مساحة ود

مساحة ود

لسانك حصانك

انتابتني حالة من الغيظ.. كدت أطلق سراح مشاعري وأعبر عما بقلبي، ولكني تماسكت. فأنت واحد من الأقارب الذين أحبهم، وفي شخصيتك جوانب ايجابية عديدة تثير اعجابي بك.. لكنك أحيانا تتصرف بطريقة غير مفهومة..

لا أقصد اليوم.. ولكن أقصد ما حدث منذ أسبوع عندما رأيتني في حفل زفاف إحدى قريباتنا، فأنطلقت تنقد بشدة ملبسي ومكياجي، مع أن الأمر لا يخصك.. وبصراحة أكثر رأيك لا يهمني من بعيد أو قريب. فما يهمني رأي الرجل الذي أحب أن أرى صورتي في عينيه.. وهذا الرجل كان راضيا مغتبطا ولا أعرف كيف أعطيت لنفسك حق انتقاد مظهر امرأة لا تنتمي إليك..

كنا يومها في حفل عائلي ساهر... الأضواء ساطعة تتلألأ.. وعلى الصدور وفي الآذان وحول الجيد كل ما تمتلك نساء الأسرة من جواهر ومعادن نفيسة. أنت تعرف أننا في حفلات الزفاف نقيم نحن النساء مباراة فيما بيننا حول أشيك سيدة وأجمل فستان وأغلى قطعة حلي وأرشق آنسة وأبرع راقص وراقصة... إلخ.

ليس غريبا إذن أن أبدي زينتي- مثل الأخريات- في مناسبة كهذه، ولربما بالغت قليلا وتجاوزت طبيعتي وما اعتدت ان تراني عليه..

أما اليوم فالأمر مختلف.. وأنا أتساءل هل عميت عيناك عن مشاهدة ملابس زوجتك؟ نحن الآن في الصباح، ونجلس في ناد رياضي.. أي أن المناسبة لا تسمح بكل هذا الإفراط في التجمل.. كل هذا الكحل والماسكرا في العيون وأحمر الشفاه القاني والخدان يبدوان كما لو كانا قد عانيا من ألف صفعة.. ثم ما هذا الكم الهائل من الجواهر.. ماس.. في الصباح؟ وفي ناد رياضي؟

ولم أكن لأشعر بالغيظ منك والتحفز للفت نظرك لو لم يكن لسانك قد أفلت في الاسبوع الماضي، ولقنتني درسا في البساطة والجمال الطبيعي..

أين راحت فصاحتك؟! لماذا سكت عن زوجتك وهي ترتدي في مكان عام هذا البنطال الذي يكاد يصبح قطعة واحدة مع جلدها. أراك تقول: إنها حرة.. وهي امرأة بالغ وتتحمل مسئولية اختياراتها.. عين العقل، ولا اعتراض..

ولكن.. لماذا لا تنظر بنفس النظرة إلى كل النساء؟! وتطبق نفس النظرية عليهن جميعا؟ أم أن الأمر لديك "خيار، وفقوس "؟!

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات