أهمية فحص الوليد

أهمية فحص الوليد

كثير من العيوب الخلقية يمكن كشفها أثناء الحمل بالفحص الروتيني فما هذه العيوب؟ وما أهم المشكلات الشائعة في الطفولة الأولى؟ وما العادات التي يمكن أن يقوم بها الأهل وتؤذي الولدان؟

يجب التأكد من أن فتحات الوليد مثل الأنف والشرج موجودة وسالكة بسهولة لضمان مداخل ومخارج طبيعية.. لهذا:

أولا: - يدخل أنبوب بلاستيكي لين من فتحتي الأنف على التتالي بحذر ولطف حتى يصل إلى المعدة، فإذا ما توقف في إمكان ما فيمكن أن يشير ذلك إلى أحد عيبين مهمين:

1 - انسداد فتحتي الأنف الخلفيتين مما يتطلب عملا جراحيا سريعا لفتحهما، لأن الولدان يتنفسون مجبرين من أنوفهم ويصعب عليهم التنفس من أفواههم.. وهذا ما ندركه حينما يصابون بالزكام.. إذ يصعب التنفس وتصعب الرضاعة.

2 - انسداد المريء (الأنبوب الهضمي الواصل بين الفم والمعدة) مع وجود ناسور (ممر) بينه وبين القصة الهوائية الرئيسية أو الرغامي.. ويدعي الناسور الرغامي المريئى TE Fistula، وهي حالة خطيرة تظهر على هيئة زيادة المفرزات اللعابية التي يتم دخولها إلى الرئتين محدثة التهابا. والأصعب من ذلك هو عدم اكتشاف المشكلة وإعطاء الحليب الذي يدخل، إلى الرئتين ويحدث خطرا جسيما.. لهذا يجب علاج هذه الحالة بالجراحة فورا.. وحتى يتم تأمين العمل الجراحي يحذر من إعطاء أية سوائل طوال الوقت.

ثانيا: - يدخل ميزان حرارة أو أنبوب لدن في فتحة الشرج لكشف حالة ولادية نادرة هي عدم انثقاب الشرج.. فماذا لم تكشف الحالة فإن البطن ينتفخ ليصرخ الوليد ويقيء.. ولا بد من علاج جراحي عاجل.

وهناك علامات ولادية أخرى غير الصارخة مثل الأجفان الملتصقة:

وتدل على التهاب الملتحمة (الرمد) حيث يشاهد الرمص الأصفر.. وأهم الأسباب هو التلوث خلال الولادة أو بعدها بسبب سوء الشروط الصحية، وهي تحتاج إلى مسح بالشاش المبلل بالماء المعقم، والى العلاج بمرهم الجنتامايسين أو التتراسيكلين.

العلامات الولادية:

1 - البقع المنغولية الزرق في الظهر أو العجز وحولها.. ولا أهمية مرضية لها، لهذا نطمئن الأهل لأنه لا ضرر منها.

2 - الوحمات البسيطة أو بقع الضغط وهي حمراء اللون ترى على الجبهة أو جذر الأنف أو العنق.. وتختفي تلقائيا مما يجعلنا نطمئن الأهل عندما نراها.

3 - الوحمة المشابهة للفراولة وهي بقعة أرجوانية اللون مرتفعة قد تكبر وتختفي تلقائيا خلال سبع سنوات وقد تحتاج إلى علاج جراحي أو بالليزر أو بالكورتيزون.

4 - الوحمة النبيذية الشكل وهي نوع من الوحمات لا يختفي إنما يمكن تمويهها بالكريمات التجميلة.

الأذيات الولاية: وهي كثيرة تتلو الولادة الراضة العنيفة منها كسور الترقوة ( وهي شائعة لا تحتاج إلى علاج) وكسور العضد والخلوع والحدبة المصلية في فروة الرأس أو الجروح البسيطة في أماكن تطبيق المحجم السويدي أو آثار وضع الملاقط الجنينية على الوجه والرأس.

الدخن Milia: وهي نقط بيضاء على الوجه والأنف على الخصوص.. ولا خوف منها.

وقد يخرج الوليد بتشوهات داخل الفم مثل:

1 - لجام اللسان Tongue tie: وهو يربط اللسان بقاعدة الفم، ولا يحتاج إلى تدخل قبل الشهر السابع من العمر حيث يقص ببساطة كيلا يعيق الكلام أو حركة اللسان.

