ظلت جهود باحثي
مرض نقص المناعة المكتسبة أو ما يسمى (بالإيدز) تصطدم طوال الأعوام الماضية بمفارقة
لم يجدوا تفسيرا لها. فهم يعرفون أن الإصابة بالفيروس تؤدي إلى أستجابة فورية من
جانب جهاز المناعة في صورة رد فعل يشبه الإنفلونزا يختفي بعد قليل. ومع تراجع هذه
الأعراض في وقت لاحق، تبدأ الأجسام المضادة لفيروس الإتش. آي. في (فيروس الإيدز) في
الظهور في الدم، الأمر الذي يشير إلى أن جهاز المناعة يصعد في رد فعله لكن رد الفعل
هذا يبدو غير كاف في أحسن الفروض.
وقد يبدو
الفيروس، في المقابل، في حالة كمون. لكنه يعمل على الأرجح بإيقاع حلزوني، فهو يدمر
ببطء خلايا "تي" التي تعتبر المكون الأساسي لجهاز المناعة حتى ينهار نظام المناعة
في آخر المطاف، وهنا فقط، عادة بعد عشر سنوات من الإصابة بفيروس الاتش. آي. في،
تظهر أعراض الإيدز في كامل صورتها: حيث تصبح الإصابة بأي جرثومة إصابة
قاتلة.
لكن التقريرين
الأخيرين اللذين نثرتهما مجلة نيتشر بداية هذا العام- أعد الأول فريق برئاسة
الدكتور ديفيد هو من مركز آرون دياموند لبحوث الإيدز في نيويورك بينما أعد التقرير
الثاني فريق قاده الدكتور جورج جراهام من جامعة الاباما في برمنجهام- يطرحان رؤية
مختلفة. فبدلا من حرب الاستنزاف البطيئة الإيقاع، يفترض التقريران أن الفيروس وجهاز
المناعة يخوضان منذ البداية معارك طاحنة تؤدى إلى خسائر فادحة.
فالفيروس ينتج
يوميا ما يتراوح بين مائة مليون وبليون نسخة جديدة له، وهو ما يؤدي إلى إصابة وموت
البلايين من خلايا جهاز المناعة يوميا. لكن جهاز المناعة يرد الهجوم بهجوم مضاد،
فيلقي في المعركة ببليون خلية تي جديدة كل يوم، وهو ما يؤدي خلال شهر واحد إلى
تدمير 99% من الفيروسات الغازية.
لكن المشكلة انه
من بين بلايين الفيروسات المتكاثرة تظهر مجموعة عن الفيروسات المتحولة- مختلفة
قليلا من الناحية الوراثية- وبالتالي لا ترصدها خلايا "تي" على الفور وتحجم عن
مهاجمتها.. وتنتهز الفيروسات المتحولة فرصة التقاط الأنفاس هذه فتأخذ في التكاثر
والانتعاش وتصبح هي النوع السائد خلال شهر تقريبا. وتحل محل الفيروسات الأصلية. ومن
جديد، تتصدى خلايا "تي" للفيروسات المتحولة وتدمر معظمها وتكرر الدورة
نفسها.
وتؤدي هذه
الدورات المتكررة إلى انهاك جهاز المناعة في آخر المطاف حيث يعجز عن استرجاع كل
الخسائر التي يفقدها في كل جولة. وخلص التقريران اشد أفي الاستراتيجية " المثلى
لمكافحة الإيدز لا تتمثل في البحث عن سبل تقوية جهاز المناعة بل في مهاجمة الفيروس
ذاته. وهي مهمة ليست سهلة نظرا لقدرة فيروس الإتش. آي. في على التحور لمقاومة
العقاقير. لكن العلماء يبحثون الآن استخدام تكتيك ثبت نجاحه مع البكتريا السريعة
التكاثر: وهو مهاجمة الفيروس بعقاقير متعددة في المراحل الأولى من المرض، وهو ما
يقلل من فرص إفلات الفيروسات المتحولة وتكاثرها. وكما قال سيصون واين هوبسون من
معهد باستير الفرنسي في افتتاحية المجلة التي نشرت البحثين "إن اتحاد مجموعة من
العقاقير هو فقط الذي يتملك القدرة على قتل الفيروس". ولا يملك العلماء الآن السلاح
الحاسم، لكنهم يعرفون على الأقل كيفية تركيبه.
