يونغ شانغ: مؤلفة "بجعات برية وعبدالمنعم الأعسم - رضا الظاهر

يونغ شانغ: مؤلفة "بجعات برية وعبدالمنعم الأعسم - رضا الظاهر

  • الحرية حافز داخلي لكننا لا نستطيع صياغة فكرته
  • الزعيم الاوحد زرع بذور تأليهه بعد أن غمر الناس بالتلقين الفظ

في مجتمع لم يكن من اليسير فيه أن يرى أحد المرأة أو يسمعها, واعتبر فيه الافتقار إلى التعليم فضيلة بالنسبة للنساء, من المذهل أن نرى نساء الصين وقد افلحن في إنتاج أدبي رائع يعد كتاب (بجعات برية) Wild Swans, الذي أبدعته الكاتبة الصينية يونغ شانغ Jung Chang نموذجا على غناه الفكري والجمالي. فقد أحدث هذا الكتاب, وهو شهادة إبداعية بليغة, على ما جرى في صين القرن العشرين, ضجة كبرى, ودويا هائلا. إذ جمع بين الذكريات الحميمة والطابع الملحمي لأحداث عاصفة في تاريخ الصين المعاصر..

في الطريق إلى منزلها بحي (نوتنغهيل غيت) بوسط لندن توقفنا لنعيد تركيب الصورة المبعثرة عن المهمة التي نحملها.. قرأنا في صباح هذا اليوم ما نشرته الصحف من أن كتاب يونغ تشانغ (بجعات برية) الذي يروي سيرة ثلاثة أجيال صينية جاء في المرتبة الحادية عشرة بين أفضل مائة كتاب صدرت في القرن الحالي وفق استطلاع قامت به مكتبة (وترستون) الشهيرة بالتعاون مع القناة الرابعة للتلفزيون البريطاني بعنوان (اختر كتابك).

سنهنئ يونغ شانغ التي كانت قد رحبت الأسبوع الماضي, هاتفيا, بـ (العربي) وربما سندخل في حديث عن الكتابة والكتاب والصين من بوابة الجوائز والأوسمة التي نالتها عن الكتاب المثير الذي شقت فيه صفوف المشاهير إلى بهاء النجومية العالمية.

ثمة ساعة واحدة بيننا وبين موعد اللقاء.. و(كافيه ديانا) لا تبعد إلا دقائق عن شارع )تشيبستو كريسنت) الذي يقع منزل يونغ شانغ في أوله. لنحاذر فثمة في ذلك المنزل مندوبة عن أساطير ضاربة في التاريخ الحديث في امبراطوريات وأخيلة وشواهد هويتها النور Ming التي لا تمحى, وهو أيضا اسم العائلة الأسطورية التي حكمت الصين وأحيت الكونفوشيوسية قبل حوالي سبعة قرون وحولت البلاد إلى غابة من أعواد البخور والأيائل وبهجات القوة, شعارها (نادرون في الشجاعة.. أبطال لا مثيل لهم).. كان (منج) الإمبراطور ـ الأسطورة مزهواً بمآثره وأعاجيبه وكهنته وطيف الأساطير التي تحطيه, حتى أن رئيس الجمهورية الأولى (صن ياصن) قام عام 1912 عشية حرب الكومنتانغ الصينية المديرة بزيارة مقبرته في احتفال شعبي أعاد إنتاج أسطورة شفاهية تتنبأ بعودة حكم (المنج) على الرغم من أن إمبراطورية المانشو سوّت به الأرض عام 1644.. المانشو التي كانت جدة الكاتبة قد اختيرت خليلة لأحد أركانها.

لنكن هناك في الوقت المحدد.. فقد انحدرت (يونغ شانغ) من مدينة يشيان ذات الستة عشر متراساً تحرس الزمن في توالي ساعاته المحسوبة ببراعة من قبل الصينيين, حيث يومىء برج الجرس العالي الذي شيد خلال القرن السادس مع دخول البوذية إلى اعتزاز أجدادها بالانضباط, وكان الجرس يقرع كل ليلة لإعلان الوقت, ويعمل بمثابة ناقوس إنذار.. الأمر الذي ألهم أرنست همنغواي, وهو يقيم في نادي العسكريين الأمريكان بسيشوان على مشارف صف من المعابد عام 1941, دلالات حية عن الحرب والأشياء والناس والزمن وهو ما يجسد (لمن تقرع الأجراس).

حسنا, سنعيد مؤلفة (بجعات برية) إلى هناك ومنها نتابع حياتها العاصفة حتى ذلك اليوم الذي فيه (كنت أبتعد عن الصين.. نظرت من النافذة, ورأيت كونا عظيما, وراء جناح الطائرة الفضي, القيت نظرة أخرى إلى حياتي الماضية, ثم التفت نحو المستقبل).

طرقنا الباب.. جاء صوت الصين صافيا.. (أهلا بكم وبمجلة العربي) وكأننا يعرف بعضنا بعضا.. قدمنا اسمينا وتعجلنا القول إننا نعرف الكاتبة جيدا.. ضحكت, وقالت إنها واحدة من فضائل (بجعات برية) عدا عن فضيلته الأخرى بأن جعلني موسرة.. ضحكنا جميعا واعتبرنا الأمر مدخلاً للحوار. في دواخلنا قرع من ناقوس سيشوان الذي يضعنا في زمن محدد علينا ألا نهدره ونحن نحمل أسئلة لا حصر لها: ولكن ما رأيكم بالشاي الصيني؟ تذكرنا المكان الأثير للشاي, إذ يتناوله الصينيون وضيوفهم في المسرات.. وللتو رصدنا أن الكاتبة تدخر حركة يديها.. ولا تشير أو تطوح بهما.. وتذكرنا تلك الأيام حين تعرضت للنقد, في حمّى الثورة الثقافية لاستخدامها (إشارات اليد) التي تعني قلة الحياء, وقد سجلت (كان علينا, نحن النساء, أن نبقي أيدينا تحت الطاولة, وأن نجلس بلا حراك).. وهكذا دخلنا تفاصيل عالم الكاتبة, ومنه, ومع كوب الشاي الخزفي.. انطلقنا.

شهادة عاصفة

  • البعض ممن قرأوا كتابك اعتبروه سيرة ذاتية, بينما اعتبره آخرون رواية, ما الذي تقولين عن(بجعات برية)؟

- كتابي ليس رواية, ولا نسج خيال.. إنه كتاب مذكرات, وشهادة على زمن عاصف.. قصة حقيقية عن عائلتي, عن جدتي وأمي وعني, عن هذه الأجيال الثلاثة, وعن معاناة الصين.

  • لكن هل أضفت عناصر معينة, قد يتطلبها البناء الفني, على شخصيات الكتاب؟

- لم أضف شيئا, لم أخترع شخصياتي, ولم أتدخل في رسمها, أو في تدفق الأحداث, ذلك أنني أعتقد أن الحياة في الصين كانت مروعة خلال السنوات التي تحدث عنها كتابي, كانت غنية جدا ودراماتيكية جدا أيضا. شعرت بأنه لا حاجة لإضافة أي شيء إلى الشخصيات, ذلك أن الكتاب, كدراما, يتحدث عن نفسه.

  • أين تضعين الكتاب كإنجاز في الأدب الصيني المعاصر؟هل ينتمي إلى الخارج, أي إلى الأدب المكتوب بالإنجليزية أم إلى الأدب الصيني؟

- لا أجد نفسي أفكر, بوعي, في مثل هذه المسائل, كنت, ببساطة, أشعر بحاجة ملحة إلى كتابة (بجعات برية) وبقدرة على ذلك. كتبت كتابا وحسب, ولم أفكر بشيء آخر, ولا أعرف كثيرا عن الكيفية التي يشعر بها القراء تجاه الكتاب. كتبته بالإنجليزية, وترجم إلى لغات عدة بينها الصينية طبعا. الكاتب يشعر بحاجة تلح عليه, ورغبة لا يستطيع مقاومتها, ولا يهدأ له بال إلا إذا تجسد ما يمور في داخله في نتاج ملموس.

  • كيف ولدت فكرة كتابة (بجعات برية)؟هل من قصة خلف ذلك؟

- جئت إلى إنجلترا عام 1978, وفي عام 1988, أي بعد عشر سنوات, جاءت أمي إلى لندن لزيارتي وروت لي, للمرة الأولى, قصة حياتها وحياة جدتي. سجلت أحاديثها على أشرطة جاوزت الستين, في جلسات دامت أسابيع كثيرة. بدأت العمل في (بجعات برية), وفجأة وجدت نفسي كاتبة, وهو ما كان حلم طفولتي. فمنذ أن تعرفت الكلمات رغبت, دائما, في أن أكون كاتبة, ولم يكن بوسعي أن أحقق حلمي في الصين. مازلت أتذكر أن مكتبة والدي كانت مليئة بالكتب من الأرضية إلى السقف, غير أنه قبل أن يسمح لي بتصفح أي كتاب كان ينبغي علي أن أغسل يدي!

