وتشرف بحق القارىء العربي أنى وجد وفي كل مكان من أصقاع المعمورة. مديحة الزين الرمز والكاريكاتير ..رئيس التحرير وإنني أتفق مع وجهة نظر الفنان في أن أقوى أنواع فن الكاريكاتير هو الكاريكاتير (دون تعليق).. لأنه يعتمد على الرسم فقط.. ويحتاج هذا النوع إلى الفكرة القوية لتلخيص المعاني في أشكال تعطي دلالتها عند النظرة الأولى.. ولا شك أن هذا النوع من الكاريكاتير يساوي مقالة دون أي كلمة. كما أختلف مع وجهة نظر الفنان بشأن رأيه عن (الرمز الكاريكاتيري).. فهناك قاعدة في علم المنطق تقول (إن هناك ألفاظا لها مفهوم وليس لها ماصدق).. إذن فأسلوب الرمز جاء ليعبر عن المعاني التي يصعب على الرسام تصويرها.. مثل السلام والحب والحرية.. إلخ. بل ومن الضروري في الرمز أن يكون متعارفا عليه لدى العامة من قبل.. ليساعد المتلقي على استيعاب المعنى الذي يقصده الفنان. كما أعتقد أنه قد سقط سهوا من ذاكرة الفنان أسماء فنانين قد تركوا بصماتهم في سماء فن الكاريكاتير أمثال.. (رخا! وصلاح جاهين! وصلاح الليثي! وعبد السميع! وزهدي..) وخلاصة القول.. إنه لا شك في أن فنان الكاريكاتير (شمعة تحترق) لتضيء لنا الطريق في شتى قضايا الحياة.. سواء كانت قضايا سياسية! أو اقتصادية! أو اجتماعية! أو فنية.. إن الكاريكاتير هو فن الفطرة.. بدليل أنه الفن الوحيد الذي لا يُدرس داخل الكليات الفنية. وللفنان ولكم التحية والتقدير محمد ماضي كازاخستان على طريق الحرير ..رئيس التحرير كما أعجبتني كثيرا المشاريع الخيرية التي ينفذها أهل الخير بالكويت لصالح أبناء كازاخستان وأظهرت لي مدى التماسك والتآزر الذي نفتقده في علاقة المسلمين بإخوانهم خصوصا في الوقت الراهن ـ فحبذا لو توسعت حلقات التعاون وصبت في اتجاه محدد يهدف لرفع المستوى المعيشي أو تكثيف دور الدعوة. المهم هو وجود جسور تعاون بين المسلمين. مما يستوجب التحرك السريع والفعال وفي كل المجالات لإعانة إخواننا في كازاخستان ومن على شاكلتهم حتى يصمدوا في وجه الرياح العاتية التي تعصف بعقيدتهم. أحمد المؤذن إسرائيل والعثمانيون ..رئيس التحرير فعنوان المقال يوحي وكأن العرب انتقلوا من السلطة العثمانية إلى التسلط الإسرائيلي مباشرة! متجاوزا مرحلة الاستعمار الأوربي الحديث الذي أسس إسرائيل! والذي هو أقرب للاستعمار الصهيوني الاستيطاني منه إلى الحكم العثماني. كما ورد في المقال أن الأمة تركن إلى قيادة أجنبية عندما تواجه مشاكل مصيرية! ولكن أحداث التاريخ دلتنا على أن العكس هو الصحيح! فالأمة التي لا تعتمد على نفسها في مقاومة الغاصب المحتل لا يمكن أن تنجح وسيحل هذا المحتل الجديد محل السلطة القديمة (سواء الوطنية أو الأجنبية). إن العرب رحبوا بالعثمانيين للتخلص من المماليك وهذا صحيح. كما أنهم رحبوا بصلاح الدين ضد الصليبيين ولكن شتان بين الترحيبين! بين العثمانيين وصلاح الدين حسب المعنى التاريخي والقومي. أما وأن سلوك تركيا منذ إعلان الجمهورية لا يدل على أن لديها مخزونا وديا تجاه العرب والإسلام! فهذا اعتراف من الكاتب على أنها ـ أي تركيا ـ كانت قبلا مدافعة عن الإسلام وحامية له! ثم تغير سلوكها بعد الجمهورية. حتى أن هذه الحماية وهذا الترابط بين السلطة والعرب كانا من أهم أسباب الانقلاب التركي على السلطان عبد الحميد. خديجة حمادة أصولية غذائية ..رئيس التحرير تحياتي الخاصة للدكتورة سميرة الخطيب! وأحب أن أشير إلى وجود الكثير من الأفكار الجديدة الطريفة والواعدة بل والمحولة على الساحة العالمية حاليا (وبعضها! على الساحة المحلية أيضا)! وهذه المجالات في انتظار كتابة الدكتورة سميرة عنها وقراءتنا لها في أعداد قادمة بإذن الله. عبد العظيم أمين وتريات عيون البراءة هشام رجب أحمد
|