من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم
طب
أسلوبان جديدان لعلاج الأسنان
متاعب الأسنان.. آه!!

إنك تطيع التعليمات التي تطاردك في كل مكان: على جدران العيادات والصيدليات، وأحيانا وسائل المواصلات العامة، والمترددة في المجلات الطبية والثقافية وإعلانات التلفاز، والمطبوعة على ظهر كراسة المدرسة، بأن تغسل أسنانك بالفرشاة والمعجون مرتين يومياً، وتحرص على زيارة طبيب الأسنان بانتظام، وتنتظر أن تسير أمور أسنانك على ما يرام، فتفاجئك الآلام، وتضطر إلى التمدد على ذلك الكرسي الشهير ذي المسند، مستسلما لآلات الطبيب، تخلع ضرساً، أو ـ في أحسن الأحوال ـ تحشو سنة!. وعلنا ـ مع ذلك، أو بعده ـ أن نصدق الإحصاءات التي تقول بإن عجائن الفلورايد التي نستخدمها في تنظيف أسناننا قد أفلحت ـ خلال العشرين سنة المنقضية ـ في مقاومة تسوس الأسنان إلى حد ما.

أحدث ما تعدنا به المختبرات، أسلوبان جديدان في علاج الأسنان، جديران بأن يضعا نهاية لمتاعبها، وقد يتسببان في أن يتخلى أطباء الأسنان عن استخدام آلات الحفر والتثقيب التي تأكل هياكل أسناننا "وهل يتبقى لهم ـ بدونها ـ عمل ؟!".

الأسلوب الأول يجرى العمل به فعلاً، ويعتمد على "لحام" كل الشقوق والحفر المعرضة لنخر السوس، باستخدام شريط رقيق من مادة راتينجية المصدر، تتوزع على "الوحدة" المطلوب حمايتها، فتغطي السطح القاطع أو الماضغ، وتتسرب إلى أي شقوق يحتمل وجودها، مهما كانت دقيقة، لتمنع تراكم بقايا الطعام بها، وبالتالي تمنع التسوس.

أما الأسلوب الثاني، فلم تتكشف أبعاده العملية بعد، ويعتمد على فكرة إنتاج لقاح مضاد لتسوس الأسنان، يدفع الجهاز المناعي للجسم إلى مقاومة هجوم بكتريا التسوس "ستريبتو كوكاس ميوتانز". وتقول الأخبار المتسربة من المختبرات إن اللقاح قد نجح فعلاً حين جرب ـ على غير أسنان البشر ـ ويبشر بنتائج طيبة، قد يترتب عليها تناقص عدد المترددين على عيادات أطباء الأسنان.

فهل نصدق كل هذه الأخبار الطيبة!

وهل يصيبنا بعض خيرها، أم ننتظرها لأولادنا وأحفادنا!

وأخيراً: هل يسكت أطباء الأسنان على هذا الخطر الذي يهدد مهنتهم؟!.

الميكروبات تتوحش !

يحذر علماء الميكروبيولوجيا ـ وكذلك بعض كتَّاب الخيال العملي ـ من كارثة صحية توشك أن تقع بالأرض وسكانها، فالميكروبات تتوحش، وتكتسب مناعة متزايدة، فلا تؤثر فيها المضادات الحيوية، أو هي تنتج أجيالاً جديدة ذات قدرة رهيبة على الانتشار، حتى أنها أصبحت تنتظر المرضى على أبواب حجرات الجراحة، وأحيانا بداخلها، فتلوث جروحهم وتؤخر التآمها وشفاءهم، وقد يصل الأمر إلى أسوأ من ذلك.

والظاهرة المثيرة للانتباه، والمؤسفة في ذات الوقت، أن المستشفيات هي الموطن الأمثل للسلالات المستعصية من الميكروبات، وتقدم لنا الإدارات الصحية البريطانية بعض الإحصائيات التي تؤكد ذلك "ولا ننسى أن المشكلة عالمية"، فقد تزايد عدد حالات فشل المضاد الحيوي "فانكوميسين" في مقاومة نوع من البكتريا الممرضة يعيش في المعدة "رنتيروكوكس" من 3 حالات فقط في عام 1989 إلى 27 حالة في عام 1995. أما بكتريا "ستافيلو كوكاس أوريوس"، المسببة للالتهاب الرئوي والملوثة للجروح، فقد اكتسبت مناعة ضد المضاد الحيوي "ميثيسيلين"، ويتكرر تفشيها في المستشفيات بانجلترا وويلز، فتغلق ـ مؤقتا ـ لإجراء عمليات التطهير والتعقيم. وقد حدث ذلك مرة واحدة في عام ،1987 وتكرر 105 مرات في عام 1996!.

وعن "السالمونيللا" حدث ولا حرج!

إن الأنواع العادية منها "سالمونيللا تايفيموريام" تسمم الطعام، وقد ظهرت أخيرا في صورة سلالة جديدة تسمى "دي ـ تي 104"، أشد فتكاً بالبشر، ولا تبالي بما في جعبتنا من أدوية، وهي تنتشر بسرعة كبيرة، من 3 حالات فقط، شهدتها انجلترا في عام 1984 إلى 3502 حالة في عام 1995!.

وقد نجحت إجراءات التطعيم ضد الالتهاب السحائي الناتج عن هجوم بكتريا "هيموفيلاس إنفلونزا"، في خفض حالات الإصابة بذلك المرض، من 484 إلى 51 حالة فقط في عام ،1992 حسب التقارير الإنجليزية. وإزاء هذه الإجراءات، أنتجت تلك البكتريا سلالات جديدة لا تتأثر بأهم الأدوية المعالجة للالتهاب السحائي، مثل الأمبيسيليين والكلورامفينيكول!. فهل تصلح كلمة "كارثة" لوصف الحال، إذا انتشرت تلك السلالات الخبيثة في تجمعات الأطفال؟!.

ويتخوف الأطباء الانجليز، أيضاً، من أن يتمكن الميكروب الرهيب "ستافيلوكوكاس أوريوس" من التحور والتحول إلى "سوبر ميكروب" واكتساب مناعة ضد أقوى المضادات الحيوية المعروفة حالياً "فانكوميسين".. فهو يعيش لصيقاً بجلد الإنسان، فإذا قوى وتوحش أحاق بالبشر أنواعاً من الأذى تبدأ بالبثور الجلدية، وتنتهي بالالتهاب الرئوي.

على أي حال، وبالرغم من الخطورة الواضحة، فإن علينا أن نأمل خيراً، فعلماء الميكروبيولوجي ومختبرات الأدوية الحديثة في حالة تأهب قصوى، فالمعركة محتدمة، بين كائنات مجهرية توصف بـ "الدنيا"، وكائن فضله الله على سائر مخلوقاته!.

تكنولوجيا حيوية

أسمنت بكتيري

لمراكز البحث العلمي متعددة الاتجاهات أنشطتها المتميزة التي يقوم بها باحثون في مجالات تبدو شتى، بينما هي في الواقع، مترابطة، يخدم بعضها بعضاَ. وهذا هو الحال في مركز جنوب داكوتا للتعدين والتكنولوجيا، حيث لا تتوقع أن تجد إلا مهندسين وجيولوجيين، فتفاجأ بوجود علماء الميكروبيولوجي، ومنهم الدكتورة سوكي بانج، تجري بحثاً بمشاركة طالب دراسات عليا متخصص في الهندسة الكيماوية، لاستخدام البكتريا ـ تخصص الأستاذة ـ في إنتاج مادة أسمنتية "محل اهتمام الطالب المهندس"!.

وقد استخدم الباحثان نوعين شائعين من بكتريا التربة، وهما من الأنواع التي تحصل على احتياجاتها من عنصر النيتروجين من تكسير "اليوريا" المتوفرة في الوسط الذي تعيش به البكتريا.. ففي خطوة أولى، تتكسر اليوريا إلى غازين: ثاني أكسيد الكربون والأمونيا.. وفي خطوة تالية، تتفاعل الأمونيا مع الماء لتعطي هيدروكسيد الأمونيوم.

ولسنا بحاجة إلى ذكر أن الماء موجود بين حبيبات التربة، ومن مكونات التربة أيضاً أملاح الكالسيوم التي يجتذبها هيدروكسيد الأمونيوم، فيترسب من تفاعلهما بللورات كربونات الكالسيوم، أو الحجر الكلسي. كل ذلك يحدث في الطبيعة، ولكن على مهل، فذلك هو أسلوب الطبيعة.

فإذا أردنا أن ننتفع بمثل هذه العمليات الطبيعية، انتقلنا إلى المختبر، وأوجدنا الوسائل التي تجعلها طرقاً عملية للإنتاج: سرعة ووفرة.

وكانت تجربة المختبر بسيطة للغاية، حيث خلط كل من نوعي البكتريا مع حبيبات الرمل في أنبوبة منفصلة. وجرت نفس الخطوات على الأنبوبتين، وكانت لها نفس النتائج.