  • بالمناسبة, علمنا أنك حصلت على جائزة (فوسيت) للكتاب, وهي أهم جائزة بريطانية تمنح لكتابات النساء. فماذا تعني هذه الجائزة بالنسبة لك؟نحن لا نتحدث, بالطبع, عن مبلغ الجائزة, وهو مبلغ زهيد. هل يمكن أن نتوقع شيئا آخر بخصوص الكتاب, أي تحويله إلى فيلم سينمائي, مثلا, أو مسلسل تلفزيوني, خصوصا أن بعض الجهات اعتبرته واحدا من الكتب المميزة في زماننا, أو على الأقل في العقد الأخير من السنوات؟

- أحرز الكتاب جوائز أخرى بينها, مثلا, جائزة الكتاب غير الروائي البريطانية عام 1992, وجائزة كتاب السنة البريطانية عام 1993, إضافة إلى جائزة الكتاب البلجيكية (فوسيت) والجوائز الأخرى تعني لي, قبل كل شيء, اعترافا بي ككاتبة, وبقيمة ما كتبت. أما عن الفيلم فإنني أرغب في ذلك كثيرا, غير أن الحكومة الصينية لن تسمح بذلك, فالكتاب, كما تعلمون , ممنوع في الصين, ولكي يتحول الكتاب إلى فيلم لابد من تصويره في الصين, وأدائه من قبل ممثلين صينيين, كما أود أن يخرجه فنان صيني قدير, غير أنهم لا يستطيعون العمل دون موافقة الحكومة الصينية, التي أكدت أنها لا ترغب في أن يقوم صيني بإنجاز عمل سينمائي أو تلفزيوني اعتمادا على الكتاب.

تجسيد الأحداث

  • كتابك قرأه ما يقرب من سبعة ملايين شخص, وترجم إلى ست وعشرين لغة. كيف تفسرين ظاهرة انتشاره على هذا النطاق الواسع؟هل يعود السبب إلى كون الصين بلدا معزولا ومغلقا, وأن الناس يشعرون برغبة في اكتشاف هذا البلد؟أم يعود إلى شخصية الكاتبة كونها مهاجرة إلى الغرب, وما تنطوي عليه هذه الهجرة من إثارة؟أم أن السبب يكمن في التعاطف مع أولئك الباحثين عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟هل هناك أسباب سياسية وراء انتشار الكتاب؟

- ربما كانت هناك عناصر من كل ما ذكرت, غير أنني, ككاتبة, أعتقد أن الأمر يتعلق بطبيعة الكتاب ذاته, أعني بالمستوى الإبداعي للكتابة, وبقدرتي على تصوير وتجسيد الأحداث وتفاصيلها. هناك عدد آخر من الكتب نشر حول الصين, غير أن الاهتمام بها لم يصل إلى حد الاهتمام بكتابي على ما أعلم. الأمر لا يعود إلى اهتمام الناس بالصين, ذلك أن الكتاب وصل إلى أناس غير مهتمين بهذا الموضوع. أعتقد أن السبب الأساسي يعود إلى أن الكتاب قصة إنسانية متميزة, وهذا هوالعامل الرئيسي وراء انتشاره الواسع.

  • سمعنا أن هناك ردود أفعال حول الكتاب في الصين, على الرغم من المنع الرسمي للكتاب وصمت الصحافة تجاهه.

- كثير من الصينيين قرأوا الكتاب, إذ حصلوا على نسخ من أناس خارج الصين, وكانت ردود الأفعال إيجابية جدا, فقد تسلمت رسائل كثيرة مفعمة بعواطف ودية حارة. والشيء المميز في ردود الأفعال يكمن في أن الكتاب يذكر الناس بقصص حياتهم ومصير عوائلهم, فقد جسدت قصة حياتي وحياة عائلتي المصير الذي عانى منه الملايين.

  • من الواضح أن موضوع الحرية, حرية الإنسان في الحياة, وحرية التعبير في الإبداع, موضوع رئيسي في الكتاب, فـ (بجعات برية) بمعنى ما, صرخة من أجل الحرية كشرط للحياة الإنسانية وللإبداع. وهي ليست صرخة عاطفية أو وجدانية, بقدر ما هي صرخة مليئة بالوعي والمعرفة والمعنى الاجتماعي. فما هو مفهومك للحرية؟

- أشعر, بشكل ما, أن الحافز إلى الحرية التي يجري الحديث عنها, هو حافز في داخلنا, وهو ليس فكرة واحدة ثابتة يستطيع المرء أن يصوغها مرة وإلى الأبد. جدتي, مثلا, هربت بقدميها الصغيرتين المربوطتين والمضغوطتين وكان هذا أمرا مروعا. قبل أن أكتب هذا الكتاب لم أكن أعرف أن قدمي المرأة تربطان بلف قطعة من القماش تبلغ حوالي عشرين قدما تطوي الأصابع, باستثناء الكبير, إلى الداخل تحت باطن القدم. ثم يوضع فوقهما حجر كبير لسحق قوس القدمين وقد تدوم العملية عدة سنوات. وحتى بعد أن تتكسر العظام يتعين ربط القدمين ليلا ونهارا بقماش سميك, ذلك أنه في اللحظة التي تتحرران فيها ستحاولان العودة إلى وضعهما السابق, لابد أن هذا يرتبط بالنسبة لجدتي, بمفهوم الحرية. في تلك الأيام, حين كانت المرأة تتزوج كان أول ما تفعله عائلة العريس أن تفحص قدميها. وكانت الأقدام الكبيرة, أي الاقدام الطبيعية, مجلبة للعار على بيت الزوج. أما أمي فكانت تكافح على الدوام من أجل أبنائها وزوجها, ولابد أن هذا الكفاح يرتبط, بالنسبة لأمي, بمفهومها عن الحرية.. حتى أولئك السجناء الذين يعرفون أنه سيطلق سراحهم يشعرون بأنهم راغبون في الهرب من السجن, فلديهم ذلك الحافز إلى الحرية الذي يجعل الانتظار فترة شهر أمراً شاقا, الحرية حافز داخلي.. أشعر بأنني أدرك الأمر على هذا النحو.

