عزيزي العربي

عزيزي العربي

العرب.. وحلم الغرب

.. رئيس التحرير:

المتطلع إلى الواقع الذي سيئول إليه العالم يدرك تمام الإدراك أن أيديولوجية التعددية القطبية قد تلاشت وحل المصطلح الذي سيطلق على العهد الجديد (النظام وحيد القطب), وأنا هنا أتساءل عن عنواننا نحن العرب بين فضاء الأحادية والقطبية, هل سنغيب مع ظهور معالم النظام الدولي الجديد الذي تسيره يد واحدة ولا تنازعها أية سلطة مضادة?

هذه اليد قد أرست جذورها وبدأت تأخذ بزمام سلطتها, وتفرض نفسها كقاض للعالم, وإن كانت قمة مالطا بمثابة المنعرج الذي ألغى كل الحسابات, وغير وجهة كل المؤشرات, فإنه لابد وأن نعترف بأن هذه المرحلة التي نحن مقبلون عليها كانت تخطط لها الآلة الغربية من قبل, وما قمة مالطا سوى هدنة بين الشرق والغرب من أجل مقايضة الحرب الباردة باللا توافق الدولي, وإن كانت مؤامرة (معاهدة سايكس بيكو) قد طبقت على أمة العرب, فإنه وقبل سنوات قصار يعيد التاريخ نفسه بنفسه وتملى معاهدة مالطا على الرجل المريض (الاتحاد السوفياتي) من أجل أن يزول كما زال الرجل المريض السابق (الدولة العثمانية) منذ سنوات طوال.

إن تصدع المعسكر الشيوعي, وبروز الأحادية القطبية, وظهور إسرائيل بثوب الشرعية الموهمة تهدد الكيان والأمن العربي لهو دليل كاف لاعتبار المرحلة المقبلة غامضة وصعبة علينا نحن العرب, خاصة في ظل مرض الآليات العربية وإخفاقها في حل قضاياها السياسية وعجزها في الخروج من بوتقة العجز الاقتصادي.

لذلك فإن القومية العربية والانتماء العربي في ذات كل عربي يجعلانه يتساءل عن عمر الغيبوبة, ومتى ستستفيق الآلة العربية من إخفاقها, وتتجنب الرؤية التآمرية, وتعطي لنفسها وزناً عالميا يتماشى والمعطيات الحديثة? وهل ستدرك القيادة العربية أنها تسير في حلقة مفرغة ما لم تتحدد وجهات النظر وينبت إلى الواقع ما يعرف بالاتحاد العربي, لان كل الصراعات العالمية مفتلعة, لأجل محو الذات العربية وبناء ما يعرف باللاذات?

إن تغير موازين القوى لن يكون صعبا علينا فحسب نحن العرب, بل خطراً يهددنا أكثر من ذي قبل, وفي ظل السمات الجديدة لنظام الأحادية القطبية وبداية ظهور المرحلة المقبلة أتساءل: الآلة العربية إلى أين?!!.

مصطفى شريك - جامعة باتنة
الجزائر

.. ونقول:

وبعيدا عن ترديد مقولة (نظرية المؤامرة) التي أشبعناها تحليلا وبحثاً, وارتكنا إليها, كمبرر لتقاعسنا عن محاولة الخروج من الأزمات الخانقة, بعيداً عن ذلك نؤمن بأن القوى الكامنة في وطننا مازالت تبشر بالخير, ولايزال الأمل يحدونا في نهوض جديد.. عظيم وهائل.

بقاء الرواية

.. رئيس التحرير:

