عزيزي القارئ..

عزيزي القارئ..

قمة الرمز والواقع

عزيزي القارئ..

يتواكب صدور هذا العدد مع انعقاد القمة الثامنة عشرة لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية, على أرض الكويت التي تصدر منها هذه المطبوعة العربية الجامعة.

وكما أن كل ما هو واقعي يتضمن بُعداً رمزيا بالضرورة, فإن لقاء القمة الخليجي يتضمن رموزا في مبناه ومعناه.

وهي رموز عربية صافية, يدركها كل من يفهم الأمور بعقل عادل وقلب حسن. فهذا الخليج العربي الذي لم يتقاعس عن العون في كل خير عربي, يتحول واقع لقاء قممه وشعوبه إلى دعم معنوي وعملي لكامل الجسد العربي في سعيه باتجاه الصحة والنور.

ولأن غاية هذه المطبوعة منذ ميلادها هي دعم التواصل الثقافي العربي, ومن ثم تأكيد أهمية النهوض العربي عقلاً وفعلاً وطموحاً, فإنها في الصميم تحتفي بكل فعل عربي يستنهض العقل والفعل والطموح, ولاشك أن لقاء القمة الخليجية على أرض الكويت هذا الشهر هو عمل كبير من أعمال الاستنهاض العربي, في ركن حساس من أرض العرب.

إنه لقاء عربي واقعي كبير, تصنع واقعيته وتصونها أسباب مشتركة من الجغرافيا والتاريخ والأمل. لكنه أيضاً لقاء يحفل بالرموز الداعية إلى تآزر الأشقاء, وتنسيق الإخوة, في كل أمر من أمور الخير, وهو خير عربي بكل تأكيد. ولعل من جوانب الخير التي يعلنها ويسرها هذا اللقاء, جانب إنساني يتعلق بالأسرى من أبناء الكويت وأبناء بلدان أخرى منها بلدان عربية. فالدعوة إلى إطلاق سراح هؤلاء الأسرى من سجون العراق هي بديهية خليجية, كما هي بديهية إنسانية, وبالتالي بديهية على رأس أولويات كل نداء ثقافي, فالثقافي هو إنساني في الأساس.

إنه عام يمضي, لكنه عدد جديد من هذه المطبوعة, يجيء, ويتواكب هذا مع لقاء القمة الخليجية ورموزها, وهي قمة انطلاق جديد أخوي وجامع, كما هذا العدد ثقافي عربي وجامع. فثمة خط واصل ـ لاشك ـ بين انتصار الحق والعدل العربي الذي يحتفي به هذا العدد في استطلاع المنصورة, كمثال, وبين كل انتصار للحق والعدل في أرضنا العربية.. من الخليج.. إلى المحيط.

وإلى لقاء متجدد.

 

المحرر