حيوان

داروين يسقط من فوق رقاب الزراف!

ظللنا، مدة قرن من الزمن ـ تقريباً ـ نجيب أبناءنا، عندما تدهشهم رقاب الزراف الطويلة، ويسألون عن سبب استطالتها، بأن تلك ميزة حصلت عليها "الزرافة" لكي تنفرد بالحصول على غذائها المفضل من أوراق الأشجار عند قممها، دون منافسة من غيرها من الحيوانات العشبية، تاركة لتلك الحيوانات، قصيرة الرقبة، الأعشاب الأرضية وأوراق الشجيرات.

وهذه الاجابة هي التي أملاها علينا داروين من خلال نظرياته عن التطور، التي ظلت محل جدل منذ أتى بها، حتى الآن.

إن أحدث منتقد لأفكار داروين هو عالم البيئة الناميبي روبرت سيمونز، وهو مهتم ـ أساسا ـ بالطيور البرية، وكان يسجل ملاحظاته حول سلوكيات بعض أنواع النسور في محمية "سابي ساند" الطبيعية بجنوب إفريقيا، فاجتذبه صراع بين ذكرى زراف.. كان شجارا عنيفاً، استخدمت فيه الرقبة القوية التي يزيد طولها على ستة أقدام ويصل وزنها إلى مائتي رطل. كان كل من الذكرين يحاول النيل من غريمه بأن يلف رقبته في شبه دائرة، ثم يلطم برأسه رقبة الغريم، بقوة كفيلة بتحطيم فقرات الرقبة. ولا ينتهي الصراع إلا بفوز أحدهما ـ الأغلظ والأطول رقبة ـ بينما ينسحب الأضعف جريحاً، أو يخر صريعا!.

وترك سيمونز نسوره جانباً، لبعض الوقت، وتفرغ لمراقبة الزراف، ليتأكد من أن رقبة الزراف الطويلة والقوية وظيفتها الصراع من أجل الفوز بالأنثى ـ بصفة أساسية ـ وليس من أجل أوراق الأشجار العالية. وسجل سيمونز ما يؤكد ذلك.. فقد لاحظ ـ على سبيل المثال ـ أن الزراف لا يكتفي بأوراق أشجار الأكاسيا العالية، ولكنه يعتمد في غذائه، بدرجة كبيرة، على الشجيرات القصيرة، فيحني رقبته ليلتقط أوراقها. كما لاحظ أن القرنين القصيرين لا استخدام لهما إلا في صراع الذكور، كأنهما وجدا ليرفعا من كفاءة سلاح الزراف: الرقبة الطويلة الثقيلة.

وتزايد اهتمام سيمونز بالزراف، فراح يقارن بين الزراف العصري وأجداده الأقدمين المحفوظة هياكلهم في الحفريات، فوجد أن سيقان الأجداد أقصر من سيقان الأحفاد بنسبة 20%، وأن رقابهم أقصر بنسبة أكبر. واستنتج من ذلك أنه لو كان الانفراد بالطعام العالي هو السبب الوحيد لاستطالة الرقبة، لكان من الطبيعي أن تستطيل بقية أجزاء الجسم في سياق التطور، بنسب متقاربة.. ويرى سيمونز أن ذلك هو محور انتقاده لنظرية داروين فيما يخص رقبة الزراف، فاستطالة الرقبة لم تكن ـ فقط ـ من أجل مائدة أوراق الأشجار العالية، ولكنها وسيلة صراع مصيري في موسم التزاوج.

وكان طبيعياً أن يلتفت سيمونز إلى إناث الزراف، فوجد لديها ما يؤيد وجهة نظره.. ويقول إن للإناث رقاباً طويلة لأن لديها الصفة الوراثية المتأصلة في النوع كله ـ ذكوره وإناثه ـ ولكنه وجد اختلافاً واضحاً بين الذكر والأنثى، فالذكر يضيف إلى وزن رقبته 90 رطلاً بعد سن البلوغ، بينما يتوقف نمو رقبة الأنثى البالغة!.

بيئة
المحيط.. مقبرة الطائرت القديمة!

