عزيزي العربي

عزيزي العربي

الانطلاق إلى الفضاء
رسالة الشهر

..رئيس التحرير

نشر في عدد العربي رقم (453) أغسطس 96 موضوع (إسرائيل فضائيا.. إلى أين?) بقلم المهندس (سعد شعبان) وقد أعجبني الموضوع لما فيه من رؤية مستقبلية بعيدة النظر وبالغة الخطورة تؤكد على أن عصر الفضاء هو عصر القوة والتميز.

نعم, إن عصر الفضاء هو كذلك, وإنكار هذه الحقيقة لا يغير من الواقع شيئا, فما دخول إسرائيل إلى نادي الدول الفضائية إلا نتيجة الجهود الجادة في هذا السبيل للمضي نحو التفوق والاستفادة من دروس الماضي. إن ما وصلت إليه إسرائيل في مجال الفضال يجب ألا يغفل.. بل يُتخذ أنموذجا يدفع قيادات الدول العربية لإنشاء وكالة فضاء عربية, وعندما يتحقق مشروع طموح كهذا, فالسلام بعد ذلك يفرض نفسه بين العرب وإسرائيل ووقتها لن يكون هناك طرف يهيمن على طرف.. فالعلاقة تتحول للتوازن كما كان بين المعسكرين الغربي والشرقي أيام الحرب الباردة.

يجب أن نتابع الخطوات نحو اقتحام عصر الفضاء, وبالطبع لن يكون الأمر سهلا, ولن يخلو من عقبات, ولكن أن تكون لنا إرادة حديدية كعدونا فسوف نجترح المعجزات ونحقق المستحيل.

أحمد المؤذن
البحرين

..ونقول

ربما كان غريبا أن يتساءل المرء, ونحن على أبواب القرن الحادي والعشرين, عن السر الذي جعل الهوة تزداد اتساعا بين العرب وإسرائيل, على الرغم مما يعلن دائما عن ضرورة الحفاظ على التوازن معها, إن لم يكن التفوق عليها. فالأمر تتداخل في صنعه جوانب كثيرة, بعضها ناجم عن نمط تفكير لدينا لا يساهم في تشجيع الإبداع وحفز همم التفوق والابتكار, وبعضها الآخر يكمن في أن أدوات التكنولوجيا المتقدمة لا نصنعها نحن ولا تصنعها إسرائيل, وإن الحصول عليها يتم برغبة خارجة عن إرادتنا.

ليس الأمر محبطا تماما, لكنه بالتأكيد يحتاج إلى وعي شديد بمصالح هؤلاء الذين يمتلكون التقنية لدينا ومن ثم التعامل معهم من هذا المنطلق.. فهل باستطاعتنا الإمساك بهذا الخيط الدقيق.. والفاعل.. كما يفعل غيرنا?!!

"المحرر "

هل أدلكم على تجارة

..رئيس التحرير

قرأت مقال الدكتور محمود الطناحي (هل أدلكم على تجارة?) في عدد المجلة رقم (458) الصادر في يناير 1997, وأود أن أسجل إعجابي الشديد بالمشروع الذي يقترحه الكاتب وهو العمل على جمع المخطوطات والمطبوعات العربية القديمة والحديثة في (مكتبة العربي). إنه عمل حضاري رائع لحفظ تراثنا العربي الثري الذي ـ مع الأسف ـ نجهل الكثير عنه.

وهنا أود أن أؤكد على ضرورة الإعلان بصفة مستمرة في وسائل الإعلام والإعلان المختلفة ـ التي تصل إلى المتلقي العادي ـ عن المخطوطات والمطبوعات العربية, وأين توجد, وكيفية الحصول على نسخ أو صور منها إن أمكن. على أن يكون هذا بأسلوب سهل وميسر, يسهل على الباحث في أي مكان العثور على ما يريد بأقل جهد ممكن. وفي تخيلي أن وسائل الاتصال الحديثة يمكن استخدامها أيضا في هذا الغرض بمنتهى السهولة, وذلك بوضع كل المعلومات الخاصة بالمخطوطات والمطبوعات في قواعد بيانات على الحاسبات الآلية, ويتم وصل هذه الحاسبات بشبكات الاتصال المحلية والدولية بحيث يمكن للباحثين الرجوع إلى هذه القوائم الإلكترونية من أي مكان في العالم وطلب ما يريدون من أبحاث أو نسخ من كتب, من إدارات المكتبات أو المراكز العلمية المعنية نظير أجر يغطي مصاريف إدارة هذه الخدمة.

