الجديد في العلم والطب

مجهر صغير، ولكنه فعال

          مجهر صغير يمكن حمله في الجيب ، دائري الشكل ولا يزيد قطره على 10 سنتيمترات ، ولكنه برغم صغره المتناهي فإنه يكبر المرئيات (× 80 و× 200) بنسبة تعجز دونها الميكروسكوبات الكبيرة، ثم إنه مجهز بالإضاءة المناسبة التي تسهل التدقيق في العينات والشرائح. وقد صنعته الشركة الإنجليزية.  (Science of Cambridge Ltd) لاستعمال الأطباء والمدرسين ورجال الشرطة، وغيرهم، وسموه لنزمان (عدسة الرجل) Lensman وسعروه بحيث لا يزيد سعر بيعه للأفراد على 89 جنيها إسترلينيا.

فوز: زين النساء
للعباس بن الأحنف

          يكتسب العباس بن الأحنف أهميته في ديوان الشعر العربي، من عدة وجوه: فهو أولا، شاعر خارج على السياق الشعري في عصره، لم يتقرب إلى أحد من الخلفاء أو الأمراء أو الولاة بشيء من شعر المدح، عندما كان المديح وسيلة التكسب والرزق، فضلا عن كونه طريقا إلى الحظوة والمنزلة المرجوة، والجاه. وامتلأ ديوانه بفن شعري واحد هو فن الغزل.

          وقرأ الناس شعره واستمعوا إليه، فحسبوه واحدا من الشعراء العذريين، الذين امتلأ شعرهم في محبوباتهم بالتسامي والتطهر والبعد عن كل ما يشين، أمثال مجنون ليلى قيس بن الملوح وجميل بثينة، وكثير عزة، وعروة عفراء، وقيس لبنى - قيس بن ذريح -، ورأوا في شعره ما وجدوه في أشعارهم من صدق العاطفة، وحرارة الإفضاء، ونقاء التعبير، فقالوا هذا عذري تأخر به الزمان، حين جاء في ختام القرن الثاني الهجري، وتغذي به المكان، حين أقام في بغداد.

          وهو ثانيا، شاعر أبدع لغة شعرية شديدة الصفاء والنقاء، لم تثقلها الزخارف أو المحسنات، ولم تبتعد عن السمت الحضري الرقيق، حتى لتكاد تكون لغة عصرية، مما جعل شعر العباس أكثر دورانا في مجال الغناء، ويتغنى به الموصلي وغيره من كبار المغنين في زمانه، يروون أنه لما سمع بعضهم يتغنى بقول العباس:

إليك أشكو رب ما حل بي

من ظلم هذا الظالم المذنب

صب بعصياني ولو قال لي:

لا تشرب البارد، لم أشرب

          فقال: هذا والله الكلام الحسن المعنى، السهل المورد، القريب المتناول، السهل اللفظ، العذب المستمع.

          ويمتلئ ديوان العباس بن الأحنف بالحديث عن " فوز "، وهو اسم اتخذه قناعا يخفي به حقيقة من يحب، والتي أحبها العباس هاشمية عالية القدر والمكان، لا يستطيع البوح باسمها خشية الويل والثبور، فهي "علية" بنت الخليفة المهدي وأخت الخليفة هارون الرشيد، واكتفى العباس في شعره بإشارات وإيماءات لا تفصح ولا تبين.

          وهو ثالثا، شاعر اعترف له كبار علماء عصره وأدبائه بمنزلته في الشعر ومكانته فيه، وقد أعلنت شاعريته عن نفسها دون جهد أو مشقة، وبلغ من قلوب الناس مبلغا عظيما بفضل عكوفه على تجويد فنه الشعري الوحيد، فن الغزل، وتكفينا - في هذا المقام - شهادة الجاحظ فيه، وهو شيخ كتاب العربية في زمانه، حين يقول:

          "لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأوسعهم كلاما وخاطرا، ما قدر أن يكون شعره في مذهب واحد لا يجاوزه، لأنه لا يهجو ولا يمدح، ولا يتكسب ولا يتصرف، وما نعلم شاعرا لزم فنا واحدا لزومه فأحسن فيه وأكثر".

يقول العباس بن الأحنف في محبوبته فوز، زين النساء:

