من شهر إلى شهر

 من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم
طب
"جاد" علاج جديد لمرضى السكر!

آن لمرضى السكر أن يستغنوا عن وخزات الإبر المتكررة التي تحقنهم بجرعاتهم اليومية من العلاج "التقليدي": الأنسولين, فها هي أبحاث الهندسة الوراثية ترشدنا إلى مجال جديد, يفتح نافذة أمل لهؤلاء المرضى, وبصفة خاصة مرضى السكر المعروف بـ "النمط الأول", وهو نوع من السكر يصيب المريض عندما يتشوش الجهاز المناعي لسبب أو لآخر, فيهاجم بعض أنواع البروتينات التي ينتجها الجسم ذاته, وبينها بروتين يرمز له بالحروف الثلاثة (GAD), يدخل في تكوين بعض خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين, وهو المادة الطبيعية المنوط بها ضبط مستويات السكر في الدم. فإذا فقد الجسم "جاد", كانت الإصابة بالنمط الأول من مرض السكر, وجاءت ضرورة الحقن المنتظم بالأنسولين.وكانت الدراسات والمحاولات السابقة لعلاج هذا النوع من السكر تعتمد على إمداد المريض بكميات إضافية من البروتين "جاد", عن طريق الفم, لتعويض ضحايا جهاز المناعة من خلايا البنكرياس المبنية بهذا البروتين, ولكن المشكلة كانت متمثلة في صعوبة تصنيع "جاد" بالكميات المناسبة. من هنا, جاءت الفكرة لفريق من جامعة أونتاريو الغربية بكندا, وتعتمد على تنشيط الصفات الوراثية المرتبطة بإنتاج هذا النوع من البروتين في بعض النباتات, وأهمها البطاطس, لنحصل على ثمار بها مستويات عالية من البروتين "جاد". وقد كللت أعمال مختبرات الهندسة الوراثية بالنجاح, وجاءت البطاطس الغنية بالبروتين المعالج للنمط الأول من المختبر. وقد تم ذلك أخيرا, فأطعم عدد 14 فأراً بثمار البطاطس المحسنة, فبرأ 12 منها, وهي نتيجة مشجعة, وتبشر بنجاح مماثل عند علاج المرضى الآدميين بهذه البطاطس, وبخاصة في حالات الأطفال المرضى بهذا النوع من السكر.

جراحة

جدنا القديم.. جراح مخ!

"التربنة", جراحة يعرفها العامة, بنفس اسمها العلمي "Trepanation", ويلجأ إليها الجراحون لمعالجة النزيف الذي يحدث داخل الجمجمة بعد تعرضها لاصطدام شديد, في حادث طريق أو مباراة ملاكمة. وفي تلك الجراحة البسيطة, يلجأ الجراح إلى ثقب الجمجمة لسحب الدماء والسوائل المتجمعة بداخلها, فلا يتزايد حجمها ويضغط على نسيج المخ.لقد اكتشف فريق مشترك "فرنسي/ألماني", من أطباء وعلماء حفريات, بعض الجماجم البشرية من العصر الحجري الحديث ـ حوالي 5 آلاف سنة ـ وبها آثار هذه الجراحة, بما يدل على أنها كانت معروفة لأجدادنا الأول, فقد عثر أفراد الفريق, خلال أعمال الحفر في قرية فرنسية, على جمجمة ذات ثقبين, لرجل قدروا عمره بخمسين سنة. ولاحظ الباحثون أن كلا من الثقبين يخلو من التشققات على طول محيطه, بما يؤكد أنه تم بمهارة لاتتوافر إلا لجراح, ولم يكن نتيجة حادث عنف. والواضح أن المريض كان قد شفي من الجراحة قبل أن يدركه الموت, فقد أغلق الثقب الأصغر بطبقة عظمية رقيقة, أما الأكبر, فقد التأم ثلثاه. وقد استنتج الباحثون من ذلك أن الثقبين يمثلان جراحتين منفصلتين, إذ إن التآم الثقب في هذه الحالات يستغرق مدة تتراوح بين ستة أشهر وسنتين, وهي الفترة التي مرت قبل أن يضطر الطبيب القديم للتدخل الجراحي مرة أخرى, ويفتح الثقب الثاني الذي لم يكتمل التآمه قبل وفاة المريض. الغريب في الأمر أن أحداً لايعرف الظروف التي استدعت أن تجرى لنفس الشخص هذه الجراحة, مرتين. والأغرب, أن الفريق البحثي لم يلحظ أي دلائل على فساد الجرح بعد أي من الجراحتين, فمن الصعب أن تجرى جراحة كهذه, وأن تنجح بتلك الدرجة الكبيرة, دون أن تتوافر لمن قام بها مهارة فائقة.

أما عن الآلات الجراحية التي استخدمها الجراح الجد, فيؤكد الخبراء أنها كانت مصنوعة من الحجر الصوان, ولها من خاصية ما يفوق المباضع الحديثة.

