ثلاث قصائد صغيرة
صغيرة
شعر أول الخريف لابد أن الوقت كان أول الخريف رفع الأثقال كانت هذه القوالب الحجرية على سطح دارنا الصندوق تركت أمي تسعة قراريط
فالطفل الذي كانهُ
كان يلهو آنئذ
في الفراغات بين أكياس القطن
التي كبسوها بقوة
ووضعوها منتصبة
في الباحة الخارجية لبيت الخال
وفي وعيه ماتزال
الرائحة النفاذة للجوت
وأنه كان وحيداً في الدار
ولابد أنهم جاءوا ساعتئذٍ
بجثة أبيه
وقد غطوها بالجير الحي
في العربة المغلقة
ذات الأجراس
التي كانت نذير شؤم
والتي ظلت تعولُ
على طول الطريق إلى المقبرة
فيما كان الأحياءُ
يسارعون إلى إغلاق الأبواب
ولابد أنهم كانوا في عجلة من أمرهم
حتى أنهم دفنوه بدون غُسل
ولم يصلوا عليه
***
حتى قبل أن أصعد إليه للمرة الأولى
وأراها هناك
وكانت غريبة على أشياء الدار
بهيئتها تلك المصمتة الملساء
ولم تكن تعني أحدا
حتى أنني أتلفتها في مراهقتي
في أول محاولة لرفع الأثقال
فلم أكن حتى أعرف أنها لأبي
أو أنه كان يلبد عليها أغطية للرأس
كانت تستهوي الرجال
فهذا ما عرفته بعد ما بعنا الدار
ولو أردت الاحتفاظ بأبي
لاحتفظت بهذه الأحجار
***
وخلخالين من فضة
وضفائر مستعارة
صنعت من حرير
وتركت هذا الصندوق
أفتحه فأجد أشياء أمي
أجدها
ولا أجد أمي