إلى أن نلتقي

إلى أن نلتقي

البحث عن شركة تأمين

لا أدري كيف فعلها هذا الشخص وقام بخداع شركة التأمين وأخذ منها هذا المبلغ الضخم؟! فمن المعروف أن هذه الشركات- وخاصة في الغرب- بالغة الدقة والتشكك، ولا تدفع سنتاً واحداً إلا إذا كانت مرغمة على ذلك. وهي تستعين في أعمالها بجيش من المخبرين ورجال التحري الخاصين لملاحقة كل من يطالبها بأي نوع من التعويضات. فما إن تموت الزوجة- على سبيل المثال- حتى يستنفر رجال التحري قواهم ليثبتوا أنها لم تمت انتحاراً كما يبدو، وأن القاتل هو زوجها وبالتالي لا يحق له أن يقبض أي تعويض. وإذا اختفى شخص في أدغال إفريقيا قاموا بمسح كل الغابات ليكتشفوا المكان الذي اختبأ فيه حتى تقبض أسرته قيمة التأمين. وإذا مات شخص في حادث أسرعوا إلى إثبات أنه هو الذي تسبب بالضرر للسيارة. وقس على ذلك عشرات الحالات التي تفلح الشركات في التنصل منها جميعا.

ولكن جوزف كاربنتر- وواضح من اسمه أنه نجار- قد فعلها في سابقة وصفت بأنها عالمية. فقد أثبت لإحدى شركات التأمين ضد المخاطر غير العادية أن مخلوقات من الفضاء الخارجي قامت باختطافه وحصل في مقابل ذلك على تعويض قدره مليون جنيه استرليني دفعة واحدة. وقد كان هذا الشخص المحظوظ شغوفاً بكل ما يتعلق بالأطباق الطائرة والمخلوقات الفضائية حتى أنه أمن على نفسه ضد هذا النوع من الاختطاف، ثم توجه ذات ليلة - وبعد أن دفع القسط الأول فقط من التأمين- إلى مكان خارج مدينته بصحبة أربعة من الأصدقاء حيث شاهد مركبة فضائية مثلثة الشكل تم نقله إليها بواسطة شعاع من الضوء. وعندما أفاق وجد نفسه في غرفة مثلثة في مواجهة مخلوق أخضر مثلث الرأس أخذ يتحدث معه بطريقة التخاطر عن بعد. ولا أحد يعرف فيم كان موضوع التخاطر؟. لعله كان عن كيفية التعامل مع شركات التأمين! المهم أنه أفاق ليجد نفسه على الأرض مرة أخرى! ولم يكتف السيد كاربنتر بذلك ولكنه قدم أدلة فعالة على عملية الخطف. ظفر شفاف علق بمعطفه، صور فوتوغرافية صورها أصدقاؤه. فيلم كامل. ولا أدري لماذا اكتفى الفضائيون باختطافه وحده؟ ربما لأن الآخرين لم يؤمنوا على أنفسهم! مهما كان الأمر فقد ابتلعت الشركة القصة بأكملها وقامت بدفع المبلغ الضخم.

وإذا كان الأمر كذلك فأنا مستعد للقيام بهذه المخاطرة وسوف أقدم الدليل القاطع على أنه قد تم اختطافي ونقلي إلى المريخ، وسأقدم ما يثبت ذلك من أحجار وتربة حمراء اللون، أو أنني ابتلعت بواسطة حوت عابر وسوف أقدم أدلتي من قطع العنبر الخام، أو أنني غصت من أجل البحث عن أتلانتا القارة المفقودة، وسأقدم إحدى حوريات البحر تأكيداً لكلامي!، كل ما أريده فقط هو شركة تأمين عربية تقبل تأميني وتأخذ مني القسط الأول وسوف أتكفل أنا بالباقي.

 

 

أنور الياسين