عندما يبلغ التطرف اليهودي الذروة

 عندما يبلغ التطرف اليهودي الذروة
        

قراءة لأفكار الطوائف في فرنسا وأمريكا وإسرائيل
عرض: خالد الفيشاوي

للتطرف اليهودي جذوره الممتدة في التاريخ، فقد تشكلت أول مجموعة مسلحة عقب نزول التوراة باسم "يهوه" وامتد هذا التطرف ليصل إلى الحالة التي هو عليها اليوم حيت التزمت ورفض الآخر إلغاء الديانات السماوية الأخرى.

         قضية الأطفال اليمنيين ذلك اللغز الذي يشغل بال المجتمع الإسرائيلي منذ عشرات السنين، وتبدأ الحكاية في أواخر الأربعينيات، حيث يتردد اختفاء الآلاف من الأطفال اليمنيين اليهود الرضع لحظة وصولهم إلى إسرائيل، ويزعم الحاخام مشولام أن لديه الأدلة القاطعة بصفقة عقدت بهدف ملء خزائن دولة إسرائيل الناشئة، مقابل بيع أربعة آلاف وخمسمائة طفل من اليمن وإيران وبعض الدول العربية، بسعر خمسة آلاف دولار للطفل الواحد، وتم بيعهم إلى أسر ليس لديها أولا في جميع أنحاء العالم.

         قصة مفجعة، لكنها موحية، في هذا الكتاب المهم الذي يتعرض لمظاهر التطرف اليهودي وجذوره الفكرية للكاتب اليهودي إيمانويل هايمان، الصحفي والمؤرخ والباحث في شئون اليهود، ويقدم في كتابه سيلا متدفقاً من المعلومات حول حجم المتطرفين اليهود ومدى نفوذهم الفكري، والأفكار التي يتداولونها، وفي هذا الإطار، يتضمن الكتاب دراسة شاملة للصراعات الدائرة داخل المجتمع اليهودي في أوربا وأمريكا وأيضا في إسرائيل بين المتطرفين اليهود وبقية الطوائف اليهودية، وصراعهم مع المجتمعات المحيطة بهم.

العزلة والاندماج

         وعن مدى عزلة المجتمع اليهودي عن غيره من المجتمعات المحيطة، يبدأ الكتاب بدراسة يشير فيها إلى أن الأرثوذكس اليهود المتطرفين في القرن الثامن عشر، عاشوا خلف أسوار معاهدهم الدينية ليحموا أنفسهم من مؤثرات العالم الخارجي الفاسدة.

         وعلى الجانب الآخر، اعتادت المجتمعات المتنورة في القرنين الماضيين أيضا أن تنظر لليهودي المتحرر باعتباره النموذج المطلق للشخصية اليهودية، ونتيجة لمناخ التسامح الذي ساد في عصر العلم والتنوير، بدأ اليهودي المنغلق على نفسه، يتأقلم ويأتلف مع الأيديولوجيات الحديثة ساعياً للتحرر من قيوده، وهنا أصبح ماركس وفرويد وأينشتاين قادة هذا التيار، وبدأت الشخصية اليهودية ترتبط بالحركات العالمية من أجل الحرية والعدالة.

         هذا، بينما استمر اليهود الأكثر تدينا منعزلين عن الحضارة الحديثة، يواصلون داخل معاقلهم إنعاش الأرثوذكسية اليهودية، واستمر هذا الانقسام يتفاقم حتى الآن، بين فريق المؤمنين المنعزلين وفريق غير المؤمنين المندمجين أو الساعين للاندماج.

