خصوصية الثقافة.. في مواجهة الثقافة الكونية مسعود ضاهر

خصوصية الثقافة.. في مواجهة الثقافة الكونية

هجوم شرس تشنه الثقافة الكونية على الثقافات المحلية المختلفة. إنه الأمر الذي دفع أنصار الثقافات القومية إلى الوقوف في مواجهة هذه الثقافة العالمية ذات النمط الاستهلاكي التي تحاول قولبة كل صور الإبداع.

تناقلت وكالات الأنباء العالمية ثم نشرت الصحافة خطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في مؤتمر الفرنكوفونية الذي انعقد في باريس في نوفمبر (تشرين ثان) 1991 م. وقد لفت الانتباه تشديد الرئيس الفرنسي على مخاطر الهجوم الشرس الذي تشنه الثقافة الكونية على الثقافات المحلية وتهدد بزوالها. وذلك يطرح تساؤلين منهجيين كبيرين:

الأول: أن التنديد بالثقافة الكونية ذات النزعة الاستهلاكية الواضحة يأتي من رئيس دولة أوربية ذات حضارة عريقة، وفرضت لغتها الفرنسية، بالقوة في غالب الأحيان، على كثير من شعوب العالم الثالث، في مرحلة تاريخية كانت فرنسا فيها تمتلك إمبراطورية استعمارية مترامية الأطراف. والمقصود بالتنديد هو الولايات المتحدة الأمريكية التي تزعمت العالم الحر بعد انهيار الإمبراطوريات الأوربية السابقة في الحرب العالمية الثانية، وفرضت ثقافتها الاستهلاكية على القارات الخمس لدرجة باتت معها الإمبراطوريات القديمة تخشى على لغاتها وثقافاتها من الانهيار داخل حدودها القومية. ولسنا بحاجة للتذكير أن الإنتاج الثقافي الأمريكي، لاسيما في مجال السينما والمسلسلات التلفزيونية، يلقى رواجا كبيرا داخل فرنسا حتى أن المشاهد القادم إلى باريس لا يكاد يلحظ فارقا نوعيا بين مسلسلات باريس وتلفزيوناتها ومثيلاتها في العالم الثالث. وهذا ما يعطي لغضب ميتران بعض التبرير من موقع البقية الباقية من السيادة أو الكرامة الوطنية الفرنسية بانتظار نهضة موعودة مع قيام أوربا الموحدة.

الثاني: أن دول العالم الثالث، على اختلاف درجات تبعيتها للمركز الأمريكي المهيمن على العالم، قد بح صوتها الرسمي منذ زمن بعيد فأسلست القياد لمتطلبات الانخراط في النظام العالمي الجديد الذي تقوده أمريكا. وباتت مسلسلات بونانزا Bonanza، والمال والسلطة، والهجرة إلى دالاس، وغيرها الكثير برامج أسبوعية يتحلق حولها مئات الملايين من شعوب العالم الثالث. وفتر حماس المثقفين "الوطنيين" و"القوميين" و"الأصوليين" و"السلفيين" وغيرهم في الدعوة إلى الاستنهاض الثقافي وتقلص ظل الدعوة الحماسية إلى ثورة الأطراف ضد المركزية بعد أن انفرط عقد الجماعات الثقافية التي كانت تروج لهذه النظرية وتستعجل قيامها في كل الوطن العربي.

انتصار المركزية

دلالة أن هذه المركزية العالمة الجديدة قد حققت انتصارات كبيرة في السنوات الأخيرة، وهي انتصارات ملموسة لا يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنها لأي سبب كان لا سيما إذا كان الهدف الرئيسي من الاعتراف بها هو العمل الجاد لرسم استراتيجية علمية للمجابهة نأخذ بعين الاعتبار أن قوى فاعلة وكثيرة العدد على المستوى الكوني تضررت وستتضرر أكثر من الهيمنة الأمير كيه وستعمل على مجابهتها.

ليس من السهل رسم الأسباب الكامنة وراء هذا الصعود الأمريكي القوي إلى زعامة العالم إبان العقود الأربعة التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية. ففي ظروف الحرب الباردة سادت مقولات الانتصار الحتمي للاشتراكية على الرأسمالية، وأن الإمبريالية الأمريكية نمر من ورق، وأن العالم الثالث قادر على اختيار طريق عدم الانحياز أشد أي من المعسكرين المتصارعين، وأن هنالك إمكانية لبروز طريق وسطي أو ثالث للتنمية يجمع بين الاشتراكية والرأسمالية. وكان من السهل ملاحظة أن التنمية الاقتصادية التي تستحق، إلى حد ما، صفة المستقلة والقابلة للتطور هي التنمية التي استبعدت كل أشكال الحروب الإقليمية والخارجية من جهة، والنزاعات الداخلية على أنواعها من جهة أخرى. وتأتي في طليعة هذه النماذج ألمانيا، واليابان، والدول الاسكندنافية. وهي الدول الوحيدة في العالم التي مازالت تحافظ على وتيرة متصاعدة وثابتة في التنمية الشمولية ودخول عصر التكنولوجيا والإنسان الآلي، ومرحلة ما بعد التحديث بخطى واثقة على مشارف القرن الواحد والعشرين.

