مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.. طموح معاصر بلغة الروح

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.. طموح معاصر بلغة الروح

عندما ترفع دولة عربية صغيرة لواء العلم بلغة عربية, فإنها تكون مدركة لحوار عصرنا, وتكون مصرة على إدارة هذا الحوار بلغة الروح.وعندما يبادر حاكم هذه الدولة, سمو أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح, برعاية هذا التوجه, عبر تبنيه الحقيقي لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي, فإنه يضرب بذلك مثلاً لنموذج الحاكم المسئول ـ عمليا وأخلاقيا ـ عن استكشاف الأفق, من أجل أبناء الحاضر, وأجيال المستقبل.

في قلب الكويت العاصمة, في منطقة الشرق, وفي شارع أحمد الجابر الذي تشرئب عمائره ممتلئة بدبيب حياة التجارة والسفر والمال, يسمق مبنى ذو طراز فريد يبدو مغلقا على ذاته ومفتوحا بنوافذ دقيقة في واجهة جرانيتية اللون, الراسخة على فضاء الشارع الذي يموج بالحركة. وما إن نقترب حتى نكتشف أن المبنى الراسخ يفتح بنافذة هائلة, وشرفات لحديقة السطح, على الجهات الأخرى الرحيبة التي تفضي إلى آفاق الخليج, المؤتلقة مياهه بلون فيروزي تحت الشمس اللاهبة.

ندلف عبر المدخل الذي يحمل عنوان المبنى بحروف معدنية بارزة, وخط كوفي عصري جميل: (مؤسسة الكويت للتقدم العلمي). وما إن نصبح في قلب البهو حتى نحس بارتياح مفاجىء, فالمبنى يفتح على داخله برحبة فسيحة كأنه يستلهم عمارة البيت العربي, لكن الرحبة تسمق بارتفاع عشرة طوابق تحيط بها شرفات داخلية وتظاهرها دوال خضراء من حدائق معلقة. وفي هذا الفضاء الداخلي السامق يتدلى خيط ينتهي بكرة ذهبية كبيرة براقة تروح وتجىء فوق دائرة جرانيتية مشععة بتقسيم الاتجاهات كما في ميناء البوصلة. إنه بندول (فوكو), لكنه هنا شديد الأناقة, وبالغ الدقة أيضا. ولا يستطيع البصر إلا الانشداد إليه, وإليه كثيرا عدت, ولابد أن أعود.

عمارة المبنى وعمارة الفكرة

هل كان لابد أن أتوقف طويلا أمام عمارة مبنى المؤسسة في حي الشرق? أظن أن ذلك جاء بصورة تلقائية. فللعمارة حياتها, وتصبح ملامح هذه الحياة جلية إذا ما اتسقت مع ما تحتويه هذه العمارة, وهو اتساق تنبىء عنه أهداف مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

إن هذه المؤسسة ـ تبعا لمعطيات مطبوعاتها وحديثنا مع المسؤولين بها ـ أنشئت كمؤسسة (خاصة ذات نفع عام), بموجب مرسوم أميري صدر في 12 ديسمبر 1976م. ويديرها مجلس إدارة يرأسه حضرة صاحب السمو أمير الكويت. ويضم ستة أعضاء تختارهم الشركات المساهمة الكويتية كل ثلاث سنوات. أما تمويلها فيأتي ـ أساساً ـ من الشركات المساهمة الكويتية التي تقدم للمؤسسة 5% من صافي الأرباح السنوية لهذه الشركات. ومن ثم فالمؤسسة تعتبر من بين هيئات النفع العام, وليست مؤسسة حكومية, وإن شملها برعايته صاحب السمو أمير الكويت. وهذه الصيغة تفيد كثيرا في حرية الحركة للمؤسسة التي لا تقتصر توجهاتها على النفع العلمي المحلي بل تتجاوز ذلك إلى المحيط العربي الواسع ويمتد طموحها للتلامس مع الإنجاز العلمي المتقدم في العالم. صيغة مرنة تفيد في حرية الحركة, وتستمد في الوقت ذاته عوناً سامياً من أمير الكويت, فإن حرية الحركة يباركها الدعم السامي, فتكتسب طاقة إضافية وثباتا على طريقها الممتد باتجاه الأفق الذي اختارته لأهدافها.

