النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية
|
|
النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية
من المكتبة العربية تأليف: الدكتور عبدالله الغذامي يثير الكتاب أسئلة عديدة حول أخلاقيات النقد والقراءة, ويربط الممارسة النقدية بعلوم التأويل ونقد الخطاب والطابع الاتصالي والتداولي للأدب, كما يقدم نقدا للمفاهيم الرئيسية الشائعة التي يرتكز عليها النقد العربي المعاصر, ويكشف أزمة النقد العربي الكامنة في سيطرة مفاهيم ترتبط بالأيديولوجية السياسية الداعية إليها. يمثل هذا الكتاب الصادر عن المركز الثقافي العربي في الدار البيضاء بالمغرب سنة 2000 تجربة فكرية رائدة في الفكر العربي المعاصر, لأنه يتخذ من دراسته للنصوص الأدبية أداة لتحليل الأنساق الثقافية العربية ونقدا للواقع العربي الراهن في أبعاده المختلفة, وذلك من خلال نموذج من الممارسة النقدية تسمى (النقد الثقافي), وهو منهج في النقد يرتكز على رأي يرى أنه ينبغي على الدراسة الأدبية ألا تكتفي بالتفسير الجمالي أو الشكلي أو دراسة الأسلوب, بل تتجاوز ذلك إلى معالجة التاريخ والدراسات الاجتماعية والفلسفة, لأن كلاً منها ينعكس في المصنفات الأدبيـة, والحـقيقة أن دراسة الأدب لا تستطيع أن تتجاهل البعد الثقافي والتاريخي والفلسفي, كما لا تستطيع الفلسفة مثلا أن تتجاهل كتابات الأدباء لأنها تجسد الثقافات المتداخلة في وعي الأمة التي تعبر عن شرائح اجتماعية متعددة والتي يختلف حضور هذه التيارات السياسية والاجتماعية تبعا لمدى قربها من الخطاب الثقافي الرائج أو السائد, وتقوم الأعمال الأدبية بالوظيفة الحفظية للتراث الحياتي اليومي الذي لم يدون وبالتالي تعتبر مصدرا للتعرف على فلسفة الحياة اليومية في مجتمع ما, وتقوم أيضا بالتعبير عن الكيانات الاجتماعية التي تقع على أطراف الخريطة السياسية والجغرافية للمجتمع العربي. مضامين الدراسة محدودة والكتاب ينبهنا إلى قضية شديدة الأهمية وهي أن النقد الأدبي السائد في المشهد الثقافي العربي يركز على الجوانب الشكلية في الأدب, ويبين مدى القصور في هذه الممارسات النقدية من حيث الموضوع والمنهج, فمن حيث الموضوع فإن الدراسات النقدية استبعدت ظواهر حياتية لافتة من الدراسة وتعبر عن المجتمع العربي في مرحلته الراهنة مثل الظواهر الحياتية المنتشرة كالأغاني والدراما البصرية وما تنتجه أدوات الاتصال المعاصرة مثل الإنترنت, مما جعل النقد يقتصر على ما تنتجه النخبة من نصوص وكتابات, وتتجاهل نص الحياة اليومية الفريد الذي يحفل بنصوص عديدة ويقدمها في لغات وأشكال مختلفة, ومن حيث المنهج ينتقد المؤلف اقتصار الدراسات الأدبية على البحث في معاني النصوص ودلالاتها, ويطالبها بأن تتعدى الوظيفة المباشرة لهذه الدراسات إلى مسائل جوهرية أهم من ذلك بكثير, ومن هذه المسائل: ما علاقة النصوص الأدبية والشعرية بالأنساق الثقافية العربية? بمعنى هل تبشر هذه النصوص