عزيزي العربي

عزيزي العربي

الحلم التائه.. من جديد!

.. رئيس التحرير

"الوحدة العربية" هذا الحلم الذي عاش معنا سنوات العمر ومنذ الخمسينيات والستينيات أين ذهب؟ كيف طوته الأحداث وأصبح أثرا بعد عين. أين ذهبت أحلامنا الوردية التي كانت تداعب خيالاتنا ونحن نتغنى "بلاد العرب أوطاني" أين ذهب مشروع الوحدة العربية الذي كان هدف حياة وأملا في مستقبل مشرق لأمتنا العربية؟، كم كنا نحلم به ونحن على مقاعد الدراسة في مستهل النصف الثاني من هذا القرن؟، نعم كنا نحلم بأن الوحدة ستتحقق بعد غد إن لم يكن ذلك غدا، وكنا نحفظ عن ظهر قلب تلك المسميات التي كانت موضع التقديس والاحترام والتي تقول إن وحدة الجغرافيا والدين واللغة والمشاعر والاقتصاد وما إلى ذلك من مقومات هي دعامة أكيدة بل هي التي ستقرر الوحدة العربية بأسرع مما كنا نحلم به.

وتمضي الأيام.. ويبتعد شبح الوحدة العربية رويدا رويدا ويظهر في سماء أمتنا من المعوقات ما لا حصر له ولا عد.

ونجتر الحلم ليلة إثر ليلة ولا وحدة ولا شبح وحدة، بل وصل الأمر إلى التقاتل والاحتلال والتطاحن بدلا من ذلك الحلم المنشود.. لست رومانسيا إلى هذا الحد الذي يقول إنني أفكر بسطحية متناهية.. ولكني أتساءل ويتساءل معي كل ذي عقل: إذا كانت أمتنا العربية قد وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من أسباب الفرقة والتمزق والهوان على أمم الأرض الأخرى.. ويعلم كل فرد فيها أنه لا سبيل إلى النجاة لأجيالها القادمة دون التمسك بعرى الوحدة والاتحاد وصهر مقوماتها المادية والمعنوية في بوتقة واحدة كقوة تحمي وتدافع وتصون كل ما هو عربي "إنسانا وأرضا وماء".. أقول إذا كان الأمر كذلك فهل يعقل أن نلقي بأسباب تخلفنا وتناحرنا على الغير، في حين أن أسباب هذا البلاء موجودة فينا وفي قطريتنا وأنانيتنا وحب الذات والظهور ولو على حساب تاريخ ومستقبل هذه الأمة؟.

أملنا كبير في أن يأتي يوم نقول فيه إن الحلم غدا حقيقة وليس "حلما تائها..".

عواد صباح المبارك
عمان ـ الأردن

ونقول..

ربما كان الموضوع الذي تتحدث عنه تلك الرسالة، هو الأكثر إثارة للشجون لدى المواطن العربي، في زمننا المعاصر.. إن الانكسارات المتتالية، والفشل الذريع الذي تعرضت له معظم مشاريعنا، خاصة الوحدوي منها، ثم الأزمات والكوارث الكبرى التي ارتكبت بأيادي الغير ضدنا، أو عن طريق البعض ممن ينتمون إلى أوطاننا، كانت وراء كل هذا القدر من الإحباط الذي يشعر به أبناء الشعب العربي، ولذلك فإن علاج الأوضاع الخاطئة يجب أن يكون مقدما على اللهاث نحو حلم "وردي" لا يزال يداعب خيالاتنا، ويمكن أن ينهار مرة أخرى مخلفا مآسي جديدة.. وربما كان الأجدى في مثل هذه الحالة الرمادية التي تمر بها أمتنا أن يتم إعمال البصيرة والسعي للاتفاق حتى ولو على الحدود الدنيا التي تتكفل بالحفاظ على المصالح المشتركة والتي تمكننا من الدفاع عنها، بدلا من أن نظل لمائة سنة أخرى ننتظر حلماً لا يجيء.

المحرر

منهج الهبوط

..رئيس التحرير

طالعت في العدد 458 يناير 1997 مقالا بعنوان "منهج الهبوط العربي".