روبوت صغير يجري جراحات داخل الأمعاء
قارب جيمس
مكلوركين على الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على الروبوت الصغير الذي اخترعه. لكن
الأمر المثير في هذا الروبوت أنه سيذهب إلى مكان لم يسبق إليه أي من أقرانه:
الأمعاء الغليظة للإنسان. وسيشق هذا الروبوت طريقه في الأمعاء الغليظة على جنزير من
صنع شركة كاتربلر وقد أطلق عليه مخترعه اسم "كليو".
وسيقوم الروبوت،
المزود بمصدر للطاقة والإضاءة، بإرسال صور إلى الجراح الذي سيتولى عملية توجيهه.
وقد زود الروبوت بستة عشر مجساً مهمتها البحث عن القرح المعوية وأورام الغشاء
المخاطي للأمعاء، بالإضافة إلى مخلب دقيق مهمته تدمير هذه الأورام
والقرح.
يبلغ المخترع
مكلوركين من العمر اثنين وعشرين عاما. وهو يدرس في السنة النهائية في معهد
التكنولوجيا في جامعة ماساشوستس، ويقول: "إن الأمعاء الغليظة بيئة لا تناسب
الروبوت. فهي رطبة وزلقة. لذا فكل اجزاء "كليو" مقاومة للرطوبة للإبقاء عليه نظيفا
ولحماية الأنسجة التي يتعين عليه أن يشق طريقه خلالها ليطهرها دون أن يؤدي هذا يلى
اتلافها".
بيئة
الذئاب تعود بالقانون
عندما تغطي
الثلوج أشجار الصنوبر في غابات وادي لامار في ييلوستون في الولايات المتحدة تتحرك
قطعان الثيران الأمريكية والأيائل من المرتفعات إلى الوادي المنبسط بحثا عن الغذاء.
لكن ييلوستون كانت مكانا مختلفا في الشتاء الماضي. فلأول مرة منذ خمسين عاما تعود
الذئاب الرمادية الأسطورية إلى بيئتها الطبيعية. وكان تعداد هذه الذئاب المعروفة
بوحشيتها وتعطشها للدماء يصل في الماضي إلى مائة الف رأس. لكنها تعرضت لمذبحة رهيبة
على يد البشر فطوردت ورميت بالرصاص، وسممت، وأحرقت بالجازولين، وذبحت، ونصبت لها
الفخاخ من أجل تحويل شمال جبال روكي إلى منطقة آمنة لرعي الماشية والأغنام. ويقول
وزير داخلية الولاية بروس بابيت: إن وصول الذئاب الثمانية، التي تم اصطيادها في
كندا، "لحظة خاصة للغاية" في تاريخ المنطقة.
والواقع أن هذه
الذئاب قد عوملت حتى اللحظة الأخيرة بوصفها من أخطر الخارجين على القانون في الغرب
الأمريكي. فبعد 150 جلسة قضائية، ودراسات علمية تكلفت 12 مليون دولار، و 160 ألف
مقالة صحفية، حصلت هيئة المصايد والبراري الأمريكية على الضوء الأخضر لتنفيذ مشروع
"خطة إنقاذ الذئاب " وفي نوفمبر الماضي، بدأت الهيئة في دفع الفي دولار للصيادين
الكنديين في مقابل كل ذئب رمادي يتم اصطياده حيا، وسيتم اطلاق أربعة ذئاب أخرى في
ايداهو. وعلى مدار خمسة أعوام، سيتم اطلاق خمسة عشر ذئبا رماديا سنويا في ايداهو
ونيلوستون. ومن المتوقع أن يصل عددها في عام 2002 إلى مائة ذئب. لكنهما ستقتل سنويا
حوالي 1200 رأس من حيوانات الغابة، خاصة الثيران الأمريكية والغزلان والأيائل. أما
الأهم من هذا فإنها ستقتل أيضا حيوانات المراير وماشية المزارعين.
فضاء
هبوط رخيص على المريخ
أدى ضغط الإنفاق
وسوء الحظ الإلكتروني إلى عجز وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عن الوصول إلى سطح
المريخ لمدة عشرين عاما تقريبا. لكن يبدو أن الانفراج تحقق أخيرا. ففي ديسمبر 1996،
ستنطلق من قاعدة كيب كانافيرال رحلة لاستكشاف المريخ ستستغرق سبعة أشهر.
