قسطنطين زريق (1909 - 2000): مفكر قومي.. دون تعصّب

قسطنطين زريق (1909 - 2000): مفكر قومي.. دون تعصّب

إنه أحد المفكرين القلائل الذين نظروا إلى القومية في صورتها العقلانية، وبحثوا عن عوائق الحاضر قبل أن تأخذهم غيبوبة الأمجاد الماضية.

فقدت الأمة العربية في 12 أغسطس الماضي الدكتور قسطنطين زريق، الذي توفي في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بعد فترة اعتلال قصيرة داهمته في عامه الواحد والتسعين. وبخسارة هذا المفكر القومي الرئيس، وهذا الأستاذ الجامعي والمربي الكبير، خسرت أمتنا رجلاً كان طوال حياته المديدة قدوة لزملائه وتلامذته ومريديه من المثقفين والسياسيين، ومنافحاً صلباً عن القومية العربية في تيارها العقلاني، المنفتح على التاريخ وعلى العالم، وصاحب صوت وقلم مدافع طيلة سبعين عاماً ودون كلل عن قيم الرقيّ والتقدم، مشيرا إلى مواضع الضعف والاختلال في مجتمعاتنا العربية، ومنيرا سبل العمل نحو الاقتصاد القومي في مواجهة الأعداء الخارجيين وعلى رأسهم الصهيونية، والأعداء الداخليين المتمثلين بالتخلف والفوات وسوء توزيع الثروة والتشرذم والجهل والتعصب وغلبة المناحي الخرافية على الفكر، وغياب الأخلاقية عن المعاملات الاجتماعية والسياسية على حد سواء.

والحال أن الراحل الكبير كان نموذج الإنسان العالم المتواضع المتريّث في الحكم الذي أثّر مباشرة في كل مَن عرفوه، وأثّرت كتاباته ونشاطاته - القومية والجامعية - في الجماعات والتيارات السياسية بعامّة. وقد عرفته منذ مولدي، صديقاً لوالدي منذ نعومة أظفاري، ثم مفكّراً وقدوة في السلوك الشخصي في شبابي ورجولتي، عندما ربطتني به علاقة بنوّة روحيّة - على حد تعبيره -. ولكم كان كبيراً ألمي عندما علمت بعد قدومي من السفر في أوربا إلى بيروت بأيام ثلاثة أنه قد توفي قبل أن أتمكن من زيارته - كما كانت عادتي في السنين الأخيرة التي تلت رجوعه إلى بيروت بعد إقامة في الولايات المتحدة وأسفار أخرى ابتدأت بعد تقاعده، وبعد أن اضطر إلى مغادرة منزله إبان الحرب الأهلية اللبنانية. وقد تضاعف إحساسي بالخسارة باعتبارها القومي العام. إذ كنت قد اعتزمت - بالاتفاق مع مجلة (العربي) - أن أجري معه حديثاً شاملاً لحياته ولفكره. وهأنا أجد نفسي مضطراً للاقتصار على التعريف والتقييم والتكريم بهذا الرجل الذي قال عن نفسه عندما كرّم منذ سنوات من قبل مركز دراسات الوحدة العربية ومؤسسة شومان الثاني اللتين قامتا بنشر أعماله القومية الكاملة في أربعة مجلدات كبيرة، الكلمات التالية: (كنت دوماً أتردد في الموافقة على (التكريم) اعتباراً مني أني لم أقم بأكثر من واجبي - بل لعلي لم أرتفع إلى مستوى هذا الواجب - في زمن تتضخم فيه المسئوليات ويدعى الأفراد والجماعات إلى بذل أقصى الجهود في مجابهة الأخطار الداخلية والخارجية التي يتعرض لها الكيان العربي، وفي مرحلة تقدم فيها قوافل المناضلين العرب على التضحية بأرواحهم وبأعز ما يملكون أو على تحمّل أنواع الاضطهاد والعذاب دفاعاً عن أرضهم وتراثهم ومصيرهم.. أو صوناً لحقوقهم الوطنية والإنسانية التي تنتهكها السلطات الظالمة.

