من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

طب
أمل لمرضى تليف الرئة

عيب وراثي هو السبب في تعاسة مرضى تليف الحوصلات الهوائية، فهو يعطل امتصاص وطرد الملح من الرئتين عبر طبقة خلايا البطانة المعروفة بالبشرة.

إن مايساعد على تفاقم حدة هذا المرض القاتل ليس تزايد تركيز الملح داخل الرئتين ـ في حد ذاته ـ ولكن مايترتب عليه من امتلاء الرئة بالمخاط الذي يوفر ـ بدوره ـ مزرعة مثالية لنمو وتكاثر البكتريا.

وقد حار الأطباء طويلاً في تفسير العلاقة بين مشكلة التخلص من الملح وتراكم المخاط، حتى نشر فريق بحثي من أطباء جامعة إيوا الأمريكية بحثاً حديثاً يكشف عن الصلة بين الملح والمخاط. يقول الدكتور "جيفري سميث" رئىس الفريق: إن خلايا البشرة المبطنة للرئة البشرية تفرز مركباً حيوياً مضاداً للبكتريا، وإن هذا المضاد البكتيري الطبيعي يفقد معظم فاعليته عند مرضى تليف الرئة، إذ يتأثر بالملح، فلا يقتل البكتريا إذا كان يعمل في تركيزات ملحية عالية.

وعند تكاثر البكتريا في الرئتين، فإن الجهاز المناعي لجسم المريض يسارع بالاستجابة للموقف، فيدفع بالمزيد من كرات الدم البيضاء لمقاتلة البكتريا، وينجح في الإجهاز علي معظمها، ولكن المعركة لاتنتهي، فإن التوارد المكثف والمتسارع لرسل الجهاز المناعي يعمل ـ أيضاً ـ على إصابة شعاب الرئة الرقيقة بالالتهاب، كما أن "جثث" هذه الرسل، الناتجة عن تلك الموقعة، تضاف إلى المستنقع المخاطي، فتزيد كميته داخل فراغات الرئة. ومن جهة أخرى، فإن المخاط ـ بعد المعركة ـ يصبح أكثر دفئاً وغنى بالعناصر المغذية للبكتريا، فتعود إلى الانتعاش والتكاثر. وهكذا، لاتنقطع الدائرة.يقول رئيس الفريق البحثي صاحب هذا الاكتشاف إن ما توصلنا إليه قد يساعد في استحداث سبل لعلاج حالات من تليف الرئة، فأمامنا ـ على سبيل المثال ـ أن نمد المرضى بمزيد من الأدوية القاتلة للبكتريا لنساعد على انتهاء المعركة ضدها بشكل إيجابي، أو نساعد الجسم على إفراز المزيد من المضاد البكتيري الطبيعي، وأخيراً، أن نجد سبيلاً إلى إزالة حساسية هذا المضاد البكتيري الطبيعي لتركيزات الملح العالية، ولعلنا ننجح في أي من هذه الاتجاهات، أو كلها، فنفتح أبواباً للأمل في الشفاء من تليف الرئة.

بـيـئـة
عودة إلى الأشجار

قضية مهمة تشغل كلاً من وزير الصحة ووزيرة الطفولة والأسرة في الحكومة النرويجية: أن أطفال النرويج لم يعودوا يتسلقون الأشجار!