بالتعبير عن طموحات المجتمع العربي في الحرية والعدالة والجمال أم هي ـ في حقيقة بعض اتجاهاتها ـ امتداد لبعض الأنساق الثقافية السابقة التي تتعارض مع قيم التقدم وكانت توجد في العصور التاريخية السابقة? ويطالب الدراسة الأدبية بأن تكشف عن الرؤى الظاهرة والمضمرة في النص الأدبي, وينبغي للنقد أن يطرح أسئلة من قبيل: علاقة ما يكتبه الناقد بالثقافة التي ينتمي إليها الكاتب, ولماذا يكتب الناس? وكيف ينمو الفكر ويتطور? وما هامش الحرية الذي يتمتع به الكاتب بالنسبة لبيئته وبالنسبة لماضيه وبالنسبة لرؤاه الذاتية? وما العلاقة بين الأفق الذي تطرحه النصوص والخيارات السياسية والاجتماعية للمجتمع العربي الراهن? ويبقى الكتاب دعوة لكي يتجاوز النقد الأدبي الحدود الضيقة التي تقصر تعاملها مع النصوص على الجميل والبلاغي. وقد بدأ المؤلف دعوته تلك في عام 1997. ويمثل الكتاب حلقة مهمة من مشروع نقدي طموح يحرص المؤلف على بنائه خلال كتبه السابقة وقد أوضح هذا في كتابه السابق, حين أعلن موت النقد الأدبي التقليدي, وميلاد النقد الثقافي, فليس هذا الكتاب وليد اللحظة أو منبت الصلة بمجمل مؤلفات عبدالله الغذامي وإنما هو جزء من مشروع طموح يهدف إلى جعل النقد الأدبي أداة فعالة في نقد الثقافة السائدة والذائقة النقدية المستهلكة, ولم يقصد المؤلف إلغاء المنجز النقدي العربي, وإنما الهدف هو تحويل الأداة النقدية من أداة لقراءة الجمالي الخاص وتبريره واستهلاكه, بغض النظر عن عيوبه النسقية, إلى أداة لنقد الخطاب الذي يجسده النص وكشف النسق الفكري الذي يعبر عنه, وقد اقتضى هذا من المؤلف أن يقوم بتقديم الجهود النظرية حول مفهوم النقد الثقافي وارتباطها بحقول معرفية عديدة جعلت الناقد يستفيد من علوم التأويل ونقد الخطاب وتحليله. وقد ساهم النقد الثقافي في مناقشة النصوص الأدبية بوصفها صورة عاكسة لبعض تيارات المجتمع, وأنه ينبغي الالتفات إلى نصوص أخرى مدونة وغير مدونة في الواقع العربي, وقد أدى هذا إلى توسيع مفهوم الثقافي ليشمل كل ممارسة يومية للحياة وما ينتج عنها من ظواهر أخرى, ويمكن لبعض هذه الظواهر أن تكون موضوعا للدرس الأدبي, الذي كان يقتصر على دراسة النصوص الأدبية وحدها, والتي تعبر عن شرائح المجتمع العربي ولكنها لا تعبر عن كل المجتمع. النقد الثقافي: نظرياً وتطبيقياً ولم يكتف المؤلف بالبعد النظري, وإنما قدم التحليل الإجرائي لنظرية النقد الثقافي, أي قدم الوسائل التي تجعل الممارسة العملية للنقد الثقافي ممكنة في قراءة النصوص ويعتبر الكتاب بمنزلة درس نظري وتطبيقي للنقد الثقافي, فقدم تحليلا للأنساق الثقافية العربية التي اتخذت من المظهر الجمالي شكلا لها, وتسربت عن طريقه إلى الوعي العربي المعاصر لكي تضمن لها الاستمرار والترسيخ مثل بعض النصوص الشعرية التي أصبحت نسقا يدعي التعبير عن الحداثة العربية في لحظتها الراهنة, ويقدم المؤلف نقدا لهذا النسق الشعري الذي