الطريقُ إلى القدس

الطريقُ إلى القدس

شعر

(1)

ليسَ لي من طريقٍ إلى القدسِ
غيرُ غبارٍ
منَ الكلمَاتْ
للسماء معابرها
والذين التقيتُ بهمْ
لم يعدْ أبداً
وجههمْ مِنْ هناك

(2)

سلام على الشيخ وهو يطوف
قريبا مِنَ الصمْتِ
ها إنني
رجفة تتكررُ
ثم تنوءْ
لغة
كدتُ أخلقها مِنْ هباءْ

(3)

رأيتُ الطريق على صفحةٍ
من كتابٌ
رأيتُ الأناشيدَ تخرجُ مِنْ قرطبَة
وتعبر فَاس
فأي المعارج تستقبل الوافدينْ
وأي يد تركت نارهَا
بين بابٍ
وباب

(4)

هل تحتاج الخطوات
إلى ترنيمة مرْثيةٍ
أم ملحمةٍ
?
تتقابل أصداء
وشعاب تدركني حيرتها
إنني
مِنْ هنا
ويدي اقتربتْ لتراكْ

(5)

طيور تذكرني
بالمهاجر. شمسُ المعاني
على رفة من جناحْ
تذكرني
بالبقايا التي اتقدتْ
ورياحْ
تسلمني للشتيت
إذنْ، من يسر إلى الطريق
ومن يتوجع في ذبذبات الصباحْ

(6)

طريق سمعت اللغاتْ
على كل أحجارها
تُردد
هل أبدى ضاق عنه الأبدْ
وتخطفني موجة
من وجوه
تضيع
أمامي قوس وسنبلة وجَسدْ
مسالك تقذفُ صرختها
جسد
ربما ضاق عنهُ الجَسَدْ

(7)

من قدس الله إلى قدس الجرح سعيتْ
أرفعُ أقواسَك للعلياءْ
فأنا من أسفل هذا العالم جئت إليكْ
مكدوداً
تحملني الأشلاء
ليل
نجماتُ البحر الميتِ
صمت أتبعُهُ
ورعاة في أقصَى المَوْتْ
لا غالب إلا أنتْ
نبضاتك مِنهَا كنت أطل عليْكْ