فائق حسن يرمم جداريته

فائق حسن يرمم جداريته
        

شعر

اعتادت متاحف الفن في كل أنحاء العالم على أن تقوم بترميم لوحات الفنانين التي تصيبها الأضرار بمرور الزمن. والقصيدة تتخيل كيف يعود الفنان العراقي الرائد الراحل فائق حسن ليرمم جداريته المشهورة, التي نفذها قبل أكثر من أربعين عامًا في ساحة الطيران وسط بغداد.

في تموز...
بدأ الرسامُ الشعبيُ يرمُم لوحته الأزليّهْ
ويرشُّ الحبَ بلا كللٍ
فوق الألوانِ القزحيهْ
في اللوحة سبعُ حماماتٍ
فأضاف لها
سبعةَ غدرانٍ ورديهْ

***

ظلّ يرتّبُ لوحتهُ
من خيطِ الفجرِ
إلى آخر ضوءٍ في اليوم
لكنّ حمامات اللوحة
ما أغراها لونُ الحبِ ولون الماءِ
وظلت تفلتُ من آسِرها
نحو سماوات الحريهّ!!
في تموز...
سبعُ حماماتٍ طارت من لوحة فائقْ
ومضت تبحث
في يومٍ صيفيٍّ رائقْ
عن ماءٍ في أبعد نبعٍ
فاعترضَ الشرطيُ الخافرْ
وامتعضَ البلديُ العابرْ
لكنّ المجنونَ الشاعرْ
كان كطفلٍ محتفلٍ بحمام الريحْ!! 

***

في تموز...
قاد الرسامُ العمالْ
والمسطرُ(1) لصقَ التمثالْ
هدّ جدار اللوحة فانفرطَتْ أحزانْ
وتداعى الحجرُ
الأسمنتُ
تداعت مملكةُ الألوانْ
وجميعُ السابلة اندهشوا
حين تحركَ
بين الأنقاضِ الإنسانْ!!

---------------------------
(1) المسطر هو المكان الذي يتجمع فيه عمال البناء في الصباح طلبًا للرزق.

 

فاضل عزيز فرمان