وسط حفاوة شعبية بالغة عاد إلى الكويت ولي عهدها ورئيس مجلس وزرائها الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح في الثاني عشر من شهر أكتوبر الماضي ولم تكن هذه العودة حدثا عاديا، فقد هرع الآلاف من الشعب الكويتي لاستقباله يتقدمهم كبار رجالات الدولة وظلوا يواصلون تحيته منذ لحظة نزوله من الطائرة إلى مروره عبر الشوارع حتى وصوله إلى قصره العامر.وبقدر ما كانت لهفة الآلاف للاطمئنان على صحة سموه كان شوقه للعودة إلى الوطن الغالي من أجل مواصلة رحلة العمل والعطاء كما صرح الشيخ سعد أكثر من مرة. وقد اختلطت في استقباله صيحات الفرح بالتكبيرات والدعاء له أن يسبغ الله عليه الصحة والعافية.

وكان سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء قد تعرض إلى نزيف حاد في شهر أبريل الماضي 1997 مما استدعى تدخلا جراحيا بواسطة فريق كويتي مدرب، ثم رئي أن يسافر إلى المملكة المتحدة ليقوم بإجراء المزيد من الفحوصات في أحد مستشفيات لندن. وقد اطمأنت القلوب الملهوفة في الكويت عندما صدرت التقارير من المستشفى الإنجليزي بأنه لاشيء يدعو للقلق وأن الأمر لايحتاج إلى مزيد من العمليات الجراحية.

وطوال فترة العلاج لم يكف الملوك والرؤساء والمسئولون من جميع أنحاء العالم عن الاطمئنان على صحة سموه. وتحول بيته في "بليغرف سكوير" إلى قبلة لكل زوار العاصمة البريطانية من العرب وكان يحرص على استقبالهم بنفسه ليريهم مدى تحسن صحته، بل إنه بدأ تدريجيا في مزاولة أنشطته السياسية العادية أثناء فترة النقاهة.

وسمو الشيخ سعد هو الابن الأكبر للمغفور له الشيخ عبد الله السالم أمير البلاد الأسبق. وقد تلقى تعليمه العام في الكويت قبل أن يسافر إلى إنجلترا عام 1951 حيث التحق بكلية "هاندن" العسكرية. وقد قام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد في 31 يناير 1978 بتزكية سمو الشيخ سعد وليا للعهد.وقد شغل منصب رئيس الوزراء في 8 فبراير من نفس العام ومازال يشغله حتى الآن وهو متزوج وله ولد وأربع بنات وقد عرف عن سموه حبه لمطالعة الكتب التاريخية والعسكرية والأدبية ومن هواياته صيد السمك والزراعة والتصوير.

لقد دلت مشاهد العودة على مدى قوة التلاحم بين أبناء الشعب وقيادته، وأظهرت روح الأسرة الواحدة التي تتحلى بها الكويت وأن ما يسودها من علاقات إنسانية وطيدة يتخطى كل الحواجز والفوارق الطبقية. وأكد الجميع أن سموه قد انتهز فترة التأمل الطويل أثناء النقاهة لوضع برنامج عمل وطني يدفع الكويت إلى مستقبل جديد تمارس فيه الكويت دورها بين أمتها العربية.