  • بالمناسبة هل كتبت أو نشرت شيئا قبل هذا الكتاب؟

- نعم, لقد حصلت على الدكتوراة في اللسانيات في إنجلترا, وكتبت بعض القضايا المتعلقة بهذا الموضوع, غير أن الشيء المهم الذي أشتغل عليه الآن, هو كتابة سيرة حياة ماوتسي تونغ.

  • هذا أمر مثير حقا. لنتعرف, إذا سمحت, بعض الأمور الأساسية في هذا الموضوع الذي لابد أن يكون موضوعا على جانب كبير من الأهمية, ارتباطا بالظروف التي مرت بها الصين في عهد ماو, وبشخصية ماو الغريبة والغامضة ذاتها.

- أود أن أفكر بالموضوع على هذا النحو, أعني آمل أن يتحقق مثل هذا الاهتمام, فأنا أعتقد أن ماو هو آخر شخصية كبيرة مثيرة للجدل حين يتم تناوله في كتاب. كان هناك, كما تعرفون, الكثير من الدراما, والكثير مما هو جدير بالتأمل والدراسة, وأعتقد أن ماو, على الرغم من كون حياته الشخصية غير معروفة كثيرا حتى في داخل الصين, موضوع ينطوي على إثارة كبيرة, مثلما ينطوي على إحراج كبير, فالصين لاتزال بلاداً شيوعية.

السلطة والمرجعية

  • كان ماو, الإمبراطور, قائد انتفاضة فلاحية على نطاق البلاد, كنس سلالة عفنة, وأصبح إمبراطوراً جديداً, حكيما, يمارس سلطة مطلقة, وكسب بمعنى ما منزلة الإلة الإمبراطور. كيف استطاع ذلك؟

- على امتداد ألفي عام كانت لدى الصين شخصية إمبراطور تجتمع فيه سلطة الدولة والمرجعية الروحية. فالمشاعر الدينية التي يكنها الناس في مناطق العالم الأخرى تجاه الله, كانت في الصين موجهة, دائما, نحو الإمبراطور. وقد جعل ماو نفسه أقرب إلى الإله بالغموض الذي لف به نفسه. كان يبدو, دائما, نائيا, بعيدا عن متناول الناس وأنظارهم. كان يزرع بذور تأليهه عن طريق جعل الناس مغمورين بالتلقين الفظ الفعال, فقد احتل ماو, بذكاء, موقع الصدارة على المستوى الأخلاقي.

  • كانت عبادة لي فينغ وماو وجهين لعملة واحدة, أحدهما عبادة الشخصية والآخر عبادة اللاشخصية. فمن هو لي فينغ وكيف استثمر ماو هذه (الأسطورة) في عبادة شخصه؟

- ابتدأت عبادة ماو, أواسط الستينيات بالدعوة إلى التعلم من لي فينغ, الجندي الذي قيل إنه مات عام 1962, في عمر الثانية والعشرين, بعد أن فعل الكثير من الأعمال الخيرة. كان جوهر لي فينغ ثقته وحبه اللامحدودين للرئيس ماو وكان قبل الإقدام على أي عمل, يفكر دائما في بعض كلمات ماو. نشرت يومياته وأصبحت كتابنا المدرسي في الأخلاق, وقطعنا عهدا إلى أنفسنا باتباع مثال لي فينغ, والاستعداد (لصعود جبال من السكاكين وعبور بحار من اللهب) و(أن تسحق أجسادنا وتطحن عظامنا) و(أن نخضع أنفسنا, دون سؤال, لسيطرة القائد العظيم), أي ماو.

  • لابد أن الخوف كان عاملا أساسيا من عوامل بناء عبادة ماو ولابد أن الناس كانوا عاجزين عن التفكير..

- حتى إذا كانت لديهم أفكار غير جامدة, فإنهم لا يتجرأون على ذكرها أمام أطفالهم, لأنهم قد ينقلونها إلى أقرانهم الأطفال الآخرين, وبالتالي تحل الكارثة على الآباء, وعلى الأطفال أيضا. وفي سنوات (أسطورة لي فينغ) أرغم الأطفال على التصديق بأن الولاء الوحيد هو للرئيس ماو. بل إن إحدى الأغاني الشعبية كانت تقول: (الأب قريب والأم قريبة, لكن لا الأب ولا الأم قريبان قرب الرئيس ماو).. وهكذا فإن آباءنا هم أعداؤنا إذا لم يكونوا مع ماو.. وهكذا ربى الكثير من الآباء أطفالهم على الامتثال, فهذا أسلم لمستقبلهم.