يتمثل في شعر أدونيس ونزار قباني, وقد بين المؤلف أن جوهر الحداثة التي يبشران بها في الشعر ينطوي على نسق ثقافي قديم يرسخ مفهوم (الفحولة) ويكرس لتأكيد صورة الطاغية في المفهوم السياسي, لأن كلا منهما يجعل من ذاته المطلقة مرجعا رئيسيا في تكريس أيديولوجية الذات, ويدفع المؤلف تفسيره إلى درجة أبعد ويرى أن بعض الظواهر السياسية التي يعيشها الواقع العربي مثل وجود الطاغية السياسي قد ترجع إلى سيادة هذه الأنساق الثقافية التي تروج لها هذه الأشعار, والتي كان النقد الأدبي يقصر تعامله مع هذه النصوص على الأبعاد الجمالية دون أن يتطرق إلى الأنساق الثقافية التي تكشف عنها هذه الأعمال الأدبية. ويبين المؤلف أن هذه النصوص تكشف عن كثير من الممارسات الحياتية في الواقع العربي التي قد تتعارض مع الوعي النقدي بقضايا الواقع العربي والدليل على ذلك أن الأعمال النظرية لأدونيس وقباني تكشف عن نقد حاد للواقع الراهن يتفق معه المؤلف لكن أعمالهما الشعرية لا تؤدي إلى نفس النتيجة, ويبين لنا أن هذا يمكن كشفه من خلال النقد الثقافي. وإذا كان المؤلف قد اقتصر هنا على بعض النصوص الشعرية التي تعتمد في تقديم رؤيتها على الخطاب الجمالي والبلاغي فإنه قد وعدنا بتحليل النصوص الفكرية المعاصرة التي تعتمد على العقلانية في تقديم رؤيتها للواقع العربي ويكشف لنا عن الأنساق الثقافية التي تعبر عنها وذلك في دراسات قادمة. وهذا يعني أن عبدالله الغذامي قد طور من مهمة الناقد الأدبي ليجعل منه مفكرا اجتماعيا عن طريق ما يسميه بالناقد المدني الذي يجعل من الدراسات الأدبية مجالا لكشف الذات العربية, وتحليلا للخطابات والأنساق الثقافية المتداولة في الفكر العربي المعاصر, ومن هنا تنبع أهمية الكتاب. يتكون الكتاب من مقدمة وسبعة فصول, يقدم لنا في الفصل الأول تأريخا لمصطلح (النقد الثقافي) في الفكر الغربي وأدبياته, وكيف بدأت الدراسات الثقافية بالتحليل الاجتماعي للظواهر الثقافية ثم تطورت إلى نقد الثقافات الاستهلاكية والمسيطرة على الجماهير بفعل تطور أدوات الاتصال والإعلام وقدرتها على الهيمنة على البشر وإعادة صياغة وعيهم عن العالم. يستعرض المؤلف آراء المفكرين الذين اسهموا في بناء نظرية النقد الثقافي مثل مدرسة فرانكفورت ودورها في نقد الثقافة السائدة من خلال تحليل الظواهر الثقافية المختلفة مثل التلفزيون وأثره, وقد بين المؤلف أن النصوص الشعرية والأدبية لها طابع محدود في التأثير على المجتمع بالقياس للوسائل الأخرى في العصر الراهن. وقد تطور النقد الثقافي من نقد ثقافي إلى نقد المؤسسات التي تساهم في إنتاج الثقافة. كما كشف النقد الثقافي عن التعددية التي تنشأ داخل المجتمع الواحد نتيجة لتعدد الأنساق الثقافية التي تمثلها النصوص المتداخلة في نص الحياة اليومية, فنجد على سبيل المثال (ثقافة التلفزيون) في مقابل ثقافة الكتاب المقروء وهناك ثقافات أخرى تتعدد بتعدد وسائل الاتصال داخل المجتمع