الجديد في العلم والطب

عقار جديد لنخر العظام

مرض وهن العظام، أو نخرها، (Osteoporosis) مرض واسع الانتشار، وتدل الإحصاءات على أن عدد المصابين به لا يقل عن (24) مليون نسمة، وذلك في الولايات المتحدة وحدها ، ومعنى هذا أن المرض يصيب نحو 10 % من مجموع السكان في المتوسط، أضف إلى ذلك أنه مرض خطير ويبعث على الرثاء، فهو يصيب المسنين أولا، ويصيبهم بحيث يبتلون بكسور في الحوض أو الساقين إذا هم تعرضوا لأبسط الصدمات، ويصدق هذا على النساء أكثر مما يصدق على الرجال، وذلك بسبب سن اليأس الخاص بهن، والمتميز بتناقص الإفرازات الهرمونية في الداخل وخاصة "الاستروجين" الذي له شأن وأي شأن فيما يختص بالعظام.

من هنا كان "الاستروجين" هو أحد العلاجين المألوفين لمرض وهن العظام، وهو يعطى حقنا لمن تجاوزن سن الخمسين ودخلن مرحلة سن اليأس. أما العلاج الآخر فالكالسيوم، ولكن الفائدة المرجوة من حقن الكالسيوم لا تتحقق في الغالب إلا إذا درج المرء على تناول الكالسيوم كغذاء ضمن وجبات الطعم منذ الطفولة وكأنه يتعمد معالجة نفسه مسبقا من مرض وهن العظام الذي قد يصيبه في شيخوخته.

وقد يضمن العلاجان وضع حد لاستمرار تدهور العظم، واستمرار فقدانه- وهما العرضان الرئيسيان في مرض وهن العظام - إلا أن العلاجين لا يساعدان المسنين على تجنب الكسر في عظامهم لدى أتفه الأسباب ، الأمر الذي قد يفرض عليهم قضاء البقية من حياتهم كالسجناء في بيوت العجزة أو كالمشلولين على كراسي العجلات. والأهم أن العلاجين لا يعوضان المصاب عما فقده من عظم في الماضي بسبب المرض- مرض وهن العظام- فهذا الأثر الرجعيٍ لم يعرف عن هذين العقارين مطلقا، كما لا يعرف عن الأدوية المعروفة كلها أو أكثرها.

ونشرت مجلة نيو إنجلند الطبية الشهيرة، في عددها الصادر في شهر مايو 1990 أنباء مركب جديد استحضروه في الدانمارك علاجا لمرض نخر العظام، وتميز هذا العقار الجديد الذي سموه إتيدورنت (Etidorent) بقدرة فائقة على وقف تدهور العظم وفقدانه، واسترداد المصاب ما سبق له أن فقده بسبب المرض.

ويتساءل القارئ هنا، لا محالة، هل هذا الكلام صحيح أم أنه مجرد دعاية أو مبالغة؟، وهل يعقل أن يكون لمستحضر إتيدورنت مثل هذا الأثر الرجعي شبه السحري! إذ كيف يستطيع المركب أن يعطي المريض ما قد فقد ويعيد إلى الحياة عظما ذاب وتلاشى وأصبح في خبر كان؟! ولعلنا نحسن صنعا بألا نجيب عن هذه الأسئلة فنكتفي بالتحدث عن تجربة واحدة فقط من التجارب العديدة التي أثبتت فاعلية الإتيدورنت الخارقة:

شملت التجربة (66) امرأة دانماركية تتراوح أعمارهن بين (56 - 75 عاما) يعانين من مرض نخر العظام كلهن دون استثناء، وأعطي نصف النسوة (33) منهن بالتحديد عقار إتيدورنت، وأعطي النصف الآخر (البلاسيبو) العقار الوهمي الذي يعطى لمن يتناوله على أنه دواء، وهو لا يعدو كونه بودرة تالك، وأعطيت كلتا الفئتين الكالسيوم. فماذا كانت النتائج؟! ونأسف لأن التجربة لم تثبت شيئا من أثر العقار الرجعي، ولعل تجارب أخرى في المستقبل تتدارك ما وقفت عنده التجربة الحالية. ومهما يكن من أمر فإن النتائج التي توصلت إليها هذه التجربة نتائج طيبة ولا ريب.

بقي أن نذكر ما يؤكده المرجع الذي نقلنا عنه هذا الخبر من أن الإتيدورنت بلا آثار جانبية تذكر، إنه يفيد النساء والرجال في كل الأعمار، وأنه أرخص ثمنا من حقن الكالسيوم والاستروجين، أضف إلى ذلك كله أن السلطات المعنية قد رخصت استعماله علاجا لسرطان