الجديد في العلم والطب

المستجدات فيما يتصل
بالثدي الاصطناعي

من المعروف أن في أمريكا ثديا اصطناعيا يزرع في الصدر ليحل محل ثدي مستأصل، بسبب السرطان، ويفوض عن ثدي ضامر لأسباب خلقية.. ومن المعروف أيضا أن الثدي المذكور تصنعه شركات مختلفة من مادة السيليكون البلاستيكية.. وأنه ظهر في الأسواق قبل نحو 30 عاما، وبلغ من انتشاره أنه زرع في صدور نحو مليوني فتاة في الولايات المتحدة وحدها.

والغريب أن هذا الثدي الاصطناعي الذي ظفر بثقة الجميع من حيث سلامة الاستعمال طيلة السنوات الثلاثين الماضية.. قد أصبح موضع طعن في السنة الماضية.. وقد تحدث البعض عن تقرحات داخلية يسببها الثدي المزروع.. وعن الآلام التي تحدثها تلك التقرحات.. وتحدث آخرون عن حالات تمزق فيها الثدي المزروع وتسبب تمزقه هذا في تشوهات بالغة تفوق كل ما ينسب إلى الثدي المستأصل والثدي الضامر من سلبيات.

والجدير بالذكر أن الثدي الاصطناعي عبارة عن كيس سميك مصنوع من مادة بلاستيكية وممتلئ بمادة السيليكون البلاستيكية الجلاتينية.. وبينما تنفي الشركات التي تصنعه أية آثار جانبية ضارة تترتب على زرع الثدي.. يؤكد النقاد أن الثدي لا يمكن أن يكون قد بلغ الكمال.. وأنه قد يتسبب أحيانا في آثار جانبية لا يستهان بها.. نذكر من تلك الآثار تقرح أنسجة الصدر وتصلبها.. وذلك حول الثدي المزروع بخاصة.. وتبعا لتسرب مادة السيليكون إلى خارج الثدي.. وهذا ما يحدث بالفعل في بعض الأحيان.. ونذكر من تلك الآثار الجانبية أيضا رد فعل جهاز المناعة في الجسم وما قد يترتب علية من التهابات وأورام سرطانية وغير سرطانية.

لا عجب إذن أن ارتفعت أصوات بضرورة سحب الثدي الاصطناعي من الأسواق.. وأن تلقى تلك الأصوات آذانا صاغية لدى وكالة الغذاء والدواء (F. D. A ). في واشنطن.. وما أسرع ما أنشأت هذه الوكالة مجلس تحقيق من المتخصصين للنظر في المطاعن الموجهة للثدي الاصطناعي.. الذي سبق أن أقرت استعماله الوكالة المذكورة بناء على أكوام متراكمة من الأبحاث والتجارب التي أكدت سلامة استعماله..

وقد تبين لمجلس التحقيق أن وكالة الغذاء والدواء لم تعد النظر في سلامة الثدي الاصطناعي طيلة الأعوام الثلاثين التي مضت على ظهوره وحتى سنة 1976 التي شهدت بداية سلسلة من التجارب والأبحاث، انتهت سنة 1988 بوضع الثدي الاصطناعي ضمن قائمة المبتكرات القابلة للتلف والداعية إلى إجراء تحقيق في سلامتها على نحو متواصل.. فقد يتمزق جدار الثدي أو يتصلب.. وقد يفرز السيليكون فيستوجب استئصاله... ولا يخفى أن هذه السلبيات بالذات حملت المجلس على اتخاذ القرار بالإبقاء على صناعة الثدي الاصطناعي..

حمال.. ولكنه إلكتروني
لا بشري!

تقيم الجامعات والشركات في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 400 معرض علمي سنويا. وهذه المعارض خاصة بطلاب المدارس الثانوية والجامعات، ولا تهدف إلا إلى تنمية المواهب العلمية في الشباب وتشجيعهم على البحث العلمي والاختراع.. لا عجب إذن أن زخرت المعارض العلمية المذكورة بمجموعة كبيرة من المخترعات والمبتكرات التي تتمخض عنها جهود الطلاب ولا غرابة أن ظفر هؤلاء المخترعون الشباب بمكافآت مجزية على اختراعاتهم القيمة..

ويظهر في الصورة ساقا أحد أولئك المخترعين واسمه مارك وهرير، ويظهر معه حامل الأمتعة الإلكتروني الذي اخترعه.. والذي نال عليه الجائزة الأول في معرض تولسا الأخير.. لاحظ أن الحامل يحمل الأمتعة ويسير بها وراء صاحبها في المحطات والمطارات تلقائيا وذلك وفق تعليمات الجهاز المثبت على إحدى قدمي صاحب الأمتعة.. فوق الكاحل.

قصار القامة أحوج إلى تخطيط
القلب من الطوال

اجتمع الاتحاد الأمريكي للقلب ( وأمراضه ) في شهر نوفمبر الماضي ( سنة 1991 ).. وفي مدينة بوسطن في الولايات المتحدة ودارت أبحاثه، كالعادة، حول العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب التاجية.. وإلى التعرض للنوبات القلبية إلا أن تلك الأبحاث ركزت في الاجتماع الأخير على عامل جديد قد لا يخطر ببال إنسان.. وذلك هو قصر القامة... أي أن قصار القامة من الرجال والنساء أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية من طوال القامة، وذلك بنسبة 70% أو يزيد.

وأول ما يذكر في هذا الصدد هو أن الحديث عن قصر القامة وطولها، فيما يتصل بأمراض القلب، ليس جزافا، ولا هو من نوع الحديث الفارغ الذي لا يستند إلى أساس علمي.. فهو حديث علمي بكل معنى الكلمة.. ويقوم على تجارب علمية عديدة أجراها فريق من علماء بوسطن.. وقد شملت تلك التجارب عشرات الآلاف من النساء والرجال.. وتمخضت عن النتائج التالية:

* يعتبر قصير القامة من بلغ طوله (5) أقدام و (7) بوصات أو دون ذلك.. ويعتبر طويل القامة من بلغ من الطول (6) أقدام وبوصة واحدة أو أكثر من ذلك... فهذا الطويل القامة أقل عرضة للنوبات القلبية من ذلك القصير القامة..

* ذلك أن كل بوصة فوق طول (5) أقدام و (7) بوصات تحد من احتمالات التعرض للنوبات القلبية بنسبة 3%.

* ويعلل علماء بوسطن تلك الظاهرة بالأوعية التاجية.. فهي أصغر وأكثر عرضة للانسداد في قصار القامة منها في الطوال..

على أن هؤلاء العلماء يؤكدون أن العوامل الأبعد أثرا من عامل الطول والقصر، إنما هي التدخين وارتفاع ضغط الدم وفرط الكولسترول في الدم..