وقد يكون تسلق الأشجار مظهراً تقليدياً من مظاهر الحياة في مرحلة الطفولة بالنرويج، وقد يكون ذلك المظهر ـ مع كثير غيره من مظاهر الحياة التقليدية ـ قد أخذ في التراجع أمام التغيرات العميقة والمتسارعة في الأحوال العامة للأسرة والمجتمع، ولكن بقي تسلق الأشجار عنواناً على النشاط والصحة، وعنوانا ـ أيضا ـ للحملة التي بدأها الوزيران النرويجيان، بعد أن لاحظا أن أطفال بلادهم يتحولون، تدريجياً، إلى "أجولة بطاطس" نتيجة لتحولهم عن النشاط والحركة وركونهم إلى الاسترخاء والكسل.ويلقي الوزيران باللوم على التلفاز، فبدلاً من أن يتقافز النرويجيون الصغار بين شجرة وأخرى، كما كان يفعل آباؤهم وأجدادهم في ألعاب طفولتهم، فإنهم يتنقلون بين قنوات التلفاز باستخدام أداة التحكم من بعد التي تغنيهم حتى عن خطوات قليلة هي المسافة بين المقعد والجهاز. وقد وجد أن أطفال النرويج بين التاسعة والحادية عشرة يقضون ثلاث ساعات، في المتوسط، يومياً يتابعون برامج التلفاز أو يمارسون ألعاب الحاسوب، وكان مردود ذلك قضاء بقية اليوم متعبين مشوشين، ونقصا في كفاءة التحصيل الدراسي "يحتل أطفال النرويج في سن المدرسة المركز التاسع والعشرين بين 14 دولة في قدرات تحصيل الرياضيات"، بالإضافة إلى الإضرار بصحة الهيكلين العضلي والعظمي لهؤلاء الأطفال.كما أوضحت دراسة قام بها المركز النرويجي لأبحاث الطفولة أن الكبار يكبحون حركة الصغار، إذ يبقى الصغار مقيدي الحركة خلال 57% من الوقت الذي يقضونه في صحبة الكبار وتحت سيطرتهم، أما إذا انطلقوا على حريتهم، فإنهم لايكادون يكفون عن الحركة و "العفرتة"، ولايتوقفون لالتقاط أنفاسهم إلا بما لايزيد على 6% من زمن تحررهم من رقابة الآباء، فقانون الأطفال الأصحاء هو: الحركة!

الطريف، أن الوزيرين ـ في نهاية مؤتمرهما الصحفي الذي عقداه معاً لإعلان بدء الحملة القومية لتحريك الطفل النرويجي ـ ولتأكيد ضرورة الحركة والنشاط للصغار والكبار، قدما عرضاً مبهجاً لمهارة "نط الحبل"!!

حـيـوان
طيور هيتشكوك تهاجم الستراليين

هل تذكرون فيلم هيتشكوك الشهير "الطيور"؟
لا أعتقد أن أحداً يستطيع نسيان علامات الفزع على وجوه أبطال الفيلم والطيور تنقض عليهم وتطاردهم. إن أحداث الفيلم تتحقق الآن في الواقع، حيث يتعرض 89% من الذكور و 57% من الإناث لهجمات شرسة من طائر "العقعق"، في مقاطعة بريسبان الاسترالية. وقد أدركت جامعة جريفيث خطورة الأمر، فأجرت استقصاء شمل ثلاثة آلاف شخص من سكان المقاطعة، تبين منه أن معظم ضحايا هجمات العقعق تعرضوا لعدوان ذلك الطائر في مرحلة الطفولة، وأن الأولاد بشكل خاص هم الهدف المفضل لذلك الطائر الذي تزداد عدوانيته تجاههم إذا كانوا من راكبي الدراجات!

كما أوضح الاستقصاء أن هجمات الطائر على الآدميين ليست هينة، إذ إن ربع عدد الضحايا يحتاج إلى علاج طبي. وبالرغم من ذلك، فإن الأمر لم يكن يسترعي انتباه الجهات المسئولة، حتى جاءت دراسة جامعة جريفيث الأسترالية وكشفت عن خطورة تلك الظاهرة وعن أن العقعق يغير على الآدميين في هجمات يتراوح عددها بين 300 و 600 في السنة في تلك المقاطعة وحدها. وقد وصلت خطورة عدوانية العقعق إلى حد أنه في عام 1992، وفي يوم واحد فقط، هاجم تسعة من سكان المقاطعة بمنقاره، فأفقد كلاً منهم عيناً واحدة!وقد أحصيت أعشاش العقعق في المقاطعة فكان عددها عشرة آلاف عش. لوحظ أن ذكور العقعق أكثر عدوانية من الإناث، وأنها تصبح شرسة في موسم التوالد الممتد من أغسطس إلى أكتوبر، وهو زمن فقس البيض وخروج أفراخ العقعق. فهل يمكن إرجاع السلوك العدواني للطائر إلى خبرة سابقة، غير طيبة، بالبشر، وإلى إحساسه بحاجة أفراخه إلى الحماية، وعلى ذلك فهو يعتمد مبدأ أن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع؟

لقد تأكد للعلماء أن العدوانية ليست صفة متأصلة في السجل الوراثي للطائر، ولكنهم لاحظوا أن لبعض الطيور ميولاً محددة غريبة، على سبيل المثال، فإن بعضها لاينقض إلا على السيدات اللاتي تدفعن عربات الأطفال أمامهن، وبعضها لايثير جنونه إلا الرجال "الصلع"!!

