عزيزي العربي

عزيزي العربي

رسالة الشهر
لا حل.. إلا بالعروبة!!

.. رئيس التحرير:

قرأت في مجلة العرب الأولى "العربي" العدد "464" يوليو 97 مقالا للدكتور أحمد عبدالملك بعنوان "عواطف القوميين وعقلانية الواقعيين" يحمل فيه على القومية العربية والفكر القومي العربي، وإن كان يخلص في نهاية مقاله إلى توصيف للقومية كما يجب أن تكون. وهو توصيف أوافقه عليه وأتبنى كل كلمة جاءت فيه.

ولما كانت مجلة "العربي" تمثل لدى القارئ في شتى أرجاء الوطن العربي مرجعا "أساسيا" للفكر والثقافة العربيين رأيت من واجبي أن أوضح بعض الأمور، والتي أفترض أن الدكتور أحمد عبدالملك لم يقصدها، وإن جاءت في بعض أجزاء مقالته بشكل لا يخلو من الحدة وهي في غالبيتها ناتجة عن ردة فعل قوية ومبررة وطبيعية لجريمة اجتياح الكويت من جهة، ولما نشاهده في عالمنا العربي من تسلط للأنظمة على مقدرات الشعوب من جهة أخرى.

وإذا كنت أشارك الكاتب إدانته الشديدة لهذه الجريمة وذلك التسلط ويشاركني في هذه الإدانة، على ما أظن، كل العرب على مختلف أهوائهم ومشاربهم إلا أن ذلك يجب ألا يقودنا إلى رفض فكرة القومية وفكرة العروبة.

إن الفكر العربي يعيش أزمة حادة بين العاطفة والعقل، بين الغريزة والمنطق، وهذه الأمة ليست وليدة الواقع العربي الحالي، بل هي تعود إلى فترة الخمسينيات حيث كانت هذه الفكرة في أوج ازدهارها. وربما كان هذا التداخل العاطفي الغرائزي هو سببا من أسباب انكسار الفكر القومي، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من العوامل المحلية والإقليمية والدولية، التي لا مجال للغوص في تفاصيلها في هذه المقالة. وأنا أزعم أن أسباب التردي في الفكر القومي العربي لا يمكن أن تزول إلا إذا وصلنا إلى معادلة معقولة بين ما هو عاطفي وهو ضروري الوجود على أي حال وبين ما هو عقلاني علمي خاضع للتحليل المنطقي البناء.

لقد أثبتت الأحداث التي عصفت بعالمنا في العقد الأخير من القرن الحالي أن فكرة القومية ـ وحتى العرقية ـ لم تندثر حتى عند أكثر الشعوب تقدما "واتصالا" بالفكر الإنساني وبالاقتصاد العالمي، بل على العكس تماما فقد ظهرت من تحت الرماد جمرا مشتعلا، كاد يحرق ناسها والآخرين من حولها. ولسنا بحاجة لأكثر من الإشارة إلى تفتت الاتحاد السوفييتي، وانقسام تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا للدلالة على صحة ما ذكرناه.

ولم تنفع العولمة في الاقتصاد ولا النظام العالمي السياسي الجديد، الأحادي القطب في تجاوز ما تولده البؤر "القومية" في شتى أقطار العالم من أحداث وانتفاضات.

القومية هي تعريفا "انتماء حضاري"، ومن هذا المنطلق لا يستطيع أحد أن يشكك في أن العرب ينتمون إلى حضارة واحدة في شتى أقطارهم برغم ما ولدته الأنظمة القطرية من خصوصيات في هذا القطر أو ذاك، وليست القومية تجميعا "قسريا" لشعوب المنطقة ودولها. فمن يفهم القومية أنها تسلط وتوحيد قسري بقوة السيف أو الدبابة يفهم القومية خطأ ويسيء إليها وإلى سيرة التاريخ نفسه، وهذا ـ مع الأسف الشديد ـ ما يحصل بين حين وآخر، وما يدفع ببعض المفكرين العرب إلى التشكيك بالفكر القومي نفسه.

