ماذا عن عامل ريزوس؟

ماذا عن عامل ريزوس؟

في انتظار وليد قادم

مع تكون جنين في رحم الأم، تمتزج دماء الأبوين، وبرغم الكثير من الخير، يكون هناك القليل من الخطر.

اثبتت التجارب والأبحاث العلمية أن عامل ريزوس يمكن أن يتسبب في بعض المشاكل الصحية عند نقل الدم، وبالذات عند نقل دم إنسان تحتوي كرات دمه الحمراء على هذا العامل أي دمه موجب "+RH" إلى شخص آخر لاتحتوي كرات دمه الحمراء عليه أي دمه سالب "RH-".. أيضا ثبت بالتجارب والأبحاث أن ثمة مشكلة تتعلق بهذا العامل، وهي أن بعض الأمهات الحوامل يلدن أطفالاً يموتون بسبب تحلل أو تكسر كرات الدم الحمراء في دمائهم. ويحدث هذا إذا كان دم الأم سالباً "RH-" ودم الأب - والجنين بالتالي وطبقا للقواعد الوراثية - موجباً ريزوس "RH+".

ونوضح أكثر فنقول: إذا كانت الأم الحامل لاتحمل عامل ريزوس أي أنها ذات دم سالب "RH-" وكان الأب يحمل هذا العامل أي ذا دم موجب "RH+" هنا تحدث المشكلة.. لأن الجنين سيحمل هذا العامل كأبيه طبقاً للقواعد الوراثية أي أنه يكون ذا دم موجب "RH+". وفي أثناء الحمل يحدث امتزاج بين الدورة الدموية لكل من الأم وجنينها. وعمدما يم هذا العامل من دم الجنين للأم، فإنها تعتبر هذا العامل غريباً ويبدأ جهازها المناعي في تكوين أجسام مضادة "Antibodies" لكرات الدم الحمراء في الجنين والتي تحمل هذا العامل. وتبقي هذه الأجسام في دم الأم، وتمر منه إلى دم الجنين عند الولادة أو بعد الولادة مباشرة، فتقوم بتكسير الكثير من كرات الدم الحمراء ويحدث بالتالي تحلل دموي وأنيميا شديدة وزيادة كبيرة في نسبة الصفراء في دم الطفل، مما يمثل خطراً كبيراً على صحة الطفل الوليد.

أما إذا كان دم الأبوين سالباص، أو دم الأم موجباً فلا توجد مشكلة أو خطورة على الجنين على الإطلاق، فلا مجال هنا لتكوين أجسام مضادة لكرات الدم الحمراء للجنين.

مخاطر عامل ريزوس

ولأن الغالبية العظمى من هذه الحالات تحدث أثناء الولادة، فإن الطفل الأول يولد سليماً تماماً ولا يتأثر بهذه المشكلة في معظم الحالات، لأن الأجسام المضادة التي تتكون في دم الأم لاتستطيع أن تمر للطفل إذ إن الولادة تكون قد حدثت بالفعل.. أما الطفل الثاني فإن الصورة تختلف تماماً، لأن الجهاز المناعي للأم يكون كون كميات كبيرة من الأجسام المضادة التي تعبر خلايا المشيمة إلى الجنين وتقوم بتكسير كرات دمه الحمراء والتي تحمل العامل الموجب. ويؤدي ذلك إلى إصابة الطفل الوليد بأحد المضاعفات التالية حسب كمية الأجسام المضادة وشدة التكسر في كرات الدم الحمراء.

1 - في الحالات الشديدة: يصاب الطفل بأنميا حادة نتيجة التكسر الشديد لكرات دمه الحمراء قد يؤدي ذلك إلى هبوط حاد للقلب والدورة الدموية ووفاة الطفل.

2 - في الحالات المتوسطة: يولد الطفل مصاباً بالصفراء والأنيميا، يكون في حاجة ماسة إلى العلاج السريع وإلا تدهورت حالته بسرعة كبيرة.

3 - في الحالات البسيطة: يولد الطفل مصاياً بالأنيميا فقط ويكون علاجه يسيرا.

العلاج

توصل الطب الحديث إلى اكتشاف العلاج الحاسم الذي بواستطه تم إنقاذ آلاف الأطفال من الموت المحقق.. والعلاج الحديث لهذه المشكلة "مشكلة إنجاب طفل بدم موجب من امرأة بدم سالب" يتم بحقن الأم الحامل ذات الدم السالب بمصل خاص اسمه "روجام" "Rhogam" ويتم ذلك خلال الـ36 ساعة التالية للولادة مباشرة.

ويقوم هذا المصل بمعادلة من قبل رفض جسم الأم لجنينها لأنه يخفف من فعل الأجسام المضادة ضد دم وليدها الغريب عنها. وبذلك تكون الحامل متأكدة بإذن الله بأنها ستلد أطفالاً أصحاء في المستقبل.

أما الطفل المصاب، فيقوم الطبيب بتغير دمه بدم آخر جديد لايحتوي عل تلك الأجسام المضادة، وفي الحالات الأقل شدة، يقوم بتعريض الطفل إلى الضوء الأزرق لحمايته من تأثير خلاياه الحمراء.

طرق الوقاية

1 - يجب عدم نقل دم موجب إلى الأم بعد معرفة فصيلة دمها وعامل ريزوس.

نظراً لأن هذه المشكلة تحدث دائماً بعد الولادة الأولى أو بعد الإجهاض الأول.. لذلك يجب عل كل امرأة متزوجة أن تكون على دراية كاملة بفصيلة دمها وتحديد نوعية عامل ريزوس "سالب" أو "موجب". فإن كان موجباً فليس هناك خطورة مطلقاً، أما إذا كان سالباً فمن المهم معرفة دم زوجها، فإن كان دم الزوج سالباً أيضاً فلا مشكلة يمكن أن تحدث. أما إذا كان دمه موجباً ودمها سالباً إذن يجب التنبيه عند الحمل لعلاج المشكلة منذ البداية.

وأخيراً يا سيدتي: هل تعرفين دمك من أي فصيلة؟ وهل تعرفين ك\ما إذا كنت من ذوات العامل الموجب أم السالب؟. أظن - بل وأعتقد - أنك بعد ذلك تؤمنين معي بالأهمية القصوى لمعرفة ذلك العامل.

 

محمد مصطفى السمري