جـيـولـوجـيـا
الأرض وقلبها الحديدي

لكوكبنا قلب معدني، في هيئة كرة من الحديد المتماسك، تحتل مركز الأرض، قطرها 1500 ميل، ويحيط بها، ويفصلها عن بقية جسم الكوكب، مجال من الحديد السائل سمكه 1300 ميل. ويبدو القلب الحديدي كما لو كان كوكباً بداخل كوكب، فقد ثبت أخيراً أنه ـ وإن كان يدور مع بقية جسم الكوكب، من الغرب إلى الشرق، حول ذات المحور ـ فإن سرعة دورانه تزيد على سرعة دوران الكوكب كله بمقدار ربع دورة في كل قرن من الزمن، أو درجة واحدة في السنة.

وأوضحت عمليات النمذجة بالحاسوب أن الحديد السائل المحيط بالقلب الحديدي الصلب لايعوق حركة الأخير، بل إنه يسهلها، فنظام تيارات الحمل الحراري في ذلك السائل ـ وبالمناسبة، فهذا النظام هو الذي يولد المجال المغناطيسي للأرض ـ يكسب الحديد السائل، نفسه، خاصية مغناطيسية تجعله قادراً على التأثير في القلب الحديدي في مركز الأرض وتدويره بسرعة أكبر من سرعة دوران الأرض كلها حول محورها.وظلت هذه التصورات بحاجة إلى برهان عملي، حتى توفر للباحثين سجل طويل من الموجات الزلزالية، حصلت عليه محطة لرصد الحركات الأرضية في منطقة "كوليج" بألاسكا، على مدى ثلاثين عاما. لقد تولدت تلك الموجات من عشرات الزلازل التي وقعت، في الفترة من عام 1967 إلى عام 1995، عند جزر "الساندويتش" الجنوبية، قرب القارة القطبية الجنوبية، وسافرت ـ الموجات ـ من ذلك الموقع في "قاع العالم" إلى ألاسكا ـ أي من القطب إلى القطب ـ في مسارات مختلفة عبر جسم الكرة الأرضية. ولاحظ العلماء أن الموجات الزلزالية التي اخترقت مساراتها القلب الداخلي المعدني كانت أسرع في الوصول إلى ألاسكا، وذلك في الزلازل التي حدثت في عام 1995، من تلك التي تولدت في زلازل عام 1967. وكان الفارق في السرعة ثلث ثانية فقط، وهو فارق ضئيل وغير محسوس في حياتنا العملية، ولكنه ـ بالنسبة للعلماء ـ لا يمكن إهماله، ففيه البرهان العملي على صحة التصور النظري للعلاقة بين دوران الكرة الأرضية وقلبها الحديدي.وتتأكد صحة التصور، من جهة أخرى، عندما يشير العلماء إلى أن الموجات التي لم تخترق مساراتها قلب الكرة لم يحدث أي تغير في زمن سفرها من الجنوب إلى الشمال. وليس ثمة سبب آخر لهذا الاختلاف في سرعات سفر الموجات الزلزالية سوى وجود القلب الحديدي في مسار الموجات الأسرع، وأن التغير الطفيف "ثلث ثانية"، الذي حدث على مدى ثلاثين سنة، في زمن سفر الموجات الأسرع، يرد إلى الزيادة في سرعة دوران القلب عن سرعة دوران صاحبة القلب.. الأرض.

فـلـك
مجموعة نجوم العقرب

من بين الثماني وثمانين مجموعة نجمية المرصودة في المرويات الشعبية والخرافات، في كل أنحاء العالم، لايحدث التطابق بين التسمية وتوزيع النجوم على صفحة السماء إلا في عدد قليل من هذه المجموعات، يأتي في مقدمتها مجموعة "العقرب"، حيث يمكن بخطوط بسيطة الربط بين نجوم هذه المجموعة، فيبرز الذراعان الكلابيان والذيل المقوس بنهايته الإبرية التي يقف على قمتها نجم لامع، وفي موقع القلب، يتميز نجم أحمر متقد يقال له "أنتاريس" أو قلب العقرب. ووجود هذا النجم الأحمر صفة لاتتوافر إلا في مجموعتين نجميتين: العقرب والجوزاء.