وكلما قابلت ما قمت به بما يقوم به هؤلاء وأولئك، صغرتُ في عيني نفسي وتضاءل نتاجي في نظري.

رجل القضايا الكبيرة
تنم هذه الكلمات عن تواضع نموذجي وسم سلوكيات الأستاذ الراحل، وهو في التواضع الآيل عن اعتبار المسئولية العامّة المعيار الأساسي في سلوك رجل الفكر والتربية، وليس عن عدم تقدير للذات بأي معنى من المعاني. ولكن دعونا قبل الكلام عن القضايا الكبيرة أن نلم بصورة إجمالية بسيرة الدكتور زريق، تذكيراً للقارئ أو إعلاماً له.

وُلد قسطنطين زريق في دمشق في العام 1909 في أسرة متوسطة الحال في كنف طائفة الروم الأرثوذكس التي عرفت بقلّة تعصّبها وبميل أفرادها على العموم إلى القضايا الوطنية والعربية بشكل عام - وهي الطائفة التي انقلبت في أواخر القرن التاسع عشر على عداء كبار بطاركتها ومطرانيها للدولة العثمانية، وأصرّت ثم نجحت في جعل كبار رجال الكنيسة لديها من العرب بدلاً من اليونانيين، بحيث أصبح رئيس كنيستها بطريرك أنطاكية وسائر المشرق وأساقفتها من العرب السوريين بدلاً من اليونانيين الأصليين أو الاسطنبوليين. ومازال كرسي البطريركية حتى اليوم منصباً يتولاه العرب السوريون (بتوصيف عام لسوريا الطبيعية)، ومازال حتى اليوم موقعه في دمشق. بل إن بعض أفراد هذه الطائفة مازال يدعو إلى إعادة تسميتها بالطائفة الأرثوذكسية العربية، باعتبار أنها كنيسة المشرق الوطنية، كما أن الكنيسة القبطية كنيسة مصر الوطنية.

انتسب قسطنطين زريق إلى مدارس دمشق الأرثوذكسية، وأتمّ دراسته الثانوية في إحدى المدارس الدمشقية التي انتسب إليها أيضاً عدد كبير من الطلبة المسلمين. ثم انصرف إلى الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1923 ، وتخرج فيها في سن التاسعة عشرة في العام 1928، وأثرت هذه الجامعة في تكوينه تأثيراً كبيراً، إذ كانت قد تحوّلت من جامعة بروتستانتية ذات طابع تبشيري إلى حدّ ما، إلى مؤسسة تربوية علمية، ليبرالية، وعلمانية، وهي عناصر رسمت فكر وسلوك الدكتور زريق طيلة حياته.

انصرف الأستاذ الراحل بعد ذلك إلى كبريات جامعات الولايات المتحدة الأمريكية (برنستون وكولومبيا وشيكاغو)، ونال شهادة الدكتوراه في التاريخ عام 1930، اتجه بعدها إلى التعليم الجامعي والعمل في المجال العام: أستاذاً في الجامعة الأمريكية في بيروت (1930-1978)، ورئيساً لها بالوكالة ونائباً لرئيسها، ورئيساً للجامعة السورية في دمشق (1949-1952) استقال منها احتجاجا على تدخل الجيش في شئون الجامعة، وعضواً في المجلس الإداري لرابطة الجامعات الدولية (1955-1965) ثم رئيساً لها (1965-1970) ورئيساً فخرياً لها مدى الحياة ابتداء من العام 1970، ووزيراً مفوّضاً لسوريا في واشنطن في الفترة من 1945 إلى 1947. وفي هذه الأثناء، تخرّج على يدي الدكتور زريق عدد لا يحصى من الطلاب، وشارك في لجان ثقافية وجامعية عربية وعالمية عدة منها مجلس اليونسكو واللجنة الاستشارية التي أنشأت جامعة الكويت وغير ذلك من لجان في المعاهد والمؤسسات العربية والعالمية، وعلى رأسها في العقود الثلاثة الأخيرة من عمره - إن قسنا ذلك بالوقت والجهد الذي بذله - مؤسسة الدراسات الفلسطينية ومركز دراسات الوحدة العربية، وكلاهما في بيروت.

