قراءة نقدية في أزمة السينما العربية... الفن السابع يتراجع!!

قراءة نقدية في أزمة السينما العربية... الفن السابع يتراجع!!

تعاني السينما العربية سلسلة من الأزمات يمكن اختصارها بغياب المخيلة الإبداعية، وضعف المعالجة الدرامية، وقلة الموارد المالية الخاصة بالنصوص والمشاريع السينمائية الجدية، ولعل أكثر الدلائل على ذلك، ما يشاهده رواد المهرجانات من أفلام تراجعت مستوياتها الفنية والتقنية والثقافية والدرامية، بشكل مخيف وخطر.

لا يمكن الكتابة عن أزمة السينما العربية، في تسعينيات القرن العشرين، من دون التوقف عند ما تعانيه السينما المصرية، لجهة المآزق الإبداعية والفنية، تماما كعجزنا عن الكتابة عن تاريخ هذه السينما ونتاجاتها المختلفة، من دون البدء من واقع السينما المصرية أولا، وقبل كل شيء. ذلك أن مصر، على الرغم من التراجع المخيف في نوعية نتاجاتها البصرية وكميتها، لا تزال عاصمة الفن السابع العربي، ومرآة السينما العربية، كون السينما المصرية الأقدم تاريخيا والأغزر إنتاجيا. لا ينتقص هذا الكلام من القيم الفنية والثقافية لبقية السينمات العربية، التي عرفت كيف تعكس العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية والوطنية والحياتية، مستجيبة ـ في الوقت نفسه ـ للشروط الجمالية والفنية، ومواكبة ـ أيضا ـ التحولات الحضارية والفكرية. هذه السينمات العربية (مصر، لبنان، سوريا، تونس، الجزائر، المغرب، فلسطين، في الدرجة الأولى) احتلت حيزا خاصا بها في المشهدين العربي والغربي، باختراقها العديد من (الحواجز) النفسية والسياسية والثقافية، العربية والغربية معا، الأوربية تحديدا، وبنيلها إعجـابا نقديا وجماهيريا لافتا للنظر.

علينا أن نفصل، هنا بين مسألتين: فالأعمال السينمائية العربية التي اخترقت الحاجز الغربي، لم تتنازل كلها عن التزام أصحابها قضايا الفرد والجماعة، قوميا أو إنسانيا، عربيا أو عاما. في المقابل، ثمة مخرجون عرب أدركوا (سر) اللعبة الدولية، وتهافتوا على (الأمجاد) الأوربية، فقدموا أعمالا تدغدغ الذوق الغربي، وتضرب على وتره الحساس، على حساب الذات. لم يكن هذا الأمر حكرا على فئة من دون الأخرى، أو على دولة عربية واحدة: فالتنازل والتهافت والتزلف، أمور لها علاقة بنفسية المرء، وبأسلوب تفكيره وتعاطيه مع المسائل. غير أن قيمة العمل السينمائي لا ترتبط دائما بنهج المخرج وتطلعاته: أحيانا، ينحدر الفيلم إلى مستوى رديء من التقنيات الفنية والمعالجات الدرامية والثقافية، مع احتفاظه بعلاقة سوية بالأفكار العامة، من دون تزلف أو ادعاء. وأحيانا أخرى يصل التهافت في المواضيع المختارة إلى حدود لا تطاق، مع أنها مغلفة في إطار درامي ـ تقني ـ فني رفيع المستوى.

أزمة إنتاج أم إبداع?

بعيدا عن القراءة النقدية لمثل هذه العلاقات الملتبسة، يمكن اختصار (أزمة السينما العربية) حاليا، ببيان لجنة التحكيم الخاصة بالدورة السادسة والعشرين لمهرجان (جمعية الفيلم المصرية). ففي الحادي عشر من مارس 2000، في حفلة توزيع الجوائز، قرأ رئيس اللجنة، المخرج السينمائي المصري توفيق صالح، بيانا أثار جدلا في الأوساط النقدية والفنية والإعلامية والسينمائية، بسبب ما تضمنه من قراءة تحليلية أصابت ـ إلى حد كبير ـ (مكمن الجرح)، بإضاءتها جوانب أساسية من صلب المشكلة، تغاضى عنها كثيرون فترات طويلة، مع أن اللجنة نفسها منحت جوائز لأفلام لا تستحقها، مقارنة مع حدة النص الانتقادي في بيانها المذكور، كما علقت مجلة (الفن السابع) المصرية، في عددها الصادر في أبريل .2000