وأوافق الدكتور القمني على قوله أن العلم لا يتنفس مع القيود والأغلال ولكنني أخالفه في الطريقة التي نظر بها إلى بعض قواعد أصول الفقه كقاعدة "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" التي اعتبرها تقييدا لحرية الفكر والبحث، في حين أن هذه القاعدة ـ وأصول الفقه عموما ـ كانت قمة العطاء الثقافي والفكري للحضارة الإسلامية استطاعت بواسطته احتواء المستجدات واستنتاج أحكام لأمور لم تكن معروفة زمن التنزيل، وتجاوز واقعة سبب النزول إلى أفق يتسق مع عموم الخطاب الإسلامي الموجه إلى كل البلاد وجميع العصور.

وإنني لأستغرب من أن ينظر إلى المنهج الذي اكتشفه علماء الإسلام وأجمعوا على بعض قواعده واختلفوا في بعضها اختلافا فتح مجالا للاجتهاد، أن ينظر إليه باعتباره الوسيلة التي مكنت ذوي النفوذ ووسطاء الدين المحترفين "على حد تعبيره" من تسخير المقدس للمآرب والمنافع في حين أن هذا المنهج هو الذي وقف في وجه هذا التسخير كما وقف في وجه تفسير النصوص بالهوى وأغلق الباب بحق أمام المستفيدين من انسلاخ الأمة عن دينها وترنحها في مهب التيارات الدخيلة فسلم الإسلام من تأثيرثقافات البلاد المفتوحة.

إن هبوطنا بدأ يوم جمدنا أصول الفقه وظهر من يدعو إلى إغلاق باب الاجتهاد ولم يبدأ يوم صيغت ـ ولا أقول وضعت ـ القواعد التي تأسس عليها علم أصول الدين والفقه كما يريد الكاتب أن يقول، إلا إذا كان يرى أن نهضتنا تكون بالتخلي عن هذا المنهج الذي حفظ لنا ديننا نقيا من الشوائب، وفي الأخير أذكر بأن الصحابة لم يفروا يوم أحد وأن عمر لم يلغ فريضة من فرائض الإسلام.

الشيخ ولد محمد عبدالله
حلب/ سورية

الوحدة والحكم الشمولي

..رئيس التحرير

شغلتني فعلا رسالة الشهر في العدد "460" مارس 1997 حول هم القارىء عدنان حاج صالح الكردي حول "الوحدة العربية" وتساؤلاته العديدة متى؟.. ولماذا؟. وإليه أقول إن مهمة كل إنسان عربي هي النضال من أجل الارتقاء بحق الانسان في الحياة "مثل حرية العمل والتنقل والسفر والسكن" وحق الضمير "مثل حرية العمل والتنقل والمعتقد". وضمان ذلك يكون بكلمات تتلخص هذه الأيام بالديمقراطية وتعددية الرأي واحترامه. وأول شروط الديمقراطية ان نحترم الاختلاف ونقره فـ "اختلاف أمتي رحمة". ولقد قيل مرارا إن الفرد بالمجموع. لأنه في الديمقراطية ودساتيرها المنبثقة من روح الشعب، يكون للجماهير العربية الكلمة الفصل والقول الأول والأخير، وحين يكون الحكم للمجموع فلابد أن تنتصر الفضائل وتندحر الرذائل تحت وهم منحه كل شيء فكان العكس ما نتج، فأمثال الأنظمة التي وعدت العرب بالوحدة باقية حتى اليوم بأسباب التفريق بين الاستعباد وحين ادعت أنها ستنتصر لقوانين العدل الاجتماعي لم تصنع سوى ماكينة متوحشة للنهب، وبدلا من أن تجعل من الشعارات خادمة للإنسان جعلت الإنسان خادما للشعارات أسيرا للخوف من القمع المتسيد بالجهلة والأميين.

فدون الاحترام لحقوق الإنسان الكاملة لن نتقدم ولن تتوقف الأسئلة، فمواطن بلا حقوق وبلا كرامة في دولة بلا قانون أو دستور لا يصنع فجرا جميلا متحررا في أعقاب البنادق وأحذية الجلادين. والمشروع النهائي لكل حكم شمولي "دكتاتوري" هو الكارثة، وكفانا كوارث حلت بالإنسان والأرض وحتى البيئة والطبيعة.