         وإن كان هذان التياران يزعمان الانتماء إلى التوراة، إلا أنهما يختلفان من حيث الطبيعة والمرجعية. فالتطرف النابع من الأرثوذكسية الدينية والذي تتناقله الطوائف اليهودية في المنفى، يحرص على أن يكون حامي حمى الشرائع التي تحكم علاقات الشعب المختار مع ربه، ويؤمن المنتمون إليه بالرسالة المنوطة باليهود. ولا يهمهم إن كان يحكم إسرائيل نتنياهو أو باراك أو حتى عرفات، لأنهم يرون أن إسرائيل لا تسير على هدي مبادئ التوراة. ذلك لأن تلك الأوساط تحلم بدولة تحكمها شرائع التوراة السماوية، وترى أن إسرائيل بعيدة تماما عن الدين، وأن خضوع هذا البلد وامتثاله للعقيدة قضية مؤجلة لحين موعد حلول "المسيا" المنتظر.

         وعلى النقيض من تيار الأرثوذكسية المتشددة، تسعى الصهيونية المتدينة إلى المساهمة في كل آليات دولة إسرائيل، وفرض الشريعة اليهودية على البلاد، ويرفضون أي ترضية مع السلطة الفلسطينية قد تؤدي إلى التخلي عن الأراضي المقدسة، وكذلك فإن الوطنيين المتدينين مستعدون لفرض رؤاهم على اليهود بالقوة، وبعيدا عن الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان.

جذور التطرف

         وفي الفصل الأول، يتناول المؤلف الجذور التاريخية للتطرف اليهودي، فيشير إلى أنه بدءا من أوائل القرن السابع قبل الميلاد، أرسى "حزقيا"، ملك يهوذا، أسس التطرف، فلم يتسامح مع غيره من العبادات والأديان، حتى مع الطوائف اليهودية الأخرى، ووصل به الأمر إلى حد هدم الهياكل الصغيرة في أرجاء المملكة، ولم يستبق إلا هيكل أورشليم، ووحد بين المكان والعقيدة، وبدأ الدمج بين الدين والسياسة.

         كذلك، وبدءا من الفترة التي أعقبت نزول التوراة، ظهرت بشائر أول عناصر متطرفة مسلحة، وأشهر هؤلاء المتطرفون سيوفهم باسم يهوه إلى إسرائيل.

         وفي أعقاب الخروج من بابل، انقسمت اليهودية إلى فريقين، أنصار الإصلاح الحضاري والتناغم مع العصر، والرافضين المتمسكين باستمرار الالتزام بالشريعة الموسوية. ويتبع المؤلف مسيرة الصراع بين الفريقين حتى القرن التاسع عشر، حينما عادت تتردد فكرة إعادة بناء قومية يهودية، وتحدث اضطرابا كبيرا في عقول اليهود. فرجال الدين المتزمتون وقفوا ضد انتقال اليهود إلى أرض فلسطين، بينما كان الرعيل الأول من الصهاينة من اليهود غير المتدينين، وأعرب المعلم "موشى بلاو" أحد القيادات الدينية المناهضة للصهيونية عن قلقه ومعارضته للاحتكار الذي يمارسه الصهاينة على الشعب اليهودي. وبلغت المواجهة بين الفريقين حد الاقتتال.

فرنسا ويهود إفريقيا

         ويتناول الفصل الثاني، نمو التيار الأرثوذكسي المتشدد في فرنسا، حيث يعتبر المعلم "حاييم ياكوف" المرشد الروحي لأعضاء طائفته الصغيرة في الحي العاشر بباريس، والذي يعتبر أن عزلة اليهود وصدامهم مع غيرهم من الأمم هما أهم شيء بالنسبة لليهودي. ويتتبع المؤلف مسيرة العزلة والاندماج لليهود الفرنسيين منذ ردهم من المملكة الفرنسية في أواخر القرن الرابع عشر، ثم لم شملهم مرة أخرى في أعقاب الثورة الفرنسية، حين حاول اليهود أن يندمجوا مع البيئة الجديدة التي أوجدتها الثورة، واستطاع نابليون أن يستغل بمهارة هذه الطموحات في محاولة لتذويب الشخصية الإسرائيلية داخل المجتمع الجديد، وأن يخضعهم لنظام الدولة. وبدءا من هذه الفترة أصبح الحاخامات أعواناً للسلطة، لكن الصراع لم يتوقف أبدا بينهم وبين اليهود الأرثوذكس المتشددين الذين شكلوا قلة نادرة الوجود.

