من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم
طـب
علامات الإجهاد

كان جنود أحد الجيوش في حالة فزع دائم من هجوم كيماوي متوقع، فوزعت عليهم قيادتهم عقاراً اسمه (بايريدو ستيجماين)، لحمايتهم من تأثير الغازات الحربية.

ولكن الهجوم المرعب لم يقع، فلم يتسن لأحد أن يعرف كيف يمكن أن يعمل ذلك العقار في الجسم المصاب بالكيماويات الحربية. ولكن الأطباء العسكريين عرفوا أن للعقار تأثيرات مزعجة، فقد شكت مجموعات كبيرة من الجنود من أعراض مثل الصداع والغثيان والدوار، وهي أعراض لا تظهر إلا عند وصول العقار إلى المخ. وكان منتجو العقار ـ من خلال الاختبارات التي أجريت عليه، في زمن السلم، قبل استخدامه ـ يعلمون باحتمالات ظهور مثل تلك الأعراض، ولكن بمعدل يقل كثيراً عما حدث للجنود في أيام اشتعال الحرب، فلماذا تفاقم تأثير تلك الأعراض الجانبية لعقار كان ينتظر منه أن يقي الجنود شر ضربة الغاز؟

التفسير الوحيد الذي توصل إليه فريق من الباحثين هو أن الكيماويات ـ وبينها الكيماويات الدوائية ـ تجد طريقها إلى المخ بسرعة أكبر تحت تأثير الإجهاد والتوتر... فها هي جزيئات البايريدو ستيجماين قد وصلت إلى المخ ـ بدليل ظهور الأعراض الجانبية في ربع عدد الجنود الذين تناولوا العقار ـ في حين أن تلك الجزيئات، في الأحوال العادية، تعجز عن اختراق دفاعات الأوعية الدموية المغذية للمخ.

لقد صمم جزىء ذلك العقار ليتفاعل مع أحد الإنزيمات المهمة في جسم الإنسان، وهو الأسيتايل كولين استيراز، ذو الدور الحاكم في كثير من العمليات الحيوية، مثل التنفس والهضم والذاكرة، لذلك، فإن الغازات الحربية تستهدف هذا الإنزيم لتحرم الجسم من أفضاله، فإذا أتينا له بمركب يتحد معه، بحيث يعود فيتحلل فيه تدريجياً، في زمن معلوم، فإننا نكون بذلك قد فوتنا الفرصة على الغازات الحربية ـ إن وصلت إلى الإنزيم ـ أن تتحد به اتحادها الدائم القاتل، وكان البايريدو ستيجماين هو ذلك المركب البديل الرفيق. ولكي يتأكد ذلك التفسير عملياً، حقنت مجموعتان من فئران التجارب (تم إجهاد إحداهما) بمادة كيماوية تزرق عند اتحادها بأحد بروتينات الدم. وبعد فحص أمخاخ المجموعتين، كانت درجات اللون الأزرق في نسيج المخ متفقة تماماً مع درجات الإجهاد التي تعرضت لها الفئران قبل حقنها.

والمطلوب الآن، أن يراعي الأطباء، وشركات الأدوية، تأثير الإجهاد على مسار الدواء، فثمة أدوية لا ينبغي لها أن تصل إلى المخ.

دواء
الإنترنت تبيع الدواء!

اجتمع بعض خبراء الدواء في لجنة منبثقة من منظمة الصحة العالمية بجنيف لبحث مشكلة جديدة من نوعها بالنسبة لعالم صناعة الدواء وتجارته، هي استخدام شبكة المعلومات العالمية (إنترنت) في الإعلان عن الدواء، وبيعه بطريقة (توصيل الطلبات للمنازل)، دون حاجة إلى مراجعة أو استشارة الطبيب.

لقد بدأ الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية بالإعلان عن الأدوية وخدمة توصيلها إلى منازل المرضى، بالبريد، بعد الاطلاع على ورقة وصف الدواء التي يكتبها الطبيب، ثم جاءت بعض شركات الدواء، ولم تلتزم بورقة الطبيب، ومارست نشاطها غير الشرعي عبر الشبكة متوارية بين الشركات التي تراعي الاعتبارات القانونية.

