عزيزي العربي

عزيزي العربي

رسالة الشهر
الوحدة العربية

.. رئيس التحرير

إن هموهمنا كثيرة ومتشعبة وآمالنا كبيرة وواسعة.. وطموحاتنا براكين تغلي وربما تولد انفجارا هائلا ومرعبا إن لم نستطع أن نحقق للإنسان العربي حقوقه الدنيا على الأقل، كحقه في التعبير عن رأيه بحرية، مع تكافؤ الفرص والتميز للأفضل. إن تحقيق العدالة الاجتماعية والتضامن والتكافل الاجتماعي هو السبيل الوحيد للنهوض بأمتنا أو على الأقل لضمان استمرارها وتطورها وبقائها.. وعلينا أن نتدارك الأمر وننهي العصبيات بكل أشكالها وأبعادها وأظرها ونجعل الانتماء الحقيقي والعطاء الأمثل خدمة الوطن والأمة والذود عنها والدفاع عن مصالحها فالإسلام لم يكن يوم ولن يكون عدوا للعروبة، والعروبة لم تكن عدوة لأبنائها مهما كانت طوائفهم ونأت أقاليمهم وتشعبت ظروفهم وأساليبهم وتقاليدهم فهي الحصن المنيع لكل أبنائها.. والوحدة مطلب عربي بالقدر الذي هو مطلب إسلامي، فلماذا هذا التناحر والانتحار بين التيارات، وكل يدعي الصواب وغيره باطل ومتعصب؟.. لماذا لا يعمل الجميع في خدمة وطنهم يدا واحدة وإن اختلفت الآراء فالهدف الأسمى مصلحة الوطن والأمة؟!. فهل نستطيع التغلب على الأنانية وحب الذات والظهور ونغلب مصلحة المجتمع والجماعة ومن تم نغلب مصالح أمتنا العربية والإسلامية ونتبع الحق، والحق أصدق وأنجى وأحق أن يتبع. لماذا لا نتصفح القرآن الكريم ونستخلص منه العبر؟ لماذا لا ننظر إلى هذا الكم الهائل من التراث والإرث الحضاري الذي خلفه لنا أجدادنا منذ فجر التاريخ وحتى بداية عصور الانحطاط؟ ومن ثم أعود للتساؤل هل العرب أمة واحدة؟ وهل آمالهم وآلامهم مشتركة؟ ما الذي يجمع ويفرق العرب؟ وما هي السبل الكفيلة للم شمل العرب؟، ومن ثم الأطر السليمة التي تحفظ لهم روابطهم وتضامنهم والتي بدورها تنهي الخلاف والخوف وعدم الثقة، والاطمئنان والانحياز لأجل الجماهير في حفظ ماء الوجه والكرامة العربية المهدورة؟. وإلى متى سنظل متطفلين على حضارة الغرب والشرق ولسنا متفاعلين معها وفاعلين أو مساهمين في صنعها؟

الواقع مؤلم والمستقبل أشد إيلاما إن لم نتدارك الأمر. إن الوحدة الاندماجية بين مصر وسوريا عام 1958 لا شك أنها كانت تجربة متسرعة واعتمدت على مشاعر الجماهير بعيدا عن تقديم المصالح والأهداف العليا. وبفشلها تراجع وتقهقر المشروع الوحدوي العربي، وبدا الحديث عن الوحدة والتضامن يثير الشبهة، ويصم المرء بالخيانة والتآمر على وطنه وإقليمه أو جماعته أو طائفته ومذهبه، بعد أن كان هذا الحديث يحمل أجمل المعاني السامية في الالتزام والوطنية والقومية.

فإلى متى سيبقى حلم الوحدة أملا تحطمه آلام الواقع؟

عدنان حاج صالح الكردي
سوري مقيم في الكويت

.. ونقول

ليس الأمر سيئا إلى هذا الحد، إن حلم الوحدة سيظل هاجسا دائما مهما فقلت التجارب التي تحاول الوصول إليه، ولسنا أول من هزمت محاولاته، إن الفشل والتعلم من دروسه كان المصباح الذي أنار الطريق السليم لمن سلكوه فيما بعد وحققوا أحلامهم. لكن الأهم من حلم الوحدة الاندماجية وهو من خلال المنظور القريب يبدو صعبا، إن يكن مستحيلا، لاعتبارات عديدة بعضها من الداخل وبعضها الآخر خاضع لموازين دولية، نقول إن الأهم من ذلك الحلم الصعب هو الاتفاق على الأولويات، حيث أصبح من الضروري أن تكون هناك أسس جديدة للتعامل العربي/ العربي، ومنها أن نعترف بأن التباين سنة من سنن الحياة، لكن يجب أن يتم في نفس الإطار الذي نتعامل من خلاله مع شعوب العالم بعقلانية وتسامح لبناء مستقبل أفضل.

 



 
  




تركستان الشرقية