أريد أن ابدي خالص شكري على هذه الجرعة الصحفية الشهرية التي تقدمها لنا مع أعجابي الخاص "بحديث الشهر لشهر يونيو 1997" العدد "463" تحت عنوان "العدامة رواية جديدة أم شهادة على التغيرات في مجتمع الجزيرة؟ هذا المقال الذي يعتبر ردا صريحا علىالآراء والاتجاهات التي تقول بقرب موعد احتضار هذا الفن الأدبي- فن الرواية- في العالم ..!! هذه الآراء التي لم ترتق ولن ترتقي إلى مستوى الحقيقة بل ستظل تخيلاتكتاب، فنحن نجد صورا حديثة للفن الروائي المتجدد، ومازالت الرواية فنا تتجدد حياته بتجدد اساليبه وموضوعاته. ونحن نى- مثلا- أنه عند ظهور المذهب الواقعي لكتابة الرواية في القرن التاسع عشر لم يقض على المذهب الرومانسي الذي كان قبله بل سار جنبا لى جنب معه وكان المذهب نفسه- المذهب الواقعي- انعكاسا لظهور الآلة والازدهار الصناعي في أوربا ولم يكتف الكتاب بالواقعية بل ظهر المذهب الطبيعي ثم المذهب السيكولوجي المندمج بالواقعية المتمثل في رواية "تيار الوعي"- في القرن العشرين- وهكذا سيظل نهر الرواية متدفقا متجددا دائما، وقد تتصارع مذاهب وتياراته المختلفة وقد يختفي منها ما يختفي ولكن هناك مذاهب متجددة تمثل انعكاسا للعصر الذي تظهر فيه.

هدرا جرجس زخاري
أسوان- مصر

تساؤلات تتسع

.. رئيس التحرير:

عندما استعمل الإنسان السيارة والطائرة والكهرباء ذهل الكثيرون واعتقدوا أن العلم قد حل جميع ألغاز الوجود, فتسلح البعض بألفاظ هي أقرب إلى التدليس, فإذا سألت أحدهم لماذا تسقط الأشياء إلى أسفل, يقول لك هذه جاذبية الأرض التي توصل العلم إلى اكتشافها ولم يعد يخفى عليه شيء, وإذا سألته كيف يعمل الراديو يقول لكم هذه تموجات كهرومغناطيسية يتم توليدها في مكان والتقاطها في مكان آخر, لم يبق شيء مستحيل!! وكأنه يقول الإنسان لا شيء, العلم بل المادة هي كل شيء.

ولكن.. قبل أن يستيقظ هؤلاء ينهض المروجون الأوائل وآخرون يتساءلون حسنا.. الجاذبية, الكهرباء, المغناطيس, الحياة العضوية, ولكن ماذا تعني هذه الأشياء?

وتغرق مئات النظريات في وصف موجة الإلكترون وكيفية امتصاصه لكميات الطاقة وكيفية دورانه على نفسه (SPIN), وغرابة النتائج.. إذن نحن في حلقة من حلقات التساؤل تتسع كلما أجبنا عن تساؤلات سابقة. وفي هذه الحلقة تمتد خيوط متصلة بالوعي الداخلي, تقود طريق البحث والتفكير, فتكون موجودة دائما وإن خفيت في بعض الأحيان, فتبقى الحقيقة الثابتة بأن للطبيعة قوانين ثابتة لا يمكن تجاوزها, فالطبيعة لا يمكن أن تعطي شيئا إذا لم تسمح به, ولها وسائل معجزة في المحافظة على التوازن وعدم تخطي الحدود.

كيف تعطي الطبيعة الأشياء التي تسمح بها فقط? للإجابة على هذا السؤال أقول: من أين نأتي بمواد لصناعة زجاج النوافذ والسيارات والنظارات والأجهزة البصرية وغير ذلك? من أين نأتي بالطاقة النووية? هل كنا نستطيع أن نأتي باختراعات وتقنيات تتعلق بتلك الأمور إن لم تكن المواد الشفافة أو المواد ذات الإشعاع النووي موجودة? إذن فالمسألة ليست إن كنا نستطيع أم لا, إنها مسألة تتعلق بالمدى التي تسمح لنا الطبيعة بأن نصل إليه. وهذه الفكرة متعلقة بالفكرة الأخرى عن الوسائل والمفاجآت الدائمة, فمنذ أن حاول الإنسان القضاء على الأمراض وإطالة الأعمار وزيادة الإنتاج تتكرر نفس القصة, ننام وقد قضينا على مرض لنستيقظ على ولادة مرض جديد, وكلما حاولنا زيادة الإنتاج زادت حاجتنا للاستهلاك وتناقصت مناعة أجسادنا, وكلما قتلنا آفة مضرة نقتل مخلوقات نافعة ونؤذي البيئة.. هذا هو التاريخ, فلنأخذ العبر ونتحلى بالصبر أمام الاستنساخ والتكاثر الموعود, فلاشك أن للطبيعة وسائل تستعمل, وخططاً جاهزة للتنفيذ كما في كل المرات السابقة, ولن تصل الأمور إلى أكثر من الحد المسموح به.