ومن الأدوية التي يتم ترويجها عبر الشبكة، عقار الفينتوين المعالج لمرض الصرع، وله آثار جانبية مزعجة، مثل تشوش الذهن والدوار والغثيان، والمخدر الموضعي بروكاين الذي يمكن أن يتسبب في سكتة قلبية، أو على الأقل، تشنج الجسم، إذا استخدم دون مراجعة طبية. ويجد خبراء منظمة الصحة العالمية أنفسهم في ورطة حقيقية، إذ ليس من السهل التفتيش في دهاليز شبكة المعلومات العالمية لتعقب الشركات المخالفة، فهي مسألة معقدة. وقد حدث أن وضعوا أيديهم على شركة تمارس هذا النشاط المشبوه، وكان مقرها في مدينة بلجيكية، فأغلقتها السلطات هناك، ولكنها سرعان ما عادت لنفس النشاط من مقر جديد في كرواتيا!. وشركة دواء أخرى جعلت لنفسها أكثر من موقع (دفاعي)، فهي تعلن عن (خدماتها) في مجلة علمية إنجليزية شهيرة (انظر الصورة)، وتستخدم الشبكة من موقع بالولايات المتحدة الأمريكية، أما عنوانها البريدي فهو لندن، والفاكس الخاص بها في مقر آخر لها بهولندا.. فكيف السبيل إلى هذه الشركة الهلامية؟

إن أعضاء تلك اللجنة الموقرة، من خبراء الدواء، يعلنون عجزهم عن حل هذه المشكلة التي لا يستطيعون حتى تقدير حجمها الحقيقي، ولكنهم يصرون على معاودة الاجتماع، ويطلبون عون الجميع لمعرفة الأبعاد الحقيقية لهذه المشكلة التي تهدد صحة الناس في أي مكان في العالم متصل بالإنترنت!

تكنولوجيا
زراعة بالقصف الجوي!

قليلة هي، ولكن مفرحة، تلك الأفكار التي تحاول الخروج من دائرة البكاء على أطلال البيئة، وإضاءة شمعة في طريق الأمل. ولو أننا أولينا هذه الأفكار نصف الجهد والوقت والمال الذي استنفد في تشخيص وتضخيم أبعاد المشاكل البيئية ـ صدقاً أو تهويلاً ـ لخفت، على الأقل، حدة هذه المشاكل، ولتحسنت أحوال مريضنا العالمي: أرضنا!

والفكرة التي نعرض لها الآن ولدت في خيال طالب دراسات عليا أمريكي، يدرس بمعهد التكنولوجيا بولاية ماساشوسيتس، وهي مستوحاة من عمليات القصف الجوي، ولكن، بدلاً من إلقاء القنابل والصواريخ المدمرة، فإن الطائرات تقذف أهدافها الأرضية بعبوات تغرس فيها نباتاً طيبا.

لقد صمم ذلك الطالب المجتهد مخروطاً خاصاً ذا صفات ديناميكية تجعله يتواءم مع مقاومة الهواء، فيسقط إلى الأرض مستقيماً، بحيث يخترق طرفه المدبب سطح التربة، ويساعد على نجاح الاختراق السرعة الكبيرة التي ينطلق بها هذا المقذوف المتميز، والتي يكتسبها من سرعة الطائرة القاذفة، وتصل إلى مائتي ميل في الساعة. ثم، إنه مخروط آمن، من وجهة النظرالبيئية، إذ سرعان ما يتحلل، مشكوراً، بعد استقراره في الحفرة التي صنعها لنفسه، تاركاً عبوته (غير التلقليدية)، وهي عبارة عن كتلة من الطين، يخرج منها المجموع الخضري لفسيلة شجرة، سرعان ما تضرب جذوره في الأرض.

والفكرة تتسم بالجرأة، وهي قابلة للتنفيذ، وتقدم حلاً عملياً لمشكلة تعرية الغابات في مناطق كثيرة من العالم، وبخاصة حزام الغابات الاستوائية المطيرة، ولك أن تتخيل سرباً من قاذفات أقماع فسائل الأشجار، يغير ـ وفق خطة محكمة ـ على واحدة من تلك المناطق، ويسقط فوقها آلافاً من هذه القذائف الخيرة، فيعيد إليها لون الحياة: الأخضر، وينعش فينا روح التفاؤل والأمل!

فـلـك
سوهو نحدق في الشمس!