وإذا جاز لنا أن نجمل الهدف العام للمؤسسة فإننا نجده غاية في (المعاونة في سبيل التطور العلمي والحضاري) وهو تعبير موجز ومليء بروح التواضع وإنكار الذات, لأن هذه المعاونة في الترجمة العملية تتجلى طاقة دفع للعلم والعلماء, تكاد في كثير من الحالات أن تكون فريدة في نوعها خاصة في عالمنا العربي, وتجاه الكثيرين من علماء العرب كما يتبدى بجلاء في تعدد أسماء الفائزين بجوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي, وعلى اختلاف الأقطار العربية التي ينتمون إليها.

ولأجل تفصيل أوسع للهدف العام الموجز, نسأل فتأتينا الإجابة مشيرة إلى نقاط تمثل محاور لتحقيق الهدف العام وهي:

ـ دعم الأبحاث الأساسية والتطبيقية من خلال منح تقدمها المؤسسة في مجالات العلوم الطبيعية والهندسية والصحية والغذائية والاجتماعية والاقتصادية.

ـ تقديم المنح لتشجيع ودعم الأبحاث المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية وأعمال التطوير والتجارب ذات الصلة بالاقتصاد الكويتي.

ـ تقديم المنح والجوائز والمكافآت لدعم التطور الفكري في الأقطار العربية والكويت.

ـ العمل على تدريب المواطنين من خلال منحهم بعثات وزمالات لغرض الدراسة والتدريب وإقامة الندوات والمؤتمرات العلمية.

ـ تشجيع ودعم وتنمية مشاريع البحوث والبرامج العلمية المشتركة بين الهيئات العلمية الكويتية من جهة والعربية والدولية من جهة أخرى.

وبقراءة هذه الأهداف في جوهر توجهاتها نجدها تتحرك باتجاه دعم العلم وأصحابه, أولا: فيما تم إنجازه بالفعل وتعبر عنه إثابة البارز من الأبحاث العلمية, وثانيا: ما يجرى التقدم فيه من أبحاث حاضرة عبر منح الدعم, وثالثا: ما يكون موضع توسم بالجودة في المستقبل من خلال منح وجوائز وبرامج تدريب للمشاريع البحثية الوليدة.

بهذا المعنى ترعى المؤسسة ثلاثة أجيال من صناع البحث العلمي العرب والكويتيين, جيل مخضرم تتوج جهوده بأكبر الجوائز, وجيل شاب يلقى الدعم, وجيل طالع يعد للمستقبل ببرامج التدريب والمنح.

ولأن النوايا والأهداف الطيبة لا يمكن أن تتحقق بمجرد الإعلان عنها أو التمنيات, بل تتطلب جهدا إداريا وتنفيذيا لإخراجها إلى حيز النور, فإن البناء الإداري الذي عايناه عبر جولتنا في الأدوار العشرة للمبنى الشاهق يمكن أن نسردها تباعاً, لا بترتيب الأدوار المعمارية, بل بتراتب الأفكار التي تمثلها وتسعى لتحقيقها كل إدارة من إدارات المؤسسة التسع.

بحوث مختارة

على رأس إدارات مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تقف إدارتان للبحوث تكمل كل منهما الأخرى وهما:

1ـ إدارة مشاريع البحوث:

تهدف هذه الإدارة إلى تهيئة المقومات اللازمة لتقديم العون للمؤسسات الكويتية والأفراد الباحثين والعاملين في الدولة. وتقدم المنح إلى الهيئات من خلال مجموعة تقوم بالبحث داخل هذه الهيئات بهدف دفع مسيرة البحث العلمي إلى الأمام, وفي هذه الحالة تعتبر الهيئة هي الجهة الممنوحة برغم أن الاقتراح قد يكون تقدم به عالم أو مجموعة من العلماء من داخل الهيئة. وتنظر المؤسسة في طلبات المنح الخاصة بالأبحاث في مجالات العلوم البحتة والعلوم التطبيقية, والتكنولوجيا وتدريس العلوم والعلوم الاجتماعية والسلوكية والاقتصادية, إضافة إلى البحوث في مجال الطب المتعلق بالتراث العربي والإسلامي.