وإن كنا لا نعرف المستقبل, فعلينا أن نتسلح بالمعرفة والعلم الذي لا يعتبر الهزيمة نهاية العالم ولا النصر امتلاكاً لكل شيء.

سامي خير الدين
حاصبيا- لبنان

" إيسوب روا للخرافات العربية "

..رئيس التحرير

فى معرض تحليله واستعراضه لمسابقة العربى للقصة القصيرة ، تحدث الدكتور محمد الرميحي رئيس التحرير- العدد 465 / أغسطس 1997 عن جذوز القصة القصيرة فى العالم ، معدداً الآراء فى ذلك ، ومنها الرأى القائل إن للقصة " جذوراً بعيدة موغلة فى القدم ، تعود فى الأدب الغربى إلى خرافات إيسوب ذلك الكاتب اليونانى الذى صاغ الحكمة فى ألسنة الحيوانات " .

ولى مداخلة على مقولة " خرافات إيسوب "- وهىى مقولةة مسلم بها بين لكثير من المثقفين العرب .

بداية ، نزعم أن " إيسوب " هو رأو للخرافات العروبية القديمة وليس مبدعا لها . وهذا الزعم يستند إلى بعض القرائن والتى تحتاج إلى مزيد من البحث والتقصى ، وهذه مهمة اختصاصى الأدب المقارن .. والقرائن هى :

1- أن الخرافات التى نسبت إلى " إيسون " واقترنت باسمه ، رواها كذلك راو آخر من ليبيا . ونستدل على ذلك من خلال شهادة أرسطوطاليس .

ففى معرض حديثة عن المثل والخرافة ، والفروق بينهما ، يقول أرسطوطاليس : " أحد نوعى البرهان أن يذكر المتكلم أمورا قد كانت ، والثانىى أن يضع هو ذلك ويختلقه اختلاقا ، ثم هذا أيضا نوعان أحدهما مثل ، والآخر كلام هيسوفوس وليبوقو " " أرسطوطاليس- الخطابة _ ترجمة عربيةة قديمة ، حققها عبد الرحمن بدوى _ ص 138 " . وهيسونوفوس " = إيسوب " ، أما ليبوقو ، فإن المترجم العربىى القديم رسم الكلمة اليونانية رسماً بترجمته حيث إن ليبوقو " = الليبى " .

ويشير ثاون إلى أن الخرافات التى تنسب إلى إيسون لا تختلف أبداً عن خرافاات ليبوقو " = اليبى " إلا بكونها نسبت إلى ليبى " من ليبا " مجهول " أرسطوطاليس- سابق ص 138 " .

ومعنى ذلك أن الخرافات التى رواها ليبوقو " = الليبى " والتى نسبت إليه ، مما يشير صراحة إلى أن أيسوب وليبوقو " = الليبى " هما روايان للخرافات إلى أن إيسوب وليبوقو " = الليبى " هما رواياان للخرافات العروبية القديمة . وهذا يتفق تماما مع تأكيد الباحث والعلامة " ألكسندر كراب " عندما أكد : إن الخرافات التى جمعها إيسون إنما هى خرافات سامية- بمعنى عروبية قديمة- جمعها فى إيونيا " شوقى عبد الحكيم- الحكايات الشعبية العربية- ص 106 " . وهذه الخرافات التى نسبت إلى إيسون ، وهناك الكثير مما كان مشهورا قبل إيسون ونسبت إلى إيسون ونسبت إلى آخرين عاشوا قبل إيسون بسنين عديدة " الهيتى- سابق ص- 160 " .

2- ومما يؤكد زعمنا بأن الخرافات التى نسبت إلى إيسوب ، هى خرافات عروبية قديمة ، وأن إيسوب ، هى خرافات عروبية قديمة ، وأن لم يكن سوى أحد الرواة لها ، المكتشفات الأثرية ، حيث تم اكتشاف الكثير من الخرافات بين المكشفات الأثرية فى بلادها ما بين النهرين وسوريا ومصر .