خلال الأعوام القليلة الفائتة، أنتجت أفلام عربية عدة، أثبتت غالبيتها الساحقة ـ مع الأسف ـ صحة ما احتواه البيان، أو بالأحرى، كانت خلفية (جيدة) لما توصل إليه البيان، من قراءة نقدية عكست حجم التراجع الخطر، ونوعيته، في مستوى اللغة الإبداعية، دراميا وجماليا وفنيا. الذين تسنت لهم المشاركة في بعض أبرز المهرجانات السينمائية العربية، (القاهرة، دمشق، البحرين، قرطاج، الإسكندرية، باريس، بيروت)، في دوراتها الأخيرة تحديدا، اكتشفوا الدرك الذي وصلت إليه أحوال السينما العربية، تماما مثل أولئك الذين شاهدوا أفلاما عربية أخرى، من المغرب العربي إلى سوريا ولبنان، من دون تناسي العديد من الإنتاجات المصرية التي شكلت جزءا من حالة التردي السينمائي العربي.

يمكن وصف بيان (لجنة التحكيم الخاصة) هذا، بكونه جريئا في خطابه النقدي.

هذه القراءة الحادة، والضرورية، لواقع السينما المصرية (يمكن، بسهولة، تحويل البيان من معاينة خاصة بالسينما المصرية، إلى قراءة أعم تشمل الكثير من النتاجات السينمائية العربية الأخرى) ترجع أزمة السينما المستمرة عاما تلو آخر، والتي يبدو كأنها تكاد تستعصي على الحل إلى غياب النص السينمائي المتكامل، بشقيه الثقافي والفني، وبملحقاته التقنية، أي غياب السيناريو الذكي والجيد، والمعالجة الدرامية المعمقة، والحوار المتماسك، وبالتالي، غياب البناء الداخلي السوي للشخصيات والسياق الحكائي وتطور الأحداث، هذا البناء الذي يفترض أن يكون متمكنا من تقنياته الفنية المطلوبة. تعتبر كل هذه التفاصيل أمورا جوهرية (وبديهية) في أي عمل سينمائي، كوميديا كان أو تراجيديا.

هنا، يمكن إعطاء أمثلة مستقاة من تلك الأفلام التي أنتجت أخيرا (فتاة من إسرائيل) لإيهاب راضي، أوغل في سطحية المعالجة الدرامية للصراع العربي ـ الإسرائيلي، وللتطبيع مع الكيان العدو، بالإضافة إلى بهتان نصه السينمائي، وشخصياته المتصارعة فيما بينها، وسياقه الحكائي المشتت وغير المتمكن من أدواته التعبيرية البصرية، وشروطه الثقافية والفنية. مثل هذا البهتان والتشتت والعجز عن امتلاك أدوات التعبير والشروط الثقافية والفنية، أمور نجدها في أعمال أخرى، أيضا، كفيلم (كوكب الشرق) لمحمد فاضل، الذي عمل على اختصار أعوام طويلة من حياة أم كلثوم ومسارها المهني، في شريط مرتبك وسطحي، و (الآخر) ليوسف شاهين، الذي لم يتوصل إلى صوغ نص سينمائي فعال حول موضوعة العولمة والتواصل مع الآخر، فبدت العناوين المذكورة مجرد كليشيهات عادية لم تتحول إلى عمل فني متكامل. فـ (الآخر) (بعد (المهاجر) و(المصير) (لم يعرف القيمة الفنية والدرامية والثقافية التي تمتعت بها أعمال سابقة لصاحب (الأرض) و(العصفور) و(باب الحديد)، باختياره هنا في (الآخر) الصراع الحضاري الدائر تحت عنواني العولمة والتواصل مع الآخر، بالإضافة إلى موقع الأصولية الإسلامية (التي لا تختلف كثيرا عن أصوليات دينية وقومية أخرى) في مواجهة مثل هذه التحولات، على خلفية انتقاد التحالف الخفي بين الرأسمالية والتطرف الديني الإسلامي، بهدف تأمين مصالحهما، في مشهدية أريد لها أن ترتفع إلى مستوى النقاش البصري لهذه التفاصيل، عبر قصة حب تجمع قلبي شابين (ثري وفقيرة).

