من شهر إلى شهر

شهر إلى شهر

طب
جراحات باردة وأخرى دافئة !

لست بحاجة إلى أن تدخل إلى غرفة الجراحة ـ وقاك الله شر الحاجة إليها ـ لتتعرف محتوياتها وكيف يبدو أفراد الطاقم الطبي بداخلها, فقد أغنتنا آلات التصوير التلفازية والسينمائية عن ذلك. وأصبح مألوفا لدينا منظر الجراحين بملابسهم التي تشبه العباءات, وقفازاتهم, وكماماتهم, وأغطية الرأس. ولعلنا لاحظنا, أيضا شلالات الضوء الباهر الساقطة فوق رءوسهم من سقف الحجرة, تضيء وتسخن الجو في الوقت نفسه. وبالطبع, فإن لكل من الملابس الثقيلة والأضواء الشديدة ضرورته.. ولاتتصور أنهما يؤثران في كفاءة الجراح وحيويته في جراحات تستغرق ـ أحيانا ـ ساعات طويلة, فإن أجهزة التكييف القوية توفر للجراح أطيب الظروف لأداء عمله.ولكن, إذا اقتربت من حجرة الجراحة في ملابسك العادية, فستشعر بأن التبريد عال نوعا ما. وقد تفكر ـ مثلي ـ في أن المريض الغائب عن الوعي, الممدد فوق طاولة الجراحة, قد يصاب بالبرد وهو يكاد يكون مجردا من ملابسه عند إعداده للجراحة. إن ذلك يحدث فعلا, فحرارة جسم المريض تنخفض بمقدار أربع درجات مئوية, وكان الأطباء لا ينزعجون من ذلك, بل يجدون فيه ميزة, فهو يعطل نشاط الجراثيم, فيساعد على نظافة الجراحة. ولكن, اتضح أخيرا أن العكس صحيح, فالتبريد العالي لحجرات الجراحة يعظم من خطورة تلوث الجراحة بمقدار ثلاثة أضعاف!لقد تبين أن تلوث الجراحات يعود بالدرجة الأولى إلى نقص مقاومة جسم المريض للجراثيم المنتشرة على سطح الجلد أو المتجمعة في مكان الجراحة, وليس إلى الجراثيم المحومة في هواء حجرة الجراحة, فالتبريد العالي سلاح ذو حدين. توصل إلى هذه الحقيقة جراح القولون الشهير (دانيال سيسلار) الذي يعمل أستاذا بجامعتي كاليفورنيا وفيينا, بعد دراسة مائتي حالة, وفر لعدد 104 منها وسائل تدفئة أثناء إجراء الجراحة, متمثلة في الحقن بسوائل دافئة وتغطية الجسم بألحفة (محشوة) بهواء ساخن, بينما أجريت الجراحات للحالات الأخرى (96 حالة) دون تدفئة, فانخفضت درجة حرارة الجسم بمقدار 5.49 فهرنهايت, في المتوسط.وكانت النتيجة, بعد انتهاء الجراحات, تلوث 19 في المائة من الجراحات التي أجريت (على البارد), بينما لم تزد النسبة على 6 في المائة من الحالات التي حظيت بالتدفئة في حجرة الجراحة.

أدب
البابطين .. ترشيحات الدورة السادسة

أعلن مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري فتح باب الترشيح لجوائز المؤسسة في دورتها السادسة, دورة الأخطل الصغير. وحددت المؤسسة مجالات التنافس على جوائزها بمجالات الإبداع في الشعر (وقيمتها 40 ألف دولار) والإبداع في نقد الشعر (40 ألف دولار أيضا). إضافة إلى أفضل ديوان شعر وأفضل قصيدة. وقد صرح الأمين العام للمؤسسة عبدالعزيز السريع بأن المؤسسة تمنح عشرة آلاف دولار لصاحب أفضل قصيدة منشورة في إحدى المجلات الأدبية أو الصحف أو الدواوين الشعرية خلال عامي 1996 و1997.

وعن جائزة أفضل ديوان شعر ذكر السريع أن قيمتها ستكون عشرين ألف دولار تمنح لصاحب أفضل ديوان شعر صدر خلال خمس سنوات تنتهي في 31/10/1997.

وحول شروط التقدم أوضح الأمين العام للمؤسسة أن الإنتاج يجب أن يكون باللغة العربية الفصحى وأن يرسل المتقدم لجائزة الإبداع في مجال الشعر كامل إنتاجه الشعري على ألا يكون قد مضى على صدور أحدث دواوينه الشعرية أكثر من عشر سنوات تنتهي في 31/10/1997.

أضاف يقول إن على المتقدم إرسال أهم مؤلفاته في مجال نقد الشعر على ألا يكون قد مضى على صدور أحدثها أكثر من عشر سنوات, كما لا يجوز في جائزة أفضل ديوان شعر التقدم بأكثر من ديوان واحد.

