د. حارس سيلادزيتش ود. محمد المخزنجي

د. حارس سيلادزيتش ود. محمد المخزنجي

تلاقي الحضارات كتلاقي الطبقات الجيولوجية يمكن أن يتسبب عن الزلازل أو يتسبب فيها

بينما كانت البوسنة جرحاً مفتوحاً يلطخ بنزيفه وجه عالمنا المعاصر, برز وجه حارس سيلادزيتش ولفت الانتباه فهو يتحدث العربية بطلاقة عبر لقاء مع محطة فضائية عربية, وهو يحاور بانجليزية بليغة في برنامج لمحطة فضاء أمريكية. وفي حديثه وحواره أسفر عن امتلاك قدير لوجهة نظر متميزة في المسألة البوسنية, سواء على صعيد إقليم البلقان الذي تتوسطه جمهورية البوسنة والهرسك, أوعلى مستوى العالم الذي تتقاطع خطوطه على هذه الأرض. من هذا التميز في الرؤية تأتي أهمية المواجهة ، رغم أنها لدواعي الظروف الزمانية والمكانية .اقتصرت على محور واحد هو محور الموقف من التعددية. لكن هذا المحور الواحد ، وبملابسات الزمان والمكان أيضا ، يشكل الخط الأساسي الذي تدور من حوله كل المحاور ،فما حدث في البوسنة كان موجزه شروع التعصب الصربي في نفي الاخر جسدا وعقلا وروحا ومن ثم إهدار دم القبول بالتعددية كموقف حضاري يفترض استقراره في أوربا القرن العشرين، أوربا الديمقراطية .. الليبرالية! كانت المواجهة حول محور الموقف من التعددية ، طرفها الأول هو الدكتور حارس سيلادزيتش الوجه القيادي والثقافي البوسني المعروف ، ورئيس وزراء جمهوريه البوسنة والهرسك وقت اللقاء وحتى الآن . أما الطرف الثاني فهو الدكتور محمد المخزنجي المحرر بمجلة العربي . ولقد رتب لهذا اللقاء الخاطف في العاصمة سراييفو كبير المراسلين الصحفيين في البوسنة ، خبير شئون البلقان ومدير مكتب وكالة الأنباء الكويتية كونا في العاصمة البسنية الأستاذ ياسين رواشدة.

في خضم الآلام والآمال البوسنية. لفت انتباهي الدكتور حارس سيلادزيتش إنه من مواليد سراييفو في الأول من أكتوبر 1945. نشأ وترعرع في أسرة متدينة معروفة بالثقافة والعلم, فوالده كان الإمام الأكبر لمساجد سراييفو وأستاذاً لأصول الدين والثقافة الإسلامية واللغة العربية. تلقى حارس سيلادزيتش تعليمه في الأزهر الشريف ثم جامعة بنغازي حيث حصل على الماجستير في الفلسفة والآداب. تخصص بعد ذلك في الدراسات السياسية والعلاقات الدولية وأقام في الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الدكتوراة التي كان موضوعها (العلاقات الأمريكية مع منطقة البلقان التي تسكنها كثافة إسلامية عالية.. ألبانيا والبوسنة). حاضر في جامعات عالمية عريقة مثل هارفارد وماريلاند وأكسفورد, إضافة لمعاهد ومراكز بحوث ودراسات استراتيجية مثل شاتام هاوس وكارينبج وودرو ويلسن وغيرها. اختير أستاذا في كلية الفلسفة بجامعة سراييفو بدرجة (بروفيسور) ولا يزال في هذا المنصب. له كتابان وعشرات الدراسات في مجالات الفلسفة وتعايش الحضارات والأديان والعلاقات الدولية. اختير وزيراً للخارجية في أول حكومة ديمقراطية إثر أول انتخابات حرة بعد سقوط الشيوعية في يوجوسلافيا السابقة عام 1990. ظل في هذا المنصب حتى نوفمبر 1993.