وتمويل البحث يأخذ عادة شكل المنحة, إلا أنه يمكن للمؤسسة أن تساهم في تمويل المشاريع التي تتصل بالتطبيقات التكنولوجية والتي يمكن أن تؤدي نتائجها إلى استثمارات رابحة.

أما الخطوات الأساسية المطلوبة ممن يتقدمون للحصول على تمويل المؤسسة للمشاريع البحثية فهي:

أ ـ تقديم الاقتراح المبدئي.

ب ـ تقديم الاقتراح التفصيلي وملء الاستمارات المتعلقة بالموضوع.

2ـ إدارة المشاريع بالتكليف

تهدف هذه الإدارة إلى البحث والتنقيب عن أفضل السبل العلمية التي تواكب التطور بمختلف مجالاته العلمية والاقتصادية والاجتماعية وتسعى إلى تحديد مسار الأساليب العلمية التي تدعم عملية التنمية وتقصي حاجاتها وتشخيص معوقاتها المحتملة ومن ثم اقتراح الوسائل الكفيلة بإنجاحها.

وتطرح مشاريع هذه الإدارة من قبل مجلس إدارة المؤسسة برئاسة حضرة صاحب السمو أمير الكويت وهي حصيلة الاستبانة التي تعدها الإدارة وتوزعها على الشركات المساهمة ومؤسسات الدولة المختلفة بهدف التعرف على أهم المشاكل التي تواجههم ومعالجتها ـ حيث يشكل فريق عمل من ذوي الكفاءة والاختصاص في مجال المشروع المقترح ويكلف بتنفيذه.

مما تقدم يتبين نسق التفكير الذي ينظر بإمعان إلى عملية البحث العلمي, فهي في إطار الانتفاء والاختيار, وليست الإدارتان إلا لتقديم الدعم للبحوث سواء المكلف بها أو التي تسأل العون ـ التي ترتبط بالبنية المحلية والعربية عموما. ولو نظرنا إلى نماذج من هذه البحوث لوجدنا بحوثا تتناول ـ كأمثلة: ظاهرة عزوف الشباب عن الثقافة العلمية, وسبل تحسين الإنتاجية, وترشيد الاستهلاك, وقاموس القرآن الكريم, وطرق الاستفادة من البيئة البحرية, وتنمية مصادر المياه, وتطوير صناعة الغذاء وإنماء مشاريع الاكتفاء الذاتي. وكل هذه النماذج البحثية تشير بوضوح إلى غاية تطوير البيئة العلمية والإنتاجية ليس في الكويت فقط, بل في العالم العربي عموما.

كما أن نظرة سريعة إلى أسماء المشاركين في هذه البحوث المدعومة تنبئنا عن التوجه العروبي والإنساني الواسع لنشاط هاتين الإدارتين. وهو توجه عام للمؤسسة ككل, كما سيتضح من نشاط الإدارات التالية, ولعلها أشهر الإدارات على المستوى العربي.

هرم من الجوائز

يظن كثيرون أن جائزة الكويت للتقدم العلمي هي الوحيدة التي تقدمها هذه المؤسسة, لكن المدقق يكتشف حشداً من الجوائز الأخرى, صحيح أن جائزة الكويت هي أكبرها وأشهرها, لكنها تجيء على قمة الهرم الهادف إلى تدعيم البحوث العلمية بمختلف فروعها وتشجيع العلماء والباحثين في الكويت والعالم العربي والإسلامي. فالمؤسسة تقوم بتخصيص جوائز في مختلف العلوم في برامجها السنوية, ومن خلال هذه الجوائز تسجل المؤسسة اعترافها بالإنجازات التي تهدف لرفع المستوى الحضاري في مختلف الميادين, بإثابة المجتهدين من العلماء في مستويات مختلفة, كما يتبدى من رصد هرم الجوائز التي تقدمها المؤسسة, ولنبدأ من قمة هذا الهرم:

  • جائزة الكويت:

إن جائزة الكويت هي من أكبر جوائز المؤسسة وأهمها, وتمنح للعلماء والباحثين المتميزين في أبحاثهم العلمية. وتخصص المؤسسة سنويا خمس جوائز للكويتيين ومثلها لأبناء البلاد العربية الأخرى وتمنح هذه الجوائز في خمسة حقول وهي: العلوم الأساسية, العلوم التطبيقية, العلوم الاقتصادية والاجتماعية, الفنون والآداب وإحياء التراث العربي والإسلامي. ويتغير التخصص الدقيق لكل حقل من حقول الجائزة سنوياً.

  • جائزة المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية:

تشجع المؤسسة الباحثين في مجال الطب التراثي الإسلامي بمنح جائزة كل عامين في كل من المجالين الآتيين:

1ـ مجال الممارسة الطبية المحكومة بالضوابط العلمية.

2ـ مجال الفقه الطبي وتحقيق التراث الإسلامي الطبي.

  • جوائز المؤلفين والمترجمين والناشرين في معرض الكتاب العربي

وهي جوائز تعبر عن رغبة في إعطاء حركة التأليف والترجمة مزيدا من الدعم والتشجيع, وتقدم المؤسسة ست جوائز سنويا للكتب المعروضة في معرض الكتاب العربي, ثلاثا منها للتأليف في مجال العلوم والإنسانيات وعن الكويت, واثنتين للترجمة في العلوم والإنسانيات والجائزة السادسة لأحسن كتاب مؤلف للطفل العربي.

  • جوائز الزراعة:

رغبة في تشجيع التطور الزراعي في الكويت وهو مما يشع بالفائدة على الزراعة العربية التي لها نفس البيئة, خصصت المؤسسة بالتعاون مع الاتحاد الكويتي للمزارعين ثلاث جوائز سنويا وذلك في مجالي استخدام الأساليب العلمية والتكنولوجية في إنتاج المحاصيل الزراعية, وتنويع المحاصيل الزراعية.

  • جائزة أفضل بحث:

تساعد المؤسسة في تدعيم المجلات العلمية المتخصصة, كما تساعد على النهوض بالمجهودات المبذولة لرفع مستواها العلمي وذلك عن طريق منح جائزتين للبحوث المنشورة فيها, جائزة لأفضل بحث متميز في مجال العلوم والأخرى لأفضل بحث متميز في مجال الإنسانيات.

  • جائزة الإنتاج العلمي:

تأتي هذه الجائزة بمبادرة من حضرة صاحب السمو أمير الكويت لتكريم النخبة المتميزة بإنتاجها العلمي الغزير من أبناء الدولة حملة درجة الدكتوراه في مختلف فروع المعرفة وتشجيعا لهذه الكفاءات العلمية من أجل مزيد من البحث والدراسة وتسخيرهما لخدمة قضايا المجتمع. وتمنح مؤسسة الكويت للتقدم العلمي جائزة التفوق العلمي في المجالات التالية: العلوم الطبيعية والرياضية, العلوم الهندسية, العلوم الحياتية, العلوم الطبية, العلوم الاجتماعية والإنسانية, والعلوم الإدارية والاقتصادية.

إنه هرم كبير من الجوائز قاعدته ذات طابع محلي, وثمة مساحة من الجوائز المرتبطة بمعالجة ظروف الغزو التي مرت بها الكويت, لكننا كلما صعدنا باتجاه قمة الهرم وجدنا الكويت تعبر عن تجاوزها لألمها الخاص وظرفها الخاص لتشمل بالمودة والإثابة جهودا عربية وإنسانية في مجال البحث العلمي, وهذا يتضح من سرد بعض الأسماء التي فازت بجوائز المؤسسة في السنوات الأخيرة.