الواحد. رؤى الناقد وإزاء هذه التطورات تطور دور الناقد الأدبي ليصبح الناقد المدني الذي يرى في النصوص الأدبية وغير الأدبية تعبيرا عن التيارات المختلفة في الواقع اليومي وذلك من خلال الربط بين النصوص والأنساق الثقافية العربية, وهنا يتحول الناقد إلى مفكر سياسي مهموم بقضايا وطنه, ولديه آمال في تجاوز المجتمع لعثراته. وفي الفصل الثاني يقدم لنا المؤلف النظرية والمنهج الخاص بالنقد الثقافي, فيبين أن مفهوم النسق الثقافي يعني إحداث نقلة نوعية للفعل النقدي بحيث يكون نقلة في المصطلح والمفهوم والوظيفة والتطبيق وهذا يتأتى بتحليل النص بوصفه رسالة تقوم بوظيفة في النسق الثقافي من خلال تحليل المجاز والتورية الثقافية وتحديد نوع الدلالة التي ينطوي عليها النص وتحليل اللغة أو الجملة النوعية أو الثقافية والطابع المضمر في النص الذي يكشف عن المؤلف المزدوج, ويتحدد النسق عبر وظيفته, وليس عبر وجوده المجرد, ويهدف المؤلف من تحديد شروط للنص الجماهيري كشف حيل الثقافة في تمرير أنساقها تحت أقنعة ووسائل خافية, وأهم هذه الحيل هي الحيلة الجمالية التي من تحتها يتم تمرير أخطر الأنساق وأشدها تحكما فينا. وفي الفصل الثالث يبدأ في تحليل نظرية النقد الثقافي متوسلا بالتطبيق الإجرائي, فيقدم (النسق الناسخ واختراع الفحل) ويقصد به النسق الثقافي الذي يسقط الشعر من حسابه ويعمل على إبراز صورة الشاعر, وهذا يؤدي إلى تواري الخطاب الحر أو الخطاب العاقل وبروز الخطاب الذي يضخم من صورة الشاعر وتمجيد العقل الذاتي. وفي الفصل الرابع يين المؤلف كيف يؤدي تزييف الخطاب وتغير المنظومة الأخلاقية إلى ظهور نسق خطابي له جانبان أحدهما مضمر ويعبر عن تمجيد الطاغية الذي يظهر في نموذج (المتنبي) والشعراء الذين يمتدحون الملوك والسلاطين, والآخر صريح يعبر عن الجمالي والبلاغي. وإزاء هذا الدور الذي تقوم به بعض نماذج الشعر في تزييف الخطاب, وتمجيد ما هو رائج فان الصمت يصبح هو الطريقة الوحيدة المتاحة للتعبير عن نسقية المعارضة, وهذا ما يظهر في العنف الرمزي بأشكال مختلفة, وكان من الممكن للمؤلف أن يستزيد في الحديث عن جماليات الصمت التي تظهر في نصوص أخرى بوصفها تعبيرا عن الخطاب المقموع والمكبوت والمسكوت عنه في وجود سلطة ما, وهذا ما حاول المؤلف أن يقدمه في حديثه عن نسقية المعارضة في الفصل الخامس. وفي الفصل السادس يتخذ من الجاحظ نموذجا للحديث عن الجانب المضمر والجانب الصريح في النسق الثقافي الذي يمثله وذلك من خلال تحليل نص الجاحظ عن العصا وكيف يتعارض المتن مع الهامش, ويتوسل المؤلف بنماذج من التراث لتأصيل النسق الثقافي. ويقدم بعد ذلك (النسق المخاتل) الذي يجسد الخروج عن متن الخطاب الثقافي السائد, وفي الفصل السابع يقدم صراع الأنساق داخل الخطاب العربي المعاصر ويتمثل هذا في التعارض بين النسق الثقافي الذي يمثله نصا السياب ونازك الملائكة, والنسق الثقافي الذي مثله نصا أدونيس