عندما انتخب رئيسا للوزراء واستمر حتى فبراير 1996. أسس في أبريل 1996 حزب (من أجل البوسنة والهرسك) الذي فاز بالمركزالثاني بين عشرة أحزاب في الانتخابات التشريعية التي عقدت في سبتمبر 1996. وفي يناير 1997 انتخب البرلمان البوسني المشترك حارس سيلادزيتش رئيسا للوزراء ولايزال يشغل هذا المنصب.

عندما دخل علينا حارس سيلادزيتش غرفة الزوار الملحقة بمكتبه كانت الساعة الرابعة عصر يوم سبت من أيام الربيع المشرق في سراييفو, وهذا يعني أننا اقتنصنا وقتا من عطلة نهاية الأسبوع لرئيس الوزراء في دولة ترمم جراح أكبر مجزرة أوربية تمت في نهاية القرن العشرين. أتى إلينا من البيت بعد الغداء وكان مجهدا إجهاد رئيس وزراء لا يعرف الراحة. ومع ذلك بدا مسيطرا على تعبه, يده قوية في المصافحة, ووجهه لم تزايله الوسامة, وكان يرتدي ملابس ربيعية دون رابطة عنق. ألقى السلام باللغة العربية, وبدأ الحوار باللغة العربية, وكان السؤال الأول من وحي هذا الشق من الثقافة التي يمتلكها الرجل.

* أنت ابن مدنية هي في نهاية الأمر أوربية بحكم الموقع وما يجره الموقع على الواقع المعيش, وفي الوقت نفسه أنت ابن أسرة شرقية الروح من منطلقات دينها, الإسلام, فكيف تعاملت مع هذه الثنائية منذ النشأة وحتى الآن?

ـ هذا السؤال أراه ينبع من الاعتقاد بأن أوربا غير جديرة بالإسلام, ولماذا لا تكون أوربا جديرة بالإسلام. نحن نعيش هنا ونحن مستعدون للعيش في بيئة تعددية.. سواء في نيويورك أو إسلام أباد, إنه الشيء نفسه. وأنا شخصيا أريد أن أرى شباب المسلمين مهيئين لهذا التأقلم, لأن الحياة أصبحت معقدة, ولم تعد مقتصرة على ثقافة واحدة ولا حضارة واحدة, فالإنسان يمكنه الآن أن يذهب إلى ثلاث قارات في يوم واحد. من هذه الناحية فإن الثنائية التي أشرت إليها هيأت المسلمين في البوسنة للاستمرار بقوة. ولابد من ازدواجية أو ثنائية أو تعددية ثقافية, فهذه مسألة للبقاء, ولابد من التكيف.. كالنبات في الصحراء. والإنسان كالنبات, كلما كان لديك علم بما هو حولك فهذا أفضل.

* من الثنائية إلى التعددية ننتقل.. وأنت محاضر في موضوع تعايش الحضارات والأديان والعلاقات الدولية, ولك رؤية في تقاطع أو تلاقي الخطوط المختلفة على أرض البوسنة, ليتك توضح هذه الرؤية?.

ـ هناك التقاء حضارات أو ثقافات منظور والتقاء من هذا النوع هو التقاء سطوح.. التقاء عوالم.. وهذه السطوح كما في الزلازل, زلزال كبير كمثال يجلب معه طبقات تلتقي مع بعضها البعض وبرغم أنها ليست من نفس الكيفية الجيولوجية. الطبقات المختلفة تماما تلتقي وهذا على مستوى الحضارات شيء معروف. لكن هناك شيئا مضادا لطبيعة تكوين البوسنة والهرسك حدث أخيرا عندما تواجهت الطبقة الجيولوجية (بالمعنى الحضاري لتكوين البوسنة والهرسك) مع طبقة مناقضة تماما هي عالم الصرب. نحن عالمنا عالم السماحة والتعددية, وهم عالمهم أحادي الجنس مغلق.. عالم يعيش على شيء اسمه جنسية وقومية واحدة. وهو ما ينطبق على أوربا لهذا كانت البوسنة دائما كيفية غير معروفة في أوربا. فالبوسنة والهرسك كانت دائما لديها هذه الميزة.. ميزة التعددية.. لهذا كانت مرفوضة حتى قبل مجيء الإسلام.