وقد جمع " جوردون " قسما منها بلغ " 295 " خرافة " الدكتور وديع بشور- سومر وأكاد- ص 153 / 154 " . ومن هذه الخرافات العروبية القديمة المكشفة ما نسب إلى آحيقار ولقمان وغيرهما . ومنها الكثير ما نسب لاحقا إلى إيسون ، حيث نجد الكثير من هذه الخرافات العربية القديمة المكتشفة قد رواها إيسون . وقبل عرض بعض النماذج لذلك ، نود أن نشير إلى قضية يمكن استنتاجها استنتاجاً تتعلق بعروبية الخرافات التى نسبت إلى إيسون . وهذا الاستناج ذو بعدين متلازمين هما :

- إذا كانت بعض الخرافات التى نسبت إلى إيسون قد اكتشفت بين الأنقاض الأثرية العربية القديمة ، وتعود إلى أكثر من ألف وخمسائمة عام قبل إيسون ، فإنه من المنطقى أن تكون كل الخرافات التى روها إيسون هى خرافات عروبية ، وإن لم تكتشف الغالبية العظمى منها بعد ، حيث مازالت المكتشفات الأثرية تتحفنا بالجدية فى كل يوم يمر .

- ومن جهةة ثانيةة ، فإن الكثير من الخرافات التى رواها إيسون ، نجدها هنا وهناك فى أسفار تراثنا العربى . وإذا كان من المؤكد- تاريخيا- ان العرب لم يترجموا الأدب اليونانى القديم لأسباب مختلفة لا مجال لذكرها الآن ، واكتفوا بترجمة الفلسفة والعلوم ، فإن ذلك يشير صراحة إلى أن أدب الخرافة- إن صحت هذه التسمية- الذى يطالعنا فى بعض أسفار تراثنا العربى ، هو أدب متواتر عن الأدب العربى القديم الذى يعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد . وهذا ما يقطع الشك باليقين ، إلى كون هذه الخرافات التى نطالعها فى أسفار تراثنا العربى المختلفة هى خرافات مقتبسة عن إيسون ، بل الحقيقة تشير- من خلال ما تقدم- إلى أن هذه الخرافات هى استممرار للخرافات العروبية القديمة ، وما إيسوب إلا روالها ، وهذا ما يفسر تشابه الكثير من الخرافات التى نسبت إلى إيسوب ، مع الخرافات المبثوثة فى أسفار تراثنا العربى ، حيث ينهلان من منهل واحد هو الخرافات العروبية القديمة .

والآن إلى بعض هذه النماذج المختارة من الخرافات المكتشفة بين الأنقاض والأطلال الأثرية- أو المتواترة عبر تراثنا العربى بعد الميلاد وهى نماذج على سبيل المثال وليس الحصر . منها خرافة " الأسد الشائخ " ، وخرافة " الشيخ والموت " اللتان تعودان إلى " 2000 " قبل الميلاد ، وتنسبان إلى لقمان ، وهما من الخرافات التى رواها إيسوب من ضمن الخرافات التى نسبت إليه ، حيث يمكن مقارنة خرافة " الأسد الشائج " فى شوقى عبد الحكيم- موسوعة الفلكلور والأساطير العربية- ص 589 .. مع نفس الخرافة لدى ليون تولستوى- الحكايات الشعبية- المجلد 15 من الأعمال الكاملة- ص 181 ، حيث يشير تولستوى إلى مصادره وهى : إيزوب " كذا " الأسد الشائخ والثعلب . ولعل الإشارة إلى لقمان كمصدر للخرافة يؤكد عروبيتها ، لأن تاريخيا- لقمان عاش قبل إيسون بزمن طويل .

أما خرافة " الشيخ والموت " ، فيمكن مقارنتها لدى " عبدالحكيم- سابق- ص 589 ، مع نفس الخرافة لدى : تولستوى- سابق- ص 176 ، حيث يشير تولستوى كذلك إلى أن مصدره هو : إيزوب : الشيخ والموت ، ولا فونتين : الموت والخطاب ، ولقمان : الرجل والموت ، حيث إشارة تولستوى إلى لقمان كمصدر للخرافة ، يؤكد على عروبيتها ، وكون إيسون روايا لها .