قال إنه لا يجوز للمشترك في جائزة أفضل قصيدة التقدم بأكثر من قصيدة واحدة على أن تكون منشورة وترسل كما نشرت, وكذلك لا يجوز الاشتراك في أكثر من فرع من فروع المسابقة. وأن جهات الترشيح ستكون الجامعات والمؤسسات الثقافية والهيئات الحكومية والأهلية واتحادات وروابط الأدباء مع ضرورة إرفاق موافقة المرشح خطيا على ذلك ويمكن للشاعر أو الناقد أن يتقدم مباشرة.

قال السريع إن المؤسسة تستعد لإصدار الطبعة الثانية من معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين. ودعا الراغبين من الشعراء العرب الذين فاتهم الاشتراك في الطبعة الأولى إلى مراسلة المؤسسة وتزويدها بالبيانات المطلوبة عن كل شاعر.

حيوان
النمل النساج .. قدرات خارقة!

في الصورة كائنان: نملة, وطائر جارح (لاحظ المخالب). لا يهمنا الطائر كثيرا, فحديثنا عن النملة, وهذه النملة بالذات. إنها إفريقية الموطن, من النوع المسمى بالنمل النساج, لقدرته على بناء أعشاشه من أوراق الأشجار, يجمعها ويربط بينها بنسيج من مادة يفرزها, فتتحول إلى خيوط يخيط بها الأوراق. وللنملة النساجة قدرة فائقة على الانتشار لتبسط نفوذها على أكبر مساحة يمكن أن يحتلها كائن من اللافقاريات الأرضية, على الإطلاق. ويبدأ النمل النساج تكوين إمبراطورياته المتسعة باحتلال قمم بعض أشجار الغابة الإفريقية, حيث يشيد قلاعا حصينة, ويتوالد بسرعة حتى يصل تعداد أفراد المستعمرة الواحدة ـ في أي وقت ـ إلى أكثر من نصف مليون نملة مشحونة بالطاقة والقدرات الخاصة التي تمكنها من احتلال مساحة تصل إلى ستة أميال مربعة!

ولكي تضمن المستعمرة لأفرادها زادا مستمرا, فإن النملة النساجة مؤهلة لاصطياد وافتراس كائنات أخرى أكبر منها (لايزيد طول النملة على ثلاثة أعشار البوصة), وتشمل قائمة ضحاياها الحشرات الأكبر حجما منها والطيور والسحالي والضفادع والثعابين, بل ويمكنها أن تفترس كائنا ثدييا هو الخفاش!.ويجتمع عدد من النمل على الفريسة فيقبض عليها بشدة, ويتجاذبها ـ كما لو كان يمارس لعبة شد الحبل ـ ليس من أجل الاستئثار بها, ولكن حتى تتمزق أعضاؤها وتموت, لتبدأ مرحلة أخرى تظهر فيها القدرات الخارقة لهذا النوع من النمل, وهي رحلة الصعود بالصيد إلى القلاع فوق هامات الأشجار.فما هو سر قوة النمل النساج?

يقول عالم الحشرات البولندي (ووجتو سياك), من المتحف البولندي لعلم الحيوان إن السر يكمن في أقدام تلك النملة, فقد فحصها هو وفريق من زملائه بالمجهر الإلكتروني, فوجدوا أن لها مخالب رسغية قوية مكسوة بممصات ذات فعالية عالية تجعلها ـ كما تبدو في الصورة ـ قادرة, بمفردها, على التشبث بالطائر الضحية, الذي يبلغ وزنه ربع رطل, معلقا في الهواء. وبالإضافة إلى ذلك, فإن هذا التركيب الخاص لأقدام النملة النساجة يساعدها على التحرك بيسر فوق أوراق الشجر الملساء.

فن
المظهر أهم أحياناً

افتتح الفنان الأمريكي (بريمو أنجيلي) مرسما أو (ورشة) فنية في إحدى ضواحي مدينة سان فرانسيسكو, حيث ينتج فنه المتميز: وسائل تغليف وتعبئة السلع!. وهو يقول إن عمله يجسد العلاقة بين المستهلك وعبوات السلع والمشتريات, فهي نوع من الدراما النفسية. وهو يرى, مع كثيرين غيره, أن تغليف السلعة وطريقة تعبئتها يلعبان دور بائع صامت أو خفي ـ وهو البائع الفاعل ـ فعن طريقهما يحدث الإغراء بالشراء, أو ـ أحيانا ـ التضليل!. إنهما يحيلان الأشياء المعتادة إلى احتياجات ملحة, وقد نكون ـ في الحقيقة ـ مستغنين عنها.