2 - الحنك المشقوق - Cleft pal ate: وهو انشقاق في سقف الحلق قد يكون كبيرا شاملا لعظم الحنك.. وهو يحتاج إلى جراحة تجميلية في وقت متأخر نسبيا، أما المشكلة العاجلة فيه فهي التغذية بسبب صعوبة المص والإرضاع.

3 - شفة الأرنب Cleft lip: هي انشقاق في الشفة العليا بدرجات مختلفة تعيق المص وتحتاج إلى جراحة.

التثدي: هو ضخامة في الثدي بسبب تأثير هرمونات الأم الحامل على وليدها.. وتزول هذه الضخامة تلقائيا خلال أسابيع في ثلاثة أشهر ويحذر من عصرها، فما تحويه من حليب ليس فاسدا، أما العصر فهو مؤلم جدا ويؤدي إلي تكون خراج قد يكون خطيرا بسبب تأثيره في الدم. قد يحدث تسمم دموي شامل.

الأصوات الإضافية في القلب: (النفخات): وهي تدل على مرور الدم من الفتحات القلبية.. ولا تدل جميعها على أمراض خاصة إذا سمعت في اليوم الأول ولم ترافقها أعراض.. علما بان بعض النفخات قد يتأخر سماعها أياما.

اليرقان: يصاب 60% من حديثي الولادة متكملي النمو باليرقان لاسيما صلبة العينين باللون الأصفر الضارب إلى البرتقالي، وهذا اليرقان سليم ويظهر في اليوم التالي من العمر ويبقي 4 - 5 أيام ثم يزول، كما يحدث اليرقان عند 80% من الخدج ( المولودين قبل الأسبوع 37 من الحمل). ولنذكر هنا ان اليرقان الذي يحدث في اليوم الأول قد يشير إلى عدم توافق الزمر الدموية بين الأم والوليد ، أما اليرقان الذي يتأخر زواله عن أسبوعين فقد يشير إلى حليب الأم كسبب ( وهذا اليرقان غير مؤذ ويزول خلال فترة أقصاها شهران ويكون الرضيع فيه بحالة صحية جيدة لا يشكو من شيء)، كما قد يشير اليرقان المديد إلى أسباب آخري من أخطرها داء الغالاكتوزيميا حيث لا يستطيع لا يستطيع المولود الاستفادة من سكر الحليب (غالاكتوز) بل على العكس يصبح هذا الأخير ساما للدماغ والكبد.. وهناك قصور الغدة الدرقية الخلقي الذي إذا لم يكتشف مبكرا فأنه يؤدي إلى تخلف عقلي وقصور في النمو.. ومن هنا تأتي أهمية إجراء مسح شامل للولدان من اجل كشف الآفات الخلقية.

خلع الورك الولادي: يكثر عند الإناث، ويتأكد التشخيص بالموجات فوق الصوتية.. علما بان هناك دولا تجري مسحا لكل الولدان من اجل التشخيص والعلاج المبكر بجبيرة لمدة 2 - 3 أشهر .. فالتأخير يعني العرج والمعاناة وصعوبة العلاج لاحقا.

القلية السحائية في الظهر - Me ningocele: حيث نجد كيسة في الظهر نتيجة عدم التحام الفقرات أثناء الحياة الجنينية.. وكثيرا ما تترافق بإصابة عصبية في الطرفين السفليين مع إصابة المسالك البولية والشرجية.. كما يمكن أن تؤدي استسقاء الدماغ Hydrocephaly نتيجة انسداد مجرى السائل الدماغي الشوكي (لاسيما عقب الإصلاح الجراحي) فيتجمع في الدماغ ويكبر الرأس وتنضغط البني العصبية.. الأمر الذي يتطلب تحرير الضغط عن الدماغ.. حيث توضع مجازة دماغية (شنت) بين البطينات الدماغية واحد أجواف الجسم مثل البطن كي يمر السائل الدماغي الشوكي عبرها.

تشوهات الأعضاء التناسلية:

1 - القيلة المائية في الخصية Hydrocele: وهي ماء يحيط بالخصية آت من البطن عبر قناة ضيقة يفترض أنها مسدودة لكنها تبقى مفتوحة ليزداد الماء كلما صرخ الطفل أو بذل جهدا بطنيا. نحتفى القيلة خلال شهر وكحد أقصى خلال سنة، وما لم يختف منها بعد ذلك يعالج جراحيا.

