طرائف عربية

طرائف عربية

عن الأذكياء والحمقى
أبو دلامة يهجو أبودلامة:

دخل أبودلامة على المهدي وعنده عيسى بن موسى، والعباس بن محمد، وناس من بني هاشم، وهم من هم، فقال المهدي: يا أبا دلامة. قال: لبيك أمير المؤمنين. قال: أهج من شئت ممن ضمه هذا المجلس ولك المكافأة، فنظر إلى القوم فلم ير إلا شريفا قريبا من المهدي، فقال: أنا أحد من في المجلس ثم أنشد:

ألا أبلغ إليك أبا دلامة:

فليس من الكرام ولا كرامة

إذا لبس العمامة قلت قرد

وخنزير إذا نزع العمامة

فإن تك قد أصبت نعيم دنيا

فلا تفرح فقد دنت القيامة

فضحك المهدي وقال: تمن. فقال: تأمر لي بكلب صيد. فقال: وما تصنع به؟ فقال: إن كانت الحاجة لي فليس لك أن ترفضها. فقال: صدقت اعطوه كلبا، فأعطي. فقال: يا أمير المؤمنين، لابد لهذا الكلب من كلاب فأمر له بغلام مملوك. فقالط: يا أمير. المؤمنين، أو يتهيأ لي أن أصيد راجلا؟ فقال: أعطوه دابة، فقال: ومن يسوس الدابة؟ فقال: أعطوه غلاما سائسا. فقال ومن ينحر الصيد ويصلحه؟. فقال: أعطوه طباخاً، فقال: ومن يأويهم. فقال: أعطوه دارا، فبكى أبو دلامة وقال: ومن يمون هؤلاء كلهم؟. فقال: يكتب إلى البصرة بمائة جريب عامرة كل حين.

متاهة النواسي:

حبس الأمين ابا نواس، فلما دخل عليه خال الفضل بن الربيع، وكان يتعهد المحبوسين ويسأل عنهم، وكانت فيه بلاهة وغفلة. فأتى أبا نواس وقال: ما جرمك حتى حبست في حبس الزنادقة؟ أذنديق أنت؟ قال: معاذ الله. قال: أتعبدالكبش؟ قالت: ولكني آكله بصوفه. قال: أتعبد الشمس؟ قال: والله ما أجلس فيها من بغضها فكيف أعبدها؟ قال: أفتعبد الديك؟ قالت: لا والله بل آكله، ولقد ذبحت ألف ديك، لأن ديكا نقرني مرة، فحلفت ألا أجد ديكا إلا ذبحته. قال: فلأي شيء قال: لأني أمسرب شسراب أهل الجى خة، وأنام خلف الناس. قال: وأنا أيضا أفعل ذلك، ثم خرج إلى الفضل فقال: ما تحسنون جوار الله، تحبسون من لا ذنب له، سألت رجلا في الحبس عن خبره، فقال كذا وكذا، وعرفه بكل ما جرى بينه وبين أبي نواس، فضحك حتى استلقى ودخل على الأمين فأخبر الخبر فأمر بفك حبس أبي نواس.

سائل أم سئيل:

هم أعرابي بالسؤال عن صدقة ففاجأه صغير بالباب: بورك فيك، فقال السائل: قبح الله هذا الفم لقد تعلمت الشر صغيرا، ثم صاح: يا أصحاب المنزل، فبادره صاحب الدار قبل أن يتم كلامه وقال: فتح الله عليك، فقال السائل: يا تيس كنت تصبر لعلي جئت أدعوك إلى وليمة، ثم قال بعد صمت: إني جائع فقالت له صاحب الدار: كذبت، فقال: جربوني برطلين من الخبز ورطلين من اللحم. عند ذلك خرج أهل الدار وصاحوا في وجهه بصوت واحد: يفتح الله لك، فقال: كسرة. فقالوا: ما نقدر عليها، فقليل من بر، أو فول، أو شعير. قالوا لا نقدرعليه قال: فقطعة من دهن، أو قليل من زيت أو لبن، قالوا: لا نجده، فضاق به الأمر، عند ذلك قال لهم يائسا: فشربة ماء، قالوا: ليس عندنا ماء.

عند ذلك صاح في وجوههم: إذن فما جلوسكم هنا، قوموا فاشحذوا، واسألوا الناس فأنتم أحق مني بالشحاذة والسؤال

الدال بين يدي الأمير

دخل أبوخالد يزيد المهلبي على المعتمد مرات، فانشده قصائد على الدال، فقال: يا يزيد، ما أراك تعدو والدال؟ فقال: وكيف أعزك الله يا أمير المؤمنين واسمي يزيد، وأبي محمد، وأكنى بأبي خالد، وأنت المعتمد، وتسمى أحمد، ومن صفاتك السيد والماجد والجواد، فأين أدع الدال؟

وهذا كقول أبي صدقة المدنى وقد قيل له: ما أشد إلحافك؟

فقال: تلومونني على ذلك وأنا اسمي مسكين، وكنيتي أبو صدقة، واسم أبي صدقة، واسم امرأتي فاقة.

المغفل والدقيق

وقفت جماعة في أحد أسواق بغداد فرأوا مغفلا فأرادوا السخرية منه فنادوه: يا مغفل قد ارتفع ثمن الدقيق فنظر إليهم وسار لا يلوي على شيء وهو يقول: ما أبالي، أني أشتري الخبز من السوق .