ويبلغ حجم النجم قلب العقرب أكثر من بليون ضعف حجم نجمنا: الشمس! ولقلب العقرب نجم مرافق، أقل توقدا، يقع في الغرب منه، ويبدو ثابتاً، ولكنه يدور على محوره، غير أن الدورة الواحدة تستغرق تسعمائة سنة فيصعب على البشر رصد دورانه. على أي حال، فإن تلك ليست هي مشكلة ذلك النجم المرافق، أو "قلب العقرب ـ 2"، فالاختلاف الحاصل بين العلماء حول لونه الذي يراه البعض أخضر، بينما يصر البعض الآخر على أن ذلك ليس إلا ضربا من خداع البصر، وأن عيون الراصدين، عند انتقالها من نجمة القلب الحمراء الزاهية إلى سطح النجمة المرافقة الأبيض، يتولد لديها نقطة خضراء، تظنها لون النجم المرافق. ويستمر الجدل، ويؤكد الفريق الأول على أن اللون الأخضر للنجم المرافق يظهر بوضوح تام عندما يكون النجمان في حالة كسوف حين يغطيهما القمر، ويعود النجم المرافق لحالته المضيئة ـ ويكون ذلك قبل النجم القلب ـ فيرى لونه أخضر لا مراء فيه.وبعيداً عن ذلك الجدل الذي لم يحسم بعد، فثمة حقائق مؤكدة تحصل عليها العلماء عن نجمي القلب، منها أن كليهما محاط بسديم من تراب معدني وليس من الغازات، وأن تفاعلاً يتم بين نجمي القلب وذلك السديم، ينتج عنه إشارات لاسلكية هي محل اهتمام بعض الدراسات الفلكية حاليا.

سـيـارات
سيارة تكسر حاجز الصوت

يتنافس الأمريكي كريج بريدلوف والإنجليزي ريتشارد نوبل في سبيل تحقيق حلم واحد يعيشانه ليل نهار، وهو تصميم وصنع سيارة تصل سرعتها إلى سرعة الصوت أو تتخطاها، أما نوبل، فيبلغ من العمر خمسين عاماً، وهو صاحب أسرع سيارة جرت في سباقات السيارات حتى الآن، إذ سجلت سيارة له سرعة 633ميل/ساعة في عام 1983. وهو يعكف حالياً مع فريق خبراء أجهزة الحاسوب المتقدمة على دراسة نماذج من تصميمات محركات وهياكل الصواريخ العسكرية، للاستعانة بها في زيادة قدرات السيارة المأمولة. وأما بريدلوف "58 سنة"، فهو يمارس ركوب سيارات السباق منذ بداية شبابه، ويرأس فريقاً من مهندسي الميكانيكا، وقد توصلوا إلى تصميم لسيارة الأحلام التي ستتخطى ـ كما يتوقعون ـ سرعة الصوت، ويجرون التجارب على نموذج لهذه السيارة تم تصنيعه، لإضفاء التحسينات على "روح أمريكا"، وهو الاسم الذي اختاره بريدلوف لسيارته.ويطلق ريتشارد نوبل على سيارته اسم "الطعنة"، فهي تشق الهواء بسرعتها الفائقة ـ أو هكذا سيكون الأمر ـ بالرغم من وزنها الذي يبلغ سبعة أطنان. ويصل طول "الطعنة" إلى 45قدماً، ولها محركان نفاثان مثبتان على جانبي منتصف العربة، يستقر بينهما مقعد السائق، تبلغ قوتهما مائة ألف حصان، ويعطيان للسيارة قوة دافعة تقدر بخمسين ألف رطل. وهي أطول وأثقل من "روح أمريكا" التي لايزيد طولها على 47 قدما، ولايتعدى وزنها أربعة أطنان. وتعمل روح أمريكا بمحرك نفاث واحد في نهاية الطرف الخلفي للسيارة، تبلغ قوته 54 ألف حصان، ويدفع السيارة بقوة 42 ألف رطل.وللطعنة أربع عجلات صغيرة بلا إطارات، أما روح أمريكا فإنها تسير على ثلاث عجلات، واحدة أمامية كبيرة، واثنتان خلفيتان، وهي ـ جميعها ـ مكسوة بإطارات خاصة من مركب كربوني.