معالجات ركيكة

من يلق نظرة عابرة على الأفلام المصرية و(العربية أيضا)، التي أنتجت أخيرا، يكتشف عمق الأزمة المتجلية بوضوح لا لبس فيه. فالبيان لم يحصر الأزمة بغياب الإنتاج والتمويل، كما ادعى ولا يزال ـ كثيرون من السينمائيين والنقاد، بل شدد على تنامي السذاجة في المواضيع، والركاكة في المعالجة الدرامية، والفقر في الجوانب التقنية. كأن هذا التشديد يؤدي إلى ملاحظة سطحية الاختيارات التي يلجأ إليها بعض السينمائيين، الذين يستسهلون التعاطي مع السينما، معتبرينها مجرد صناعة لا يعيبها إذا أنتجت بضاعة فاسدة، متناسين أن الجمهور الذي ربما يستسيغ أفلاما عادية (ربما لبعض الوقت، مهما طال)، لن يلبث أن يبتعد عن الصالات التي تقدم له مثل هذه البضاعة. الدليل على ذلك، مثلا، انخفاض نسبة مشاهدي أفلام عادل إمام ومحمد هنيدي، بعد (النجاحات) الجماهيرية الكبيرة التي حققها كل واحد منهما، في فترات سابقة (لا مجال هنا لقراءة نقدية تتناول المستويات الفنية والدرامية لمثل هذه الأعمال. لكن، لابد من الإشارة إلى أن عادل إمام يبقى أفضل الكوميديين العرب، كما أنه قدم أعمالا جريئة في انتقادها المتطرفين وأصحاب السلطات المختلفة)، وتراجع القيم الجمالية والفنية في ثلاثية يوسف شاهين الأخيرة (المهاجر، المصير، الآخر).

غداة انتهاء الدورة السادسة عشرة لـ(مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي) (13 ـ 19 سبتمبر 2000)، عبر نقاد سينمائيون عن استيائهم من المستوى المتردي للعديد من الأفلام المصرية (يذكر أن هذه الدورة نفسها واجهت غيابا شبه مطلق للسينما العربية الأخرى) المشاركة في المسابقة الدولية، أو البانوراما المصرية، خصوصا أن ثمانية أعمال منها أنتجها اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، بنظام المنتج المنفذ. رفيق الصبان، مثلا، رأى أن الأفلام المعنية (ركزت على النجاح التجاري السهل، عن طريق تقديم مشاهد تعتمد على الجنس والنكتة، ظنا من منتجيها أنها ستنجح تجاريا على حساب النوعية والمستوى الفني)، وأضاف أن ثمة (سذاجة في السيناريوهات التي اعتمدتها هذه الأفلام، باصطناع العقدة التي تبرر مسار العمل الفني وتطوره) (أعطى أمثلة على ذلك، مستعينا بأفلام مثل (الأخطبوط) و(نحب عيشة الحرية)) في حين أن الناقدة علا الشافعي ذكرت أنه كان من الأجدى ألا تهدر الأموال العامة على أفلام بمثل هذا المستوى الردىء، مقترحة تحويل مثل هذه الميزانيات إلى سينمائيين شباب جادين في طروحاتهم الفنية والثقافية، (كي تسنح لم فرصة تحقيق مشاريعهم)، متوقفة عند (الأبواب المغلقة) لعاطف حتاتة و( عمر2000) لأحمد عاطف.