معنى النكبة
لم يستثن هذا الانخراط في العمل الجامعي والتربوي والعلمي عموماً المشاركة السياسية، ولو أن الدكتور زريق شاء ألاّ يظهر إلى مركز الصدارة منها. قد لا يعلم الجميع الكثير عن الموقع المحوري الذي اتخذه أستاذنا الراحل في بلورة بعض العناصر الفكرية والأيديولوجية، بل والحركية (ولو إلى حدّ أقل) لنشوء حركة القوميين العرب، انطلاقاً من (عصبة العمل القومي) و(الكتاب الأحمر)، بل قد يستغرب البعض هذه الممارسة السياسية غير المنظورة لرجل عُرف عنه انصرافه إلى الجامعة وشئونها. والحال أن هذا الرجل نشط في سياق الحركات القومية العربية، وساجل دعاة القومية السورية (وعلى رأسهم أنطون سعادة)، والقومية الفينيقية في لبنان، وتربّى عليه الجيل المؤسس الذي ضمّ ممن ضم السيد هاني الهندي والدكتور جورج حبش وزملاءه من الفلسطينيين وغيرهم في بيروت - وقد أتحفنا (الحكيم) - أي الدكتور جورج - بمقالة تقديرية تلت وفاة الأستاذ الراحل في جريدة (النهار) البيروتية (في عدد 52/8/2000)، روى فيها فصولاً مقتضبة عن تاريخ تلك المرحلة وعن مشاركة الدكتور زريق فيها.

وعلى ذلك، فإن كتاب (معنى النكبة) - وهو الكتاب الذي أطلق شهرة الراحل كمفكر قومي رئيس، والذي أدخل عبارة (النكبة) في اللسان العربي على معناها الذي أضحى مألوفاً - الذي نشر بعد نكبة العام 1948 في فلسطين، لم يكن بالشأن المستغرب من رجل عرف بالعلم ولكنه مارس العمل العام مع الإصرار على مقاومة الرغبة في حب الظهور، ولم يكن مستغرباً كتابة (معنى النكبة مجدداً) الذي تلى هزيمة 1967، وقد توخى المؤلف في الكتابين معاينة مواضع الاعتلال وفقدان المناعة والاقتدار السياسيين والعسكريين والاجتماعيين - أي التاريخيين - لدينا معشر عرب القرن العشرين، مما أتاح للآخرين استباحة أراضينا واقتصادنا ومجتمعاتنا. ووجد المؤلف أن مواضع الاعتلال وعدم الاقتدار تكمن في جملة من العوامل التي تشكّل - مجتمعة - ظاهرة التخلف والفوات التاريخيين: من أهم هذه العوامل ضعف الروابط الداخلية، وتخلف المناحي العقلية، والتبعية الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، والانغلاق والتغني الخطابي بالتراث وبالماضي العظيم (وهو ما أطلق عليه المؤلف عبارة (التاريخ - العبء) تمييزاً له عن التاريخ - الحافز)، وضعف الروابط السياسية داخل الدول العربية واحدة واحدة وفيما بينها.

أما الانتقال من حالة العجز إلى حالة القدرة - وقد شكـّل اغتصاب فلسطين بالنسبة للدكتور زريق دوماً المثال الأكثر وضوحاً على ذلك - فإن مناطه الاستحقاق والجدارة، وما سبيل الجدارة واستحقاق الحق، كالاستقلال الوطني بمعناه الفعلي، والاستقلال الاقتصادي، والرقيّ العقلي والثقافي والعلمي، إلا التحضّر. أما التحضّر، فقد رأى الأستاذ الراحل سرّه في عملية اجتماعية شاملة عمادها التربية ووسائلها تنمية القدرات العقلية وإعمال العقل في السياسة والاندراج في تاريخ كوني للحداثة لا مفر لنا منه إن كان لنا أن نتخطى الأزمات المتتالية التي تعصف بمجتمعاتنا ونظمنا السياسية وكياننا القومي.