  • إذن فالخوف والديماوية, من بين أمور أخرى, سلاحين رئيسيين من بين أسلحة ماو لتأليه نفسه؟

- كانت الشعارات الجوفاء تملأ كل مكان, ونرددها في صفوف الدراسة المرة تلو المرة.. إنه التلقين الذي يعطل العقل ويؤدي إلى إلغاء المعرفة, وتأبيد سلطة الفرد. فالرئيس ماو هو (الشمس الحمراء في قلوبنا), وإننا (سنسحق كل من يعارض الرئيس ماو). وكانت هناك أقلام (الكتاب) الأجانب التي تدبج المدائح لماو, وصور الحشود الأوربية التي تحاول أن تختطف (أعماله) من الأيدي.. كانت ماكينة الدعاية تسحق العقل, وكان (الكتاب الأحمر) الصغير أثمن كتاب ولابد أن نحافظ عليه (كحدقة العين).

  • إذن لم يعد هناك ما يداني (الكتاب الأحمر) الذي يضم أقوال الرئيس ماو (المقدسة) في أهميته و(سحره) أما الكتب الأخرى فكانت , مثل الإنسان, مصيرها المحرقة.

- أجل كانت الكتب هدفا رئيسيا لأوامر (الفيلسوف) ماو بالتدمير, ولأنها لم تستشهد بماو, فإن بعض الحراس الحمر اعتبروها (أعشاباً سامة). وباستثناء الكلاسيكيات الماركسية وأعمال ستالين وماو ولون شون, الذي كانت زوجة ماو تستخدم اسمه في ثاراتها الشخصية, كانت الكتب تحرق في كل أرجاء الصين, حتى أن البلاد فقدت الكثير من تراثها المكتوب, وانتهى المطاف بالكثير من الكتب إلى نيران المدافىء.

إسقاط الخصوم

  • على ذكر زوجة ماو, يقال إنها لعبت دورا خطيرا في (الثورة الثقافية) وأصبحت أعمالها الثأرية معروفة, وانكشفت شرورها, فمن هي هذه المرأة, وما الدور الذي لعبته في حياة ماو؟

- في سنوات الثلاثينيات كانت تشينغ, زوجة ماو, قبل أن تلتقي به, ممثلة ثانوية في شنغهاي, وكانت موضع ازدراء في أوساط المثقفين, الذين كان بعضهم قادة في التنظيم السري الشيوعي, وأصبحوا, بعد عام 9491, شخصيات قيادية في القسم المركزي للشؤون العامة, ولكي تنتقم تشينغ من أولئك الذين أذلوها, أو تخيلت أنهم أذلوها قبل ثلاثين عاما, ذهبت إلى أقصى الحدود للكشف عن عناصر (معادية للرئيس ماو وللاشتراكية) في أعمالهم. وحين أنزوي ماو متراجعا, خلال فترة المجاعة, كانت تزداد قربا منه, وتهمس في أذنه الكثير من الكلام المسموم الذي يقال في مخدع الزوجية, ويتلك الأساليب الشريرة سعت إلى إسقاط خصومها, وأفلحت في الانتقام من الممثلين الذين أثاروا حسدها في فترة شنغهاي, فمات بعضهم تحت التعذيب, ولقي البعض الآخر حتفه انتحارا, وهكذا أفرغت زوجة ماو المسارح والشاشات لـ(الأوبرات الثورية) الثماني التي كان لها ضلع في إنتاجها, والتي كانت كل ما يسمح بعرضه. بل إن آخرين, في الأقاليم, لم يجرأوا حتى على تقديم هذه الأعمال نفسها, فأحد المديرين أدين لأن الماكياج الذي وضعه للبطل المعذب في إحدى هذه الأوبرات, كان, في نظر سيدة الصين أكثر مما ينبغي, فألقي به في السجن بسبب (المبالغة في مصاعب النضال الثوري).

  • لنعد ثانية إلى ماو.. هل تعتقدين أن هناك ما تبقى الآن, من موضوعات ماو وتعاليمه الموجهة إلى الكتاب حول الكتابة والإبداع وما إلى ذلك, وهي الموضوعات والتعاليم التي ظهرت في كتاب تحت عنوان (أحاديث في ندوة يينان حول الأدب والفن), وهي, حسب اعتقادنا, لم تكن سوى نسخة سوفييتية مما سمي بـ (الواقعية الاشتراكية) ؟

- أعتقد أن تأثير تلك (الموضوعات) مازال قائما في النظام الصيني. في تلك الموضوعات لم يكن هناك شيء اسمه الإبداع الفردي, فأنت تكتب من أجل الثورة, وترسم من أجل الثورة, وتؤلف الأغاني من أجل الثورة, وليس مسموحا لك القيام بأي نشاط آخر, وإلا كان السجن, والتعذيب, بل والموت نصيبك, إذا ما تجرأت وكتبت شيئا ضد الثورة أو انتقدتها. أعني أن جوهر هذه المنهجية مازال يفعل فعله في ضوء موضوعات ماو. ومن الطبيعي أن الأمر لم يعد بتلك الصرامة التي كانت في عهد ماو, ذلك أن مساحة التسلط والمحرمات أصبحت الآن أضيق مما كانت عليه سابقا.

