إلى أن نلتقي

إلى أن نلتقي

أربع نسخ من زوجتك

دار الحوار كالتالي:

الزوجة: إذن فأنت تقول إن العلماء باتوا قادرين على تجميد الميت، ثم أخذ خلية منه وإعادة استناخه من خلالها؟

الزوج: هذا ما قرأته، وقرأت أيضا أن سيدة بريطانية مات كلبها المدلل، فما كان منها إلا أن احتفظت به في بانتظار الحصول على نسخة منه، عندما تصبح كلفة الاستنساخ رخيصة.

الزوجة: تقصد أن الولد يستطيع مثلاً أن يجمد والده، بعد وفاته، ثم يعيد استنساخه، ويعطي النسخة لأمه في تقوم بتربيتها؟ الزوج: في الاستنساخ ليس هناك أب وأم. هناك النسخة الأصلية التي خلقها الله سبحانه وتعالى، من أب ومن حقيقيين، أما في النسخ التقليدية فلا أعرف إذا كنا نستطيع أن نقول إن الناسخ هو الأب؟ الزوجة: طيب ليس مهماً أن تكون أما لزوجها السابق أو لا تكون، المهم أنها قادرة أن تعيد تربية زوجها كيفها" هذه المرة؟

الزوج بالطبع، وتذكري أنها لا تستطيع غالبا إرضاعه، خاصة إذا كانت قد بلغت أرذل العمر.

الزوجة: وتقصد أيضا أن بإمكانها تجميد والدتها المتوفاة، بعد طول العمر، ثم تأخذ خلية منها، وتسنخها وتعيدها طفلة تقوم بتربيتها هي هذه المرة؟

الزوج: افترضي أن هذا صحيح، إذا صدقنا العلماء.

الزوجة: إذن، هل أفهم أننا في عصر الاستنساخ سوف نكون مرة أمهات لبناتنا وأولادنا، ومرة بنات لهن ، وعندما يتوفين، نقوم بدورنا باستنساخهن، فيعدن بنات لنا وأولاداً، ثم نكبر ونموت فيعيدون نسخنا.. وهكذا حتي يتم العالم؟

الزوج: بالطبع. إذا اختار الأبناء إعادة استنساخ والديهم فإن الدائرة سوف تصبح مغلقة تماماً: الابن يعيد استنساخ الأب، الأب يصير طفلا، بينما الابن يصير أبا. الأب يموت فيعيد الابن نسخه..

الزوجة "مقاطعة": هذا هو القصيد، إذا كان أولادنا سوفا يعبدون استنساخ كل واحد منا، من دون أن نكون إخوة، فإن باستطاعتنا أن نكسر الدائرة وأن نتزوج من جديد.

الزوج: نتزوج ثانية؟ يقولها يهلع. تتابع الزوجة: ولكن هذا يشترط إما أن تسبقني كى تبقى في نسختك الجديدة أكبر مني سناً، أو أن نرحل معاً، فنتساوى في العمر، أما أسوأ ما يمكن أن يحدث فهو أن أسبقك، وأن تتمسك بالحياة، بحيث أصبح أكبر منك سناً.. هل تعتقد أنه يمكن أن تتزوجني، إذا كنت أكبر منك سناً؟

الزوج: أنت بالتأكيد لا تقترحن عليّ أن أنتحر كي لا يحصل هذا الذي تسمينه الأسوأ.

الزوجة: أعتقد أن على الزوج أن يثبت إخلاصه إذا أراد أن يجدد زواجه من النسخة الأصلية.. أم لعلك تفكر زواج المسيار حيث تختلط النسخ فلا أحد يعرف الأصلية من التقليدية؟

الزوج: إلا هذه.

الزوجة مقاطعة: هل تعتقد أن ولدنا قادر على أن يستنسخ عني أربع نسخ مرة واحدة، بحيث أقطع الطريق على أي "مسيار" محتمل؟

الزوج: إن ولدنا طبيب وليس عامل مطبعة.

 

أنور الياسين