التقطت المركبة الفضائية (سوهو)، التي أطلقتها وكالة أبحاث الفضاء الأوربية في عام 1995، لدراسة ما يسمى بالرياح الشمسية.. التقطت هاتين الصورتين اللتين لم يكن بمقدور العين الآدمية المجردة أن تراهما، ولو أوتيت القدرة على التحديق في عين الشمس لوقت طويل. إن (سوهو) تدور الآن في مدار يبعد عن الأرض بمقدار مليون ميل، مستقرة تحت تأثير قوتين متساويتين: قوة الجاذبية الأرضية من جهة، وجاذبية الشمس والقوة الطاردة المركزية الواقعة قلى (سوهو)، من جهة أخرى.

ومن هذا الموقع المتميز، تستطيع أجهزة تلك المركبة التي بلغت تكاليفها بليون دولار، أن تحدق في الشمس لمدة 24 ساعة باليوم، لترصد وتقيس كل شيء، بدءاً من درجة حرارة الهالة الشمسية (3.6 مليون درجة) حتى الذبذبات الناتجة عن الموجات الصوتية المختزنة في قلب الشمس، والتي تماثل في طبيعتها الزلازل الأرضية.

إن آلة التصوير التي التقطت الصورتين تعمل في نطاق الأشعة فوق البنفسجية، وهي الأشعة التي تنبعث من ذرات الأكسجين المحملة بشحنات كهربية، ويقال لها الرياح الشمسية، وتمثلها في الصورة التوهجات الصفراء خارج نطاق الدائرة السوداء.

وتتباين درجة حرارة الرياح الشمسية وشدتها في مواقع مختلفة من جسم الشمس، كما أن توزيع درجات الحرارة على سطح الشمس نفسها غير منتظم، ولا يملك أحد تفسيراً لذلك، حتى الآن. ويأمل العلماء في أن يسهم برنامج (سوهو) في الكشف عن بعض أسرار نجمنا: الشمس!

فـضـاء
يـوفـوز..

"يوفو" ـ UFO ـ ثلاثة حروف تختصر ثلاث كلمات إنجليزية، ترجمتها (جسم طائر مجهول)، وحرف (ز) يقابل حرف الجمع في الإنجليزية (إس). وقد فضلنا أن نضع الاسم عنواناً لهذه الفقرة، بنطقه الأعجمي، نظراً لشيوعه في الآونة الأخيرة، فأنت تقرأه في الصحف والكتب، وتراه في السينما ومسلسلات التلفاز، وقد تجد أحد جيرانك يؤكد أنه شاهدهم في رحلة خلوية. والحمد لله، فإن اليوفوز لا تميل لمنطقتنا العربية، أو هكذا يبدو الأمر، فحوادث رصدهم في بلادنا لا تكاد تذكر، أو لعلنا نجهل نشاطهم بيننا لعدم توافر البيانات والإحصاءات.

على أي حال، فإن البيانات المتوافرة تقول إن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية هما أكثر دول العالم تعرضاً لنشاط اليوفوز. وقد رصد البريطانيون حوالي 2600 زيارة للأجسام الطائرة المجهولة، منذ عام 1992، موزعة على 16 موقعاً. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن زيارات اليوفوز للأمريكيين لا تنتهي. وقد ألف كاتب يدعى (بد هوبكنز) كتاباً ينفي فيه ادعاءات بعض من قابلوا اليوفوز بأن لقاءاتهم كانت تتم ـ فقط ـ في الأماكن الخلوية والمهجورة، ويقول إن (اليوفوز) يحلقون بمركباتهم الفضائية في المدن، و(يخطفون) الآدميين من خلال نوافذ مساكنهم في الطوابق الأعلى من الدور الخامس عشر، في البنايات العالية وناطحات السحاب، في المدن الكبيرة. ويذكر، أيضاً، أن الاختطاف يتم غالباً فجراً أو عند الغروب، وأن كل من تم اختطافهم تعرضوا لما يشبه الفحص الطبي على متن مركبات اليوفوز، وأن توقيف المختطفين لا يطول ـ فهم يعادون إلى ذويهم ـ ولكن الاختطاف يتكرر في مراحل عمرية مختلفة، حتى لو غير المختطف، محل إقامته، فاليوفوز يعرفون الطريق إليه. لقد اختطف اليوفوز (جيرالد تشامبرلين)، وهو عازف بإحدى الفرق الموسيقية في برودواي أكثر من مرة، كانت أولاها في عام 1953، وآخرها في عام 1989، ويحكي عن خبرته بهم، فيقول: إنهم يأتون غالباً في جماعات، حيث يحلق أكثر من 50 يوفو على ارتفاع مائتي قدم من سطح الأرض، وأن أحداً لا يراهم، لأن اليوفوز قادرون على مسح واقعة رؤيتهم من ذاكرة من يشاهدهم من غير المختطفين، وأن هذا التأثير يمكن أن يغطي سكان مقاطعة كاملة. ويقول: إنني في آخر مرة رأيت جسماً غريباً طائراً، أخذت أصيح وأشير باتجاهه، في وجود أكثر من 40 شخصاً، ولكن أحداً لم ير ما أرى! ثمة اجتهادات علمية تقول إننا لسنا وحدنا في هذا الكون الفسيح، وأن لنا جيراناً لهم قدرات ذهنية عالية ، وقد تكون لهم حضارات متقدمة، وثمة جهود تجري على الأرض، وفي الفضاء، لمحاولة تحقيق الاتصال بهؤلاء الجيران.. فهل يكون أولئك المختطفون قد سبقوا العلماء إلى الالتقاء بالجيران الذين يأتون خفـية؟ أم تراهم يعانون من التأثير الضاغط لروايات الخيال العلمي وشرائط السينما، ولا نريد أن نقول إنهم ضحايا خـيال مـفرط في الخصـوبة، أو ذهن مضطرب، فنفاجأ بـزيارة من (يوفو) أو أكثر، عقاباً لنا على تطاولنا على حزب المختطفين من أنصار اليوفوز!