أعتقد أن ماو كان منافقاً كبيرا, وربما أكبر منافق في التاريخ. كان يقرأ كل شيء, كان سريره الذي يتميز بكبر حجمه مليئا إلى نصفه بالكتب المكدسة, وكان ينفق الكثير من وقته مضطجعا في فراشه وهو يقرأ. وهو في الواقع لم يمارس الكثير من الأعمال في إدارة البلاد, فقد ترك مثل هذا العمل ليقوم به أشخاص من أمثال ليو شاوتشي وشوان لاي. كان يقرأ كثيرا, غير أنه لم يكن يسمح لمليار صيني بالقراءة وفي نهاية عهده كانت كتب كثيرة تطبع له خصيصا.

  • عندما رحل ماو تسي تونغ بدا أن الصينيين نعوه من الصميم, فهل كانوا يذرفون دموع التماسيح كما يقال؟هل كان ذلك البكاء مجرد تمثيل, مجرد مشهد مبرمج آخر في حياتهم المبرمجة؟وهل صحيح ما يدعيه البعض بأن الصين فقدت برحيل ماو آخر (فلاسفتها)؟ما هو جوهر هذه (الفلسفة الماوية) برأيك؟

- كنت أعرف أن ماو يعتبر فيلسوفا, فكرت كثيرا في (فلسفته) بدا لي أن جوهرها هو الحاجة إلى وجود صراع دائم, فالصراع بين البشر هو القوة المحركة للتاريخ, ومن أجل صنع التاريخ يتعين على الدوام خلق (أعداء طبقيين). ولكن هل كان هناك فلاسفة آخرون أدت نظرياتهم إلى تدمير وتخريب هذه الأعداد الهائلة من الناس, وموت الملايين, وإلى البؤس الذي أخضع له الصينيون؟ أظن أن نظرية ماو ربما كانت امتدادا لشخصيته. كان بطبيعته مروج نزالات لا يعرف الراحة ولا يهدأ له بال. ويتعين عليّ القول إنه كان يتقن عمله, ويعرف كيف يسخر الغرائز البهيمية لغاياته. حوّل الشعب إلى سلاح لنزعته الفردية التسلطية, وغذى أسوأ ما في البشر من غرائز فأوجد مستنقعا أخلاقيا.

وبدا لي أيضا أن سمة الماوية الأخرى تكمن في تشويه وظيفة المعرفة وتحويلها إلى وظيفة لإعادة إنتاج التجهيل. فقد كان ماو يعتقد أن المثقفين هدف سهل, كان الكثير منهم أميين, ويشعر بحقد دفين تجاه المتعلمين المتنورين, وبجنون عظمة أدى إلى ازدرائه أعلام الثقافة الصينية, واحتقاره لارفع إنجازات هذه الثقافة التي لا يفهمها, مثل العمارة والفن والموسيقى. وبسبب كل ذلك دمر ماو الكثير من تراث البلاد الثقافي, وخلف وراءه بلدا مخربا, وأرضا انتزع منها الكثير من مجدها السابق.

النموذج الأفضل

  • بالرغم من كل ما جرى يبدو بالنسبة للبعض أن النموذج الصيني أجاب على بعض الأسئلة التي واجهت المجتمع الصيني, خصوصا في بداياته, أي في السنوات التي أعقبت الثورة, إذ جرى حل بعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية, غير أن هذا النموذج أخفق لاحقا, وتجسد هذا الإخفاق, على نحو مدمر, خلال فترة الثورة الثقافية, فهل تعتقدين أن النموذج الرأسمالي هو الحل بالنسبة للصين؟

- يبدو حتى الآن أن النموذج الرأسمالي, أو اقتصاد السوق الحرة, أو ما إلى ذلك من تسميات هو الحل الوحيد والأفضل, في الوقت الحالي, بالنسبة للصين ولأي مجتمع آخر, إلى أن ينشأ نموذج آخر.

  • أي نموذج تقصدين؟

- لا أعرف ليست لدي فكرة واضحة الآن, إنما أتحدث بالمقارنة مع النموذج الشيوعي.