وستقوم المركبة
الفضائية مارس باثفايندر باختراق الغلاف الجوي للمريخ، وهو غلاف رقيق من غاز ثاني
أكسيد الكربون، وستهبط على سطحه برفق مستخدمة نظام الهبوط المتقدم الذي زودت به
والمكون من صواريخ ومظلات ووسائد هوائية. وقد تحدد موقع هبوطها على بعد 850 كيلو
مترا من موقع هبوط المركبة فايكنج 1، التي ترقد بلا حراك على سطح المريخ منذ أن
تعطلت أثناء هبوطها على الكوكب عام 1976.
ويكمن عنصر نجاح
هذه المهمة في حجمها- أو في صغر حجمها بتعبير أدق. فالمركبة باثفايندر صغيرة إلى
درجة تسمح بإطلاقها بتكلفة قليلة بواسطة سفينة فضاء من طراز دلتا 2- وهي من السفن
الفضائية القديمة المخصصة لحمل المركبات الفضائية.
وفور هبوط
المركبة باثفايندر على سطح المريخ، ستفتح أجنحتها الثلاثة- المزودة أيضا بخلايا
شمسية لتزويد المركبة بالطاقة- لتخرج سيارة صغيرة تزن تسعة كيلو جرامات ستقوم
بارسال صور تفصيلية لموقع الهبوط إلى الأرض. ويمكنها أيضا إجراء تحليل كامل لتركيب
التربة وتزويدنا بقراءة طيفية لصخور المريخ.
وستعمل السيارة
لمدة سبعة أيام بتقويم المريخ بينما ستستمر المركبة في نفل المعلومات والبيانات إلى
الأرض لمدة سنة وفقا لتقويم ا"* "* المريخ أيضا (أي حوالي سنتين أرضيتين). وتأملى
وكالة الفضاء الأمريكية من هذا البرنامج أن تثبت أن ضغط الإنفاق ليس فقط أمرا
ممكنا، بل إنه ينطوي أيضا على قيمة علمية.
كمبيوتر
الإملاء على الكمبيوتر.. بالعربية
هل يمكن أن نتصور
ذلك: بلا ورقة، ولا قلم ولا لوحة مفاتيح، ولا (ماوس).. يقوم الإنسان بإملاء ما
يريده- عبر ميكروفون صغير حساس- على جهاز الكمبيوتر فيتحول ما يمليه بصوته إلى نص
مكتوب وعلى الشاشة يمكن إخضاعه للتصحيح والتعديل والضبط، ثم يعطي الإنسان- بصوته
أيضا- أمر الطبع فيتحول ما قاله إلى نص مكتوب، مطبوع بها يريده من أجمل حروف
الطباعة.
إنها لمحة تشبه
لمحات قصص الخيال العلمي، لكنها صارت واقعا محضا بعد عشرين سنة من عمليات البحث
والتطوير لإنجاز نظم للتعرف على الكلام تسمح لمستخدمي الكمبيوتر بإملاء النص على
أجهزتهم كلاميا. ولقد تم هذا على مستوى اللغة الانجليزية، وظهر في إطاره برنامجان
هما Kurzweli Voice و Dragon
Dictate. وكان الأمر يتطلب نوعا من التدريب على
البرنامج، وتدريب البرنامج على صوت مستخدمه. وبعد أن يصل التدريب- الذي لا يستغرق
إلا ساعات- إلى مدى معقول، يبلغ مستوى الإملاء 40 كلمة في الدقيقة (وهو أعلى من
المعدل المعتاد لإدخال البيانات بالكتابة على لوحة المفاتيح.. وبسرعة!).