فـطـر
عيش الغراب غذاء أم قضية بيئية؟

تشتهر غابات شمال غرب أمريكا بأنها أحد المصادر الرئيسية لفطر عيش الغراب، إذ يزيد عدد أنواع ذلك الفطر فيها على ثلاثة آلاف نوع، أهمها: أجاريكس، أويسترا، مورشيلا، بوليتس، بوتون، شيتاك، كانتريلا، وللأخير شكل بوقي، وله مذاق خاص ورائحة المشمش.

ويعمل في جمع ثمار هذا الفطر عمال جنوب شرق آسيا النازحون إلى الولايات المتحدة الأمريكية بغير الطريق الرسمي، ويعيشون حياة البطالة معظم شهور السنة، فإذا جاء موسم إثمار الفطر، في الخريف، هجموا على الغابة، ينبشون التربة بحثاً عن تلك الثمار التي تدر عليهم ربحاً وفيراً، إذ يبلغ ثمن الرطل الواحد منها 225 دولاراً، ويمكن للعامل الخبير المجتهد أن يقتلع من عيش الغراب أكثر من رطلين يومياً.

غير أن لذلك الرواج وجهاً آخر.. فالعمال الآسيويون يخربون بيئة الغابة ويعيثون فيها فساداً خلال موسم جمع الفطر، فمعظم هؤلاء العمال غير مدربين بالقدر الكافي، وهم يقتلعون ثمار الفطر بطريقة تفسد شبكة الخيوط الفطرية الممتدة تحت سطح التربة، فيبطلون إنتاجها، أو يعطلونه لسنوات طويلة.

إن خيوط الفطر، تسمى (هيفات) تجري تحت سطح التربة في شبكة دقيقة، فلا يرى العمال إلا الثمار المرغوبة تشق سطح التربة، ثم تنتفخ، وتنفجر، ناثرة جراثيمها التي هي بمثابة البذور.

لكأن تلك الفطريات تدرك أنها لا تعيش وحدها بالغابة، فتسعى إلى تبادل الخدمات مع أقرب جيرانها، الأشجار، إن خيوط شبكة الفطر تحيط بجذور الشجرة وتخترقها، وتسحب منها مادة سكرية تتغذى بها، وفي المقابل، تحقن الجذور بمزيد من الماء والأملاح، وأهمها الفوسفور والنيتروجين، وهي المواد الأولية التي تسحبها أوعية الشجرة إلى الأوراق لتصنع منها ـ في ضوء الشمس ـ غذاءها، وغذاءنا، وغذاء الفطر! فهل هناك شك في أن أشجار الغابة تتأثر إذا اختفى الفطر؟ وبالإضافة إلى ذلك، فإن الفطر يمثل غذاء أساسياً لبعض حيونات الغابة، مثل الأرنب البري وأنواع من الدببة، فمحتواه من البوتاسيوم والفوسفور يزيد مائة مرة على محتوى أوراق النبات من هذين العنصرين، لذلك، فإن أي هزة تصيب قدرة الغابة على إنتاج الفطر قد تعرض هذه الحيوانات لاضطرابات شديدة.