بالمقابل، فقد أخضعت الحروب المتكررة والصراعات الإقليمية والداخلية الغالبية الساحقة من دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، والدول التي كانت تشكل سابقا المنظومة الاشتراكية، والصين، وأوربا وجميع دول العالم الثالث. وبرغم الانهيار المريع للاتحاد السوفييتي وباقي الدول التي كانت اشتراكية سابقا، فإن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية ومشكلات التضخم والبطالة والتمييز العنصري وغيرها تشكل قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة. كذلك تعافي أوربا أزمات حادة قابلة للانفجار، وتعافي الصين مشكلات مشابهة، هذا بالإضافة إلى المشكلات المستعصية الحل في جميع دلت العالم الثالث، كبيرها وصغيرها. في إطار هذه الرؤية المنهجية الشمولية تتحدد بوضوح ملامح النظام العالمي الجديد الذي تقود. الآن الولايات المتحدة الأمريكية، وتتحدد معها مشكلات الخصوصية عل مستوى المراكز الفرعية والأطراف. كذلك تتحدد مشكلات الثقافة بين الخاص والعام لمقالنا هذا.

الثقافة الاستهلاكية تحقق حلمها الكوني

منذ أن بدأت الرأسمالية ثورتها الصناعية الأولى في القرن التاسع عشر ما فتئ العالم يقفز بخطوات مسرعة نحو الاندماج القوي، طوعا في بعض الأحيان، وبالقوة العسكرية والقهر في غالب الأحيان.

فمحاكمة الرأسمالية، كنمط إنتاج وعلاقات إنتاج وتبدلات جذرية في المجتمعات البشرية ليست محاكمة أخلاقية تستند إلى معايير الحق، والعدالة والمساواة، والحرية، والديمقراطية، والمبادئ الإنسانية، وشرعية حقوق الإنسان وغيرها من المعايير الاجتماعية فحسب بل أيضا من حيث ما أدخلته على المجتمعات البشرية من سمات الحداثة، والمعاصرة، والتواصل، والوحدة الكونية، وغيرها. بعبارة أخرى إن عربة التاريخ تدوس في طريقها الكثير من الرموز والقيم والعادات والتقاليد الماضية مخلفة الحروب والمآسي والدمار والمجازر البشعة. فالجديد كان يولد دوما وفي أحشائه بذور موته لأنه يتحول في قديم قابل للموت.

حتى بروز الثورة الصناعية كان التواصل بين المجتمعات البشرية بطيئا جدا وكانت المسافات البعيدة والمعيقات المائية والجبلية والصحراوية تلعب دورا أساسيا في انزواء المجتمعات بعضها عن بعض لكن ثورة المواصلات وغيرها من الثورات الجذرية التي رافقت الثورة الصناعية الأولى أو أعقبتها ساهمت، إلى حد بعيد، و رسم معالم المستقبل باتجاه مجتمع كوني يتوحد بالقوة في معظم الأحيان. ولا نجد حاجة ملحة للخوض في هذا الجانب حيث مئات الدراسات العلمية المنشورة بلغات عدة. لكننا نجد حاجة إلى إلقاء أضواء سريعة على اوليات ذلك التوحد وأثرها في تشكيل المجتمع الكوني الموحد في القرن العشرين على وجه التحديد. وسنكتفي من تلك الأوليات بدور الثقافة في هذا المضمار.

لا شك أن الكلام على أوليات تشكل الثقافة الكونية الراهنة يغري بملء صفحات كثيرة لا يتسع لها هذا المقال. لذلك لا بد من الإيجاز ورسم الأساسي منها. فالثقافة الكونية هي نتاج تراكم ثقافات متجانسة ومتصارعة في أن واحد، وذلك على أساس أن آلية التوحد تفترض الصراع والتجانس في عملية مستمرة ولا تنتهي. والواقع نفسه يؤكد هذه الديناميكية. لنأخذ، على سبيل المثال لا الحصر، أن العلاقات الفرنسية.

الإنجليزية، والفرنسية- الألمانية قد مرت في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين بمراحل من الصراع العنيف بهدف اقتسام العالم من جهة، وبالتفاهم شبه الكامل على بناء أوربا الموحدة في النصف الثاني من القرن العشرين من جهة ثانية. وبذلك تصنف ثقافات هذه الدول في خانة الثقافات المتجانسة والمتصارعة في آن واحد.

السؤال المنهجي في هذا المجال ما إذا كانت الثقافة نفسها تبقى هي دونما تغيير في إطار ذلك الصراع التجانسي. فإلى أي مدى يمكن التأكيد اليوم أن الثقافة الفرنسية، أو الأمريكية، أو الروسية، أو الألمانية، أو الإنجليزية، أو اليابانية وغيرها بر ثقافة ثابتة لم تتبدل منذ الثورة الصناعية الأولى في كل من هذه البلدان حتى الآن؟

إن الإجابة عن هذا السؤال تفترض بالضرورة الوعي الكامل بدور الثقافة في بناء المجتمع الكوفي المعاصر، وتلعب اللغة دورا حاسما في هذا المجال. فعلى الرغم من عالمية الإنتاج الثقافي والسلع الثقافية في كل مش اليابان وألمانيا مثلا فإن اللغتين اليابانية والألمانية ليستا في مرتبة اللغة الإنجليزية من حيث الانتشار الكوفي، هذا مع العلم أن سكان بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا الناطقة بالإنجليزية لا تصل نسبتهم إلى نصف سكان الهند تقريبا أو ثلث سكان الصين. ومع ذلك فالإنجليزية أوسع انتشارا من الصينية والهندية معا ولا يمكن تفسير هذه الظاهرة إلا بعد ربطها بالجذور التاريخية للسيطرة الاستعمارية البريطانية، فبعد أن أتيح لبريطانيا تحقيق ثورتها الصناعية وسيطرتها على إمبراطورية لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها، استطاعت أن تضمن للغة الإنجليزية موقع الصدارة بين اللغات الكونية، وتعزز هذا الموقع مع هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم.

الحداثة وما بعد الحداثة

بعبارة موجزة، لقد ساهمت عوامل متعددة في الوصول إلى كونية الثقافة، منها، على سبيل المثال لا الحصر: السيطرة الاستعمارية القومية، الثورة الصناعية وما رافقها من انفجار معرفي في جميع المجالات، الحروب العالمية، اللغة المفروضة طوعا أو قسرا على كثير من المجتمعات الكونية، إنتاج وتصدير الكمبيوتر، ثورة الإعلام والاتصالات السلكية واللاسلكية، غزو الفضاء.. فالثقافة الكونية هي نتاج ما يسمى بمرحلتي الحداثة وما بعد الحداثة في التاريخ المعاصر. وهي ثقافة عالمية عابرة للقوميات والجنسيات وتسعى إلى تدمير التقاليد والعادات الموروثة في المجتمعات التقليدية أو تلك التي ولجت باب الحداثة وما بعد الحداثة من باب استيراد إنتاج العلم والتكنولوجيا لا من باب تصنيع ذلك الإنتاج والتفاعل معه عليا. وقد عانى العالم الثالث وكثير من المجتمعات السابقة على الرأسمالية التمزق الثقافي نتيجة الموقف من هذه الظاهرة الكونية. فبعض مثقفي تلك المجتمعات فضلوا الرفض التام لاستيراد التكنولوجيا والانغلاق على الذات. لكن الانغلاق كان هشا للغاية خاصة أن قدرة الثقافة الكونية على اختراق هذه المجتمعات كانت هائلة لدرجة أن أيا من الأسوار الوهمية التي بنيت حولها لم تعمر طويلا. فقد غزت الثقافة الكونية جميع المجتمعات البشرية، وبدرجات متفاوتة، حتى النخاع الشوكي. بالمقابل، عمد بعض المثقفين في العالم الثالث إلى نشر مقولات توفيقية تدعو إلى استيراد كامل للتكنولوجيا الغربية على أمل وصول بلدانهم إلى مرحلة إنتاجها وتوطينها. وانتهت هذه العملية بالفشل الذريع أيضا.

وحتى لا ننساق إلى جاذبية تحليل هذه الظاهرة المهمة فنبتعد كثيرا عن موضوعنا نسارع إلى التأكيد أن كونية الثقافية أوجدت انفصاما شبه كامل في الشخصية الثقافية لدى مفكري العالم الثالث بحيث التحق قسم كبير ومنهم بالمراكز الثقافية العالمية، وبقي قسم ثان في الداخل يدعو إلى المصالحة بين تلك المراكز والأطراف أي البلدان النامية والمتخلفة، ورفض قسم ثالث مفهوم الثقافة الكونية جملة وتفصيلا وفضل الاحتماء بدفء التراث والتلذذ بالشرب من معينه العذب متجاهلا كل التغيرات العاصفة التي حلت بالكرة الأرضية بأسرها.