في انتظار"المسيا"

         وجاءت الحرب العالمية الثانية، وما أعقبها من ترحيل لليهود إلى المنافي، لتعيد الطائفة اليهودية ترتيب أوراقها وتعود اليهودية المتشددة لتطل برأسها. وإن كانوا قد أسعدهم قيام إسرائيل، إلا أنهم تراجعوا بسرعة عن الانجذاب لها باعتبار أنها غير ملتزمة بالمبادئ الموسوية. وتقوم على إحياء النزعات الوطنية غير الدينية.

         هذا، بينما غالبية الأجيال اليهودية التي ولدت بعد الحرب، سعت لتحقيق غايتها من خلال الطائفية اليهودية النشيطة، فكان انخراطهم في مساندة إسرائيل والصراع ضد الطوائف اليهودية الأرثوذكسية المتشددة. التي بقيت مشغولة بالالتزام بدين الله، وتضم ما بين 15 و20 ألف شخص في فرنسا، وهو رقم لا يمثل أكثر من 2% من اليهود الفرنسيين، ولا تسعى إلا لتهيئة الظروف المواتية لتجلي "المسيا" المنتظر الذي سيأتي حتماً ليجمع اليهود من الشتات ويعيد مجدهم.

         لكن هذه الطائفة تشهد نهوضاً في العقود الأخيرة، نتيجة وجود أغلبية من السفارديين القادمين من شمال إفريقيا بعاداتهم وموروثاتهم الطقسية المتأصلة، وعنهم يقول المعلم "جيرار زيزاك" مدير المعهد الديني في باريس: "بدون السفارديين القادمين ما كان وجد يهود متدينون في فرنسا، ويشعر "شمويل تريجانو" مدير مدرسة الدراسات اليهودية بقوة هذا التيار وسيطرته، وذلك في قوله: "ان العودة للعقيدة اليهودية في حقبة الثمانينيات طغت عليها الأروثوذكسية المتطرفة، وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع نموذج اليهودية المتحضرة الذي ساد وانتشر بعد الحرب العالمية الثانية"، بينما يؤكد "فالياهو أوزان" مدير مدارس الطائفة الأوثوذكسية اليهودية أن اختيار التلاميذ يتم بناء على مواصفات محددة بعناية حيث يتعين على الأمهات أن يغطين شعورهن والأهم ألا يكون لدى الأسر تلفاز.

         ويشير المؤلف إلى أنه بالرغم من كل ذلك، فإن الأرثوذكس الفرنسيين لا يزالون أرحم بكثير من أقرانهم الأمريكيين أو الإسرائيليين. حيث إن تقوقعهم في باريس لا يقارن على الإطلاق بجو الانغلاق الموجود في القدس أو في بروكلين.

         ومن اللافت للانتباه أن الصراع بين التشدد اليهودي والتشدد الصهيوني على أشده، فيرى الأرثوذكس المتشددون أن الصهيونية أيديولوجية فاسدة جاءت لتعرقل مخططات الرب لتخليص شعبه المختار وأن الشعب اليهودي المتدين حقاً لا يوجد إلا في معابد المهجر. ويجزع متدينو المهجر من فكرة أن تكون هذه الدولة المغامرة غير المتدينة هي مرآتهم.

         هذا، بينما تتدعم الحركة الصهيونية الموالية لكتلة الليكود في فرنسا، وتجمع أحزاب اليمين الإسرائيلي، ويتدربون على فنون القتال لمحاربة أعداء السامية. وفي شهر أغسطس من كل عام تطوف قافلة من الحافلات أراضي الضفة الغربية حاملة ألفي يهودي فرنسي يلوحون بأعلام إسرائيل معلنين تصميمهم على عدم التخلي عن هذه الأراضي المقدسة، ثم يستقلون الطائرات عائدين إلى باريس.

الهذيان في إسرائيل

         وفي الفصل الرابع يبحث المؤلف في أحوال اليهود الأرثوذكس في إسرائيل، ومرة أخرى نؤكد أنهم غير أولئك المتشددين الصهاينة الذين نعرفهم وينشطون في الأحزاب السياسية الدينية. ولكنهم متشددون دينياً ويعدون أنفسهم لظهور "المسيا" المنتظر، وبالفعل توجد في القدس أكاديمية تلمودية جميع طلابها من أنصار هذا الاتجاه، ويكرسون أنفسهم لإعداد الكهنة الذين سيعملون في خدمة المعبد الكبير لدى إعادة بنائه عندما يظهر "المسيا".

         ويرى البروفيسور "دان ماهلر" ان افتتاح الأكاديمية التلمودية دليل واضح على حالة الهذيان التي تسيطر على تصرفات اليهود الأرثوذكس في إسرائيل.

         ومن نتائج تزايد أعداد المتدينين في إسرائيل على نمط الحياة اليومية، وجعل مطالب الأرثوذكس أوامر نافذة على رقاب اليهود، تزويد جميع عربات شركة دان للنقل وعددها 1300 سيارة بلافتة طبعت عليها صلاة خاصة لحماية الركاب من مصائب الطريق. كما استطاعوا أن يفرضوا إلغاء جميع رحلات شركة الطيران الوطنية "العال" في يوم السبت، وحظر عمليات الإجهاض، ولهم محاكمهم العرفية الخاصة حيث لا يخضعون لأحكام ما يسمونه بالمجتمع العلماني. وفي أبرايل 1996، وقع بعض الكهنة الأرثوذكس حكماً على سيدة اتهمت بالتعاون مع محاكم الدولة العلمانية وطردوا بناتها من مدرستهم الدينية، وذلك لأن هذه السيدة أبلغت الشرطة عن زوجها المدرس في مدرسة دينية والذي يجبر تلاميذه على ممارسة الجنس معه.

         تلك نماذج محددة من النماذج والطوائف الأرثوذكسية الكثيرة التي يستعرضها الكتاب، وإن كانوا يبدون معارضة شرسة ضد الصهيونية، إلا أنهم يكيفون أمورهم للتعايش مع الدولة الإسرائيلية التي يسخطون عليها لعدم تدينها، ويرون أحقيتهم في السيطرة على السلطة كرجال دين وإزاحة السلطة العلمانية والأحزاب السياسية الدنيوية.

نقاط الالتقاء

         ولأول مرة تحدث الثورة الكبرى عند اقتحام اليهود المتدينين مضمار الحياة السياسية عام 1977. وكان ذلك نتيجة لتسلل المفاهيم الصهيونية إلى التشكيلات الدينية. فابتداء من حكومة "مناحم بيجين" دخلت هذه التشكيلات الدينية - حزب المفدال الديني - في الائتلافات الحكومية.

         وثمة علامات أخرى على التقارب بين الصهاينة والأرثوذكس، إذ يوجد حاليا في الضفة ثلاثة مستوطنات للأرثوذكس المتعصبين، وأبرزها مستوطنة "عمانويل" التي أسسها حزب "أجودات إسرائيل" أو الأتقياء.

         كما أن تضخم كتلة اليهود الأرثوذكس يغير ببطء طابع مدينة القدس، حيث يزداد عددهم بمعدل 4% كل خمس سنوات، في حين يتناقص عدد غير المتدينين، ففي عام 1990 كان عدد الأرثوذكس يبلغ 28.5% وسيصبحون 37.8% عام 2010.