هناك خط مستقيم ممتد من التاريخ وحتى الآن لربط أوربا بالبوسنة والهرسك, وخط آخر للانشقاق, فالبوسنة والهرسك حتى قبل مجيء الإسلام كان بها دين غريب عن الدين المسيحي في هذه المنطقة. البوسنة والهرسك كان بها كيفية مختلفة وبقيت وظلت غير مألوفة لجيراننا صربيا وكرواتيا.. وصربيا خاصة. لهذا حسبوا حسابهم بالأرقام على اعتبار أنهم أكثر عدداً. حسبوها بالكم وليس بالكيف لذلك فشلوا.

هناك عوامل غير معروفة في مجرى الحضارات, طبقة غير مرئية. وهذا جعل البوسنة تعيش. ما معنى هذا?.. الدول الأوربية حتى اليوم دول قائمة على قوميات. فرنسا على القومية الفرنسية. بريطانيا كذلك. أما نحن فلدينا ديانات ولدينا تعدد ثقافات.. تعدد حضارات.. وهذا شيء غريب على أوربا. لهذا لم نجد التفهم الكامل لجوهر البوسنة والهرسك. فالذين يأتون أو ينظرون من الخارج لا يفهمون الوضع. إنهم يعرفون مثلاً أن هناك مليونا ونصف المليون أو ميلوني لاجيء. فالبوسنة إما لاجئون أو قذائف ودم على شاشات التلفزيون.

وهذا تصور ليس صحيحاً بالمرة. والحمد لله أن أعداءنا أخطأوا لأنهم حسبونا بالكم لا بالكيف. فالبوسنة كما قلت فيها خط تاريخي واضح المغايرة.. خط رأسي للانشقاق وللتمرد السياسي والتمرد الديني حتى قبل مجيء الإسلام.

* البوجوميليون?

ـ نعم.

نفتح هنا قوساً لايضاح أمر معلوم بين المتحاورين, لكنه غير معروف لدى الكثيرين.. ولأن الحوار كان يجري مع رئيس وزراء يكاد لا يكف عن العمل على مدار أربع وعشرين ساعة, في دولة تلم أشلاءها وتجمع أشتاتها وتخرج للحياة من قلب الحطام, فإنه لم يكن لائقا أن نستغرق من الوقت أكثر مما ينبغي. لهذا نوضح الخلفية التاريخية المشار إليها لمحاً في ثنايا الحديث.

منذ القرون الوسطى ومنطقة البوسنة هي ملاذ لكل الهاربين من الاضطهاد. ففي الفترة الصليبية فر أتباع الديانة البوجوميلية من بلغاريا وهي ديانة يترجم اسمها البعض (أحباء الله) ويعتبرونها ديانة إبراهيم عليه السلام. كانت ديانتهم تقوم على أن الخير والشر يصطرعان داخل كل البشر, ولم يكونوا يؤمنون برفع الصليب, ولا يأكلون لحم الخنزير وحرمت ديانتهم في كل أوربا, لكن على العكس رحُب بها في البوسنة حتى أنها أعلنت ديانة رسمية بينما كانت المسيحية موجودة أيضا. وفي عام 1054 مع حدوث الانشقاق بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية ازداد الضغط على البوجوميليين والارثوذكس والكاثوليك جميعا من كل الأطراف الداخلية والمجاورة كانتشار لموجة الضغط الناشئة عن المجابهة المسيحية ـ المسيحية.

في هذه الأثناء اخترقت قوات من الامبراطورية العثمانية البلاد لحماية البوجوميليين. وأدى وجود الأتراك إلى انتشار الإسلام, إذ دخل فيه البوجوموليون أفواجا كتعبير عن الامتنان لحمايتهم ولوجود إمكان لتقبل الدين القريب من نزوعهم الديني السابق, لكن توجد هناك وجهة نظر تقول إن الإسلام دخل إلى البوسنة قبل الأتراك عن طريق البحارة المسلمين الذين تآخوا مع سكان دوبروفينك بعد تكرار جنوح سفنهم في البحر الأدرياتيكي وبدعم كثير من الكاثوليك وبقايا البوجوميليين قيض للمسلمين أن يحكموا البوسنة منذ مطلع القرن 15 وتبعا لتقارير (الكرسي الرسولي) في عام 1624 فإنه سجل وجود 900 ألف مسلم و300ألف كاثوليكي و150ألف أرثوذكسي يعيشون في البوسنة آنذاك.