وأشدد هنا مرة أخرى على أهمية الإعلان والدور الحيوي الذي يلعبه في نشر المعرفة بين الناس وإنجاح المشاريع القومية وتحقيقها للأهداف المرجوة. فهناك نقص شديد في الإعلان عن المؤسسات الثقافية باختلاف أنواعها والخدمات التي تقدمها للخاصة والعامة. وبالتالي لا يدري الناس بوجود هذه المؤسسات أصلا ومن ثم ما توفره من كنوز.

هبة السويسي
القاهرة ـ مصر

غادة وأحلام البنات

..رئيس التحرير

قرأت في عدد مجلة العربي رقم (455) أكتوبر 1996 في باب (إلى أن نلتقي) موضوعا تحت عنوان (غادة.. وأحلام البنات) لمدير التحرير الأستاذ أنور الياسين يتحدث فيه عن البطلة السورية غادة شعاع وفوزها بالميدالية الذهبية في الدورة الأولمبية السادسة والعشرين في أتلانتا.

في الحقيقة فإن من قرأ هذا المقال وهم كثيرون اختلفوا في المغزى منه, فالبعض يرون أن هذا المقال يؤيد غادة شعاع ويحيي انتصارها ويدعو رفيقاتها ممن هن في عمرها من الفتيات كي يسرن على طريق غادة سواء في مجال الرياضة أو المجالات الأخرى في المجتمع.

أما البعض الآخر فرأيهم أن هذا المقال يدعونا إلى محاربتها ومن يحاول من الفتيات أن يسلكن سلوكها وهم يرون أن الكاتب في هذا المقال يهاجم غادة ويستدلون على ذلك بالقول: (ولكن غضبنا كان سببه الحقيقي هو فوز امرأة ـ والعياذ بالله ـ بتلك الميدالية الذهبية).

ثم: (والمشكلة أن البطلة السورية غادة شعاع قد فازت بها في مسابقة السباعي الصعبة).

وأيضا: (لقد أقصينا من قبل الجزائرية حسيبة بولمرقة.. عن الأضواء ألم يكن هذا الانتصار أكثر فاعلية من أي ميدالية ذهبية)?.

لقد كتبت هذه الرسالة بعد تردد ولكن ما جعلني أكتبها ما أثاره هذا المقال من ضجة بين رفاقي وأصدقائي المختلفي العمر والثقافة والدين, وأنا أعتذر عن كتابة إلى أي من الفريقين أنتمي.

الدكتور/ باسل مخلوف
دمشق ـ سوريا

المحرر: المقال تناول ببساطة حدثا عالميا مهما, واستهدف الإشادة بالبطلة العربية, ونعتقد أن إعادة القراءة له, ستؤكد أن الرأي الأول هو الأكثرصوابا.

مشكلة هلال رمضان ما حلها؟

..رئيس التحرير

أعجبت كثيرا بنوعية الطرح الذي جاء في مقال (مشكلة هلال رمضان ما حلها?) في العدد رقم (458) يناير 1997 وأهمية الموضوع بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية, ومع أن المقال في تقديري لم يأت بحل جذري للمشكلة حتى من الجهة الفلكية, فضلا عن الفقهية البحتة, ولكن حسبه أن يفتح جبهة للمناقشة الجادة بين الفقهاء وعلماء الفلك والأرصاد للوصول إلى حل لهذه المشكلة.

إلا أنني أود أن أشير إلى أن هناك رأيا فقهيا إسلاميا يعبر عن إمكان حلول المراصد والأقمار الاصطناعية مكان العين المجردة لإثبات الهلال انطلاقا من فهم لحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) على أن الرؤية في الحديث ليست مقصورة على العين التي كانت الوسيلة المتاحة للإنسان في ذلك العصر.