سوية جمالية

هذه الصورة القاتمة لواقع السينما المصرية تنسحب، أيضا على غالبية الإنتاجات البصرية العربية، في الأعوام القليلة الفائتة. (بينالي السينما العربية) الأخير كشف تنامي ظاهرة التراجع الخطر في المستويين الشكلي والدرامي، مع أفلام مثل (حريم مدام عثمان) للجزائري نادر مكناش، و(موسم الرجال) للتونسية مفيدة التلاتلي، و(ضفائر) للمغربي جيلالي فرحاتي، و(كيد النساء) للمغربية فريدة بن ليزيد، علما أن الشريط الروائي الطويل الثاني، الذي حققته احدى أبرز العاملات في مجال التوليف (المونتاج) السينمائي التونسية مفيدة التلاتلي بعنوان (موسم الرجال) فاز بالجائزة الكبرى من (البينالي) نفسه، على حساب أشرطة أجمل وأقوى دراميا، مثل (الأبواب المغلقة) لحتاتة و(أرض الخوف) للمصري داود عبدالسيد. نادر مكناش حقق أول عمل له، فانتزع الجائزة المخصصة بالفيلم الأول من شريط حتاتة، الأجمل والقوى دراميا، أيضاً.

هذا في الجانب الروائي الطويل. غير أن فئة الأعمال القصيرة شهدت، بدورها، مجموعة لا بأس بها من النتاجات المهمة، أبرزها (القطار) للعراقي (المقيم في لندن) قتيبة الجنابي، و(الحائط) للمغربي فوزي بن سعيدي، و(سلام) للمغربية سعاد البوحاتي، و(مبروك مجددا) للبناني هاني طمبه. أما النتاج الوثائقي، بشقيه الطويل والقصير، فلم يخل من بعض الأشرطة المهمة، مثل (بولس النجار) للفلسطيني إبراهيم الخل، و(حلب، مقامات المسرة) للسوري محمد ملص، و(إصرار امرأة) للجزائري بلقاسم حجاج، و(تقاسيم من بغداد) للبناني سايد كعدو، و(وطأة النزاع المعلق) للبناني أيضا وليد رعد، و(موسم زرع البنات) للمصرية فيولا شفيق.

إذن، على الرغم من كل شيء، وفي مواجهة العدد الكبير من الأعمال الهابطة، لا يمكن تعميم نتائج الأزمة السينمائية على كل النتاجات، أكانت في مصر، أو في أي دولة عربية أخرى. ففي مقابل تردي أحوال غالبية الأفلام، التي عولجت بسطحية وسذاجة، أو اختار أصحابها مواضيع مستهلكة ورديئة، برزت أعمال ـ وإن كانت قليلة العدد ـ أثبتت نقيض هذه الصورة الدراماتيكية، الذي ـ أي هذا النقيض ـ ظهر في استمرارية اللغة الإبداعية في ابتكار أنماط آسرة من التعبير البصري الجمالي. في مصر، مثلا أنجزت بعض أجمل الأفلام العربية، التي نالت إعجاب الجمهور أو تقدير النقاد (أو الاثنين معا): (عرق البلح (1998) لرضوان الكاشف، (جنة الشياطين) (1999) لأسامة فوزي، (أرض الخوف) (1999) لداود عبدالسيد، (الأبواب المغلقة) (1998) لعاطف حتاتة، (المدينة) (1999) ليسري نصر الله، وغيرها القليل. في حين أن سوريا توقفت عن إنتاج أعمال روائية طويلة، تحديدا في العام 1998 بعد سنين من النتاجات البصرية الجادة، التي لعبت دورا في تطوير مقومات السينما العربية، لمخرجين بارزين أمثال محمد ملص وعمر أميرالاي وأسامة محمد ورياض شيا ونبيل المالح وريمون بطرس وسمير ذكري وعبداللطيف عبدالحميد. من المغرب العربي، جاءتنا أعمال ذات سوية بديعة: (علي زاوا) لنبيل عيوش، (صحافيون) لكريم طريدية، في حين أن مونتيرا ـ مؤلفا فلسطينيا يدعى سائد أنضوني، اشتغل مع أكثرية المخرجين الفلسطينيين في المونتاج السينمائي، حقق أول عمل وثائقي له، في العام ألفين، بعنوان (جمال.. قصة شجاعة)، قدم فيه واقعا إنسانيا حقيقيا، في ظل المواجهات اليومية مع الاحتلال الإسرائيلي، بلغة خالية من تلك الخطابية الاستعراضية الجوفاء: فمن خلال حكاية الشاب جمال، الذي فقد يديه في انفجار لغم، دخل أنضوني في تفاصيل زرع الألغام الإسرائيلية بالقرب من المدن والقرى الفلسطينية، ليروي لنا قصصا إنسانية عن حجم المعاناة والذل. من دون تناسي المخرج الفلسطيني الآخر، رشيد مشهراوي، الذي أنجز في العام نفسه (خلف الأسوار)، وثائقي عن مدينة القدس وناسها، وفيه نشاهد كيف يحتل الإسرائيليون منازل الفلسطينيين، بألف حجة وحجة (واهية، لكن بمنطق القوة والتعنت والتزوير، أحيانا)، وكيف (يعيش) الطرفان في بيوت متجاورة، حيث القهر اليومي والمعاناة اليومية تزيد قوة الفلسطينيين في التمسك، أكثر فأكثر، بأرضهم وحقهم التاريخي والشرعي.