أفكار هادئة... ولكن محددة
وكان أن أنتج الدكتور زريق سلسلة من الكتب المترابطة - إضافة إلى المقالات والخطب في مناسبات شتّى - تناول فيها هذه الأمور وغيرها بالتفصيل، بتوجه عقلاني منضبط، مسيطر على الأهواء الشخصية والجمعية، دقيق في تحديده للمشكلات وفي تشخيصه لها، خال من الاستعراضية والانتفاخ الخطابي، مزدر للعبارات الطنّانة التي لا تفيد معرفة، بل التي تموّه الحاضر وتحجبه عن السبر والتدبّر. أي أن كتب الدكتور زريق الشهيرة - (نحن والتاريخ) (1959)، (في معركة الحضارة) (1946) ، (نحن والمستقبل) (1977)، (مطالب المستقبل العربي) (1983)، إضافة إلى (الوعي القومي) و (أيّ غد؟)، و(هذا العصر المتفجّر) و(من بعيد ومن قريب)، وكلها من نشر (دار العلم للملايين) في بيروت - تقدم للقارئ نموذجاً بالغ التميّز على التناول الهادئ والموضوعي والمنضبط والدقيق للموضوع موضع البحث والمناقشة والتحديد، وعلى ضرورة التحديد الدقيق ووضع الفواصل، مما ينافي ما هو مألوف في ثقافتنا من تمييع للأمور، وعدم التمييز بينها، والأخذ بالأيسر، والمجاملة بل وتملّق الجمهور المفترض.

وإذا كان لنا أن نستشهد بقضايا محددة، فلاشك أن قضية تكوّن الأمة العربية في منظار التاريخ، وقضية علاقة القومية بالدين، مبرزان كالمحورين الأساسيين اللذين ينتظمان في اهتمامات وكتابات الدكتور زريق المختلفة.

أما بالنسبة للقضية الأولى - قضية تكون الأمة العربية في منظار التاريخ - فإن الأستاذ الكبير كان، وعلى امتداد حياته، قد نبذ التصوّر الرومانطيقي (المتمثل في ميشيل عفلق مثلاً، الذي نقده زريق نقداً بالغ الدقة) للقومية، الذي لم ير فيه إلا استعادة وتذكّراً لماض مجيد، واختلف الدكتور زريق مع القائمين على هذا (التاريخ - العبء)، الذين رأوا في القومية - أي قومية - قواماً قائماً من الأزل إلى الأزل (أو (الخلود) و (الرسالة الخالدة) عند عفلق).

وقد وجه الدكتور زريق بحق، وبذهنية تاريخية واقعية، أن القومية بنت العصور الحديثة، وأنها إنسانية بمعنى أنها ليست صادرة عن خصائص فطرية أو طبيعية في جماعة معينة، وأنها اكتسابية بمعنى أنها لا تحصل بقدر محتم أو بالتوارث، بل إنها نتاج للفعل والاكتساب الذاتي.