غسان الكثبي
الأحساء ـ السعودية

النهضة ومهامها التاريخية

..رئيس التحرير

ورد في مجلة العربي العدد (454) سبتمبر 1996 في المنتدى موضوع (النهضة العربية بين الواقع والمثال) وأود هنا أن أشير إلى أن الدراسات الاجتماعية والتاريخية التي تحدثت عن الأزمة الحضارية للأمة لا تساعدنا على معرفة حقيقتها وبالتالي الاضطلاع بمهامها التاريخية, بل على العكس من ذلك فهي تعزز الانقطاع الحضاري ولا تشكل عامل اتصال والتحام بماضي الأمة. هذا مع يقيننا بأن هذا النوع من الدراسات يجب أن تتولاه مؤسسات ومراكز بحوث متخصصة لأنه ليس بوسعنا أن نواجه الأزمة على مستوى اقتصادي بحت فنحاول أن نجد لها حلا ماديا, أو على مستوى سياسي بحت باعتبارها مشكلة التنظيم الدولي, أو حتى على مستوى السسيولوجيا باعتبارها مشكلة تتعلق بتحليل مشكلات الفرد في حياته, فكل هذه النواحي تشابكت وتداخلت لتشكل أزمة حضارية معقدة. إن الحضارة كما عرفها المفكر الجزائري (مالك بن نبي) حصيلة تفاعل الإنسان والتراب والوقت, والحضارة الغربية لا يمكن أن تبيعنا روحها وأفكارها وثرواتها الذاتية وأذواقها, فالحضارة الغربية لم تخرج إلى الوجود بولادة قيصرية وليست نموذجا مستوردا, كما أنها ليست فلتة من فلتات الزمان استيقظ الأوربي ذات يوم فرآها ماثلة أمامه, بل هي نتاج طبيعي لحصيلة جهود ومخاض دام قرونا موصولة بالماضي صلة طبيعية.

إن أي اقتباس يجب أن تراعى فيه الخصوصية الزمانية والمكانية والاجتماعية لمجتمعنا العربي الإسلامي, فيجب أن نعيد لثقافتنا قيمتها الحقيقية لا أن نفجرها.

وعلى حركة النهضة أن تدرك أن الحضارة لا تتأتى باستيراد مناهج حضارة أخرى ومحاولة التكيف معها, بل إنها تنبع من ذات الفرد لا من حوله, فأي نهضة لا يكون محورها تغيير الإنسان سيكون مآلها التيه والفشل. والوجهة الأخرى النظر إلى النهضة من خلال المنظور الحضاري القديم, وتجاهل الأطر المعاصرة والتركيز على بقايا الحضارة الإسلامية كقاعدة للانطلاق ليعكس بصدق الوضع المتردي والمأزق الذي وصلت إليه الثقافة العربية التي لم يبق بينها وبين الواقع صلة تذكر, فعندما عجزت عن استيعاب التغيرات الجذرية التي مست الهياكل والبنى الاجتماعية انطوت على نفسها في صور تجاوز العجز.

إن حركة النهضة تعيد صياغة الإنسان قلبا وقالبا, جوهرا وعرضا, وتدرك أن أي محاولة للانتهاض لا تستهدف الإنسان غاية ووسيلة لن يكون مصيرها ومآلها إلا الفشل الذريع.

فالأزمة التي نمر بها أزمة فكر لا عقيدة, والفكر الصحيح هو الذي يمكنه إيجاد النهضة الصحيحة, وهو الذي يأخذ بيد الأمة للخروج من أزمتها الخانقة.

الباي غزال
ولاية المسيلة ـ الجزائر

حمص ورحابة المكان والزمان

رئيس التحرير

يسعد صباحك سوريا صُبحك حلو)

بهذه المقدمة الرقراقة العذبة, والتي تمثل بداية أغنية تحمل نفس العنوان كتب الدكتور محمد المخزنجي استطلاعه عن مدينة حمص السورية في العدد (456) نوفمبر 1996.

هذه المقدمة امتدت واتسعت لترسم لوحة ملونة عن حمص الحضارة.. حمص التاريخ كما امتدت في قلبي وولدت في نفسي ذكريات قديمة وأحاسيس عميقة لا تقل في عمقها عن الأحاسيس التي تفجرت في اللحظة التي وضعت فيها لحن تلك الأغنية وفي اللحظة التي غنيت نغماتها الأولى.