إلى ذلك، شهد لبنان، في النصف الثاني من التسعينيات، حركة إنتاجية لافتة للنظر: أفلام طالبية وشبابية، أعمال أولى لمخرجين شباب عادوا إلى لبنان بعد أعوام الدراسة والعمل في الخارج( أوربا تحديدا)، أشرطة روائية ووثائقية لمخرجين مخضرمين، أمثال جان شمعون ورندة الشهال صباغ وبرهان علوية. غير أن الكثرة لا تعكس، بالضرورة، جودة وجدية في اختيار المواضيع ومعالجتها. من هنا، فإن السينما في لبنان، خصوصا في مرحلة التسعينيات، تحتاج إلى قراءة نقدية مستقلة، بسبب تشابك عوامل ومعطيات سياسية واجتماعية وثقافية وأكاديمية عدة، لتبيان واقعها الآني على ضوء سياقها التاريخي، الممتد على مدى واحد وسبعين عاما من (المبادرات الفردية).

سينمائيو المستقبل

مع دخولنا قرنا جديدا، مليئا بالتطورات التقنية والحضارية والفكرية والعلمية، لا يسعنا إلا أن نتساءل عما يمكن أن تقدمه لنا سينمانا القومية: هل نتوصل إلى حل ما لأزماتنا المتنوعة? ما الذي يفعله خريجو المعاهد الأكاديمية والجامعية: هل يمكن المراهنة عليهم، بصفتهم (سينمائيي المستقبل)، أو أنهم سيبقون عاطلين عن العمل السينمائي الاحترافي? هل ستتفاقم أزمة الإنتاج والإبداع، أو أن التقنيات الحديثة المستخدمة في أوربا وأمريكا (تقنيات (فيديو ديجيتال))، قادرة على منح السينما العربية بعضا من نبض جمالي ودرامي ما?

تصعب الإجابة. فالخوف كبير من أن تتفاقم الأزمات في ظل غياب سياسات ثقافية وفنية متكاملة، إن على الصعيد الرسمي ـ الذي يفترض به منح النتاج الثقافي والفني مزيدا من الحريات الفردية والجماعية، إلى جانب تقديمه مختلف الإمكانات الإنتاجية المطلوبة، أو حتى على صعيد الشركات الإنتاجية الخاصة أو المستقلة. من دون إغفال تراجع القيم الإبداعية، والمواهب الجدية، والمخيلة الخصبة والثرية بالوعي والمعرفة والتجربة.

في المقابل، ثمة أمل ما في أن تستعيد السينما العربية حيويتها وجودتها وحضورها، بعض المخضرمين لايزال حريصا على الإنتاج الإبداعي، وبعض الشباب متحمس للعمل السينمائي، وبعض الطلاب المتخرجين أثبت امتلاكه مبادىء الاحتراف المهني والجرأة في اختيار المواضيع والرغبة في ابتكار أشكال جديدة للتعبير.

 

نديم جرجورة

 
 




مشهد من فيلم "العاشقان" إخراج نور الشريف





من فيلم "الحائط" لفوزي بن سعيدي





من فيلم "القطار" لقتيبة الجنابي





حنان ترك وهاني سلامة في فيلم "الآخر" ليوسف شاهين





أحمد زكي في فيلم "أرض الخوف" لداود عبدالسيد