وفي منتصف القرن السادس عشر لاذ بالبوسنة عدد من اليهود فرارا من الاضطهاد الإسباني زمن الملك فيرديناند والملكة إليزابيث الإسبانية. كما أنه في القرن الخامس عشر تدفق على البوسنة كثير من الغجر والإيطاليين والمجريين والأوكرانيين والتشيك والسلوفاك كل يحمل ثقافته فتكونت لوحة الفسيفساء الثقافية للبوسنة.

* صارت التعددية مفهومة كشرط لاستمرار الحياة بغنى وتدفق, حتى على المستوى البيولوجي العضوي, وإذا كانت جوهر تركيب البوسنة والهرسك تاريخيا فهي بديهة مقبولة في عالمنا المعاصر, والمحير فيما حدث هو موقف أوربا والغرب من البوسنة والهرسك رغم ادعاء وواقع المعاصرة.. وبالتالي بديهة قبول التعددية, فما معنى ما حدث?

ـ معناه أن جوهر البوسنة والهرسك لم يكن مُدركاً هناك, وما حدث في البوسنة والهرسك هو قتل لما يريده الأوربيون أن يكون في المستقبل, وهذا ليس بغريب في علم النفس.

* المقصود طبعا هو الضمير الثقافي الأوربي المتقبل للتعددية.. أو بعض هذا الضمير. فهل المعنى بالقتل النفسي هنا هو قتل المثال والنموذج?

ـ البوسنة والهرسك هي بالضبط ما تريد أوربا أن تكونه في المستقبل. لأن الحياة ومحتوى الحياة مبنيان فيها على القومية فقط وهي بنية تحتية هشة من غير البنية الفوقية لا تستمر في الحياة. في البوسنة والهرسك البنية مؤسسة على تفهم أن هناك شيئا أقيم وأكبر من البنى التحتية.. من البيولوجية.. من القومية. وهذا شيء لا يعرفه أعداؤنا ولا أصدقاؤنا. فالبوسنة والهرسك شيء غير معروف في أوربا.

أما لقاء الحضارات فهو أولاً نتيجة لنشأة الأديان في البوسنة والهرسك وهذه هي الحدود غير المرئية.. الحضارات والأديان تتقاطع في البوسنة والهرسك من ألف سنة. فالبوسنة والهرسك بمثابة سينما للمستقبل خاصة مستقبل العلاقات ما بين هذه الحضارات. الإنسان يقعد ويرى المستقبل خاصة المستقبل بين هذه الوحدات.. كأنها مختبر صغير.

إذن ففيها دواء لمرض العالم المعاصر لأننا مررنا ببعض المراحل التي ستمر بها أوربا وغير أوربا في العالم ككل. هذا مهم جداً لأن الاتصالات صارت على مستوى عال جدا وعالمنا أصبح عالما صغيرا تلتقي فيه الحضارات.. كيف تكون نتيجة هذه اللقاءات? لا أحد يعرف.. لكن المختبر هنا في البوسنة.. فيمكن جدا أن نستخدم خبرة البوسنة والهرسك في المستقبل لنقول إنه لابد من الحوار, لابد من التعرف بعضنا على البعض.سورة الحجرات آية 13وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا.. هذا شيء مهم جدا, وليس لتتقاتلوا بل لتتعارفوا.

*معنى ذلك أن التعارف يقلل خطر القتال أو التقاتل?