إن غلاف السلعة, أو مادة العبوة,هو أكثر من مجرد مادة الورق أو البلاستيك والألوان المصبوغ بها, فالغلاف الناجح قد يصيح مناديا عليك, وربما يعوي, وقد يخصك برسالة هامسة لا تستغرق سوى الثواني القليلة التي تستغرقها في التقاط علبة صابون أو طعام محفوظ من فوق رف في مستودع. وقد أدرك بريمو أنجيلي هذه الحقائق, فتخصص في تصميم مواد التغليف والتعبئة. وهو يلخص التغليف والتعبئة بأنهما جانب من النشاط الاقتصادي آخذ في التنامي, وهو يجمع بين الفن و(الشطارة), وبين العلم والخداع!ويقول ستيوارت إوين, أستاذ دراسات (الميديا) الأمريكي إن ثمة سلعا كثيرة تتشابه, فالأسبرين ـ على سبيل المثال ـ هو الأسبرين, مهما تبدلت أسماؤه وصوره, ولكن الذي يجذبنا إلى نوع بعينه هو تلك الدعوة التي تبثها إلينا العبوة, فالتعبئة تعني ـ في النهاية ـ انتصار (الظاهر)!ويعلق خبير إعلانات على معروضات بريمو أنجيلي فيقول إن الهدف الأساسي من التعبئة هو خلق شخصية يتطلع المشتري إلى أن (يكونها), وليس عكس شخصيته الحقيقية على غلاف وطريقة تعبئة السلعة..فعندما أراد أنجيلي أن يقدم لنا نموذجا لعبوة قهوة إيطالية مستوردة, كان في ذهنه أن الأمريكان تعودوا شرب كميات كبيرة من القهوة في الصباح, وهم في حالة مشعثة, ولايزالون في ملابس الحمام, لكنه لم يرسمهم على غلاف العبوة بتلك الهيئة يشربون القهوة, بل أتى بزوجين مهندمين ـ لا يمكن أن يكونا أمريكيين! ـ يشربان القهوة في جو رومانتيكي.الغريب في الأمر أن بريمو أنجيلي لا يصمم ـ في الغالب ـ أغلفة وعبوات لسلع أنتجت فعلا, فتصميماته تسبق إنتاج السلع, فالمنتج الحقيقي ـ في رأيه ـ هو العبوة وغلافها, وليس المحتوى!

تقنية
اصنع ماستك بنفسك

ليس في هذا العنوان أي مبالغة, ونحن لا نقصد بـ(الماسة) التي ندعوك لتصنعها بنفسك لنفسك المعنى الرمزي الذي تجده لدى الفلاسفة والشعراء, بل نعني الماس الحقيقي الذي لم نعد بحاجة إلى التنقيب عنه في مناجمه النادرة, والذي اختزلت التكنولوجيا الحديثة طريقة تخليقه, فاستغنت عن العمليات الطبيعية والكيميائية والجيولوجية التي تستغرق ملايين السنين لتحول ذرات الكربون إلى بللورات الماس.. إن المختبرات تنتج الماس.. الآن!

وثمة طريقة تقليدية لتغطية جسم صلب ببللورات الماس الاصطناعي في المختبر, تعتمد على تعريض هذا الجسم لضغط ودرجة حرارة عاليين, أو وضعه في غرفة مفرغة الهواء, لمدة ساعات, مع إمداده بمصدر للكربون, فتترسب بللورات الماس على سطح الجسم. وكانت تلك الطريقة لا تصلح إلا في (طلاء) الأسطح الصلبة بطبقة رقيقة من بللورات الماس, وتعجز عن تشكيل هذه البللورات, حتى جاء أخصائي المعادن الأمريكي (برافن ميستري) بطريقته الجديدة التي تصنع وتشكل بللورات الماس الصناعي.