أزين نساء العالمين أجيبي

دعاء مشوق بالعراق غريب

كتبت كتابي ما أقيم حروفه

لشدة إعوالي وطول نحيبي

أخط وأمحو ما خططت بعبرة

تسح على القرطاس سح غروب

أيا فوز لو أبصرتني ما عرفتني

لطول شجوني بعدكم وشحوبي

وأنت من الدنيا نصيبي فإن أمت

فليتك من حور الجنان نصيبي

سأحفظ ما قد كان بيني وبينكم

وأرعاكمو في مشهدي ومغيبي

وكنتم تزينون العراق، فشانه

ترحلكم عنه، وذاك مذيبي

وكنتم وكنا في جوار بغبطة

نخالس لحظ العين كل رقيب

فإن يك حال الناس بيني وبينكم

فإن الهوى والود غير مشوب

فلا ضحك الواشون يا فوز بعدكم

ولا جمدت عين جرت بسكوب

وإني لأستهدي الرياح سلامكم

إذا أقبلت من نحوكم بهبوب

وأسألها حمل السلام إليكمو

فإن هي يوما بلغت فأجيبي

أرى البين يشكوه المحبون كلهم

فيارب قرب دار كل حبيب

ألم تر أن الحب أخلق جدتي

وشيب رأسي قبل حين مشيب

ألا أيها الباكون من ألم الهوى

أظنكمو أدركتمو بذنوب

تعالوا ندافع جهدنا عن قلوبنا

فيوشك أن نبقى بغير قلوب

كأن لم تكن فوز لأهلك جارة

بأكناف شط أو تكن بنسب

أقول وداري بالعراق ودارها

حجازية في حرة وسهوب

وكل قريب الدار لابد مرة

سيصبح يوما وهو غير قريب

أزوار بيت الله مروا بيثرب

لحاجة متبول كل الفؤاد كئيب

وقولوا لهم يا أهل يثرب أسعدوا

علي جلب للحادثات جليب

فإنا تركنا بالعراق أخا هوى

تنشب رهنا في جبال شعوب

به سقم أعيا المداوين علمه

سوى ظنهم من مخطئ ومصيب

إذا ما عصرنا الماء في فيه مجه

وإن نحن نادينا فغير مجيب

موسيقا بأشعة الليزر

          كانت الأسطوانات الموسيقية - ومازالت مصدر قلق عند عشاق الموسيقا، فالأسلوب التقليدي الشائع في عزف الأسطوانات وقوامه الذراع الممتدة فوق الأسطوانة، والإبرة أو الكارتردج القائمة على طرف الذراع، لتلامس ثقوب الأسطوانة أثناء دورانها. هذا الأسلوب أصبح قديما باليا فضلا عن كونه عديم الجدوى، فهو عاجز عن أن يسترد الموسيقا الكامنة في ثقوب الأسطوانة بكل دقائقها وتفاصيلها، وهو أعجز من أن يجنب الأسطوانات التلف الذي يلحق بها - لا محالة - نتيجة احتكاك الإبرة بها.

          أما الأسلوب المبتكر الجديد، فيستعيض عن الذراع والإبرة بأشعة " ليزر " في عزف الأسطوانات، فأشعة " ليزر" هذه كفيلة باستخراج كل الألحان الموسيقية بكل تفاصيلها من مكامنها في ثقوب الأسطوانات، دون أن تعرضها لأي تلف، فيصبح في الإمكان مواصلة العزف مرارا وتكرارا وإلى الأبد، دون أن يسبب لها ذلك أي تلف..

          على أن أسلوب العزت بأشعة " ليزر " لم يعد أسلوبا جديدا في أمريكا.

طريقة مختصرة لنقل الأقمار الصناعية
إلى الفضاء الخارجي

          نجحت سلطات (ناسا) في إرسال قمر صناعي إلى الفضاء الخارجي بطريقة جديدة فذة تختلف عن الطريقة السابقة.. طريقة المكوك... فبدلا من أن يكون مكوك الفضاء هو الحامل للقمر الصناعي.. ويكون الصاروخ هو الناقل للمكوك والقمر يحملهما من سطح الأرض ويخترق بهما حاجز الجاذبية أصبح الصاروخ نفسه.. وصاروخ بجازوس Pegasus بالتحديد هو الناقل الحامل في آن معا، والصاروخ المذكور يبلغ طوله 15 مترا، على أن هذا الصاروخ لم يطلق من الأرض، لكن قذف به هو وما يحمل، من طائرة من نوع B - 52على ارتفاع 42.000 قدم وما لبث محرك الصاروخ أن بدأ العمل في غضون 5 ثوان فحسب، وإذا بالصاروخ ينطلق ويحلق في مجاهل الفضاء حيث أفرغ حمولته، وهي عبارة عن قمر صناعي صغير للاتصالات خاص بالأسطول الأمريكي.. وقد برمج بحيث يدور حول الكرة الأرضية.. دورات قطبية على ارتفاع 320 ميلا بحريا.

          وتجدر الإشارة في أن صاروخ بجازوس ليس من صنع وكالة ناسا مباشرة، فقد صنعته لها شركتان أهليتان في أمريكا، وهو خاص بنقل الأقمار الصناعية الصغيرة نسبيا.. التي لا يزيد وزنها على 900 رطل إنكليزي (408 كيلو غرامات).

محطات لتوليد الطاقة
الاندماجية على البارد

          يذكر العالم قصة الاندماجية الباردة (Cold Fusion ) تلك القصة التي هزت الأوساط العلمية في العالم كله هزا عنيفا، والتي بدأت قبل نحو سنة وأعقبت الإعلان الذي أذاعه العالمان الكيماويان Stanhy pons Martin Fleishman،   والذي زعما فيه أنهما نجحا في تحقيق الاندماج النووي دون حاجة إلى حرارة عالية جدا تضاهي حرارة قرص الشمس نفسه، وأنهما استطاعا توليد الطاقة النووية الاندماجية على البارد، أو إن شئت الدقة في جو غرفة المختبر وفي حرارته العادية التي لا تزيد على 20 درجة مئوية، والظاهر أن العالمين لم يكونا مهرجين بالرغم من أن أكثر بل كل المحاولات التي قام بها العلماء في شتى دول العالم لتكرار تجربتهما باءت بالفشل، ذلك أن معهد الأبحاث في جامعة يوتاه قد أقام الدليل على حقيقة ما أعلنه الكيماويان.






طريقة مختصرة لنقل الأقمار الصناعية إلى الفضاء الخارجي