لم يجد المسئولون في الأسطول الأمريكي وسيلة للتخلص من بعض ما تراكم لديهم من الطائرات المقاتلة التي "خرجت من الخدمة" سوى الإلقاء بها إلى قاع المحيط. لقد شاخت الطائرات، وهي من طراز "جرومان ـ أ ـ 6"، واقترب عمرها من نصف قرن، فهي من إنتاج الخمسينيات، وجاءت بعدها أجيال عديدة فاقتها قدرة. ثم إن فكرة إصلاحها وإدخال التحسينات عليها لم يقبلها قادة البحرية الأمريكية، ولم يفكر أحد في عرضها للبيع، لأن أحداً لن يفكر في شراء طائرات مقاتلة مكانها الصحيح هو المتحف الحربي!.

لقد تضمنت خطة التخلص من هذا المخزون التاريخي من طائرات الأسطول الأمريكي ـ فعلاً ـ تخصيص ستا منها لتعرض في بعض المتاحف الأمريكية، فلم تجد الطائرات القديمة متحفاً واحداً يرحب بها!، واكتفى ثلاثة من قادة القواعد العسكرية الأمريكية برفع طائرة من الجرومان على قواعد خرسانية لتقوم كنصب تذكاري في مداخل قواعدهم.

ولعل قادة الأسطول الأمريكي، وقد أزعجتهم تلك الطائرات النفاية، قالوا: ولماذا نذهب بعيداً؟.. لقد قضت الجرومان شبابها وحياتها العملية تخدم من فوق الحاملات، في البحار والمحيطات، فلتكن نهايتها هناك.. في القاع العميق!.

واحتراماً للاعتبارات البيئية، عرض الأسطول الفكرة على أجهزة حماية البيئة، فوجد ترحيباً بشرط أن يتم تطهير الطائرات قبل دفنها في المحيط، فتتخلص من أي سوائل أو زيوت أو بقايا وقود في خزاناتها، وينتزع منها أي جزء يحتمل أن يسبب ضرراً للبيئة البحرية. وحملت الناقلات البحرية الطائرات القديمة، بعد تجزيئها، وأسقطتها إلى قاع المحيط، على بعد 25 ميلاً من سواحل ولاية فلوريدا التي تشتهر بشعابها المرجانية. وقد اختير ذلك الموقع بعينه لإنعاش أحوال المراجين به، إذ ستعمل أجزاء الطائرت المستقرة على القاع كأسطح تلتصق بها يرقات حيوانات المرجان، وبعض النباتات المائية، فتتسع حدائق المرجان في المياه الساحلية لولاية فلوريدا.

موسيقى
موسيقى من القلب

لا يشغل معظمنا نفسه بالإنصات إلى دقات قلبه، فالمهم ألا تكف تلك المضخة، في الجانب الأيسر من الصدر، عن عملها!.. فإذا انتبه إلى تلك الدقات ووجدها تتوالى وئيدة مثابرة، كآلة دقيقة تربط الإيقاع بالزمن، حمد الله، ومضى يشغله سعيه في الحياة.

أما أطباء القلب الذين لا يملون من سماع هذه الدقات ـ فذلك عملهم ومصدر رزقهم ـ فإن لهم رأياً آخر، يقدمه لنا أحدهم، وهو الدكتور أرى جولدبرج، من مدرسة هارفارد الطبية.. لقد تبين له أن ثمة تبايناً في الفواصل الزمنية بين دقات القلب المتتالية، وأن ذلك التباين قد يبدو، للوهلة الأولى، عشوائياً. وعكف دكتور جولدبرج على تتبع عشوائية ضربات القلب، فوجدها تستجيب لدرجة من الانتظام، كما اكتشف أن دراسة أنماط تزامن إيقاعات القلب يمكن أن تساعد الأطباء في اكتشاف القلوب المعطوبة، إذ تبين أن القلب السليم تزداد فيه درجة التباين في الأزمنة الفاصلة بين دقة وأخرى، على القلب المريض.

وبعد أن توصل جولدبرج إلى هذه النتيجة، عاد إلى "مادة البحث"، فوجد أن لديه العديد من الشرائط التي تسجل دقات قلوب عشرات المرضى والمعافين الذين تم فحصهم عند إجراء الدراسة، ففكر في أن يعيد معالجة ما لديه من بيانات، وبدأ بترتيب الدقات في مجموعات "300 دقة قلب في كل مجموعة"، للحصول على متوسط الفارق الزمني بين الدقة والدقة لكل مجموعة، تقليلاً لحجم البيانات، ولتلافي تأثير حركة الجسم وعملية التنفس أثناء فحص القلوب وتسجيل دقاتها في الخطوات الأولى للدراسة.

