وهدةُ الوجد

  وهدةُ الوجد
        

بلا وعدٍ من العينين
أدخل وَهْدةَ الوجدِ
على إيقاع نظرتها..
وهمس رفيف سحر الهدبِ
إذْ رشقته بالجدّ
أغالبُ عُنْفَ أقداري
وأُشْعِلُ شَمْعةً للحلمِ
وسط الريح والبردِ
أُدثِّرها بما اختلجتْ به روحي
وألقته على جَسَدي
تُجابِهُ زمهرير الوقت..
وتُدْفئ خفقة في القلبِ
كم ضجّت من الوجعِ
ومن أيامي الجرداء
بما تحوي من الخُداعِ
وطول سرابها الممتدة
في جَزْر بلا مدّ
طَلَعت على متاهاتي.. وكم أَوغلت في البُعْدِ..
ووجه الليلةِ القمراء يستدنيك لي وحدي..
أيا حُوريةً فتانةَ القدّ
زرافاتٌ ترافقها.. وغِزْلانٌ بلا عدّ
ويكشف عن بريق السحر مرمرُها
وماسات ملوَّنةٌ تَلُوح بمفرقِ النّهد
وضوءُ جبينها قَمَرٌ
يخايل ليلي المغموسَ في الكمدِ
ويخْطفني بساطُ ضياه
مجذوبًا بلا شدِّ
أمدّ يديّ نحو النجم
لأقطفَ وردةَ السعدِ
فألقى ثَغْرها البسامَ
أنْدى من مدى الوردِ
أسافرُ نَحْوه أملاً
وأسألهُ عن الوعدِ
فيضحك لي ويغريني
بفوح الكرْزِ والنّد
وَدرْبًا مَدُّهُ للسَوْسَنِ الملتفّ
فَوْق معارج السُهْدِ
وعمرُ الوردِ يا ويلاه
قصيرٌ في رؤى المهد..
أخافُ من انطفاء الحلم
وأخشى لَحْظَة الصدِّ
وأخشى أنْ يكونَ الوجدُ
أشْعل نارَ محرقتي
وأخشى أن يكونَ الحلمُ
وَهْما ساخرًا مني
وَحبْلاً فيه مِشْنقتي

 

 

جميل محمود عبدالرحمن