أما بالنسبة إلى الخرافات المنثورة هنا وهناك فى تراثنا العربى والتى تطابق الخرافات التى نسبت إلى إيسون ، فمنها على سبيل المثال لا الحصر: خرافة " الأسد والذئب والثعلب " التى رواها لا بشيهى فى " المستطرف من كل فن مستظرف " الدكتور مصطفى رجب- أدب الأطفال فى تراثنا العربى- مجلة العربى 464 / يوليو 1997- ص 161 " ، والتى رواها إيبررب ، ونقلها عنه لافونتين ، وبدوره ليون تولستوى اعتمدها عن إيسوب ولافونتين " تولستوى- سابق- ص 265 " . وأيضا خرافة " الذئب والحمل " ، والتى لها أكثر من رواية عربية ، منها رواية للشاعر ، مجنون ليلى " ديوانه- تحقيق " عبد الستار فراج- ص 137 |". كذلك جاءت الخرافة بروايتين فى " مجتمع الأمثال " للميدانى ، من تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، الأولى جاءت فى الجزء الأول ، ص 349 / المثل 1876 ، والثانية جاءت أيضا فى الجزء الأول ، ص 446 .

3- وأخيراً ، ومما يؤكد عروبية هذه الخرافات التى نسبت إلى إيسون ، أن الكثير من هذه الخرافات التى نسبت إلى إيسون ، هى خرافات متجذرة فى وجدان الشعب العربى وذاكرته المجمعية- والتى تحتوى فيما تحتويه خبرات الأسلاف والتى تمتد إلى آلاف السنين- والتى تحولت فيما تحتويه خبرات الأسلاف والتى تمتد إلى آلاف السنين- والتى تحولت إلى أمثال شعبية بسيطة متداولة فىى أقاليم واسعة من وطننا العربى الكبير ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، خرافة " الذئب والحمل " التى سبق التطرق إليها . فقد تحولت إلى مثل شعبى منتشر فى الإقليم الفلسطينى- وربما فى غيره أيضاً ، ومنطوق المثل " قال الذيب لحمل المية من عندك تتعجج قال الحمل كلنى ولا تتحجج : . " عوض مسعود عوض- المثل الشعبى والحياةة- البعث الأسبوعى 8863 / تاه 15 / 6 / 1992- ص 7 " والخرافة بنصها النثرى موجودة فى المراجع التى سبق ذكرها .

ومنها أيضا خرافة " الثعلب والعنب " ، والتى جاءت فى الميدانى- سابق- 2 / 53 ، وتقارن مع نفس الخرافة لدى تولستوى- سابق- ص 81 ، والتى اعتمدها عن إيسوب ولا فونتين ، والتى تحولت إلى مثل ، منطوقة " مثل الثعلب إلى ما ناط العنب قال هذا حامض / حصرم " . وكذلك خرافة " خداع الثعلب بذنبه " والتى جاءت فى الميدانى- سابق- ص 1 / 26 ، وتقارن مع نفس الخرافة لدى تولستوى- سابق- ص 267 ، والتى اعتمدها بدوره عن إيسوب ولافونتين ، ومنطوق المثل " إنما هو ذنب الثعلب " يصعب الإحاطة بمثل هكذا موضوع فى هذه العجالة، والتى أردناها مداخلة تعيد الحق لأصحابة ، والفضل لصانعيه .

أحمد إبراهيم اليوسف
الرقة- سوريا

دور المرأة العربية

.. رئيس التحرير:

قرأت حديث الشهر في العدد "467" أكتوبر 1997 والذي تناول قضية المرأة العربية ودورها في المجتمع، ولفت انتباهي أمران مهمان يكمل كل منهما الآخر.

الأول مسألة اختيار المرأة لشريك حياتها والذي يعتبره الكثيرون جريمة ويجب أن تعاقب عليها المرأة علما بأن هذه المسألة هي حق طبيعي لها وإلا فلماذا سمحنا لها بحق التعليم والعمل جنباً إلى جنب مع الرجل وفي كل مجالات العمل ونحن لا نزل ننادي بأن المرأة هي نصف المجتمع ولها الحق في العيش ضمن هذا المجتمع ولكن واقع الحال يقو غير ذلك وهناك الكثير من الأمثلة الحية على ذلك. أ/ا المسألة الثانية فهي الأم المدرسة التي ذكرها الشاعر حافظ إبراهيم. وهي ترتبط ارتباطا مباشراً مع مسألة اختيار الشريك. فلكي نحقق معادلة نشوء المدرسة يجب أن نحقق لها الشروط السليمة التي تضمن قيامها والتي تعتبر اللبنة الأساسية في بناء المدرسة التي تنشئ الأجيال وتربيهم وتقدمهم إلى المجتمع بالشكل الصحيح والأمثل الذي يخدم المجتمع ويدفعه نحو التطور والرقي. ولكننا نرى أيضاً الكثير من المغالطات التي تركب بحق المرأة، من هذه المغالطات مسألة الزواج المتعدد الأشكال منه الزواج القسري وزواج المصلحة وزواج قائم على إرضاء نزوة، إما للأهل أو للمرأة أو الرجل .. في هذه الحالة كيف تكون الأم مدرسة؟ وعلينا ألا ننسى أننا على أبواب قرن جديد قادم وكذلك بما أننا أجزنا للمرأة أن تكون النصف الآخر في المجتمع، فلماذا لا نستفيد منها في تذليل التحديدات والصعوبات التي تواجهنا ولماذا لا نجعلها تكون معنا لا علينا حين نحقق لها ما تصبو إليه ولكن ضمن نطاق أعراف وتقاليد مجتمعنا الصحيحة وبهذا نفعل دورها ونحملها مسؤولية النهوض بوجه التحديات ونضمن في النهاية راحة بالنا من التفكير في أمور هذا العبء.

خالد عكله
دير الزور- سوريا

مفيد.. أم ضار

.. رئيس التحرير:

لدى اطلاعي على مقال الدكتور زهير إبراهيم جبور حول معجزة الصوم.. والبيئة في العدد (854) يناير 7991م. استوقفني ما ذكره الدكتور عن أضرار الملح الذي وصفه ـ أو بالأحرى وصمه ـ بأنه سم, وأنه لا يمتلك أي قيمة غذائية بل إنه قال: إن الملح خطر على الصحة قليله وكثيره وذكر أن كل ما قيل عن فوائد الملح وأنه ضروري للجسم ليس أكثر من خرافة.

والمفارقة العجيبة أنني قرأت أن حياة الإنسان لا تستقيم دون هذه المادة العظيمة ـ كلورالصوديوم ـ المهمة لاستمرارية حياة الإنسان. ـ وحينما عدت إلى المراجع الخاصة التي تكتب عن الغذاء كان الإجماع على أن الملح مادة تساعد على تنظيم عملية الهضم وهو ضروري لجسم الإنسان إذا أخذ باعتدال. أما الإسراف في تناوله فقد يؤدي إلى أمراض خطيرة على رأسها الإصابة بضغط الدم.

ـ وأحب أن أذكر أن القرآن ذكر الملح مرتين في سورة (الفرقان, 35) مرة وسورة (فاطر, 21), كما وردت في الملح أحاديث نبوية, منها: (سيوشك أن تكونوا في الناس كالملح في الطعام. ولا يصلح الطعام إلا بالملح).

وقال عليه الصلاة والسلام (سيد إدامكم الملح).

مصطفى محمد السيد
حلب ـ سوريا

تفرقة الجنسين

.. رئيس التحرير

اطلعت في مجلة العربي العدد (954) فبراير 7991 على مقالة بعنوان (التفرقة بين الجنسين) بقلم عبدالتواب يوسف, أعجبتني كثيراً لأنها تطرح قضية اجتماعية مهمة جدا, وتحتاج إلى كثير من التحقق والتدقيق والتدبر ويجب الوقوف عندها والنظر إليها بعين محدقة خبيرة ودراستها دراسة جدية وشاملة من كل الجوانب.

لكن عندما قرأت المقال وأعدت قراءته مرات وجدت أن الكاتب قد غاب عن باله شيء مهم هو الفطرة الغريزية المزروعة في كينونة كل من الرجل والمرأة والتي تميز الرجل برجولته والمرأة بأنوثتها.

فالزوج والزوجة لهم هدف واحد مشترك هو تكوين الأسرة المثالية (زوج ـ زوجة ـ أولاد). وهذا شيء فطري وغريزي لا جدل فيه فالأب لا يحب أن يكون أحد أفضل منه إلا ابنه وكذلك الأم. لذلك سوف ينجرف كل من الأب والأم في تيار الغريزة الفطرية العضوية لتأمين أفضل السبل للرقي بمستوى الأسرة (زوج ـ زوجة ـ أولاد) إلى قمة سلم السعادة والرفاهية, فالزوجة سوف تقدم من أجل أسرتها كل ما وهبها الله من صفات وما زرع في فطرتها وطبيعتها من أنوثة ورقة وعطف وحنان, ولا يمكن أن يكون عطاؤها في أعلى مستوى إلا إذا مارست ذلك في منزلها وبالقرب الدائم من أولادها, فالحنان الذي يتلقاه الطفل من أمه لا يمكن لأي إنسان في العالم أن يقدمه للطفل كما تقدمه الأم لطفلها, فعملها داخل المنزل يلائمها أكثر من خارجه.

وكذلك الزوج سوف يقدم من أجل زوجته وأولاده كل ما يستطيع من طاقة يكتنزها في تكوينه البنيوي الذي ميزه به الله عن المرأة كالقوة البدنية والصبر والجلد.. الخ. مضفيا على الأسرة الحماية والأمان والطمأنينة التي يحتاجها كل من الأولاد والزوجة, وهذا ما يلائمه العمل خارج المنزل.

ما أريد قوله هو أن الإنسان ليس هو الذي زرع التفرقة بين الأولاد والبنات منذ الطفولة كما يقول الكاتب بل زرعت التفرقة بينهما منذ اللحظة التي نفخ فيها الله الروح في آدم وحواء ومن اللحظة التي قرر فيها الله أن هذا المخلوق رجل وتلك المخلوقة امرأة.

فالأسرة نستطيع أن نشبهها بجهاز صغير بالنسبة للكون مؤلف من عدة أجزاء, فغطاء هذا الجهاز لن يصل إلى أعلى مستوى في الإنتاج إلا إذا قام كل جزء بعمله المخصص له والمصمم من أجله بكل دقة ونظام. ومن المستحيل أن يقوم أي جزء بوظيفة جزء آخر فكل قطعة مصنوعة ومصممة من أجل القيام بمهمة خاصة بها.

د. إبراهيم المنفي
دير الزور ـ سوريا

أطفال الحروب

.. رئيس التحرير:

قرأت موضوع الأستاذ محمود المراغي "من ساحات الحروب إلى النوادي الليلية!" واستوقفني قوله: "إنه عالم الأطفال: ذلك المجهول الذي نعرف عنه الكثير".

ولا بأس أن أتلو عليكم الذي يليه: "فالطفل في منزله قضية عائلية، وربما يكون سرأ مغلقا، والطفل في مصنعه أو مزرعتهيعمل خارج القانون، وبالتالي فهو- في معظم الأحيان- خارج دائرة البحث والإحصاء!!"، والطفل يكون سرأ مغلقا، إذا أردنا له ذلك ولم نقتحم عالمه القريب منا، وليس مستحيلاً أن نكتشف سره فعالمه عن عالمنا، لكنا لا نلتفت إليه، فإذا التفتنا احتجنا إلى عاطفة مميزة، تقف أمام القوس الذي يحصر عالم الأطفال فتكون علاقة بجميع أطراف المعادلة. ولا اعتراض على ذلك في اكتشاف جزء من الحقيقة ولكن مع المقارنة والقياس ومعاضدة الدليل بالدليل، فالكاتب يذكر أن هناك "73" مليون طفل في العالم دخولا أسواق العمل وأن الرقم قد يرتفع إلى "250" مليونا إذا أدخلنا مجالات لم يتم حصرها، أو بلدانا لم يشملها المسح مثل الصين والبلدان الصناعية، وأن الرقم يرتفع مرة أخرى إلى "400" إذا أحصينا الذين يعملون في جلب الماء لأسرهم أو يقومون بأعمال منزلية رئيسية!

نتساءل أولاً عن مبرر عدم مسح الصين والبلدان الصناعية؟

كما أن هناك شيئا مهما يجب أن نلتفت إليه وهو أن مقاييس النظر العقلي الذي نحكم به على الأشياء ليس ثابتا، هذا هو المنطق المتصل بالواقع فالفقر في الفلبين ليس هو الفقر في اليابان، إذ الأمور نسبية، والحدود الدنيا والقصوى إنما تحدد من خلال مجالات محددة، فجلب الماء أو غيره من الأعمال الرئيسية في البيت لا يليق بأطفال أمريكا وأوربا باعتباره من مستلزمات الحياة وغيرها في حين نحن نعرف كيف يقتات الأطفال بشذوذهم كما قد نجد في بعض الدول الأوربية، مع الفارق بين أتعاب الجسم وإفساد الروح.