والعروبة هي مسيرة العرب نحو مستقبل أفضل عادل حر، ديمقراطي إنساني تتحقق فيه العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. ومن البديهي أن ذلك لن يتم إلا إذا ساد منطق الديمقراطية في حياتنا السياسية.

ليس المطلوب إذن من العروبة أن تجمع العرب قسرا ولا أن تأخذ من "أهل اليسر" لتعطي "أهل العسر" فتستفيد من ذلك الأنظمة القائمة وتتجذر، وإنما المطلوب أن ينهض الفكر القومي العربي الديمقراطي الإنساني داخل الأقطار نفسها وعلى مستوى الأمة كلها وتسود لغة الحوار ـ كما يقول الدكتور عبدالملك وهو قول صائب وصحيح.

إن المطلوب تماما هو نهضة عربية فكرية جديدة، برغم كل ما يحيط بنا من صعوبات، أكثرها داخلي يتمثل بالأنظمة التي تحكم شعوبها بالحديد والنار باسم القومية أو تحت غير ذلك من تسميات مهما اجتهدوا في اختيار أجمل الأسماء لها تبقى متخلفة شوهاء مادامت بعيدة عن لغة الديمقراطية والحوار.

وليست الديمقراطية في الوقت نفسه منة تجود بها الأنظمة علينا وهي لن تفعل دون شك. وإنما الديمقراطية حاصل نضال دءوب وعمل عربي شعبي مشترك يعيد تدريجيا الحياة إلى الفكر القومي العربي، وإلى مؤسسات العمل العربي المشترك على وهنها وهشاشتها، فإذا كانت العروبة مسيرة متواصلة، فلا بأس من البدء بتواضع على مسيرة الألف ميل.

كما أن هذا الفكر القومي نفسه مدعو إلى إعادة النظر بتجربته وطروحاته وتحديد أولوياته من جديد كي نخرج من مرحلة النوستالجيا العربية إلى رحاب الفكر العلمي البناء الذي يؤمن بمصير عربي مشترك ويعمل لإقامة مؤسسات عربية مشتركة في إطار الحوار الديمقراطي الخلاق، حتى ولو كانت هذه المؤسسات تجمعات إقليمية في إطار الجامعة العربية، أو لقاءات فكرية منتظمة على المستوى الشعبي. فالعرب محكومون بالالتقاء والتعاون إذا أرادوا الإطلالة على القرن الواحد والعشرين.

نعم أنا من المؤمنين بإنه لا حل إلا بالعروبة، وأتمنى أن تكون هذه دعوة للنقاش، ومن هو أولى من مجلة "العربي" بالقيام بهذه المهمة الجليلة.

د. علي حسن
بيروت ـ لبنان

ونقول

وردتنا رسائل عدة حول هذا الموضوع، تراوحت التعقيبات فيها بين الحدة والغضب والانفعالات المندفعة.. ونعتقد هنا أن قضية مهمة كتلك تطرح نفسها بقوة هذه الأيام.. وتحتاج إلى المزيد من النقاش الهادئ الذي يحدد أسباب الأزمة ووسائل علاجها.. من أجل الوصول بها وبنا إلى بر الأمان.

"المحرر"

اعلان نتائج مسابقة
دار سعاد الصباح

أعلنت دار سعاد الصباح نتائج مسابقات السنة العاشرة التي تحتضنها الدار للمبدعين من الشباب العرب. وقد جاءت النتائج التي توصلت اليها لجان التحكيم النهائي كما يلي:

  • في مسابقات الشيخ عبدالله مبارك الصباح للابداع العلمي كانت نتيجة التحكيم للمسابقة في موضوع "الانترنت": الأول: سامر سعيد، الثاني: ابراهيم أنور أحمد شلش، الثالث: المهندس محمود عبدالوهاب الحسيني.
  • في مسابقة "دور العرب في تقدم علوم الطب": جاء أمجد إحسان الهندي أولاً، وفاز بالجائزة الثانية أعصم أحمد حمدي إمام، وحلت ثالثة رندة محمد عبدالرحمن.
  • في مسابقات سعاد الصباح للابداع الفكري والأدبي، وفي موضوع "بلند الحيدري" فازت عايدة كنعان الملحم بالجائزة الأولى، ولارا جحا بالجائزة الثانية، وجاءت نجاة أبورويس في المرتبة الثالثة.
  • في الابداع الشعري كانت الجائزة الأولى من نصيب عيسى عزيز اسماعيل، والثانية لعبدالناصر حداد، والثالثة من نصيب بوزيان مومني.
  • في مسابقة "ابن خلدون وأثره في علم الاجتماع" قررت اللجنة حجب الجائزتين الأولى والثانية ومنحت الثالثة للمتسابقة أميرة أحمد مكاوي.

وتمت اعادة طرح ثلاث مسابقات ضمن المعلن عنها للعام 1998 وتم ضم مساهمات المتقدمين فيها لتكون نواة مساهمات العام المقبل.

جدير بالذكر أن الفائز الأول في كل واحدة من المسابقات ينال ثلاثة آلاف دولار وينال الثاني ألفي دولار والثالث ألف دولار أمريكي. كما تقوم الدار بطباعة الأعمال الفائزة بالمرتبة الأولى على حسابها وتتحمل نفقات الاعلان عنها وتوزيعها في مختلف الدول العربية تعريفاً بعطاء الفائزين الأوائل.

والجميع.. يفضلون المحامي

..رئيس التحرير:

نشرت مجلة العربي بالعدد "459" فبراير 1997 في زاوية "إلى أن نلتقي" مقالة تحت عنوان "والبعض.. لا يفضلون المحامي" بقلم مدير التحرير أنور الياسين.

وقد اطّلع المحامون في سوريا على المقالة.

وقام مجلس نقابة المحامين في الجمهورية العربية السورية بدراسة الموضوع، فوجد أن مضمون المقالة يشكل تعرضا لمهنة المحاماة ورسالتها النبيلة.

وأعتقد أنكم تشاركوننا الرأي في أن المحاماة رسالة سامية تهدف إلى ترسيخ حكم القانون، وتدعيم استقلال القضاء والمحاماة، وتمارس الدفاع عن قضايا الأمة العربية، كما تعمل مع القضاء الوطني على تحقيق العدالة وحماية الحقوق والحريات.

أحمد عيدو
نقيب المحامين
الجمهورية العربية السورية

وتريات
"أبا فراتٍ"
في رثاء المرحوم الشاعر محمد مهدي الجواهري

أرحْ ركابكَ هذا القبرُ ينتظرُ

 

ودعْ همومكَ بين القبرِ تنتحرُ

وانظر وراءك لا "ليلى" تُغازلها

 

ولا لسانك بالأشعار ينهمرُ

ولا شموخك حين الخطبِ منتصبٌ

 

لكن على خطوات الوهن منكسرُ

ما مُت أنتَ ولا الأمجاد ميتةٌ

 

ولا صداكَ عن الإبداعِ ينحسرُ

أبا فراتٍ رأيتَ الموت كيف بدى؟

 

فلم يعد ينفع الترحال والسفرُ

كيف استبدتْ بنا الظلماءُ جائرةً

 

فليس يُنقذنا شمسٌ ولا قمرُ

أبا فراتٍ بلادُ العرب مثخنةٌ

 

على الجراح سيول السم تنحدرُ

حملتَ نارَ هموم العرب قاطبةً

 

وأنت في الحمل وسط النار مقتدرُ

بالشعر بالفكر بالأخلاق تحملها

 

وفوق ما تحمل الأمواج تبتحر

بين الأعاصير قاومت الطغاةَ ولمْ

 

تهنْ وفوقك زَخَّاتِ الردى مطر

هذي قصائدكَ الغراءُ مُزْهرةٌ

 

يفيضُ زهواً على ساحاتها الدررُ

أبا فراتٍ طريق المجد سالكهُ

 

ولو تطاير من أجزائه الشررُ

ما هَزَّكَ الموتُ ما للموت من أملٍ

 

وفي يمينك ضوء الشعرِ يبتكرُ

عبدالله الأقزم
القطيف ـ السعودية