2 - الإحليل التحتي - Hypo spadias أو الفوقي - Epispa dias: وتكون فتحة التبول (الإحليل) تحت مكانها الطبيعي أو فوفه.. وهنا يجب ألا يختن الوليد قبل مراجعة اختصاصي الجراحة البولية.. إذ قد يستفاد من جلد العضو التناسلي في العملية الإصلاحية.

3 - ضيق القلفة Phimosis حيث تكون فتحة البول ضيقة وتحتاج إلى توسيع.

4 - الخصية غير الهابطة: ويلاحظ أن جلد الصفن صغير في جهتها.. وفي هذه الحالة ننتظر حتى السنتين فإذا لم تنزل الخصية تلقائيا أو بالعلاج الهرموني وجب إنزالها جراحيا وتثبيتها - Orchi dopexy خشية تعرضها لمشاكل في المستقبل مثل الالتواء والتسرطن وعدم إنتاج الحيوانات المنوية.

5 - الطمث الصغير عند الإناث: كثير ما يلاحظ الأهل مذعورين خروج كمية قليلة من الدم من المهبل عند الوليدات. هذه الحالة سليمة ناجمة عن هرمونات الحمل التي انخفض مستواها في الدم بعد الولادة.. الأمر الذي يؤدي إلى نزف خفيف يدعي الطمث الصغير.. وهو سليم ولا داعي إلي علاجه إذ يختفي تلقائيا خلال مدة قصيرة.

عادات ضارة بالولدان: يعاني الولدان في عدد من البلدان من إجراءات ضارة بصحتهم نتيجة العادات المتوارثة والأفكار الخاطئة ، ومن هذه العادات السيئة:

تكحيل الولدان: ويخشى من التسمم بالرصاص الموجود في أغلب أنواع الكحل التجاري، وأكثر ما يخشى منه هو إصابة الدماغ .. أما إذا كان المحتوى من الإثمد فلا خوف منه.

* تمليح الولدان: لإزلة الأوساخ .. وهذه الممارسة خطيرة قد تؤدي إلى جفاف الوليد وتعرضه للإنتانات.

* التثدي وعصر الاثداء: وأشرنا إليه فيما سبق.

* إهمال الصمغة: بدعوى أنها مادة ضارة وهذا خطأ مطلق، فالصمغة أو اللبأ مفيدة جدا للوليد غذائيا ومناعيا.

* لف الولدان وربطهم بإحكام: مما يعيق الحركة والتنفس.

* إعطاء الماء والسكر عقب الولادة أو إعطاء الحليب الاصطناعي: مما يؤخر الرضاعة الطبيعية وقد يوقفها .. علما بأنه لا فائدة من السوائل السكرية في تخفيف يرقان الوليد .. وإعطاء الحليب أفضل.

* إعطاء المسهلات بين فترة وآخري لتنظيف البطن وهذا خطأ فادح يؤدي إلى جفاف الرضيع وتعرضه للخطر.

* إعطاء المنومات: وذلك حرصا من الوالدين على عدم إزعاجهما دون أن يبحثا عن سبب بكاء الطفل وعلاج السبب.

* تقبيل الولدان: مما يسمح بنقل العدوى إليهم أكانت في الجلد الحساس أو جهاز التنفس....

مشكلات شائعة

قد يبدي الطفل في السنة الأولى من العمر وحتى الستتين علامات غير طبيعية فيما يكون الطفل صحيح البنية، ومن هذه العلامات:

حاصة الوسادة: وفيها يفقد شعر الرأس مكان احتكاكه المستمر مع الوسادة. هذه ليست ضارة، ولا تحتاج إلى علاج.

خبزة الرأس Cradle cap: وهي مفرزات دهنية غزيرة في فروة الرأس تجف عليها مكونة قشورا.. ويمكن أن تزول بسهولة بعد ترطيبها بزيت الزيتون طيلة الليل، ويمكن استخدام بعض الشامبوهات الخاصة لإزالتها.