حدود الخصوصية في عالم متغير

لا شك أن كونية الثقافة مفهوم مدرج باستمرار على جدول أعمال كل مثقف في العالم، لأي جهة انتمى، ولأي تيار ثقافي محلي أو قومي أو عالمي أنتسب. على قاعدة هذه المقولة يمكن النظر إلى الفشل الذريع لهذا العدد الكبير من الندوات الثقافية في العالم الثالث، خاصة في الوطن العربي، والتي حملت في عناوينها شعارات الثقافة، والمثقف والسلطة، والانتلجنسيا العربية، والسلطة والمعرفة، والوعي الثقافي، والأمن الثقافي وكلها صدرت في كتب مطبوعة طاعة أنيقة. مع ذلك، يلاحظ تقلص الفعل الثقافي الإبداعي في الوطن العربي في الآونة الأخيرة وذلك إلى جانب تقلص دور الفكر المقاوم للهجمة العارمة التي تشنها الثقافة الكونية الاستهلاكية على الوطن العربي وتحاصر مراكز المقاومة والإبداع فيه. من نافلة القول أن الثقافة العربية هي ثقافة قومية شمولية إنسانية بالدرجة الأولى. وكل ثقافة قطرية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية تقدم نفسها باسم الثقافة العربية القومية هي ثقافة عاجزة بالضرورة عن توليد فكر مقاوم للثقافة الكونية الاستهلاكية. يضاف إلى ذلك أن ثقافة التبرير السلفي والاحتماء بالماضي تحت ستار الخصوصية والأصالة والحفاظ على الذات من التشوه الثقافي الوافد من الخارج هي ثقافة عاجزة عن المقاومة أولا وبالتالي عاجزة عن حماية الذات الثقافية من التشوه والاستلاب. يكفي التذكير هنا بنموذج اليابان الفذ في هذا المجال حيث قام اليابانيون بأوسع حركة تحديث عصرية عرفها القرنان التاسع عشر والعشرون. فاستطاعوا بذلك حماية تراثهم وأصالتهم وتقاليدهم من الضياع برغم الهزيمة القاسية التي منيت بها اليابان عسكريا في الحرب العالمية الثانية ووقوعها تحت السيطرة الأمريكية المباشرة لعقود عدة.

بعبارة موجزة، يمكن التأكد أن هاجس الخصوصية الثقافية هو نفسه هاجس الأصالة والمعاصرة معا.

ويخطئ من يعتقد أن حماية الذات الثقافية تكمن في عزلها عن العالم الخارجي وحمايتها من مؤثرات الثقافة الكونية. مرد ذلك إلى استحالة هذا العزل تحت وطأة الثورتين الإعلامية والتكنولوجية من جهة، والانخراط القائم على أرض- الواقع جميع الدول وأسواقها التجارية الاستهلاكية في السوق الرأسمالية العالمية من جهة أخرى. وغني عن التوكيد أن الذات الثقافية المطلوب حمايتها من الاغتراب هي ثقافة الإبداع ليس الاستهلاك، ثقافة التغيير الشمولي وليس ثقافة الجمود والاحتماء بالسلف الصالح، ثقافة الوحدة القومية بأفقها الإنساني الحضاري لا ثقافة الأجزاء المفككة التي يعتبر كل منها أنه بديل للأمة.

إن خصوصية الثقافة القومية العربية في مواجهة الثقافة الكونية الاستهلاكية في هذه المرحلة بالذات هي خصوصية الثقافة المقاومة والفعل الثقافي الإبداعي في مختلف مجالاته. فالذات المهددة بالتفكك وتجزئة التجزئة بحاجة ماسة إلى مقولات ثقافية تعيد اللحمة إلى أجزائها لتحمي حاضرها أولا، وليكون لها دور فاعل في مستقبل البشرية ثانيا.

لقد تنبأ المفكر الأمريكي من أصل ياباني فرنسيس فوكوياما بنهاية التاريخ في كتابه الذي صدر أخيرا تحت عنوان: "نهاية التاريخ والإنسان الأخير". واعتبر أن الزمن أكمل دورته مع وصول الإنسانية إلى مرحلة الليبرالية التي نادى بها هيجل ووجدت تطبيقا عمليا لها في النظام الديموقراطي الأمريكي. وأعتبر أن المقاومة في المرحلة الراهنة مقتصرة على الأصولية الدينية والتيارات القومية. (فندت كتابات كثيرة فساد هذه النظرية لأنها غير علمية وغير تاريخية إذ لا يتوقف التاريخ ولا يمكن أن يتوقف في لحظة معينة). لكنه يعترف أن الثقافة القومية بأفقها الإنساني الشمولي، والثقافة الدينية التي هي ثقافة إنسانية شمولية بالضرورة، قادرتان على مجابهة الثقافة الكونية الاستهلاكية وإثبات نظرية جاليليو أن التاريخ مستمر في الدوران وأن حركته لن تتوقف مادامت كل ثقافة تسعى إلى تحقيق أصالتها ومعاصرتها معا.

 

مسعود ضاهر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات