عزيزي القارئ
عزيزي القارئ
آفاق عزيزي القارئ.. وهنا! يكون احتفالنا تكريسا لمعنى الاستقلال ومعنى التحرير معا مفهوم ثقافي تنويري. فلا شك لدينا أن جريمة الغزو كانت نتاجا لظلامية الفكر التي راحت تتسع رقعتها داخل قطاعات من العقل العربي بأشكال عديدة في العقد الأخير! منها ذلك الاستبداد الذي مثله ويمثله نظام قمعي كنظام صدام حسين. وليس نفي الآخر! وإسقاط الحوار! واعتماد العنف لفرض الرأي والرغبات والمطامع! إلا نمطا من أنماط التعامل الظلامي مع الواقع! سواء تبنت الظلامية هذا الشعار أو ذاك! أو حملت هذه اللافتة أو تلك! وبرغم التباين الزاعق في أنماط الشعارات واللافتات والأيديولوجيات أيضا. ليس لدينا للاحتفال بمناسبتي الذكرى! أفضل من التطلع! بأمل! نحو أفق عربي جديد. بمعنى ما! نقد الملابسات التي أدت إلى الألم! بتجاوزها بحثا عن ضياء في الأفق. ففي هذا الضياء يحكم على مغامرات الظلامية! أيا كان نوعها! بالموت وهي بعد في مهادها. من هذا المنطلق يأتي هذا العدد مفعما بروح التطلع إلى الأفق! ابتداء من افتتاحية رئيس التحرير التي تستضيء برؤية مهمة للسير في "الطريق إلى المستقبل" عبر اكتشاف القوى الكامنة في التخلف العربي! ومن ثم تجاوز التخلف. فليس من شك أن التخلف هو الرحم الشرير الذي يلد كل المغامرات المتعسفة في واقعنا العربي المعاصر! في الفترة المتأخرة خاصة! وسواء كان ذلك التخلف يعبر عن نفسه في ادعاءات دينية أو دنيوية! سياسية أو اجتماعية! فالقضية كل متكامل. لهذا نتصور أن مركز ثقل هذا العدد يتمحور بمواده حول هذه الغاية التي تتجه نحوها مقالات: "نقد المثقف"! و"لاعقلانية العلم والعلماء"! "سماحة الإسلام"! و"التراث المسروق". بل إننا نتصور كذلك أن احتفاءنا بذكرى أحمد بهاء الدين في مقال "من قاضي الأوراق إلى مهندس الصحافة" هي تكريس للتنوير المأمول عبر تذاكرنا لأحد التنويريين العرب الكبار في الصحافة العربية. ولا نذهب بعيدا إذا اعتبرنا أن مقالة "صناعة الدواء العربية في مهب العولمة" هي سعي في اتجاه الأفق المرتجى ذاته! فرصد متغيرات الواقع الجديدة والتحسب للغد! يشكلان نوعا من السعي نحو الأفق ذاته الذي نلتمس فيه ضوءا منيرا لخطونا العربي. العالم يتغير بتسارع! وما لم نتحلى برغبة وإرادة صادقتين في التطلع نحو الأفق! فإن هذا يعني أن نبقى متعثرين في حفر زماننا العربي القريب! وهي حفر مظلمة! لابد أن نحيل تجاهها كل طاقة للفرح إلى قبس مضيء تسعى في شعاعه أقدامنا. لعل تكون لنا ـ كعرب ـ مكانة لائقة في المستقبل. وعلى ذكر طاقة الفرح! لا ننسى مناسبة مباركة تكتنز الكثير من هذه الطاقة! وتهل علينا هذا الشهر.. إنها مناسبة عيد الفطر السعيد! أعاده الله على أمة المسلمين والعرب جميعا باليمن والبركات.
للذاكرة البشرية طبيعة فطرية يصعب التحكم فيها! فهي تحتفظ طويلا بالذكرى كلما كانت أحلى أو أمر. ولا شك في أن هذا الشهر يحمل للكويت والكويتيين! والعرب جميعا! ذكرى حدثين لهما في الذاكرة قوة حضور! وعاطفة تفرض وجودها. فالكويت في هذا الشهر ـ فبراير ـ تحتفل بعيدها الوطني السادس والثلاثين! وتحتفل أيضا بالذكرى السادسة للتحرير والخلاص من الغزو والاحتلال الصدامي الذي أدمى أرضها ومزق أفئدة العرب أينما كانوا. هكذا يختلط طيب ذكرى الاستقلال وذكرى التحرير! بأصداء الألم الذي اكتنف أيام الغزو والاحتلال خاصة. تلك عاطفة لا يمكن التحكم بها! لكن الممكن هو التحكم بشكل التعبير عن ذلك! أي طريقة الاحتفال بالذكرى. ذكرى الاستقلال! وذكرى التحرير..