إن شغف الآدميين بفطر عيش الغراب ينبغي ألا ينسيهم دوره المهم في ترسيخ النظام البيئي في الغابة.

مغامـرة
كم رجلا للمقعد؟!

في منازلنا، وفي دواوين العمل، يحلو للبعض منا، ممن لا يملكون مقاعد وثيرة متحركة بذاتها، أن يميلوا بمقاعدهم إلى الخلف، مستندين إلى حائط، أو محتفظين بتوازنهم على المقعد المائل المرتكز على رجليه الخلفيتين فقط. إن ذلك قد لا يعني شيئاً بالنسبة للجالس غير المعتدل، صغيرا كان أو كبيرا، ولكنه بالنسبة لربة بيت (في هيئة أم أو زوجة) يعني مشروعاً لإتلاف مقعد، قد يصعب إصلاحه، ويصعب جداً تعويضه، فيأتي التوجيه بالاعتدال في الجلسة.

ويبدو أن أحداً في الأسرة لم ينهر الفرنسي هنري جانيك عن اعتياده الجلوس مائلاً بكرسيه، فتمكنت منه العادة، وهو الآن في السابعة والستين من عمره، ولا يستخدم من أي مقعد يجلس عليه إلا رجليه الخلفيتين.. فقط!. الأكثر من ذلك، أن جانيك حول تلك العادة الخاطئة إلى مهنة، وأي مهنة!. لقد خلق وصف (ركوب المخاطر) لينطبق تماماً على ما يؤديه جانيك منذ 33 سنة، فهو يقدم عروضه الفريدة، جالساً فوق مقعد يتأرجح على رجليه الخلفيتين، المثبتتين على حافة سطح ناطحة سحاب، أو سد، أو جسر مرتفع، أو (كما في الصورة) على طرف نتوء صخري يرتفع 450 مترا فوق نهر كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية.

إن مدة العرض لا تزيد على نصف دقيقة، ولكنها توازي نصف دهر من الإثارة، فالرجل يتأرجح مواجهاً خطر أن تشده الجاذبية إلى الهاوية، محاذراً أن تطرف عيناه، ولو لجزء من ثانية، ففي ذلك حتفه. وهو، كمحترف، لا يتهاون في فحص كل قطعة من أدوات العرض، قبل أن يستخدمها في إعداد كرسيه المتأرجح على حافة الهاوية. وما إن يتأكد، بنفسه، من أن كل شيء في مكانه الصحيح ، حتى يصعد واقفاً على كرسي ثابت، هو القاعدة. ويتناول كرسي العرض ويثبته في مكانه، ثم يجلس فوقه، ويبدأ في إمالته إلى الخلف، محتفظاً باتزانه، حريصاً على ألا تفارق عيناه نقطة محددة أمامه، لمدة ستين ثانية.

إن تقدم جانيك في العمر لم ينل من لياقته وإقباله على مهنتة الشاقة المرعبة ، بل إن تذوقه للارتفاعات الكبيرة يزداد. ويقول: إن مخاطرتي محسوبة، غير أن عامل المفاجأة وارد.. فما حيلتي أمام هبة لحظية للرياح فوق موقع العرض؟ ولكني لا أضع ذلك في حسباني، فيجب أن أعمل، وإلا فقدت مصدر رزقي!.

 



 
  




طب - مخ ازرق شديد الإجهاد





دواء - إعلان بمجلة علمية عن بيع الدواء بالإنترنت





تكنولوجيا - القاذفات تدك الأرض بفسائل الأشجار





فلك - صورتان لتوليد الرياح الشمسية





فلك - صورتان لتوليد الرياح الشمسية





فضاء - صورة غير حقيقية لليوفوز





فضاء - اليوفوز في يوم الاستقلال





فطر - نوع اقتصادي من عيش الغراب





فطر - نوع آخر من عيش الغراب متميز الشكل





فضاء - 16 موقعا هبط فيها اليوفوز في انجلترا وحدها





فطر - فرحة عالم باكتشاف نوع نادر





مغامرة - اعتاد الجلوس مائلا فتحولت العادة إلى مهنة