طفح الحفاض Nappy rash: للولدان بشرة رقيقة حساسة تغيب منها الطبقة الخارجية الكاملة النمو التي تحمي الجلد من العوامل الخارجية.. وبما أن الرضيع كثير الحركة إذ يتبول من 10- 14 مرة يوميا ويتبرز من مرتين إلى عشر مرات في اليوم، يظهر طفح الحفاض بسبب الاحتكاك الناجم عن الحركة في حال عدم تبديل الحفاض المتسخ بسرعة، وبسبب تفاعل محتواه الغني بالنشادر (وهي الأمونيا الناجمة عن تفاعل الجراثيم في البول) وتأثير الجراثيم ذاتها في الجلد الذي يلتهب ويحمر ويتسلخ. غير أن بعض الأطفال يتحسسون من الحفاض ذاته بعض النظر عن وقت تبديله.. وهؤلاء ينصحون باستخدام الحفاضات القطنية.. على أن تهوى المنطقة بعد تنظيفها كي تجف. ويساعد محلول برمنغنات البوتاسيوم الممدد (بنسبة 80000/1) الذي يستخدم مغطسا عدة مرات في اليوم على تجفيف منطقة الحفاض وتطهيرها. وعند وجود فطريات أو التهابات تساعد المراهم المضادة للفطريات والتي كثيرا ما تمزج مع الكورتيزون الخفيف ومضادات الجراثيم، تساعد على الشفاء شريطة الحفاظ على القواعد السالفة الذكر من تبديل سريع للحفاض ومن تجفيف.. وفي حال استخدام الحفاضات القطنية للأطفال ذوي البشرة الحساسة تشطف بعد الغسل بماء أضيف إليه بعض الخل.. ويحذر من المواد الكيماوية المستخدمة في تطرية القماش.. كما يحذر من استخدام أي نوع من الصابون المطهر لتنظيف الطفل ويكفي مسح البشرة بفوطة قطنية نظيفة.. وتفيد مراهم الزنك التي تقى البشرة إذ تفصلها عن مادة النشادر في البول.

التهاب الجلد الدهني: ويوجد حيث تكثر الغدد الدهنية وراء الأذنين وفي الجبهة والعنق والحضن، ويظهر على هيئة طفح أحمر دهني رطب ويعالج بمراهم الكورتيزون.

الإكزيما: وهي حالة تحسسية تصيب الجلد عند أناس مستعدمين استعدادا ذاتيا أو عائليا حيث ترتكس البشرة ارتكاسا شديدا غير عادي لمحرض خارجي (مادة محسسة) قد يكون طعاما أو لباسا أو عطرا أو نباتا.... وتظهر بقع الحساسية على الوجبتين والثنات الجلدية في الطرفين العلويين والسلفيين ... لا سيما عقب وقف حليب الأم واستخدام حليب البقر. تصبح هذه البقع حاكة ومفرزة لسائل وقد تجف وتنشقق، وتعالج بمراهم الكورتيزون، وصوابين خاصة.. وبالمضادات الحيوية إذا حدثت عدوي جرثومية.. على ان يتم تجنب الملابس الصوفية وكثير من مستحضرات التنظيف والعطور... إلخ. تختفي هذه الحالة بنسبة 50% بعد سنتين.. وما يبقي منها يصبح أخف شدة يظهر بين آونة وأخرى.

الدماع المستمر Watering eye :: يحدث غالبا بسبب انسداد مجري الدمع الذي يحتاج إلى تدليك خاص دائري قرب جذر الأنف.. وقد يحتاج إلى سبر بمسبار بواسطة طبيب العيون إذا لم يفتح المجرى في سن السنة.

الحول: قد يري بشكل طبيعي عند الرضع فإذا استمر بعد الشهر السادس وجبت استشارة طبيب العيون.

الفتوق إلا ربيه: وتبدو على شكل كتلة تكبر وتصغر. العلاج الجراحي ضروري عند التيقن من ذلك خشية حدوث اختناق الفتق وانسداد الأمعاء.

الفتوق السرية: وتبدو هي على شكل كتلة تخرج من السرة تكبر وتصغر، وهي ليست خطيرة عادة، وتختفي خلال 2 - 3 سنوات ولا فائدة من إجراء العوام الشائع وهو ربط عملة معدنية للضغط على الفتق.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




طفل وليد لديه تشوه في اصابع اليدين نتيجه ما يدعى بالرباط الأمينوسي





ضرورة تحرى سلامة الورك عند الولدان وكشف حالات خلع الورك الولادي من أجل علاجها المبكر