والعجيب في الأمر, أن السيد ميستري اكتشف طريقته بالمصادفة, أو قل بطريق الخطأ غير المقصود, فقد كان يعمل في مختبره الخاص في إحدى مدن ولاية ميتشجان, ساعيا إلى تغطية قطعة معدنية بطبقة من مادة (داي بورايد التيتانيوم), وهي مادة تمنع تآكل المعادن فتطيل عمرها. وفجأة, لاحظ خبير المعادن وجود بقع براقة على سطح القطعة المعدنية, فكان أول ما خطر بباله أنه أخطأ واستخدم غاز ثاني أكسيد الكربون بدلا من النيتروجين, كوسط غازي لإجراء عملية التغطية. ثم توقف قليلا, وبدأ يفحص تلك البقع التي حصل عليها بطريق الخطأ, فلم يصدق عينيه: لقد كانت بللورات من الماس الخالص!وأسرع ميستري فكتب الخطوات التي أنتجت الماس, وأثبت اكتشافه لدى الهيئات الفنية المسئولة, ليحفظ حقوقه كصاحب أرخص وأسهل طريقة لتغطية الأسطح الصلبة بطبقة من الماس الصناعي, تكسبها صلابة أو جمالا.وتبدأ طريقة ميستري في تكسية الأجسام الصلبة بالماس بإحاطتها بجو من النيتروجين الذي يساعد ـ بالإضافة إلى وظيفته الأساسية كوسط خامل للتفاعل ـ على زيادة قابلية بللورات الماس للالتصاق بالجسم الصلب. ثم يضخ تيارا من غاز ثاني أكسيد الكربون ليسري فوق سطح ذلك الجسم, بمصاحبة قصفات قصيرة من أشعة الليزر التي تصطدم بالنقطة الواقعة عليها فتخلق فيها ظروفا مثالية من الحرارة والضغط, تكفي ليتحرر عنصر الكربون من غاز ثاني أكسيد الكربون, ويتخذ الشكل البللوري المميز للماس, ويلتصق بالنقطة التي اصطدمت بها قصفة الليزر. وهكذا, تعين قصفات الليزر في تشكيل الغطاء الماسي بتحديد النقاط المراد (ترصيعها) بالبللورات الماسية.ولايزال السيد ميستري مندهشا من الكيفية التي تنتظم بها ذرات الكربون ـ تحت قصفات الليزر ـ لتعطي بللورة الماس, ولا يعرف لذلك تفسيرا. غير أن أهم ما يشغله حاليا هو إيجاد مجالات تطبيقية لاكتشافه, لترويجه واستثماره.

سمكة الغواية

انتهى علماء من معهد تكنولوجيا المحركات في جامعة العلوم والتكنولوجيا النرويجية من إنتاج سمكة آلية مجهزة بأداة توجيه إلكترونية, وتعمل بالموجات فوق الصوتية, ويمكنها جذب أسراب الأسماك (الحقيقية) إليها, فتتبعها إلى حيث تنتظرها شباك الصيد!

وتعتمد الفكرة على وضع أداة استقبال داخل جسم السمكة الروبوت أو تثبيتها برباط إلى جسمها, وهي أداة فائقة الحساسية لإشارات التوجيه التي تأتيها من محطة متابعة على الشاطىء أو فوق سفينة. وبمقدور هذه السمكة أن ترسل نبضات كهربية, تم اختيارها واختبارها بعناية, لتؤثرفي الأسماك الحية, فتعدل مسارها لتتبع السمكة الآلية مصدر هذه النبضات. وأساس هذه الفكرة التكنولوجية حقيقة بيولوجية متصلة بسلوك الأسماك, فهي ـ بآلية طبيعية ـ تتبع أي سمكة تأخذ مكان الصدارة في السرب وتشق طريقها في مسار مستقيم واضح.

وقد استغرق إعداد هذه السمكة الروبوت 15 عاما من الدراسة والأبحاث. وبالرغم من أن السمكة قد صنعت فعلا وجربت, فإن البرنامج البحثي الخاص بها يحتاج إلى خمس سنوات أخرى من البحث والدراسة لتطوير مجالات استخداماتها, فبالإضافة إلى جر أسراب الأسماك إلى مناطق المصايد (المسامك), فثمة فكرة لتزويد هذه السمكة بآلة تصوير (فيديو) أو أي آلات أخرى لخدمة أغراض بحرية محددة. وثمة فكرة أخرى لتجهيز هذه السمكة الروبوتية لتعمل في مراقبة خطوط الغاز والزيت الممتدة على قاع البحر, وتحديد مواقع التسرب ومعالجتها.

وتتميز هذه السمكة بأنها رخيصة, ولا تصدأ, ويمكنها أن تتحمل الضغط عند أعماق تصل إلى 300 متر تحت سطح البحر, ولا تحتاج إلى وقود تقليدي.

وبعد الإعلان عن قرب تشغيل هذه السمكة في المصايد النرويجية, ارتفعت صيحات الاحتجاج على الشاطىء الإسكتلندي, خوفا من أن تعمل هذه الأداة على (غواية) الأسماك واستدراجها من المصايد الإسكتلندية إلى المياه النرويجية!

 



 
 




تبريد غرفة الجراحة لصالح الجراحين فقط





الأخطل الصغير





الضحية: طائر جارح وزنه ربع رطل المفترس: نملة





جانب من معروضات بريمو انجيلي تصميمات وعبوات





الفنان في مدخل مرسمه





صورة مجهرية لبللورات الماس المصنعة بطريقة (برافن ميستري)





هل يأتي وقت تنتج المختبرات مثل هذه الماسات البراقة؟





أحد العلماء يربط جهاز الاستقبال الخاص بالسمكة الروبوتية بحقيقة