وهكذا، تحولت البيانات إلى مجموعة محدودة من الأرقام الكلية، هي المتوسطات الحسابية للمجموعات، وهنا خطرت له فكرة إعادة معالجة هذه الأرقام الكلية لتحويلها إلى علامات موسيقية، تم توقيعها على السلم الموسيقي!.

ولم يكن الباحث جولدبرج ورفاقه يتوقعون ـ عند عزف هذه العلامات ـ أكثر من نغمات لها نفس عشوائية الترتيب الزمني لتوالي ضربات القلب، غير أنهم فوجئوا بأنهم يحصلون على موسيقى حقيقية، اجتذبت أسماعهم، وبأن تلك التي عزفتها بيانات القلوب السليمة تحتوي على نغمات موسيقية متناسقة أكثر من موسيقى القلوب المريضة!.

ولم تتوقف تلك المغامرة الطبية الموسيقية عند ذلك الحد، فقد تصادف أن استمع ابن الطبيب، وهو عازف بيانو، إلى نتائج دراسة أبيه، فاستهوته تلك الموسيقى، وأضاف إليها بعض الإيقاعات، وأعاد توزيعها، وسجلها على قرص مدمج، أعطاه اسم "موسيقى القلوب"، لقي رواجاً كبيراً!.

نبات
جهاز تدفئة لأزهار اللوتس

يجمع بين جميع الكائنات الحية ـ نباتية وحيوانية ـ أنها تتنفس غاز الحياة: الأكسجين، تستخدمه في إحراق وحدات الغذاء المختزنة في خلاياها، لتنطلق الطاقة التي تستخدم في مختلف الأغراض الحيوية، ومنها الاحتفاظ بالجسم عند درجة حرارة مناسبة. وبالطبع، فالمتوقع أن يحتاج النبات ـ الساكن ـ طاقة أقل من احتياج الحيوان المتحرك، تلك هي القاعدة التي أعلن أحد علماء الحياة الاستراليين وجود استثناء لها متمثل في أحد أنواع نبات اللوتس، الذي يسلك سلوك الحيوانات ذات الدم الحار، ولديه وسيلة خاصة للتحكم في درجة حرارته، فيحفظ أزهاره دافئة عند درجة تتراوح بين 86 و95 فهرنهايتية، مهما كانت برودة الجو المحيط بها، ويحدث ذلك بصفة خاصة خلال فترة تفتح الأزهار التي تستمر أربعة أيام. وقد تيسر لذلك الباحث أن يقيس درجة حرارة البراعم وهي مقفلة، فكانت 55 درجة فهرنهايتية، وما إن بدأت تتفتح حتى ارتفعت درجة الحرارة إلى ،90 واستمرت هكذا حتى اكتملت الأزهار.

إن المراقب لمثل هذه الأخبار العلمية يلاحظ، في أحيان كثيرة، حيرة العلماء في تفسير آلية ما يكتشفونه من ظواهر حيوية، وأحيانا أخرى، لا يجدون إجابة محددة على: لماذا تحدث هذه الظاهرة أو تلك؟ وذلك هو الحال أمام ظاهرة النشاط الحراري الاستثنائي لنبات اللوتس. ويرى علماء النبات أن تسخين الأزهار يساعد على توسيع دائرة انتشار روائحها، فتزورها الحشرات الطائرة الناقلة لحبوب اللقاح. وقد لوحظ أن نوعاً من الخنافس هو الذي يقوم بهذا الدور، فيسعى إلى الزهرة زاحفاً، ليأكل بعضا من أنسجتها الغضة، ثم تتحمل أطرافه وزوائده بحبوب اللقاح، ويطير بجناحيه القصيرين إلى زهرة أخرى. وهو يحتاج، قبل أن يطير، إلى تنشيط جناحيه فيهزهما بقوة ولمدة طويلة، وذلك قد يؤدي إلى الإنهاك، فلا يقوى على الوصول ـ طائراً ـ إلى الزهرة المجاورة. ولكي توفر عليه زهرة اللوتس الجهد، وتضمن لنفسها نقل حبوب اللقاح في أسرع وقت، فإنها تقوم بعملية تسخين لعضلات جناحيه.

 

 



 
  




طب - من فضلك افتح فمك اكثر





طب - الميكروبات تتوحش





تكنولوجيا حيوية - خليط البكتريا والرمل





حيوان - ذكر زراف يتصارعان من أجل الفوز بالزوجة





بيئة - كابينة القيادة والشعب المرجانية تترسب عليها





بيئة - ناقلة بحرية تحمل طائرات الجرومان





موسيقى - هل ترى آلة موسيقية





نبات - زهرة اللوتس