تناقل العلم

نهبط من حديقة السطح المطلة بنوافذ شرفاتها الواسعة على الخليج الفيروزي الدافىء, ونتابع في هبوطنا أنشطة إدارات المؤسسة فنمر بثلاث إدارات تعمل بصمت وتكامل, ولعل غايتها الواحدة يمكن إجمالها في هدف نقل المعرفة العلمية في عدة مستويات, أولها باتجاه الجمهور الواسع من غير المتخصصين, وثانيها من جهات التخصص العالمية إلى جهات التخصص المحلية والعربية والعكس كذلك, أما ثالثها فهو نقل العلم إلى لغة الضاد في جهد واضح لتعريب العلوم. وهذه التوجهات الثلاثة تقوم بها ثلاثة إدارات هي:

1ـ إدارة الثقافة العلمية:

أنشئت هذه الإدارة عام 1891م بهدف نشر وتنمية الثقافة العلمية بين أفراد المجتمع, وتشجيعهم على اكتساب الاتجاهات والمهارات العلمية وتعميق العلاقة الوظيفية بين العلم والبيئة وإبراز دور الحضارة العربية والإسلامية في تقدم العلوم المعاصرة. وتحقيقا لهذه الأهداف وغيرها قامت الإدارة بإصدار سلسلة من الكتب العلمية المبسطة وعمل أفلام تلفزيونية تناقش بعض القضايا العلمية, كما طرحت الإدارة مسابقات علمية محلية, وتشارك في المسابقات العلمية العالمية (أولمبياد الرياضيات والكيمياء والفيزياء) الدولية. كما تعد الإدارة برنامجا إذاعيا ثقافيا أسبوعيا تحت عنوان الثقافة العلمية وتشارك في الاحتفالات القومية والعالمية كيوم الصحة العالمي وأسبوع المرور الخليجي ويوم الغذاء العالمي وغيرها.

2ـ إدارة الشئون الثقافية والمؤتمرات:

أنشئت هذه الإدارة في بداية عام 1891م بهدف المساعدة على نقل العلم والتكنولوجيا من الدول المتقدمة إلى الكويت لتنمية وتطوير القدرات العلمية والفنية ولمواكبة التطورات العلمية في العالم, وإبراز دور الكويت فيها عالميا. ومن أهم أعمال الإدارة عقد أو المشاركة بعقد المؤتمرات والندوات العالمية والدورات التدريبية المحلية والخارجية, وإيفاد العلماء والمتخصصين في مهمات علمية للمشاركة في اللقاءات العالمية بغرض تبادل المعرفة والتعاون الفني. كما تعنى الإدارة بالبرامج والاتفاقات العلمية الدولية.

كما عقدت أو شاركت المؤسسة من خلال هذه الإدارة بالعديد من اللقاءات العلمية المحلية والعالمية وذلك بتمويل وإشراف كاملين من المؤسسة أو بالمشاركة مع جهات علمية أخرى, كما أرسلت المؤسسة عددا من الطلبة لاستكمال دراساتهم العليا 50% منهم كويتيون. كما أن للمؤسسة اتفاقات ومساهمات في أنشطة دولية عديدة كمشاركتها في برامج المركز الدولي للفيزياء النظرية. وتسهم المؤسسة في تمويل المجلة العلمية بالتعاون مع أكاديمية العلوم لدول العالم الثالث وأكاديمية العلوم الإفريقية, حيث تشارك المؤسسة في هذه المجلة, ويبلغ الدعم السنوي المقدم من المؤسسة خمسين ألف دولار أمريكي, كما انضمت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي إلى عضوية المجلس العالمي لتدريس العلوم عام 1983 وذلك ضمن خطة المؤسسة الرامية إلى الإسهام في تطوير البرامج العلمية التي يقدمها المجلس والاستفادة منها محليا, وذلك عن طريق عقد حلقات دراسية أو ندوات علمية محلية أو نشر البرنامج بالتعاون مع وزارة التربية والجهات المعنية الأخرى بالدولة.