  • يبدو حتى الآن, أنه من غير الممكن, بالنسبة للصين, أن تمر بالتحولات التي جرت في أوربا الشرقية, هل يرتبط هذا بعوامل معينة مثل: خصوصية الثقافة الصينية, العدد الهائل للسكان, اعتماد البلاد الرئيسي على الزراعة؟

- الصين مختلفة عن بلدان أوربا الشرقية, أعتقد أن هناك سمة خاصة طبعت الصين وحدها, وهي أن ثقافتها ثقافة براجماتية, قابلة, على الدوام, للحركة والتحول. أنتم تعرفون أن الفلاحين الصينيين كانوا في الماضي قادرين دائما على تحسين ظروف حياتهم من خلال العمل الشاق الدءوب, ومن خلال براعتهم , وهم يختلفون عن العبيد الروس القدامى, فقد كان هناك دائما حراك اجتماعي, وهذا يعني أن هناك إحساسا عميق الجذور بأنك إذا ما عملت بجهد ودأب, وإذا ما برعت في عملك وأفلحت في تطبيق خططك, فإنك ستصيب النجاح. إذا ما ذهبتم إلى الصين فستجدون هذا الإحساس المذهل بالنشاط والحيوية. وهذا يرتبط من ناحية معينة, بالنموذج الشيوعي الاستبدادي الذي نشأ في ظل حكم ماو. كان على الكثير من الناس أن يؤدوا فروض الولاء اللفظي الكاذب والتملق للنموذج الشيوعي, بالرغم من أن نظام المزارع الجماعية والتصنيع لم يطبق بشكل صارم. فقد كان الناس يحاولون بين حين وآخر, استثمار الفجوات القائمة في النظام الشيوعي, وممارسة نوع من النشاط يتسم بوجود عناصر من اقتصاد السوق, وقد برز ذلك في فترة المجاعة على نحو خاص. عنصر السوق الحرة لم يمت, بل ظل حيا, ولهذا كان قادراً على الظهور ثانية. هناك أسباب أخرى لاختلاف الصين تتجلى في وجود عدد كبير من المهاجرين الصينيين في مختلف أنحاء العالم, وهم يتسمون بالروح البراجماتية, أعني أنهم رأسماليون نجحوا في عملهم المهني.

  • السليقة التجارية لدى الصينيين كانت قوية, كما يكشف كتابك, حتى أن الأسواق السوداء كانت موجودة في عز الثورة الثقافية, وبينها سوق الكتب السوداء الهائلة.

- كان نفر من الحرس الأحمر يتعامل بالكتب والمجلدات التي أفلتت من النار. أناس من شتى الأصناف كانوا يتجمعون في الساحة التي ينتصب فيها تمثال صن ـ يات ـ صن قائد ثورة 1911 الجمهورية... حراس حمر يريدون كسب بعض النقود من الكتب التي صادروها, أصحاب أعمال محبطون اشتموا رائحة المال, مفكرون لا يريدون أن تحترق كتبهم, ولكنهم يخشون الاحتفاظ بها, إضافة الى عشاق الكتب.

كان شقيقي جن ـ منغ يذهب إلى تلك السوق السوداء كل يوم, وبين بداية (الثورة الثقافية) ونهاية عام 1969 مرّ بين يديه ما لا يقل عن ألف كتاب. كان يقرأ بمعدل كتاب أو كتابين في اليوم وكانت تلك فرصتي النهمة في القراءة أيضا. تعين عليه أن يخفيها ببراعة, كان أحد مخابئه تحت برج ماء مهجور في المجمع, إلى أن دمر مطر غزير مخزونا من الكتب المفضلة لديه, أذكر من بينها رواية جاك لندن (نداء البرية). وفي ليلة مداهمة بيتنا كانت رواية ستندال (الأحمر والأسود) مخبأة في حشية سريره, ولكنه كعهده, مزق غلافها واستعاض عنه بغلاف (مختارات ماوتسي تونغ).

كان جن ـ منغ يتعامل بسلع أخرى من سلع السوق السوداء, ومن بينها السلع العلمية التي كان شديد الحماس لها. وبغية الحصول على المال اللازم لتجاربه العلمية كان يتاجر حتى بشارات ماو. وكانت هواية الجمع بكل أنواعها بما في ذلك جمع الطوابع واللوحات الفنية, قد حظرت بوصفها (عادة برجوازية) لذا اتجه نزوع الناس الى جمع هذا الشيء الذكي, أي شارات ماو التي تعلق على الصدر, على الرغم من أنهم لم يكونوا قادرين على التجارة بها إلا في السر. جمع جن ـ منغ ثروة صغيرة, ولم يكن (الربان العظيم), أي ماو, يعرف أن صورة رأسه أصبحت قطعة من الممتلكات خاضعة للمضاربة الرأسمالية, وهي النشاط نفسه الذي حاول جاهداً أن يقضي عليها.