ونزار قباني, ويكشف عما بالنسق الأخير من تعارضات مع الحداثة, وكيف أنها تجسد الجميل الشعري وتجسد أيضا القبيح الثقافي, ويكشف عن الخطاب اللاعقلاني في هذه النصوص وبالتالي فهي ضد جوهر الحداثة وكان مشروعهما هو تغيير المجاز ولكن لم يغيرا الحقيقة, وقد ظلت أشعارهما تشير إلى حقيقة تمجيد الذات والطاغية. أهداف أخرى هذه بعض الملامح الرئيسية للكتاب, التي تثير أسئلة عديدة منها أسئلته عن أخلاقيات النقد والقراءة, بمعنى: ما مسئولية الناقد في قراءة النص? وهل هو مسئول عن العمى النقدي الذي تحدث عنه المؤلف, الذي يعني به توقف الناقد عند الجمالي فحسب دون أن يربطه بالنسق الثقافي الذي يعبر عنه? وهذه إشارة إلى موضوع جديد عن أخلاقيات القراءة التي يحسب بعض النقاد أنها غير واردة بالنسبة لهم, ولذلك فلا غرابة في أن تتحول بعض القراءات النقدية إلى تمجيد لبعض النصوص استجابة لهيمنتها الجمالية دون أن تتبين موقعها من الثقافة العربية بشكل عام أو مناقشة النسق الثقافي الذي يعبر عنه هذا النص أو ذاك, ولهذا فالكتاب دعوة لكي يتحمل الناقد مسئوليته الأخلاقية والسياسية والاجتماعية. ويسعى الكتاب إلى ربط الممارسة النقدية بعلوم التأويل ونقد الخطاب والطابع الاتصالي والتداولي للأدب, فالنقد تأويل للنص يهدف إلى أغراض معينة مثله مثل النص يتضمن رسالة ثقافية يريد نقلها للقاريء, وتتضمن الرسالة مستويات عديدة, والناقد مطالب بإن يكشف ـ عبر دراسته ـ عن هذه المستويات التي قد تتعارض مع ما يدعيه مؤلف النص من آراء, وقد بين المؤلف أن من يقدم نصا يدعي الحداثة قد يكشف تحليل نسقه الثقافي عن تعارضه مع قيم الحداثة والحرية والعقلانية. والكتاب يستفيد من العلوم الاجتماعية في فهم الطبيعة الاتصالية والتداولية للأدب, وذلك من خلال تحليل لغته, وفهم الجملة الثقافية التي ينطوي عليها النص, وهذا يتيح الانتقال من البلاغي إلى الثقافي ويمكننا من تحليل الخطاب الذي ينطوي عليه النص الشعري. ويقدم الكتاب نقدا للمفاهيم الرئيسية الشائعة التي يرتكز عليها النقد العربي المعاصر مثل أدبية الأدب والجمالية, ويكشف عن الخطاب النقدي في المشهد الثقافي العربي, ويبين أن إغفالها للنسق الثقافي الذي يعبر عنه النص يؤدي إلى نوع من العمى النقدي, ويجعل من النقد تبريرا للنص, وليس تحليلا له. ويشرح الكتاب أن أزمة النقد العربي تكمن في سيطرة مفاهيم بعينها ترتبط بالأيديولوجية السياسية التي تدعو إليها, ويريد المؤلف أن يربط النقد بالحياة على نحو ما فعل إدوارد سعيد في كتاباته النقدية التي لا تفصل بين النص والنسق الثقافي, وهو بذلك يريد للنقد أن يكون له دوره السياسي والاجتماعي, وتكون له مساهماته الجادة والعميقة في الفكر العربي المعاصر. إن تحليل عبدالله الغذامي للنقد ودوره يجعل من الدراسة الأدبية أداة أكثر أهمية من ذي قبل. لأنها ستكون أداة للنقد السياسي والاجتماعي للمشروعات التي تقدمها النخبة المثقفة.
|