إن الدول العربية تحتاج إلى منظمة إنسانية عربية موحدة تقوم بالإحصاء والبحث مراعية في علمها مميزاتنا وطبيعة الحياة عندنا وقيمنا الخاصة "فأهل مكة أدرى بشعابها" واستقلال البحث والإحصاء من استقلال الفكر، والتفكير المستقل واجب وفريضة.

صباوي العملي
الأغواط- الجزائر

ذخائر العرب

.. رئيس التحرير:

طالعت بمزيد من السرور المقال الذي كتبه الأستاذ حسين أحمد أمين في العدد رقم 764 أكتوبر 79 عن أفضل 001 كتاب في تاريخ العرب (الذخائر العربية كما أفضل أن أسميها), والذي أكد فيه على أهمية اطلاع الشباب العربي على مثل تلك الدرر.

وأشار إلى ارتفاع أسعار مثل تلك الدرر وهي بالطبع تستحق! عن متوسط الدفع المقبول للقراءة للشاب العربي.. ولكن إن لم يستطع شاب عربي واحد أن يشتري مثل تلك الكتب فعشرة أو عشرون في شكل نادٍ مثلا ـ قادرون على هذا ولكن المشكلة الحقيقية هي أن أغلب تلك الكتب لا تعرف لها مصادر بيع وبعض أصحاب المكتبات لا يعرفون الكثير من هذه الكتب وإن عرفوها فهم لا يعرفون لها مكان بيع).

أيمن صلاح الدين
القاهرة ـ مصر

إيقاعات سريعة

الأصدقاء:

أحمد محمد محسن (كرزكان/ البحرين), محمد الغيطاني (قنا/مصر), عبدالرزاق سعيد (كوماسي/غانا), قورة محمد (الاغواط/ الجزائر), حسن خليل (قوص/مصر), هاني عريبة (زفتى/مصر), محسن يوسف (اللاذقية/ سوريا), جوادي محمد (بسكرة/ الجزائر), هالة محمد نجيب (الفيوم/مصر), يزيد فوزي (الرصيفة/ الأردن), محمد كمال ونس (الإسكندرية/ مصر), محمود زيدان (مدينة الثورة/ سوريا), فاطمة الزهراء شداد (ولاية شلف/ الجزائر), عادل الشهدي (القاهرة/ مصر), علي يعقوب (نيامي/ النيجر), عمر بن تاسة (ولاية غداية/ الجزائر), بسيم العبدو (أدلب/ سوريا), بسامي أحمد (ولاية خنشلة/ الجزائر), محمد نور عارف (اربد/ الأردن), أحمد درغام (حمص/ سوريا), د. عباس الكردي (حماة/ سوريا), محمد أحمد الشنقيطي (مكة المكرمة/ السعودية), منى الجاويش (الزقازيق/مصر).

شكراً على رسائلكم
وأهلا وسهلاً بكم أصدقاء للعربي

وتريات

وقائع رمادية

أيحيا الحر أياما زرية

ويغدو الدون في حال هنية

نعاني كل يوم ألف جرح

ويهدي الظلم ألقابا سخية

أيعقل أن نحيط الذئب عطفا

وبين نيوبه مزق الضحية

أيهنأ خاطري ويطيب قلبي

وألف مزور يرعى القضية

لقد خلطوا جمال الكون قبحاً

وعمداً شوهوا تلك الهوية

وسراً صافحوا كل المخازي

وجهراً: (المنية لا الدنية)

لقد وجد الطغاة لهم سبيلاً

وضاع الحر ذو النفس الأبية

فلا والله لا يأسا أداري

ولست بمكرهم غراً غبيا

وإنا إن رأينا الحق يخبو

سيأتي عاجلاً نوراً بهياً

وأحشاء الزمان تجود حتماً

وحبلى بالرجالات القوية

عبدالعزيز عبدالكريم الحمود
العين ـ الإمارات العربية المتحدة