وعلى ذلك، ليست الروابط التاريخية بحد ذاتها مقوماً للقومية، ذلك أن الارتباط بالموطن والانتماء إلى القبيلة أو العرق والاعتزاز بهما والاقتتال من أجلهما، أمور تنتمي إلى ما قبل القومية، بمعنى أنها لا تفيد بنفسها رباطاً قومياً مناطه السياسة والتجانس الثقافي الداخلي، وليست هذه الروابط التاريخية ولا تراكم الأحاسيس والتراث أكثر من مادة خام للتكوّن القومي، ينتج عن ذلك ذهاب الدكتور زريق إلى أن الأمة العربية مازالت في طور التكوّن كقوام سياسي وثقافي، وأن اكتمال هذه العملية أمر منوط بالفعل السياسي دون الركون إلى الأمجاد الماضية، مهما كانت درجة الافتخار بالماضي التي يشترك فيها العرب أو أكثرهم. دون منتهى لهذا الافتخار إن بقي خطابياً وعاطفياً إلا الانتهاء بامتصاص الشعور القومي وبتحجّره في صياغات غنائية لا تقترن بالعمل على الاستحقاق القومي، من ترق عقلي وتكنولوجي، ونمو اقتصادي، وبنى دول مقتدرة مستقلة القرار.

والحال أن الحركات القومية العربية - حسب تحليل الدكتور زريق - قد اقتصرت على العمل نحو الاستقلال، ثم تقاعست عن عملية التشكيل القومي والديمقراطي، بل انصرفت إلى نواح استبدادية، أدت في أحيان كثيرة إلى التراجع الاجتماعي والنكوص الفكري والعقلي المتمثل في حركات الردة الرجعية، وفي استعادة الطائفية والعشائرية لمواضع اجتماعية كانت قد فقدتها في فترة التحرر الوطني.

في الطليعة دوما
لقد كانت مسيحية زريق صفة شخصية أثرت إلى حد ما في مواقفه العامة، التي كانت بالأحرى ناتجة عن اعتبار نفسه مواطناً عربياً يلتقي مع مواطنيه على أرض المواطنة دونما اعتبار للدين الذي كثيرا ما استخدم للتهويم والتلبيس على العوام وبدرجات متنامية على بعض المثقفين، ولعل التمايز بين الدين والقومية هو ما يسمح لكثير منا، مسلمين ومسيحيين، بالانتماء لاتجاه علماني في شئون الدنيا، وقد آن الأوان ليقلع بعضنا عن الفكرة السخيفة الذاهبة إلى أن القومية العلمانية لدى المسيحيين إنما هي شأن ناتج عن إحساس بالمسكنة والضعف والدونية، وانهم يتوسلون بالقومية العلمانية مخرجاً من هذا الإحساس، لم يستأذن قسطنطين زريق قبل أن يصبح قومياً، بل كان دوماً في الطليعة، ولم ينتصر لحقوق (الأقليات)، وليست هذه العبارة بالشأن المفيد لمعنى في سياق المواطنة المدنية، بل لحقوق كل المواطنين العرب. ولم تكن مسيحيته، بالولادة والاعتقاد، هي الباعث على ريادته، بل كان مبعث ذلك انتصاره للعروبة وللوطنية وللرقي. دخل قسطنطين زريق تاريخ العرب الحديث من بابه الواسع، وتصدّر إحدى أغزر مناحيه ومناهله نجاعة، وثبت على دفاعه عن قيم الوطنية والرقيّ على مدى ثلاثة أرباع القرن، وحتى في أيامنا هذه، عندما نزع الكثير ممن هم في جيلي أولاده وأحفاده إلى التراضي مع التخلف، بل إلى التغني به، وإلى التصالح مع تيارات النكوص، واستمر على نزوعه نحو (التاريخ ـ الحافز) في الوقت الذي افتتن فيه البعض من أولئك بما دعاه (التاريخ ـ العبء).

 

عزيز العظمة

 
 




د. زريق في مكتبه في الجامعة الأمريكية في بيروت





د. زريق (الثاني من اليسار) بعد تقليده وسام الاستحقاق السوري من قبل صبري العسلي رئيس الوزراء (في الوسط)





في إحدى محاضراته





د. زريق (الثاني من اليسار) مع وفد ارثوذكسي في السعودية لدى استقبالهم من قبل الملك خالد بن عبدالعزيز. ويبدو في الصورة البطريرك هزيم (الى يسار الملك خالد) ود. جورج طعمة وغسان ثويني والأمير فهد والأمير عبدالله





د. زريق