عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

الشرق.. الشرق

عزيزي القارئ..

مرة أخرى نعود إلى المناداة بالاتجاه إلى الشرق، وهذا لايعني مجافاة الغرب، ففي الغرب ـ لاشك ـ مايستحق التوجه إليه. والشرق الذي ننادي بالاتجاه، أو بعض الاتجاه إليه، هو شرق المعرفة الإنسانية، وتبادل المنافع، وإغناء الروح فناً وفلسفة ورياضة. بل إن الاتجاه إلى الشرق صار يحتمل التوجه نحو البحث عن تقنيات العصر، وإنجازات العلوم. فالهند التي يذهب إليها استطلاع هذا العدد، على سبيل المثال الشرقي، هي إحدى الدول العشر الأكثر تقدما علميا في العالم. قد يفاجئ هذا بعض من اعتادوا تصور الهند بلداً للنساك الحفاة العراة، والفقراء من كل لون. وبرغم أن هذا جزء من حقيقة بلد كبير، فإن الجوانب الخافية هي وجود حياة ثقافية وعلمية واقتصادية شديدة النشاط في هذا البلد الكبير، القريب منا روحا وجغرافيا. ومن ثم فإن التوجه نحو الهند هو توجه نحو منابع لتبادل الثقافات والمنافع بأشكال العصر، بل قد يكون التبادل هنا أرحم وأوفر.

وإذا كانت الهند ـ التي تحتفل بذكرى استقلالها الخمسين هذا العام ـ مثلاً قريبا نضربه لمناسبة استطلاع هذا العدد، فإن بلدان الشرق الأخرى هي أمثلة أخرى واضحة وواعدة بالكثير. ابتداء من اليابان شمالاً وحتى إندونيسيا جنوباً، مروراً بالعملاق الصيني والنمور الآسيوية، ودول منظمة (الآسيان) في شرق آسيا. إنها مناجم للثقافة، والمعرفة، ومواد الزراعة، والتصنيع، والتقنيات العصرية الرفيعة أيضاً.

إننا من جانبنا ـ كمجلة عربية جامعة ـ نحرص على تنويع التوجهات لما فيه المصالح العربية، ففي هذا التنويع مصادر أوفر للخير، وفيه فرص أكثر للنجاة من الوقوع في قبضة التوجهات أحادية الجانب. ومادمنا نرفض أحادية الجانب في التوجه، فإننا نترجم هذا ـ قدر الطاقة ـ في مواد أعدادنا. فإلى جانب التوجه شرقا إلى الهند استطلاعاً، وإلى الصين أدبا، هناك إطلالة على إيطاليا في الإطار الثقافي الفني، وإطلالة على علوم الغرب عبر استعراض أحد الكتب الجادة في الثقافة العربية العلمية.

وإلى لقاء متجدد.

 

المحرر