الحلم نفسه تحقق
على مستوى اللغة العربية، وبعد 8 سنوات (من بين السنوات العشرين) خصصها الباحثون
للغة الضاد وحدها، فقد أعلنت (IBM) عن توافر
نظام يتيح للمستخدم العربي إملاء الوثائق (النصوص) بصوته المجرد لإدخالها إلى
الكمبيوتر. وهذا النظام المسمى Voice Type Dictation يتيح التعرف على 32 الف كلمة و 20 الف كلمة يضيفها
المستخدم عبر عملية التدريب، ويتطلب- كما في برامج اللغة الإنجليزية للإملاء
الصوتي- أن يكون الإملاء كلمة كلمة، ومن ثم تظهر الكلمات على شاشة الكمبيوتر ويمكن
نقلها إلى تطبيقات مختلفة مثل معالج الكلمات، كما أن هذا النظام يتعرف على الأوامر،
بالصوت أيضا، ابتداء من التشغيل وفتح الملفات حتى التعديل والطبع. ويعمل هذا
البرنامج على نظام التشغيل الذي طورته (IBM)
والمسمى: "2/OS وارب"، ويتطلب الأمر- إضافة
للبرمجيات- دليل استخدام على بطاقة خاصة يتم تركيبها على جهاز المستخدم وميكروفونا
عالي الحساسية، لإنجاز إملاء بدقة تعرف على الصوت تصل إلى 95% والنظام الحالم وإن
كان مطروحا بمجموعة مفردات تتعلق بلغة الأعمال وينتظر إضافة تتعلق بلغة القانون
والمحاماة، إلا أن المدى يظل مفتوحا لإملاء شتى النصوص، ومنها النصوص الأدبية
بالطبع، عندئذ سنتذكر ديستويفسكي عندما كان يملي إحدى رواياته على كاتبة اختزال،
تزوجها فيما بعد، فلو أن هذه البرامج الكمبيوترية للإملاء كانت موجودة لكان
ديستويفسكى في غنى عن كاتبة الاختزال ولما كان تزوجها على الأغلب.
مسرح
فرقة فنية..
من الأحصنة
والبحر في العاصمة الفرنسية، يقف كل ليلة حوالي ألف شخص في صف طويل أمام مسرح مدرج
في إحدى ضواحي باريس وعندما ينفتح الباب الخشبي الكبير يندفع الجمهور إلى الداخل
المدرجات الخشبية التي تحيط بساحة دائرية مغطاة بالرمال. إنه مسرح اكوستر زنجارو
(مسرح الفرس زنجارو) وهو في جانب منه مسرح، وفي جانب آخر ساحة راقصة وفي جانب ثالث
تمجيد لذلك التوحد الغامض الذي جمع بين الحصان والإنسان..
ويلف السحر
المشاهدين وهم يتابعون تلك المشاهد واللوحات الحالمة المستلهمة من الهند. فإلى جانب
بركة مياه في وسط الحلقة، تداعب امرأة شابة حصانا رماديا جفولا، بينما تلمع صورتهما
المنعكسة على السطح الفيروزي لمياه البركة، وهو مشهد خلاب يتقاطع مع إيقاعات هندية
قديمة. وهناك مشهد الحصان والفارس المتشح بالسواد، حيث تبدو صورتهما المنعكسة على
سطح البركة بلا حراك ثم تتلاشى في الظلام. أما الفارس فهو بارتاباس، 37 عاما، مدرب
ومدير الفرقة التي تتكون من 45 شخصا و 28 حصانا، بما في ذلك الفرس زنجارو، الذي سمي
المسرح باسمه.
وقد تأسست الفرقة
عام 1984 وشاهد عرضها الحالي أكثر من 155 ألف شخص عند افتتاحه بألمانيا في مايو
الماضي. ومن المقرر أن يطوف هذا العرض أوربا في جولة لمدة سبعة أشهر تبدأ هذا الشهر
قبل أن تعود الفرقة ثانية إلى باريس.
وعن اختياره
للفرسان والجياد، يقول بارتاباس: "إنني أبحث عن الشخصية قبل المهارة. وعندما أنظر
إلى الجياد أبحث عن سحرها" وفي مرح زنجارو، تبدو السيادة للجياد وليس للفرسان. وكما
يقول بارتاباس: "ربما يكون الإنسان أكثر ذكاء، لكن الجياد أكثر تبصرا لقد تعلمت سن
لجياد كل شيء".
آثار
لوحات عظيمه.. في الكهوف
في مطلع ديسمبر
الماضي، كان ثلاثة من هواة اكتشاف الكهوف المتوسطة الأعمار يفتشون عن قاعدة جرف في
منطقة ارديسن في جنوب شرق فرنسا عندما شعروا بنسيم يندفع من بين كومة من الصخور
والأحجار ويتذكر جان ماري شوفيه هذه اللحظة ويقول: (كانت تلك إشارة على وجود كهف
تحت هذه الصخور". وبمساعدة زملائه، قام شوفيه بعمل فتحة نفذوا منها عبر نفق إلى
سلسلة من الكهوف الكبيرة.