لقد كانت مفاجأتي عظيمة عند قراءة الأسطر الأولى من الاستطلاع, وكانت أعظم عندما تابعت القراءة واكتشفت عمق التناغم بين روح وإحساس الأغنية وبين رحابة المكان والزمان لحمص وسوريا.

وهأنا الآن أنتهز هذه الفرصة لأبيّن أن هذه الأغنية تحمل عنوان: (يسعد صباحك سوريا صُبحك حلو) كتب كلماتها الشاعر طوني وطفة وقمت بتلحينها وغنائها وقد كان ذلك منذ أكثر من 21 سنة وهذه الأغنية هي إحدى أغاني فرقة غنائية كانت تدعى (فرقة نيسان) تشكلت منذ تلك الفترة واستمر نشاطها عدة سنوات حيث قدمت العديد من الأغاني ذات الطابع الإنساني والوطني, كما قدمت العديد من الحفلات في كثير من المناسبات, ومنذ فترة بعيدة توقف نشاطها بتوقف نشاط أعضائها المؤسسين لها, لكن البعض منهم استمر بتجارب جديدة ومنهم كاتب هذه السطور الذي بدأ منذ فترة قصيرة ببناء تجربة غنائية وموسيقية خاصة به.

وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقدم جزيل الشكر لمجلة العربي على هذا الاستطلاع القيم.

الدكتور سمير عبدوشن
دمشق ـ سوريا

الحسبة

..رئيس التحرير

قرأت في العدد (457) ديسمبر 1996, مقالا بعنوان (الحسبة) وإذ أشكر المستشار محمد سعيد العشماوي, كاتب المقال, لما أورده من معلومات قيمة, إلا أنني أشير إلى موضع قد سها فيه قلم الكاتب, مما أوقعه بالخطأ, حيث قال في سياق مقاله: (أنشىء جهاز متواضع للشرطة في عهد أبي بكر, كان يسمى العسس..).والصحيح أن جهاز الشرطة قد أنشىء في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (13ـ 23هـ) (634 ـ 644م) فقام بتعيين جماعة من المسلمين, كلفهم التجوال في الأسواق ليلا لتفقد أحوال الرعية, وسماهم العسس, وكان عمر هو أول من طاف بالليل من أجل ذلك. وفي عهد علي بن أبي طالب (656 ـ 661م) نظم أمر العسس, وأطلق عليهم اسم الشرطة, ولهم رئيس يدعى صاحب الشرطة.

وما يجدر ذكره, أن عمر بن الخطاب يعتبر صاحب الفضل الأول في تنظيم أمور الدولة الإسلامية إذ قسمها إلى ولايات, وعين على كل منها واليا. ثم نظم البريد ليقف على أحوال المسلمين, وأنشأ الدواوين, وهو أول من وضع نظام الحسبة فكلف بعض رجاله بمراقبة الباعة, والموازين, والمكاييل, ويطلق على صاحب هذه الوظيفة اسم المحتسب, وله دار خاصة به تسمى دار الحسبة, يقيم فيها ويصرف منها جميع أعماله.

حميدي هلال
سوريا ـ حلب

وتريات
أتهجى.. رمل الوطن

1ـ ميدان المحطة:
سيهاجر النزف امتدادا لي على كأس المسافة
لا البلاد تفض رغبتنا, ولا الريح استطالت
فوق حزن النسوة المنثور في وطني
قطار قادم في وحشة
والليل يطلق جرحه لـ (رفاعة الطهطاوي)
ويدخن السيجار مكتظا برائحة النهاية
لا المدارات استكانت في الحذاء
ولا القصائد تستكين
لفرصة لدلالهن
قطار قادم, ومهيأ للوهم
في رحم الشوارع
غافل وقته بين الحقائب جثة
ثم ابتدى هذا الضجيج
2ـ نزف:
مطر يخالط مسكني بعد الظهيرة
والعصافير التي انكفأت على جرح النوافذ
تنقرالحلم المضرج بالمدينة
والفضاء يئن تحتي راغبا نزف الشتاء
لربما تنصب روحي في الشوارع
ربما تشتاق دفء الورد والشعر الحديث فأقرأ:
ويبدأ الأسفلت يدخلني, يعاتب شهوتي
حتى أطاردني مدى, بين الكتابة والجنون

شعر: بهاء الدين رمضان
طهطا ـ مصر