ويختلف النموذجان في نوع الوقود، فبينما تحرق السيارة الإنجليزية البنزين الخاص بالنفاثات، تكتفي روح أمريكا بالبنزين 92 ـ أوكتان.الطريف أنه بينما يعتمد مشروع السيارة الأمريكية على تمويلات ضخمة من شركات كبيرة، فإن نوبل، صاحب المشروع الإنجليزي، قد لجأ إلى إنشاء ناد أطلق عليه اسم "نادي ماخ ـ 1"، وماخ ـ 1 هو سرعة الصوت، وانضم إلى عضوية النادي عدة آلاف من المشجعين المتحمسين للمشروع، أسهم كل منهم بخمسة عشر دولاراً!وسوف يقود بريدلوف سيارته بنفسه في التجربة النهائية، أما نوبل، فقد وقع اختياره على طيار من سلاح الجو الملكي ليقود "الطعنة" عند اكتمال بنائها!

ريـاضـة
هل يستغني القافزون عن مظلاتهم؟

في السبعينيات من هذا القرن، أعلن أحد علماء هيئة أبحاث الفضاء الأمريكية "ناسا" إمكان وصول رجال المظلات إلى الأرض سالمين، دون حاجة إلى فتح مظلاتهم، إذا تمكن عدد كاف منهم ـ حدده بمائة وثمانين رجلاً، على الأقل ـ من التقارب والتماسك عقب القفز من الطائرات، وعند ارتفاع مناسب، مؤكداً أن أجسام هذا العدد من القافزين يخلق سطحاً تؤثر فيه قوة تثاقل، أو دفع من أسفل لأعلى، تجعله يتهابط رويداً رويداً، كما لو كان القافزون ينزلون بمظلاتهم.على أي حال، فإن أحداً ـ حتى الآن ـ لم يستجب لنظرية ذلك العالم فيحاول اختبار صحتها عملياً. إن أقصى ماتجرؤ عليه فرق القفز بالمظلات هو أن تتسابق في تسجيل أرقام عالمية للقفز الحر. وقبل نهاية العام الماضي "1996" كان الرقم العالمي للقفز الحر قد سجله فريق أمريكي في سماء ولاية فلوريدا الأمريكية، في عام 1990 ، حيث أدى مائتا رجل قفزة حرة، وتماسكوا في الجو للحظات قصيرة، قبل أن يفتحوا المظلات. أما الرقم الجديد، فقد تم تسجيله حديثاً فوق منتجع "أنابا" الروسي، على ساحل البحر الأسود، وشارك فيه 295 قافزا، تم إسقاطهم بواسطة أربع طائرات مروحية عملاقة من طراز 25 ـ MI ، على ارتفاع 20 ألف قدم، وبلغت سرعة اندفاعهم في اتجاه الأرض 120 ميلاً في الساعة، وظلوا معلقين في الهواء لمدة عشرين دقيقة، يتقاربون ليتماسكوا بالأيدي، حتى نجحوا في تكوين التشكيل المتماسك على ارتفاع ستة آلاف قدم فقط من سطح الأرض، وقد استمر تماسك التشكيل لمدة ثلاث ثوان لاغير، بعدها، كان على القافزين أن يفتحوا المظلات ـ ولايعتمدون على نظرية ذلك العالم الأمريكي ـ لكي يصلوا إلى الأرض في أمان.وقد اعتمدت لجنة التحكيم في إقرارها لصحة هذه "القفزة" على شريط فيديو، قام بتصويره أحد القافزين بآلة تصوير مثبتة برأسه.

ولكن.. يبقى سؤال: هل تعتقد أن فرق القفز بالمظلات تتحمل تكاليف هذه المحاولات ومشاقها "نجحت المحاولة الأخيرة بعد فشل تكرر سبع مرات" فقط من أجل متعة ممارسة هذه الرياضة، ذات النشأة العسكرية، المحفوفة بالمخاطر، أو حتى استثمار الشرائط المصورة للقفزات?إن القصد من وراء هذه التجارب هو اختبار قدرات الجسم البشري ومدى استجابته لقوى الطبيعة، وتخديم النظريات العلمية والتكنولوجية لتحقيق أقصى مردود من الأمان والراحة للهابطين من السماء، ومن يدري، لعل يوماً يأتي، تتحقق فيه نظرية عالم الـ "ناسا" التي نستريب منها اليوم.

 



 
  




طب - البكتريا العضوية





بيئة - تشجيع الأطفال على تسلق الأشجار





حيوان - طائر العقعق يحرس عشه





جيولوجيا - مقطع مجسم في الكرة الأرضية





فلك - مجموعة نجوم العقرب





سيارات - نموذج من روح أمريكا





هيكل الطعنة





رياضة - جزء من كعكة قام بتشيكلها 295 فائز





رياضة - على الرأس آلة التصوير





رياضة - الطائرات المروحية العملاقة