وتركز الإدارة كذلك على تقديم الخدمات العلمية والتقنية إلى الشركات المنضمة للمؤسسة في جميع برامجها المتنوعة وفي مختلف القطاعات.

3ـ إدارة التأليف والترجمة والنشر:

إن الهدف من هذه الإدارة والتي أنشئت في عام 1982م هو دعم المكتبة العربية بالكتب والموسوعات والدراسات المتخصصة والجادة في مجالات المعرفة المختلفة وكذلك العمل على إحياء اللغة العربية في مجالات العلم بمساندة حركة التعريب في الوطن العربي.

ويمثل نشر الكتب المؤلفة والمترجمة والموسوعات أحد الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة لتحقيق الأهداف التي من أجلها أنشئت. ومع تقدم السنين وازدياد قاعدة قراء كتب وموسوعات المؤسسة تزداد الطلبات المقدمة لإدارة التأليف والترجمة والنشر لدعم أو نشر أو تبني المشاريع العلمية المنجزة أو قيد الإنجاز.

بنفس بريق الذهب

نصل في تفقدنا إلى الطابق الأول حيث البهو الأنيق الفسيح, ويكون (بندول فوكو) على تأرجحه لا يزال, لكن موضوعه على أقسام الدائرة يكون قد تحرك قليلاً مثبتا ما ذهب إليه العالم الفرنسي ليون فوكو عام 1851م, عندما قدم عبر النموذج الأول من هذا البندول أول دليل علمي على دوران الأرض حول محورها.

البندول النحاسي في قلب مبنى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تزن كرته 107 كيلوجرامات, مطلية برقيقة مذهبة, ويبلغ قطرها 30 سنتيمترا, وهي معلقة بحبل طوله 32.5 متر في سقف البهو الشاهق, ويبلغ تأرجح البندول 4 أمتار على دائرة درجات الاتجاهات الجغرافية.

وعندما حسبنا التغير الذي لاحظناه منذ بدأنا جولتنا وحتى الانتهاء وجدنا التغير في اتجاه تأرجح البندول هو 7.25 درجة كل ساعة وفي اتجاه عقرب الساعة.

إن هذا الرمز الجمالي والعلمي الذي اختارته المؤسسة لينبض في قلب مبناها, يذكر بإحدى أهم معارك العلم والمعرفة مع ظلمات الجهل والتجهيل, فكروية الأرض وحقيقة أنها تدور حول نفسها وحول الشمس كانت من القضايا التي شق بها نور العلم ظلمات كثيفة من التعنت وغلق الأفهام, ولعل الحادثة الأشهر في هذا السياق هي محاكمة جاليليو وإجباره على التراجع عما ذهب إليه من أن الأرض ليست مركز الكون.

إنه رمز يلخص سعى هذه المؤسسة النبيلة, ويكمل ويجمل عمارة مبناها المشرئب بارتفاع 12 طابقا بينها طابقان تحت مستوى سطح الأرض. مبنى مجهز بزخم من التقنيات المرئية والكهروميكانيكية الأكثر تطوراً, يضم ثلاث قاعات للندوات مجهزة بأحدث أدوات العرض, وقاعة كبرى للمسرح والمؤتمرات. مبنى تسهر على استمرار حيويته إدارات هندسية ومالية وتنظيمية مختلفة, وتسهر على ديمومة إنجازاته رعاية سامية وإدراك عميق بحاجتنا القصوى, كعرب وكبشر على مشارف القرن الحادي والعشرين للعلم والمعرفة.

 

محمد علي إبراهيم

 
  




طموح معاصر بلغة الروح





طموح معاصر بلغة الروح





أمير دولة الكويت وافتتاح مبنى المؤسسة





أمام بندول فوكو





د. حامد عمار من مصر يتسلم إحدى جوائز المؤسسة





جائزة معرض الكتاب للفنانة ثريا البقصي





يوم فتح الخير .. تبنته المؤسسة





مخطط لمشروع المركز العلمي