وعندما أضاء
المكتشفون الثلاثة المصابيح المثبتة على جباههم لاحظوا خطين أحمرين على جدار الكهف
الكبير. ومن فوره، أدرك شوفيه، الذي يعمل موظفا حكوميا مهمته مراقبة وحماية كهوف
المنطقة المهمة تاريخيا، أن هذه الرسوم تعود إلى العصر الحجري. لكن ما لم يدركه من
فوره- وما لم يدركه العالم أيضا حتى مطلع فبراير الماضي عندما أعلن وزير الثقافة
الفرنسي خبر اكتشاف- أنهم اكتشفوا كنزا أثريا يتكون من مجموعة من الرسوم التي لا
تضاهيها أي مجموعة أخرى، بما في ذلك رسوم حوائط كهف لاسكو في فرنسا أو كهف التاميرا
في أسبانيا.
وكانت حالة
الرسوم رائعة. ويبدو أنها لم تمس طوال عشرين ألف عام. وبدا وجود الفنانين القدامى
محسوسا: كانت أدواتهم متناثرة، سكاكين مصنوعة من حجر الصوان، وأكوام من الطفلة التي
استخدموها لتلوين رسومهم، والحفر التي كانوا يستخدمونها لإشعال النار.
وتظهر الصور
المرسومة على الجدران مجموعة كبيرة من الأسود، والجاموس البري، والغزلان، والدببة،
والجياد. ويقول باتريس بيجا، مسئول الشئون الثقافية في المنطقة: "إن الرسوم هنا
أجمل حتى من رسوم كهف لاسكو. فهنا تشعر بالإيقاع والحياة عن نحو رائع ".
رياضة
في مواجهة الريح والموج
في سباق الزوارق
الشراعية ينبغي أن يكون الإنسان والطبيعة والآلة في تناسق تام، عالي السرعة، وإلا
تناثر كل شيء.. الزورق، والإنسان، وعربدة الريح. وحتى يتم توظيف الهواء بشكل جيد،
فان قائد الزورق (أو قائداه في المسابقات الزوجية) عليه أن يوازن بثقل جسمه المرتكز
على إحدى الحواف قوة دفع الهواء الذي ينفخ الشراع أو (الأشرعة) ليضمن استمرار
اندفاع الزورق دون حيود وبلا انقلاب. وكان ذلك يتم بالحس وحده، حيث يقوم قائد
الزورق بالتوجه للارتكاز تعودا حيث يشعر بضرورة وجود ثقل التوازن (أي جسمه) هنا أو
هناك، وحش يستخلص من الرياح أقصى قوة دفع ممكنة. لكن التكنولوجيا العالية (هاي تيك)
لم تشأ أن تترك متسابقي هذه الرياضة وحدهم في مواجهة البحر والريح، فآثرت أن تزودهم
ببعض ما عندها فمن حيث التصميم جري تسطيح الزورق إلى حد بعيد، وتركت حافته الخلفية
مفتوحة لينطرد الماء الزائد، والهدف أن يمرق الزورق فوق المياه شبه طائر لا أن يشق
المرج كما في السابق. ولتعزيز هذه الغاية فإن جسم الزورق جرى تكوينه من الألياف
الزجاجية المحبطة بهيكل من رغوة البوليمرات الخفيفة أو الكربون وساهمت ألياف
النايلون في تكوين أشرعة واسعة وخفيفة (تصل مساحتها إلى أكثر من 50 مترا مربعا) أما
سطح الزورق فانه تحول إلى شبه لوح مسطح لتيسير حركة اللاعبين وقوفا حول الصاري الذي
تشدهم إليه أسلاك أمان كالتي تربط بخصور لاعبي السيرك. كل هذه الإضافات جعلت رياضة
الزوارق الشراعية ممكنة وآمنة للكثيرين حتى أن هناك قرابة خمسة ملايين إنسان في
المملكة المتحدة وحدها يمارسون هذه الرياضة التي تشبه انطلاق الشعاع فوق
الماء.
عن العربي
اتصل بنا
قصص على الهواء