علاء فواز
عمان ـ الأردن

أسوار القدس

..رئيس التحرير

قرأت بحثا يدور حول نفق المسجد الأقصى في العدد "461" أبريل 1997 أجاد فيه الدكتور عفيف البهنسي. وأود أن أضيف إلى ما ذكره أن السور الأول يرجع إلى عهد اليبوسيين وهم سكان أورشليم الأصليون وكان يحيط بحصن يبوس "أو حصن صهيون" وكان النفق عبارة عن صلة وصل بين عين جيحون خارج السور لنقل الماء إلى بركة تقع داخل السور.. وبعد احتلال الملك داود للحصن أقام أبنية جديدة أضافها إليه وسميت هذه المنطقة "مدينة داود" ثم اشترى أرض "المريا" الواقعة شمال الحصن وأقام بها مذبحاً تقربا للرب.. والسور الأول هذا الذي بناه اليبوسيون لا يوجد الآن أي أثر ظاهر له، كما لا يوجد أي أثر للأسوار في الفترة التي تلي عهد سليمان وحتى تهديم الهيكل والسور في عهد نبوخذ نصر 586 ق.م كما يدعي اليهود وقد دلت التنقيبات على أن أساسات سور الهيكل القديم تقع على نحو "80" قدما تحت سطح الحرم الشريف حالياً.. أما السور الثاني وكما وصفته التوراة فتم بناؤه بعد السبي البابلي أثناء الحملة الأشورية في عهد أشوربانيبال وتبلغ المساحة داخل هذا السور بحدود "336" دومم وكان يعيش فيها السكان الأصليون "اليبوسيون" وغيرهم والذين بقوا مع اليهود وبعد ذلك تمكن اليبوسيون من تحقيق الاستقلال بعد أن تم طرد اليهود من أورشليم في عهد نبوخذ نصر عام 1897م.

ولكن العهد الفارسي كان أسهل لعودتهم فتمكن البعض من العودة وشرعوا على الفور بإعادة بناء الهيكل وسكان أورشليم الأصليون باقون في أرضهم.. أما السور الثاني فقد تمت تقويته في عهد هيرودس الكبير "37 ـ 4 ق.م".

وفي عهد هيرودس اغريبا "41 ـ 44م" شرع اليهود في بناء سور جديد في الجهة الشمالية فقام الإمبراطور الروماني كلوديوس بمنعهم من متابعة العمل ولكنهم تمكنوا بأساليبهم المعهودة من بناء السور الثالث والذي سمي سور هيرودس أغريبا.. وقد ظل هذا السور يتأرجح بين الهدم وإعادة البناء، كما تحول من عهد إلى عهد آخر ولكن برغم هذه التقلبات حافظ على اتجاهه الأخير. والسور الذي نشاهده حول المدينة الآن هو السور الذي قام بتجديده سليمان باشا القانوني دامت عمارته خمسة أعوام وأضاف إليها كثيرا من الأبراج وفوق الأبواب كتابات على الجدران تشير إلى ذلك.

أحمد حسين أبا زيد
سوريا ـ دمشق

معاني الأسماء

رئيس التحرير

ورد في مقال "حقيقة الأشياء في عالم الأسماء" للدكتور أحمد صبحي المنشور في العدد "462" مايو ،1997 ان العرب اليوم يتبعون الطريقة الغربية في التسمية وهو ما يسمى الاسم الثلاثي الذي يتألف من الأسم الشخصي ثم اسم الأب ثم اسم العائلة، والحقيقة أن الطريقة الغربية لا تتبع هذا الترتيب فهناك الأسم الشخصي المكون من اسمين ثم اسم العائلة ولا علاقة لاسم الأب بأي منهما ولا يذكر اسم الأب في اسم أي شخص في الغرب، كما أنه لم يتم تحديد معانٍ لأسماء مثل روجرز أو كريستوفر فالاسم روجرز حسب قاموس Webster تعني "الرمح الشهير" وكريستوفر تعني "حامل المسيح" فالأسماء الغربية وخصوصا القديمة منها لها معان تماما كالأسماء العربية التقليدية.