  • تحدثت عن جانب من (الثورة الثقافية) هذه (الثورة) اثبتت بشكل قاطع أن الثقافة الصينية العميقة الجذور لا يمكن تحطيمها. أين تكمن عناصر هذه القوة؟

- المثال الذي ذكرته عن السوق السوداء في مجال الكتب يكشف عن جانب من هذه الحقيقة. في فترة الثورة الثقافية كان كل شيء عدا ما يرتبط بماو وشخصيته, محرما. غير أنه حتى في ذلك الوضع كنت قادرة على أن أقرأ ما يزيد على ألف كتاب من الأدب الأجنبي الكلاسيكي, فضلا عن الكلاسيكيات الصينية. ويعود السبب الأساسي كما ذكرت, إلى شقيقي. في فترة الثورة الثقافية, اختفي كل شيء تقريبا: الكتب واللوحات الفنية, والأدوات الموسيقية, والألعاب الرياضية وورق اللعب والشطرنج, والمقاهي, والحانات. المتنزهات كانت مهجورة وخرابا, اقتلعت ازهارها وعشبها, وقتلت طيورها الأليفة, وأسماكها الذهبية.

ومن مظاهر الرعب في تلك الأيام أن أحدا لم يكن يتجرأ على رمي الصحف, ذلك أن صفحاتها الأولى كانت كلها تحمل صورة ماو وفقرات من أقواله. غير أن الاحتفاظ بها كان مشكلة أيضا, فالفئران يمكن أن تقرض صورة ماو, أو يمكن أن تتسخ الصحف ببساطة, وفي الحالتين يفسر ذلك بأنه جريمة ضد ماو. ولوحقت صديقة لأمي من أيام الدراسة الى أن انتحرت, لأنها كتبت (نحب الرئيس ماو من صميم القلب) على ملصق جداري بضربة فرشاة اقصر, سهوا, فجلعت الرمز الذي يمثل (من صميم القلب) يبدو شبيها بالرمز الذي يعني (من قلب حزين). فترة الثورة الثقافية هي الفترة الأكثر التباسا في تاريخ الصين, فقد حطمت كل شيء وهزت أركان التراث الثقافي العريق للصين, لكن لم يكن بوسعها ولا يمكن أن تلغي عناصر قوة وديمومة الثقافة الصينية.

  • لنعد إلى ما هو أبعد من الثورة الثقافية, إلى فترة الحركة التي سميت (الرابع من مايو) عام 1919 التي مثلت فترة من التحولات في تاريخ الصين, وشهدت عهدا من ازدهار الكتابة من قبل النساء وعن النساء. يقال إنه في تلك الفترة ترجمت بعض الأعمال الغربية إلى الصينية, وكان لها تأثير كبير في ظهور بعض الكتاب المميزين. ومن بين تلك الأعمال يشار بشكل خاص إلى (نورا) و(بيت الدمية) اللتين كتبهما أبسن, كما يشار في الشعر مثلا, من بين أعمال أخرى إلى (أوراق العشب) التي كتبها وولت ويتمان.

- هذا صحيح, التأثير لم يكن في الكاتبات فقط وإنما في عموم النساء, وعلى سبيل المثال كانت أمي متأثرة, إلى حد كبير, بـ (بيت الدمية) لقد انتمت إلى الشيوعيين عندما كان عمرها خمسة عشر عاما, وكان إحساسها بالتطلع إلى تحرر المرأة هو دافعها إلى ذلك الانتماء, ومن اللافت للانتباه والمفارقة أن المرأة التي قدمت أمي إلى الشيوعيين تعين عليها أن تتزوج صبيا يبلغ الثانية عشرة من العمر, كان هذا تقليدا في الصين حين تتزوج الفتيات البالغات صبيا أصغر بقصد تربيته, وليس غريبا أن نجد من هي متزوجة بطفل عمره خمس سنوات تلك مفارقة ربما كان أحد أسباب اندفاع النساء وراء العمل مع الشيوعيين تطلعا إلى, تحررهن من تلك القيود اللانسانية الصارمة.

كان تأثير بعض أعمال الأدب الأجنبي واضحا, غير أنه بالنسبة للنساء اللواتي انتمين إلى الحزب الشيوعي كان الأمر مرتبطا بأفكار حرية المرأة أكثر من أي شيء آخر.

حين شارفنا على الاقتراب من موعد جرس النهاية كان قد تبقى لدينا الكثير.. عما حل بالأسرة.. والأحلام.. وحول خيارات الصين ومصائر النساء والحرية هناك.. وعن المستقبل.. وقد قرأت يونغ شانغ في عيوننا الرغبة في المزيد, فوعدت بلقاء آخر بعد كتابها الجديد عن حياة ماوتسي تونغ, قالت, سأراكما حتما.. قلنا شكرا, وأخذتنا بانحناءة رقيقة الى (المطبخ) الذي تطهو فيه أفكارها وذكرياتها. تكتب وتؤلف وتسجل.. وهناك لمحنا القصاصات والصور والتسجيلات.. جلست الكاتبة إلى مكتبها وراحت تسجل على شاشة الكمبيوتر آخر فاصل في سياق السيرة العاصفة التي تحياها في قلب عاصفة الصين.

 



 
  




يونغ شانغ





عبدالمنعم الأعسم - رضا الظاهر