         كما كشفت صحيفة هاآرتس، أنه منذ عام 1993 تم تخصيص 62 قطعة أرض لبناء معابد لطائفة الأرثوذكس، و11 موقعا للبناء مساحتها 90655 متراً مربعاً للمؤسسات الدينية، بينما لم توافق بلدية القدس إلا على تسليم موقعين فقط مساحتهما 1700 متر مربع للمنظمات العلمانية. وسادت القدس آراء سياسية على شاكلة ما يطرحه "ديفيد اكسلرود" ابن حفيد "ليون تروتسكي" - أحد القادة البارزين للثورة الروسية - الذي يقول: "إن طموحات العرب تضخمت بشدة خلال هذه السنوات، والآن لن يوافقوا أبدا على الرحيل، ولابد أن يموتوا، إذ إن حربا دامية ستنفجر وآمل أن نكون قادرين على كسبها". وبعد اغتيال رابين كان ديفيد ضمن المتطرفين المتهمين في عملية الاغتيال.

         إن ديفيد واحد من جموع المتطرفين الذين يرفضون أي تنازل، ويرى أن اليمين واليسار الإسرائيلي يتشابهان، فالأول دمر إسرائيل في ثلاث سنوات، والثاني يحتاج إلى عشر سنوات لتدميرها، والنتيجة واحدة. ويقول أحد هؤلاء المتطرفين: "نحن نستعد لشن حرب ضد الشعب اليهودي، حرب أهلية معلنة، إذ لاحظنا أن نسبة كبيرة من اليهود يتعاونون مع أعدائنا، فالجيش الإسرائيلي فقد شرعيته منذ صافح رابين عرفات. كما أن نتنياهو انتهازي ولن يقدر على وقف عملية السلام". غير أن هؤلاء المتطرفين تحديداً هم الذين ساعدوا إلى حد كبير على انتخاب بنيامين نتنياهو، فعلى سبيل المثال حصل نتنياهو على 99% من أصوات مستوطنة كيريات عربا لليهود الأرثوذكس.

المتطرفون الأمريكيون

         في ضواحي مدينة نيويورك، ارتدى بعض الشباب "تي شيرتات" عليها نجمة إسرائيل وفي قلبها مسدس، وراحوا يتدربون على إطلاق النار وفنون القتال وأعمال العنف، وألعاب الكاراتيه، بإشراف قوات منظمة الدفاع اليهودية، وهي امتداد لرابطة الدفاع اليهودية التي أسسها الحاخام مائير كاهانا عام 1968.

         وإذا كان اليهود المتشددون في فرنسا ألد أعداء الصهيونية، فالمتشددون في أمريكا أقرب الطوائف لإسرائيل وللحركة الصهيونية. فالأرثوذكس اليهود الأمريكيون يؤمنون بأهميتهم الكبرى لمستقبل إسرائيل. ويرون أن ما يدور في البيت الأبيض وفي مكاتب المنظمات اليهودية أشد تأثيراً على مستقبل الشعب اليهودي مما يدور في قلب إسرائيل نفسها. وفي هذا الإطار، تشكلت جماعة تسمى بجماعة "الأمريكيين من أجل إسرائيل الآمنة" تستهدف إقناع كبار الشخصيات الأمريكية بأهمية دور إسرائيل في الإستراتيجية الأمريكية. وحينما وقعت اتفاقيات أوسلو بدأت تعبئة قوات الحركة الصهيونية ضد عملية السلام.

         وهناك أيضاً، قلة محدودة من اليهود المناهضين للصهيونية، إذ يرون أن مجرد قيام دولة إسرائيل يتم ضد مشيئة الله، ويؤجل من مجئ "المسيا"، وأنه عقبة في سبيل ظهوره. فيعتقد "حاسيدي ساتمار" أن إسرائيل يجب ألا يكون لها وجود في الوقت الحالي، وأنه يتعين الانتظار لحين التدخل الإلهي، وأن البناء الذي قام على أسس باطلة لابد له أن ينهار.

 

إيمانويل هايمان   

 
 








غلاف الكتاب