د. عوني الخطيب
الخليل ـ فلسطين

رسالة من القرم

..رئيس التحرير

اسمي فيروزة، أنا طالبة في جامعة سمفروبل، وأدرس اللغة العربية منذ سبعة أشهر، منذ وقت قريب رأيت مجلة "العربي" وأريد أن أراسل الطالبات العرب. لأعرف عن بلادكم أكثر.

وتقع مدينة سمفروبل في شبه جزيرة القرم وهي عاصمة جميلة جدا ويحيطها البحر الأسود وإلى جانبها يوجد العديد من المدن السياحية.

شكرا لكم.. ومع السلامة!

عنواني هو:

334001 Ukraine, Crimea
Djankoi district
Villigage Maslovo
Shkolnaya street N11
Kurtosmanova Feruze

فيروزة كرتسمانو

مفهوم الأصالة

..رئيس التحرير

سعدت كثيرا بمقال الدكتور نسيم مجلي حول مفهوم الأصالة عند الشيخ محمود شاكر في عدد العربي رقم "457" ديسمبر ،1996 وإضاءته لجوانب عديدة من حياة الشيخ شاكر، إلا أنه قد تغاضى عن جانب كبير من مفهوم الأصالة عنده، ويظهر هذا الجانب بوضوح في مساجلته الأدبية مع الناقد سيد قطب حول مدرستي الرافعي والعقاد، إذ انبرى كل منهما مدافعا عن أستاذه وعن مبادىء مدرسته الأدبية والفكرية التي لا يحيد عنها، ولقد كانت هذه المقارك بين الأديبين الكبيرين تتم على صفحات "الرسالة"، لذا كان بودي لو استعرض الكاتب هذه المعركة، وفصَّل كافة أركانها، مبينا ركناً مهما من فكر شاكر ألا وهو فهمه للشعر ونقده لمدارسه المختلفة، خاصة أنها دارت عقب وفاة مصطفى صادق الرافعي 1937م، وبسبب تأليف الأستاذ محمد سعيد العريان لكتابه "حياة الرافعي"، وحول ديوان "وحي الأربعين" للعقاد. ومن ثم فلقد كانت مساجلة دسمة بعناصر الروعة والإثارة الأدبية، خاصة أننا في زمن خلا فيه من هذا اللون الأدبي الذي تعتز به العربية قديماً وحديثاً.

صلاح حسن رشيد
مصر ـ الشرقية

وتريات
اختلاف

الصمت يطبع آهاتي ويأتلف

 

والصوت يتبع آمالي فيرتجف

دمعي.. أقدم رجلا.. إنني وجل

 

لكن أخرى إلى اللاءات تختلف

ما بين كر وفر رحت مرتقبا

 

قميص يوسف كي يمتص ما ذرفوا

ما البوح؟ والزمن المنسي أوقفني

 

نادى فرجعت الأصداء: يا كلف

ما البوح؟ والنظرة العجلى تؤرقني

 

وتنثني صدمة تجني وتقتطف

يا عفة أخذت نفسي إلى حلم

 

طويت فيه انفرادا رحت ألتحف

سري، سروري، وقد أعددت أشرعتي

 

كل الحروف هُمُ.. لكنك الألف

آب التوازن، إذ وقعت مبتدئي

 

وغاب عني السواد المر والدنف

من أين أبدأ؟ احلامي موزعة

 

والريح تجري بها إذ يشتهي الصدف

أبغي وتبغي المنى أن ينحني زمن

 

يمشي الهوينى ويحنو ظله الورف

يا أول الغيث زد فالصيف أحرقني

 

إن الملامح تبدي الآن ما أصف

غاب الشريب وفي الأضلاع مجمرة

 

والنفس تجري بها الأصداف واللهف

أظل أدفع ما توحي به سحب

 

يلفني اللطف والأشواق والرهف

أظل أبعد قد، لا.. ربما، وعسى

 

آه لعلك: أنت الفجر والخلف

مهما تجاهلت ذاك الأمس آخره

 

فأول الخطو ينسيني فأعترف

شعر: ناصر لوحيشي
قسنطينة ـ الجزائر