إلى أن نلتقي

إلى أن نلتقي

مطلوب طرزان أوقرود عسكرية.. للتبني!

الدعوة صدرت عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وهي موجهة إلى "كل من يهمه أن يتبنى... شمبانزي".

والشمبانزي, كما هو معروف, نوع من القردة, وفي نص الدعوة يقول البنتاجون بأسف إن الكونجرس الأمريكي قرر تخفيض ميزانية وزارة الدفاع ومن هنا فإن التخفيض أدى إلى خروج 134 قرداً من دائرة العمل, والاستغناء عن هؤلاء في التجارب الأرضية والجوية, ولأن الميزانية بعد تخفيضها لم تعد تتحمل "إعالة" هذا العدد الكبير من القردة فإن الوزارة تجد نفسها مضطرة للإعلان إلى الراغبين ودعوتهم إلى "تبني شمبانزي أو أكثر, شرط توفير البيئة المناسبة والرعاية التامة له بعد التبني".

وفي التفاصيل أيضاً أن "هذا القطيع من القردة ينحدر من 4 إناث وذكر واحد تم استيرادها من إفريقيا في العام 1959, بقصد استخدامها في التجارب الفضائية, وأعمار أفراد القطيع تتراوح بين الطفولة والعقد الثالث, وهي أليفة إلى حد أنها تتعاون مع العلماء في المختبر للقيام بالتجارب عليها".

والمشكلة أن البنتاجون لم يحدد نفقة تبني القرد الواحد, وهل يدفع الأب الجديد كامل المبلغ دفعة واحدة, أم بالتقسيط? ولكنه وضع رقم هاتف للاتصال.

وبما أن مناسبة من هذا النوع لايمكن أن تتكرر فإنني سوف أقوم بمساعدة البنتاجون والكونجرس الأمريكي على تقليص النفقات العسكرية فلعل هذا التقليص يخفف عن كاهلنا نحن دول العالم الثالث بعض النفقات التي يعتبر البنتاجون أننا مازلنا قادرين على دفعها لحماية النظام العالمي الجديد, فأقول أولاً إن هذه القرود التي يدعونا البنتاجون إلى تبنيها هي قرود تحمل الجنسية الأمريكية لأنها ولدت في أمريكا ومضى عليها مايزيد على ثلاثة عقود وبالتالي تملك جميع حقوق المواطنة, ولعل الأب المتبني لأحد هذه القرود يستطيع الحصول على الجنسية الأمريكية إذا كان القرد تجاوز الثامنة عشرة من عمره وهو مايؤهله لأن يطلب لأبيه الجنسية. بغض النظر عما إذا كان القرد ذكراً أو أنثى, فالقانون الأمريكي لايميز في الجنس ولا في اللون ولافي الدين.

وأقول ثانياً إن هذا القرد عسكري بالولادة, فهو تربى في القواعد والثكنات والمختبرات, ولأن الطاعة هي أبرز شروط الخدمة العسكرية فإن "الأب" لن يلقى أي متاعب في إصدار الأوامر وفي ضمان تنفيذها من قبل القرد إلى حد أن هذا الأب ربما يجعل القرد نموذجاً يعرضه أمام أولاده ليعلمهم كيف تكون الطاعة, كما أن هذا القرد, كما حدد البنتاجون مواصفاته, يتعاون حتى على إجراء التجارب على نفسه, يعني أنه يضحي بنفسه في سبيل سيده, والمصلحة العالمية, مما قد يجعله نموذجاً أيضاً يعرضه بعض الحكام أمام شعوبهم ليقتدوا به في خدمة المصلحة العامة و... السيد.

وأخيراً أقول إنه في الحد الأدنى فإن باستطاعة الأب المتبني أن يفتح لثلاثة أو أربعة قرود سيركاً يقوم بحفلات ويجذب الأطفال على أن يعود ريع هذه الحفلات إلى مؤسسات, وجمعيات خيرية تقوم برعاية الأيتام والأطفال المشردين في دول العالم الثالث الذين سقط أباؤهم غالباً بأسلحة.. ولا علاقة للبنتاجون ولا بأتي بنتاجون آخر بها, ويتيحون بالتالي لوزارات الدفاع والحرب التفرغ للمهام الكبيرة بدل الاهتمام بأطفال اللاجئين.

هل تذكرون "شيتا" حبيبة قلب طرزان? حسناً, إن تبني القرود لم يعد مسألة صعبة بعد أن تحول العالم كله إلى غابة صغيرة.