آخر استنتاجات الخبراء من دراسة تلك الجمجمة "المتربنة" مرتين, أن "نظافة" الجراحة تشي بأنها ليست وليدة ضربة حظ لطبيب مغامر, بل إن وراءها خبرة طويلة بأصول الجراحة. يؤكد ذلك تكرار الجراحة لنفس الرأس. فإذا كان عمر تلك الجمجمة 5 آلاف سنة, فإن التاريخ التقديري لبداية الخبرة بهذه الجراحة يمتد إلى ألفي سنة, إلى الوراء!

إنترنت طريق الكويت للمعلومات عالميا... أسرع

فوائد الإنترنت كثيرة, ومشاكلها مع النجاح تكثر. فزيادة عدد المشاركين في الانطلاق على الطريق الدولي السريع للمعلومات يزيد من الازدحام ويخلق التعويق, وتكون النتيجة مزيداً من الأعطال والبطء, خاصة في عملية استقبال المعلومات المطلوبة, وتحديداً عندما تثقل بالرسوم والصور الملونة.

هذه مشكلة عالمية, ولا يصار إلى حلها إلا بتفكير عالمي أيضا, ولقد انطلق هذا التفكير من الكويت مثلما انطلق من أماكن عديدة في العالم, لكن الكويت سجلت فيه سبقاً عالمياً تم تدشينه في نهاية سبتمبر الماضي بتقديم خدمة جديدة متميزة للمشتركين في 64 دولة على مساحة تمتد من شمال وشرق إفريقيا, حتى شمال شرق أوربا, وصولاً إلى استراليا ومغطية معظم آسيا.

والإنجاز الكويتي العالمي يتلخص في أنه يحل بفارق مذهل مشكلة البطء والأعطال التي كان يعانيها المشاركون في "الإنترنت" عبر استخدامهم لشبكات الهواتف المحلية في الإرسال والاستقبال باعتماد وسيط محلي للإنترنت في العمليتين. ومن الدراسة التمهيدية العلمية التي أجرتها الشركة الكويتية للمشكلة تبين أن البطء والأعطال تحدث في عملية استقبال المعلومات, فاستحدثت للحل أسلوبا يختصر الطريق كثيراً, بقصر طريقة الاستخدام السابقة ـ عبر الهاتف ـ على عملية الإرسال, أما عملية الاستقبال فتتم عبر خدمة القمر الاصطناعي " مباشرة إلى جهاز المستخدم, فتتحول ساعات الاستقبال البطيئة إلى دقائق بل ثوان معدودة, إضافة لإمكان استقبال بث مفتوح لخدمات الفيديو الرقمي, أما الإضافات التقنية التي يحتاج إلىها المشترك للاستفادة من هذا الإنجاز فهي: بطاقة كمبيوترية متصلة بطبق استقبال فضائي صغير موجه نحو القمر الاصطناعي القائم بخدمات الشركة المعنية.

نحت فبرخاساني لآليات الحرب

عمارة من سبعة طوابق و"روف", أقيمت من الخرسانة المسلحة الخالصة, لا أبواب فيها, ولانوافذ, ولا سكان. كل ماتحتوي عليه هو: عتاد.. ولكن, أي عتاد?! دبابات وحاملات جنود, كلها معطوبة, كانت متناثرة هنا وهناك في ميدان معركة شمل وطناً بأكمله, تقريباً, بعد أن انطفأ أوار الحرب الأهلية اللبنانية, في مطلع هذا العقد الأخير من القرن العشرين.

تبدو الآليات الثقيلة مستقرة, ملتحمة بالخرسانة, تمتد أبراجها ومواسير مدافعها ـ وقد خرست ـ خارجة من فتحات في الجدران الخرسانية. إن الرسالة التي يبعث بها هذا "التمثال" الضخم, أو النصب التذكاري, إلى كل من يشاهده, هي: لقد حبسنا آليات الحرب, تم توقيفها إلى الأبد! والاسم الذي يحمله هذا العمل "الفني" الضخم هو: الأمل في السلام!

إن صاحب الفكرة هو الفنان والمفكر الفرنسي "أرمان", وقد جاء بها إلى لبنان استجابة لرغبة قيادة الجيش اللبناني في إقامة نصب تذكاري يشير إلى مآسي الحرب, ويرمز إلى الأمل في أن تكون الأحقاد قد قبرت إلى الأبد في هذا اللحد الخرساني الكبير. وقد قام أرمان بجمع عشرين مركبة وآلية حربية, وصفها ـ متراكبة ـ ثم صب عليها أطنانا من الخرسانة, فكان هذا العمل الفني العجيب الذي يصل ارتفاعه إلى 30 مترا, ويقف في مواجهة مبنى وزارة الدفاع في بيروت.