ـ هناك طبعا خبرة الظهور القوي, للحضارة الإسلامية والمهم فيها بروز شعب البوسنة والهرسك, البشانقة المسلمون, كشعب أوربي. والبوسنة والهرسك بلادنا ووطننا.. والذي جلبته الخبرة من خلال السنوات الخمس التي مرت أن الأوربيين الآن يفهمون أن هناك شعباً أوربيا ودينه الإسلام. ليفهموا أنهم يتعاملون مع شعب أوربي أصيل ومسلم في نفس الوقت. وهذا الفهم صعب, لأن هناك فهما سابقا جلبته الدعاية, وخاصة الدعاية بالوسائل الإلكترونية الحديثة. دعاية واضحة ودعاية من تحت الأرض.

لكن المهم أنه كان هناك تصور خاطئ. وإذ بشعب دينه الإسلام وليس بإرهابي أو مخرب أو مدمر إنما قتلوه ودمروه وشردوه. فهذا شيء جديد على أوربا وكسر للتصور السابق.

* هل خبرة السنوات الخمس من عمر المجزرة ضد شعب البوسنة والهرسك ـ وأنت رفضت دائما أن تسميها حرباً ـ تُرجمت إلى فهم جديد في الغرب?, وهل هذه الترجمة المعرفية يمكن أن تتحول إلى فعل?, ثمة من يقول إن الغرب فشل فشلاً نهائيا في امتحان البوسنة والهرسك.. وأخشى أن يكون ذلك صحيحا ومصادراً للمستقبل, فالعملية السلمية في البوسنة والهرسك مترددة لا تزال?

ـ ما حدث فيه شيء مفيد جداً للعلاقات المستقبلية بين أوربا أو الغرب كله وبين المسلمين. هذه خبرة قيمة. وكما قلت تبين الآخرون أنهم حسبوها خطأ. تصوروا في بلجراد أنهم سيهزموننا في أسبوعين وهذا خطأ ارتكبه الصرب كدولة وكشعب, لهذا لا أعتقد أنهم سيدخلون الحرب معنا مرة ثانية وهذا شيء مهم جداً لاستقرار المنطقة اللازم للتقدم الاقتصادي وما إلى ذلك.

* التعددية إذن والقبول بها ـ سواء اضطراراً أو اختياراً ـ قد تكون مرفأ أمان مستقبليا. هذا حديث جيد, لكن دعني أسأل بصراحة, وليس هذا رأياً لي بالضرورة, عن موقفكم الفعلي من التعددية. ديفيد ريف على سبيل المثال في كتابه مجزرة البوسنة وتخاذل الغرب قال: (إن علي عزت بيجوفيتش وحارس سيلادزيتش بدآ أكثر ميلاً نحو ما يسمى بالقومية الإسلامية ثم صار مع حصار سراييفو المدافعين الأبرز عن التعددية). ماذا تقول أنت?

ـ الإنسان بالطبع, بل كل جسم في أوقات الأزمة يحاول أن يتقوقع ويدافع عن نفسه. هذا أيضا حال الشعب والدولة. ونحن لم نصبح مؤمنين بالتعددية الآن. فتاريخ البوسنة والهرسك تاريخ تعددية وهذا شيء طبيعي. طبعا هذا صعب التفهم, لأن أوربا كما قلت قائمة كلها تقريبا على أساس أحادية القومية. وليست البوسنة والهرسك كذلك. منذ القرن الثامن كانت مملكة وكانت دائما ملجأ للمستضعفين في العالم. لقد عشنا قرابة خمسمائة سنة في ظروف صعبة. وأحادية القومية تبسيط لا يعيش, لأن الحياة معقدة والسياسة معقدة والبقاء مسألة معقدة ولا يمكن اختزالها في لافتات. وتقسيم دولة البوسنة والهرسك مزيداً لتكوين دويلة انعزالية صغيرة في وسط أوربا ليست الخط السياسي لي ولا للرئيس علي عزت بيجوفتش. دويلة صغيرة منعزلة لا تعيش, ونحن مع التعددية تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.

 



 
  




د. حارس سيلادزيتش





د. محمد المخزنجي





حرق مكتبة سراييفو التاريخية





عمارة سراييفو تشهد بتاريخ التعددية الثقافية