الربو يتسبب في مزيد من الوفيات في
أمريكا
تدل آخر
الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية على أن عدد الوفيات بسبب مرض الربو،
تضاعف في المدة الأخيرة حتى بلغ الضعفين في سنة 1987. وقد بلغت هذه الزيادة ذروتها
في المناطق السكنية، وفي مجتمعات الزنوج وكذلك بين ذوي الأصل الإسباني
(Hispanics)، أما انتشار هذا المرض - بصورة
عامة - فقد بلغت نسبته 22 % منذ سنة 1970.. وكان اللجوء إلى المستشفيات أكثر ما
يلفت النظر في هذا الصدد، فقد بلغت نسبته 67 % بين الكبار، و22% بين الأطفال، ويعجب
الأطباء لهذه الزيادات التي جاءت في وقت خطا فيه الطب خطوات واسعة في معالجة
المرض.. لهذا كانت حيرتهم وتساؤلاتهم عن الأسباب.
ويرى بعضهم أن
تلوث الهواء المتزايد سبب لتلك الزيادات، على أن العلم لم يثبت أي علاقة سببية بين
انتشار التلوث وتزايد وفيات الربو، فالعلاقة القائمة علاقة إحصائية فحسب وهي لا
تكفي لعد التلوث سببا. ويرى آخرون أن السبب يعود إلى كثرة المستحضرات العلاجية
الناجعة التي من شأنها أن تبعث على الشعور بمزيد من الاطمئنان والتراخي في الالتزام
بتعليمات الطبيب، إلا أن أكثر الباحثين يرون أن العلة تكمن في الظروف الاقتصادية
والاجتماعية فكثيرون من ضحايا الربو قد توقفوا عن مواصلة العلاج بسبب ضيق ذات
اليد.
هيئة الأمم تشجع على
التداوي
بالأعشاب
يبدو أن البشرية
كانت سيئة الحظ إلى حد كبير فقد أهملت التداوي بالأعشاب قبل نحو قرن أو يزيد،
وأهملت معه البحث العلمي المتواصل في خصائص الأعشاب العلاجية. فضلا عن البحث عن
أعشاب طبية أخرى جديدة.. وليس معنى هذا أن العلوم الطبية ارتكبت خطأ في التركيز على
التداوي بالمستحضرات الكيميائية، فالفوائد التي جنتها البشرية من هذه المستحضرات
التي سميت بحق أدوية سحرية، أكثر من أن تحصى ، ولكنها ارتكبت خطأ على كل حال فقد
أهملت الأعشاب الدوائية وانصرفت عنها انصرافا تاما، وكان في الإمكان مواصلة
الاهتمام بها والتركيز عليها وعلى المستحضرات الكيميائية في آن معا..
لا عجب إذن أن
أقدمت منظمة (يونيدو) الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة، وهي منظمة متخصصة
بالتنمية الصناعية على إصدار ستة طوابع مختلفة، خصت كلا منها بعشبة طبية مختلفة ذات
خصائص علاجية هامة. وما كانت المنظمة الدولية لتسلك هذا السبيل لولا اعتقادها
الراسخ بأن عالم النبات غني بالعقاقير العلاجية الشافية.. التي تبشر بنفع كبير
للملايين لاسيما في البلدان الفقيرة.
يقول دومنجو
سايزون، المدير العام لفرع منظمة يونيدو في فيينا: (مازال البشر ، 2000 مليون منهم
على أقل تقدير، يتعذر عليها شراء المستحضرات والأدوية الكيميائية نظرا لغلائها،
فهذا سبب من الأسباب التي تحملنا على إقامة مصانع لإنتاج الأدوية الاعشابية في شتى
البلدان النامية".
أما الأعشاب الست
التي تبرزها الطوابع الستة فنذكر منها عشبة (بري ونكل) فهذه العشبة التي أحضرت إلى
بريطانيا وغيرها من موطنها الأصلي مدغشقر والتي تزرع حاليا في مواقع عديدة من
العالم، تحتوي عصارتها المستخرجة من العشبة المجففة. على (80) مادة قلوية.. وحسبك
أن اثنتين من هذه القلويات (فنكرستين Vincristine وفنبلاستين Vinblastine ) تستعملان في الولايات المتحدة في صنع أدوية سرطان الدم
(اللوكيما) وأدوية سرطان الرئة وأدوية مرض هودجكينز (Hodgkins ).
ونذكر أيضا عشبة
كارلا ( اسمها العلمي هو Momrordica charantia) وهي من النباتات الاستوائية المتسلقة ذات أزهار صفراء..
وثمار ممتلئة.. فالعلماء الباحثون في جامعة أستون في مدينة برمنجهام ماضون في
استخلاص عناصر من هذه العشبة تبشر بالشفاء من مرض السكري.
ونذكر كذلك شجرة
الكينا (chona officinlis) وهي تنمو على
ارتفاع 3000 متر في جبال الاندز. فقد أمكن حصر (36) فصيلة، وتعود أهميتها إلى
قدرتها على معالجة الملاريا، ولحاء الشجرة هو الذي يحتوي على مادة الكينا
(quinine ) ذات القيمة العلاجية
الكبيرة.
أوربا تعبث بأراضيها الزراعية
لتصبح
غابات
تركز الاهتمام في
السنوات الأخيرة على الغابات الاستوائية في أفرونيا وغيرها.. وعلى التلف الذي لحق
بها ومازال يلحق ويسبب القلق البالغ للعلماء والبيئيين على حد سواء. فالبحث الذي
أجراه العلماء المتخصصون العاملون لدى المعهد الدولي لتحليل الأنظمة المطبقة وهو
معهد يمثل (16) دولة ومقره في فيينا يؤكد أن الحاجة باتت ملحة لوضع المزيد من
الضوابط على الملوثات التي راحت تنشر الموت والدمار في شتى الأشجار عبر القارة
الأوربية، وسينشر المعهد توصياته في ثلاثة مجلدات في مستقبل قريب، وستتضمن تلك
التوصيات توصية بالتأجيم Silviculture أو
تحويل الأراضي المزروعة والمراعي إلى أجمات أو غابات بحيث تزداد مساحة الغابات
بنسبة 5% في غضون الثلاثين سنة القادمة، وهكذا نرى أن صالح البيئة يتعارض أحيانا
ومقتضيات التنمية. وأنه قد يقتضي الرجوع بعقارب الساعة في
الوراء