شعر

رأيته من قبل
محمد الدره
هذا الصبي نفسه المذكور في النشرة
هو الذي رأيته يُقتلُ في قانا
وفي صبرا.. وشاتيلا..
ودير ياسينْ
فمن تُرى أنهضهُ من كل هذا الموت
وما الذي أعاده في هذه المرّة؟!
لعله أراد أن يموت في حمانا
من بعد أن يحفر في ذاكرة الآباء
(من عرب الألفية الجديدة)
نظراتهُ الُمرّه
رصاصة لوالده
له رصاصتان
بالله أين يختبئ
هذا الصبي
والموت منذ نصف قرن
سِمةُ المكان
***
قُم يا بني واسمع
ردِّدْ معي
هذي الحروف مترعات بالدّما
فأترعِ
..............
قام الصبي قبلنا
متوجا بجرحنا
مطيباً بحلمنا
حتى إذا ما دمُهُ أشرق في الآفاق
تململت حجارةٌ في حائط البراق
قالت لنا:
يا أمةٌ حرَّة
هذه الدّما علامة المخاض
متى- إذن- سنشهد الولادة؟!
***
أطفالنا اليوم يعلموننا
- والكونَ -
أبجدية الإرادة
إذا رموا في غزة الأحجارْ
فهم يدرِّسون للكبارْ
مناسك العبادة
رمي الجمار عندهم
شعيرةٌ تمتد من مواسم الحج
إلى مواسم الشهادة